ماي تستعد لعلاقات أفريقية لمرحلة ما بعد «بريكست»

بعد لقاء رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوسا في كيب تاون تلتقي ماي نظيريها النيجيري والكيني في أبوجا ونيروبي اليوم وغداً (بلومبيرغ)
بعد لقاء رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوسا في كيب تاون تلتقي ماي نظيريها النيجيري والكيني في أبوجا ونيروبي اليوم وغداً (بلومبيرغ)
TT

ماي تستعد لعلاقات أفريقية لمرحلة ما بعد «بريكست»

بعد لقاء رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوسا في كيب تاون تلتقي ماي نظيريها النيجيري والكيني في أبوجا ونيروبي اليوم وغداً (بلومبيرغ)
بعد لقاء رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوسا في كيب تاون تلتقي ماي نظيريها النيجيري والكيني في أبوجا ونيروبي اليوم وغداً (بلومبيرغ)

تأتي جولة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي لأفريقيا في إطار مساعي المملكة المتحدة لدعم الشركاء التجاريين قبل التوصل إلى اتفاق بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي العام المقبل. واستهلت ماي جولتها بزيارة جنوب أفريقيا أمس (الثلاثاء)، حيث قالت إن هناك فرصاً كبيرة للاستثمار، بعد أن أعربت شركات بريطانية عن قلقها بشأن التداعيات السلبية المحتملة للخروج من التكتل الأوروبي على أعمالها. وتعد بريطانيا أكبر سادس شريك تجاري لجنوب أفريقيا عام 2017. وأعلنت ماي عن خطط لاستثمار 5 مليارات دولار في أفريقيا، وقالت إن إيجاد الوظائف يجب أن يكون «محور» الشراكة البريطانية - الأفريقية.
وقالت ماي، إن بريطانيا يمكنها تحقيق النجاح لدى خروجها من الاتحاد الأوروبي حتى إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق خروج. وأشارت ماي في حديثها للصحافيين على متن الطائرة التي أقلتها إلى جنوب أفريقيا، في أولى محطات جولتها التي تشمل ثلاث دول أفريقية وتستغرق خمسة أيام، مرتين إلى تصريحات رئيس منظمة التجارة العالمية روبرتو أزيفيد، الذي قال لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) الأسبوع الماضي، إن التجارة لن تتوقف إذا لم تتوصل بريطانيا والاتحاد الأوروبي لاتفاق. ونقلت وكالة «بلومبيرغ» للأنباء عن ماي القول «لقد قال إن وضع عدم التوصل لاتفاق لن يكون وضعاً سهلاً، لكنه أيضاً لا يعني نهاية العالم». وأضافت «لقد قلت منذ البداية عدم التوصل لاتفاق أفضل من التوصل لاتفاق سيئ».
وتأتي تصريحات ماي مناقضة للتوقعات المتشائمة التي أطلقها وزير الخزانة فيليب هاموند، الذي قال إن عدم التوصل لاتفاق مع الاتحاد الأوروبي سوف يخفض الإنتاج الاقتصادي المتوقع بنسبة 7.‏7 في المائة، كما سوف يزيد من أعباء الاقتراض الحكومي بواقع 80 مليار جنيه إسترليني بحلول عام 2033. ولدى سؤالها حول ما إذا كان يتعين عليها التوصل لتسوية مع الاتحاد الأوروبي من أجل ضمان دخول البضائع البريطانية للسوق الأوروبية الموحدة، لكن ليس الخدمات، أوضحت ماي أن هناك بعض القضايا التي لن تتنازل بشأنها. وأضافت «هناك أمور معينة أوضحت أنها غير قابلة للتفاوض، وأحد هذه الأمور وضع نهاية لحرية الحركة». وحول ما إذا كان نظام الهجرة في بريطانيا سوف يتغير بعد خروجها من الاتحاد، قالت ماي «بالطبع سوف يتغير لأن حرية الحركة سوف تنتهي».
ومع اقتراب موعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي المقرر في 29 مارس (آذار) المقبل، تحاول الحكومة البريطانية إظهار استعدادها لجميع الاحتمالات. وقد نشرت الحكومة البريطانية الأسبوع الماضي 24 وثيقة تظهر الاستعدادات لسيناريو عدم التوصل لاتفاق. وتطالب هذه الوثائق، التي تعد الأولى من ضمن 80 وثيقة يعتزم الوزراء نشرها، شركات الأدوية بتخزين الأدوية والمواطنين بالاستعداد لارتفاع أسعار البضائع الأوروبية. وأشارت ماي إلى أن الحكومة «تجري استعدادات لمثل هذا الموقف، حتى نستطيع النجاح»، مؤكدة أنها ما زالت تعتقد أن بريطانيا في إمكانها التوصل «لاتفاق جيد». كما تحدثت ماي عن الحاجة إلى استمرار المساعدة البريطانية لأفريقيا، وقالت «أريد أن أكون واضحة، المساعدات الأجنبية تجدي نفعاً».
وبعد لقاء يجمعها برئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوسا في كيب تاون، تلتقي ماي نظيريها النيجيري والكيني في أبوجا ونيروبي اليوم (الأربعاء) وغداً. كما ستزور جزيرة روبن، حيث سجن أول رئيس منتخب ديمقراطياً في جنوب أفريقيا نيلسون مانديلا سنوات طويلة خلال حقبة الفصل العنصري (الأبارتايد).
من جانب آخر، أعربت ماي عن دعمها خطط إصلاح ملكية الأراضي المثيرة للجدل في جنوب أفريقيا.
وقالت ماي إن «المملكة المتحدة تدعم منذ فترة إصلاح ملكية الأراضي... إصلاح ملكية الأراضي بشكل قانوني وبشفافية»، مضيفة أنها رحبت بالتأكيدات التي قدمها بالفعل رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوسا بأنه لن يكون هناك «سحق أو انتزاع».



