كيف غيرت ميغان ماركل النظرة إلى الجينز؟

بعد أن ظهرت بفستان منه وجينفر لوبيز في حذاء عالٍ

ميغان ماركل وفستان من «كارولينا هيريرا» - من عرض إمليو دي لامورينا - من عرض جايمي واي هوانغ جنكينز للخريف - نجمة بوليوود بريانكا شوبرا وتنورة من الجينز
ميغان ماركل وفستان من «كارولينا هيريرا» - من عرض إمليو دي لامورينا - من عرض جايمي واي هوانغ جنكينز للخريف - نجمة بوليوود بريانكا شوبرا وتنورة من الجينز
TT

كيف غيرت ميغان ماركل النظرة إلى الجينز؟

ميغان ماركل وفستان من «كارولينا هيريرا» - من عرض إمليو دي لامورينا - من عرض جايمي واي هوانغ جنكينز للخريف - نجمة بوليوود بريانكا شوبرا وتنورة من الجينز
ميغان ماركل وفستان من «كارولينا هيريرا» - من عرض إمليو دي لامورينا - من عرض جايمي واي هوانغ جنكينز للخريف - نجمة بوليوود بريانكا شوبرا وتنورة من الجينز

كل الدلائل تشير إلى أن الدنيم أو الجينز سيحتل حيزاً مهماً في خزانة المرأة العصرية خلال الخريف والشتاء المقبل. فهذه الخامة لن تقتصر على بنطلون أو جاكيت الجينز؛ بل ستشمل قطعاً أخرى بعد مباركة دوقة ساسكس، ميغان ماركل، لها بظهورها بفستان يغطي نصف الساق وحزام يحدد الخصر من تصميم كارولينا هيريرا. هذه النقلة الجديدة للدنيم تدفعنا لرصد تعامل الموضة مع هذه الخامة منذ بداياتها المتواضعة إلى دخولها مجال الموضة الراقية.
ففي منتصف القرن التاسع عشر، وتحديداً في 20 مايو (أيار) 1873 حصل الأميركيان جاكوب ديفيس وليفي شتراوس على براءة اختراع للسراويل الجينز المصممة من نسيج الدنيم، الذي ظهر في وقت سابق لهذا التاريخ، بعد أن وضعا التصميم الأول للجينز بإضافة المسامير وشكل الجيوب المعروف حتى الآن.
في البداية، كان الجينز خامة تقتصر على عمال المناجم، ثم طبقة العمال والمزارعين بشكل عام؛ لأنهم كانوا يحتاجون إلى ارتداء ملابس متينة يمكن أن تتحمل الطبيعة القاسية، ونوع الأعمال البدنية التي يقومون بها. وظل مقتصراً على هذه المهمة حتى بدايات الخمسينات من القرن العشرين، بدأ الجينز يتسلل ليكون صيحة رائجة بفضل نجوم السينما، مثل مارلون براندو وجيمس دين. وهنا بدأ يتحول من مفهوم السروال المتين والعملي إلى مفهوم التمرد، وهو ما جعله مرفوضاً في المدارس وبعض الأماكن العامة. في ذلك الوقت كان الجينز أكثر رواجاً بين الرجال، ولم تكن تتصور المرأة الأنيقة أن تعانقه يوماً بالأحضان. في عام 1935 خرجت علامة جينز «ليفايز» Levi›s بتصميم للنساء على صفحات مجلة «فوغ» لأول مرة، لكنه لم يشهد رواجاً إلا بعد أن ظهرت به مارلين مونرو في فيلمها the river of no return «نهر اللاعودة» 1954، ثم أعادت الكرة في فيلم «ذي ميسفيتس»، ليتحول بين ليلة وضحاها إلى صيحة نسائية، ولا سيما بعد اعتماده من قبل بعض نجمات أخريات، مثل الممثلة الفرنسية بريجيت باردو التي كانت صاحبة الفضل في ظهور صيحة الـ«تي شيرت» الأبيض مع الجينز الأزرق، التي تحولت بدورها إلى صيحة كلاسيكية إلى الآن.
منذ ذلك الحين لم يختف الجينز من المشهد على الإطلاق، بل أصبح موضة تعبر عن كل حقبة حسب معاييرها واتجاهاتها، فنرصد في أوائل ستينات القرن الماضي ظهور صيحة الفلير Flair، أي جينز بخصر ضيق وأرجل فضفاضة بعد أن كان مقتصراً على القصة التقليدية التي تسمى box. وفي أواخر الستينات وتحديداً في عام 1969 طرحت علامة «ليفايز» درجات فاتحة من الجينز، فلم يعد مقتصراً على الأزرق الداكن كما كان في السابق. هذا لا يعني أن يخرج عن إطار اللون الأزرق المميز، وبخاصة أن هناك سبباً تاريخياً وتقنياً وراء ارتباط الجينز بهذا اللون، فمنذ بداية ظهوره منذ أكثر من 140 عاماً تمت صباغته بصبغة النيلي الطبيعية؛ لأنها لا تخترق النسيج القطني مثل باقي الأصباغ، لكنها تستقر فوق الطبقة الخارجية فقط للنسيج. وهذا ما يفسر اللون الأزرق للجينز من الخارج، بينما يبقى بالأبيض المميز لخطوط القطن من الداخل. وظلت هذه الطريقة أحد أصول صناعة الجينز. وتاريخ الجينز يفسر أنه منذ البداية كان اختياراً شعبياً، باركته دور الأزياء العالمية في وقت لاحق، فقال عنه المصمم الراحل جياني فيرساتشي، بعد تقديمه مجموعة من الجينز مستوحاة من موسيقى الراب «أنا مقتنع بأن الجينز الذي ظهر كملابس للعمل هو مزيج رائع من الماضي والحاضر، وسيكون بمثابة موجة المستقبل» حسب مجلة «فوغ» في عدد نوفمبر (تشرين الثاني) 1988. وظلت لمسات كبار المصممين ترتقي بالجينز وتغير مكانته، فلم يعد مجرد بنطلون كلاسيكي بعد أن أدخلت عليه خيوط الليكرا المطاطة لتطوعه حسب اختيار كل مصمم ورؤيته. مع الوقت تحول من قطعة قماش للعمال إلى قطعة مُفعمة بالأنوثة، ولا سيما مع موضة بنطلونات الجينز الضيقة التي روّج لها المصمم الفرنسي هادي سليمان خلال الفترة التي قضاها في دار «ديور هوم».
ظلت الموضة تركز على البنطلون الجينز باعتباره الاختيار الأكثر رواجاً، ولم تأخذ نسيج الدنيم إلى قطع أخرى إلا على استحياء، ففي منتصف الثمانينات ظهرت السترات والقمصان المصممة من الدنيم الأزرق، لكن رواجها لم يضاهِ الجينز.
لكن، ورغم أن عروض الأزياء لا تخلو منه، فإنه ظل مقتصراً في الغالب على البنطلون أو القميص أو الجاكيت، وبين الحين والآخر قِطعٌ أُخر يجس بها المصممون نبض الشارع. أحياناً بتطريزه، وأحياناً بصياغة معاطف أو فساتين منه. كانت مبتكرة ولافتة للانتباه، لكنها لم تلهب الخيال أو تؤجج الرغبة فيها، لم تتمكن من أخذ هذا النسيج إلى مرحلة جديدة أكثر تنوعاً وثراءً. الآن، هي تُعول على ميغان ماركل التي ظهرت مؤخراً بذلك الفستان لدى حضورها مباريات كأس بولو سينتابيال، كان زوجها الأمير هاري طرفاً فيها. كان اختيارها الفستان مناسباً جداً بحكم أن المباريات كانت تجري في الهواء الطلق؛ الأمر الذي استدعى الحاجة إلى خامة قوية تقيها من أي مطبات يمكن أن تعترضها. لحسن الحظ، لم تكن هناك أي مطبات، بل العكس تماماً، أثار بلونه الأزرق الداكن وتصميمه الأنثوي الإعجاب. فرغم أنه لم يكن من الحرير أو الموسلين وغيره من الأقمشة المترفة، فإنه كان عصرياً بكل المقاييس. وظّفته الدوقة بذكاء ليعكس أسلوباً بدأت ترسخه منذ الإعلان عن علاقتها بالأمير البريطاني. للتخفيف من قوة قماشه أضافت إليه حزاماً يحدد الخصر ويكسر رتابة لونه وحقيبة بتوقيع دار «جى كرو»، ونظارة شمسية من مجموعة «مايكل كورس». وكانت النتيجة إطلالة موفقة للغاية، أكدت أن ميغان ماركل على العكس من كايت ميدلتون أكثر جرأة في اختياراتها، ولا تخاف أن تجرب الجديد.
لم تمر سوى أيام قليلة حتى تصدر الجينز وسائل التواصل الاجتماعي والمجلات. فقد ظهرت المغنية جينفير لوبيز بـ«بوت» مبتكر من الجينز، من تشكيلة دار «فيرساتشي» الأخيرة. بتصميمه المبتكر والمغرق في الجرأة، لا يمكن سوى تصنيفه بالصيحة التي سببت صخباً في عالم الموضة. فهو يمتد إلى الركبة ومزود بحزام وجيوب بحيث يبدو للوهلة الأولى وكأنه بنطلون واسع فقدت المغنية السيطرة عليه. اختلفت الآراء حوله، بين معجب وساخر، لكنه في كل الأحوال حصل على تغطيات إعلامية لا تُقدر بثمن. فقد نفذ من الأسواق رغم سعره المرتفع.
وتوافق منسقة الأزياء المصرية، يمنى مصطفى، على أنه ليس خياراً عملياً يناسب موضة الشارع، بقدر ما هو صرعة تغذي وسائل التواصل الاجتماعي وحاجتهم إلى منتجات غريبة تثير جدلاً. من جهة أخرى، فإنه يشير إلى أن مصممي الأزياء قرروا أن يستغلوا هذه الخامة التقليدية بشكل جديد وفي منتجات متنوعة. وتعلق يمنى أيضاً بأن «الجينز بشكل عام صيحة أطلت في الصيف وستبقى منتعشة في الخريف والشتاء الحاليين». وعن طريقة التنسيق المتصدرة المشهد تقول «إطلالة الجينز بالكامل قوية، وهي صيحة عادت من تسعينات القرن الماضي، والجديد فيها أن دور الأزياء الكبرى قدمت اختيارات مختلفة، تراعي الأناقة بكل صورها».
نجمة بوليوود بريانكا تشوبرا، وهي أيضاً صديقة دوقة ساسكس، ظهرت مؤخراً في تنورة من الجينز متوسطة الطول من علامة «كارولينا هريرا»، نسقتها مع قميص منقوش لتؤكد على أن التنورة الجينز التي كانت قد اختفت في التسعينات، عادت لتنافس البنطلون التقليدي. ثم نذهب إلى اختيار أكثر أناقة من مجموعة «فيكتوريا بيكهام» التي قدمت تصميماً لسترة عصرية من الجينز مع بنطلون باللون نفسه لتبدو وكأنها تايور عصري يجمع بين الكلاسيكية والعصرية.
وتعود يمنى مصطفى لتؤكد، أن الجينز لن يظل قطعة عملية للأبد؛ بل سيُصبح خياراً مهماً حتى في مناسبات السهرة والمساء. وتقترح «تنسيق بنطلون جينز بلون داكن مع قميص أبيض، يمكن أن يضفي إطلالة أنيقة، خصوصاً إن تم تنسيقه مع كعب عالِ بلون صارخ، مثل الأحمر أو الفوشيا، أو بنقشة النمر التي تتصدر موضة الخريف المقبل».
أما عن درجة لون الجينز الأكثر شعبية، فتقول إنه الأزرق الداكن، أي اللون الأساسي لهذه الخامة؛ لأنه قابل للتجديد بسهولة أكبر، ويظهر ذلك جلياً في تصاميم «كارولينا هريرا» و«رالف لورين» وغيرهما. وتشرح يمنى أن «الأزرق الداكن يناسب كل الأجسام ودرجات البشرة، كما أن تنسيقه مع لون قوي في حذاء وحقيبة أو مجوهرات يرتقي بأي إطلالة مهما كانت بساطتها. وهذا لا يعني أن تنسيق الأزرق الداكن مع درجة هادئة تحاكي لون البشرة أو الوردي البودري مثلما الذي ظهرت به ميغان ماركل غير مناسب. هو فقط يمنح إطلالة مختلفة أكثر هدوءاً واتزاناً.
فحسب قول رالف لوران الذي لا يشبع منه بحيث يظهر في معظم عروضه، إن لم نقل كلها، فإن سر نجاحه يكمن في طريقة تنسيقه مع باقي القطع. وهذا ما نجحت فيه دوقة ساكس بتنسيقه مع حزام ناعم وحذاء كلاسيكي.