لندن وطوكيو وروما تطلق مشروعها لبناء طائرة قتالية جديدة

تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
TT

لندن وطوكيو وروما تطلق مشروعها لبناء طائرة قتالية جديدة

تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)

اتفقت المملكة المتحدة وإيطاليا واليابان، اليوم الجمعة، على إنشاء شركة مشتركة لبناء طائرتها المقاتِلة الأسرع من الصوت، والمتوقع أن تجهز في عام 2035، في إطار برنامج يحمل اسم القتال الجوي العالمي «GCAP».

وأعلنت الشركات المصنّعة الثلاث المسؤولة عن تطوير الطائرة المقاتِلة، الجمعة، في بيان، أنها وقّعت على اتفاقية إنشاء الشركة التي تملك كلٌّ منها ثُلثها. والشركات هي: «بي إيه إي سيستمز (BAE Systems)» البريطانية، و«ليوناردو (Leonardo)» الإيطالية، و«جايك (JAIEC)» اليابانية، التي أنشأتها، على وجه الخصوص، شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة.

وأنشئت الشركة المشتركة، التي ستبدأ أنشطتها منتصف عام 2025، في إطار برنامج القتال الجوي العالمي الذي أُعلن في عام 2022 بالشراكة بين لندن وروما وطوكيو. وستحلّ الطائرة الضخمة ذات الذيل المزدوج على شكل حرف V محل طائرات «إف-2» (F-2) اليابانية ومقاتِلات يوروفايتر الإيطالية والبريطانية. ومن المتوقع أن يمتد عمرها الافتراضي إلى ما بعد عام 2070، وفقاً للبيان.

وفي حال احترام الجدول الزمني، الذي وضعه القائمون على المشروع، فإنها ستدخل الخدمة قبل خمس سنوات على الأقل من الطائرة التي يبنيها مشروع نظام القتال الجوي المستقبلي «SCAF» الذي تُنفذه فرنسا وألمانيا وإسبانيا.