> تشهد سوق الجينز انتعاشاً كبيراً في الولايات المتحدة الأميركية تحديداً. فالعالم الماضي سجل نمواً لم يشهده منذ عام 2013، أي بما يعادل 95 مليار دولار مقارنة بـ91 مليار دولار في العام الذي سبقه. وحسب الدراسات، فإن عشاق هذه الخامة أصبحوا يريدون تجربة تصاميم جديدة بعد سنوات طويلة من التصاميم الضيقة. وهذا ما لباه المصممون واستفادوا منه، بدءاً من دار «كالفن كلاين» التي قدم مصممها راف سيمونز في العام الماضي مجموعة من بنطلونات الجينز بقمصان من الخامة واللون كليهما. وبما أن ذلك كان في أول عرض قدمه للدار، فإنها حصلت على اهتمام كبير من قبل متابعي الموضة وعشاق راف سيمونز في الوقت ذاته. هذا العام أيضاً التحق به عدد من المصممين، مثل توم فورد الذي قدمه في سترات بلون داكن وأكتاف حادة وبنطلونات جينز واسعة، و«ماكسمارا» التي قدمته على شكل تايورات وهلمّ جرا من بيوت الأزياء. وكان من الطبيعي أن تتلقف محال الموضة الشعبية مثل «زارا» و«توب شوب» و«أيتش إن إم» هذا التوجه، وطرح تصاميم بأسعار تناسب ممن ليست لديهم القدرة لشراء قطعة بتوقيع توم فورد أو كالفن كلاين أو فيرساتشي.


مقالات ذات صلة

فؤاد سركيس يرسم لوحة ملونة بالالوان والتفاصيل في مجموعته لـ 2025

لمسات الموضة اعتمد المصمم على التفاصيل الجريئة حتى يمنح كل زي ديناميكية خاصة (خاص)

فؤاد سركيس يرسم لوحة ملونة بالالوان والتفاصيل في مجموعته لـ 2025

في أحدث مجموعاته لموسم خريف وشتاء 2025، يعيد المصمم فؤاد سركيس رسم هوية جديدة لمعنى الجرأة في الموضة. جرأة اعتمد فيها على تفاصيل الجسم وتضاريسه. تتبعها من دون…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة مصممة الأزياء التراثية علياء السالمي (الشرق الأوسط)

علياء السالمي... تحمل تقاليد الماضي إلى الحاضر

من قلب المملكة العربية السعودية؛ حيث تتلاقى الأصالة والحداثة، تبرز مصممة الأزياء التراثية علياء السالمي واحدةً من ألمع الأسماء في عالم تصميم الأزياء.

أسماء الغابري (جدة)
لمسات الموضة كانت روح ماريا تحوم في قصر غارنييه بكل تجلياتها (ستيفان رولان)

من عاشقة موضة إلى مُلهمة

كل مصمم رآها بإحساس وعيون مختلفة، لكن أغلبهم افتُتنوا بالجانب الدرامي، وذلك التجاذب بين «الشخصية والشخص» الذي أثَّر على حياتها.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة لم تحتج الدار يوماً إلى مدير إبداعي يرسم معالمها... لأن «نجمها الأول وعملتها الذهبية» هي أنسجتها (لورو بيانا)

«لورو بيانا»... تحتفل بمئويتها بفخامة تستهدف أصحاب الذوق الرفيع

لم تحتج الدار يوماً إلى مدير إبداعي يقودها ويحدد اتجاهاتها... فشخصيتها واضحة، كما أنها تمتلك نجماً ساطعاً يتمثل في أليافها وصوفها الملكي.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة النجمة المصرية نيللي كريم كما ظهرت في عرض هنيدة الصيرفي (هيئة الأزياء)

الرياض... لقاء الثقافة والأناقة

غالبية العروض في الدورة الثانية من أسبوع الرياض منحتنا درساً ممتعاً في كيف يمكن أن تتمازج الثقافة والهوية بروح الشباب التواقة للاختلاف وفرض الذات.

جميلة حلفيشي (لندن)

5 أشياء تدين بها صناعة الموضة العربية لإيلي صعب

كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)
كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)
TT

5 أشياء تدين بها صناعة الموضة العربية لإيلي صعب

كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)
كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)

انتهى عرض إيلي صعب في الرياض، أو الأحرى احتفالية «1001 موسم من إيلي صعب» بمرور 45 على انطلاقته في بيروت، ولم تنته ردود الأفعال. فالعرض كان خيالياً، شارك فيه باقة من نجوم العالم، كان القاسم المشترك بينهم إلى جانب نجوميتهم وشعبيتهم العالمية، حبهم لإيلي صعب... الإنسان.

كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)

المهتمون بالموضة، من جهتهم، يكنون له الاحترام، لرده الاعتبار لمنطقة الشرق الأوسط بوصفها تملك القدرة على الإبهار والإبداع. طبعاً تقديم العرض الضخم بدعم الهيئة العامة للترفيه ضمن فعالية «موسم الرياض 2024» كان له دور كبير في إنجاح هذه الفعالية. فقد توفرت كل اللوجيستيات المطلوبة لتسليط الضوء على أيقونة عربية لها تأثير كبير على الساحة العربية والعالمية، نذكر منها:

1-أول عربي يقتحم باريس

عرضه لخريف وشتاء 2024 ضمن عروض «الهوت كوتور» كان لوحة رومانسية من «ألف ليلة وليلة» (إيلي صعب)

هو أول من وضع الموضة العربية ضمن الخريطة العالمية بوصفه أول مصمم عربي يخترق العالمية وينافس كبار المصممين بأسلوب شرقي معاصر. استقبلته باريس بالأحضان ودخل البرنامج الرسمي لـ«هوت كوتور» من باب الفيدرالية الفرنسية للموضة كأول مصمم عربي مُبدع. فالصورة المترسخة في أذهان خبراء الموضة العالميين عن المصممين العرب في الثمانينات من القرن الماضي أنهم مجرد خياطين يقلدون إصداراتهم. كان عز الدين علايا الاستثناء الوحيد قبله.

2-احترام المرأة العربية

من تشكيلته لخريف وشتاء 2024... أزياء تتميز بالرومانسية وسخاء التطريز (إيلي صعب)

هو من فتح عيون الغرب، ليس على قدرة المرأة العربية الشرائية فحسب، بل وعلى تأثيرها على المشهد الإبداعي، بالتالي رد لها اعتبارها. فرغم أنها ومنذ السبعينات تُنعش قطاع «الهوت كوتور» كزبونة متذوقة ومقتدرة، فإنها لم تحصل على الحظوة نفسها التي كانت تتمتع بها مثيلاتها في الولايات المتحدة الأميركية مثلاً. نجاحه في الثمانينات وبداية التسعينات يعود إلى هذه المرأة، التي أقبلت على تصاميمه، وهو ما استوقف باقي المصممين، وفتح شهيتهم لدخول «الهوت كوتور» ومخاطبتها بلغة أكثر احتراماً. دار «فيرساتشي» مثلاً أطلقت خطها في عام 1989، فيما أطلق جيورجيو أرماني خطه «أرماني بريفيه» في عام 2005 إلى جانب آخرين وجهوا أنظارهم شرقاً متسابقين على نيل رضاها.

3- ارتقى بمهنة التصميم

تحول إلى مدرسة قائمة بذاتها، كما تخرج على يده العديد من المصممين الشباب الذين نجحوا (إيلي صعب)

نجاحه غيّر النظرة إلى مهنة تصميم الأزياء في الوطن العربي، من المغرب الأقصى إلى الشرق. بدأ الجميع يأخذها بجدية أكبر، فلا المجتمع بات يراها قصراً على المرأة أو على الخياطين، ولا الرجل يستسهلها. أصبحت في نظر الجميع صناعة وفناً يحتاجان إلى صقل ودراسة وموهبة.

4-قدوة للشباب

من تشكيلته لـ«هوت كوتور خريف وشتاء 2024» (إيلي صعب)

تخرج على يده العديد من المصممين الشباب. كان قدوة لهم في بداية مشوارهم، ثم دخلوا أكاديميته وتعلموا على يده وفي ورشاته. كلهم يشهدون له بالإبداع ويكنون له كل الاحترام والحب. من بين من هؤلاء نذكر حسين بظاظا ورامي قاضي وغيرهم كثيرون.

5-اقتناع برؤيته الفنية

لم يغير جلده أو أسلوبه رغم كل التحديات. كان له رؤية واضحة تمسك بها وكسب (رويترز)

أكد للجميع أنه يمتلك رؤية خاصة لم يغيرها في أي مرحلة من مراحل تطوره. حتى الانتقادات التي قُوبل بها في باريس في البداية، واجهها بقوة وتحدٍ، ولم يخضع لإملاءاتهم لإرضائهم أو لتجنب هجماتهم الشرسة على شاب عربي يتكلم لغة فنية جديدة في عُقر دارهم. بالعكس زاد من جرعة الرومانسية وسخاء التطريز، وأعطاهم درساً مهماً أن الرأي الأول والأخير ليس لهم، بل للمرأة عموماً، والسعودية تحديداً. كانت خير مساند له بحيث أدخلته القصور والبلاطات، وجعلته ضيفاً مرحباً به في أعراسها ومناسباتها المهمة.