السودان يجتاز أولى خطواته نحو إنشاء محطة نووية

السودان يجتاز أولى خطواته نحو إنشاء محطة نووية
TT

السودان يجتاز أولى خطواته نحو إنشاء محطة نووية

السودان يجتاز أولى خطواته نحو إنشاء محطة نووية

أجازت بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في ختام زيارتها للسودان أمس، المرحلة الأولى لقيام محطة نووية لإنتاج الكهرباء في البلاد. وعقدت الوكالة ورشة عمل أول من أمس في الخرطوم، لمناقشة تقرير المراجعة المتكاملة للبنية التحتية لبرنامج السودان للتوليد النووي، وفق معايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وتأتي خطوة الوكالة بعد أن أعلن السودان بداية العام الجاري إكمال المسوحات الأولية لتحديد موقع محطة الطاقة النووية التي يعتزم تنفيذها، بالتعاون مع الوكالة الدولية، لإنتاج الطاقة الكهربائية.
ويعول السودان على الطاقة الذرية في إنتاج الكهرباء، التي يرتفع عليها الطلب بنسبة 14 في المائة في العام. وينتج السودان حاليا 3 آلاف ميغاواط سنوياً من الكهرباء، ويستورد من إثيوبيا 250 ميغاواط، لمقابلة الطلب المتزايد على الكهرباء في البلاد. وينفذ السودان حالياً خطة حتى عام 2031، لمقابلة الطلب المتزايد على الطاقة الكهربائية، تشمل بناء السدود ومحطات حرارية بالوقود البترولي والطاقات المتجددة، إلى جانب النشاط النووي السلمي.
وأجاز السودان أخيراً مشروع قانون للرقابة على الأنشطة النووية والإشعاعية من قبل المجلس الوطني (البرلمان). وبموجب القانون، كُونت لجان فنية لصياغة وتحديث لوائح الأمان والأمن النووي والإشعاعي.
وعقب الجلسة الأولى لاجتماع المراجعة المتكاملة للبرنامج النووي السوداني للوكالة الدولية للطاقة الذرية والمسؤولين بهيئة الطاقة الذرية السودانية، قال المهندس ناصر أحمد المصطفى، مدير الإدارة العامة للتوليد النووي بوزارة الموارد المائية والكهرباء لـ«الشرق الأوسط»، إن الاجتماع يهدف للمراجعة الشاملة للبرنامج النووي السوداني حسب معايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تتمثل في إعداد البنيات التحتية، ودراسة الجدوى، ومرحلة تنفيذ المشروع.
وأضاف المصطفى أن المرحلة الأولى التي اجتازتها بلاده لإعداد البنيات التحتية تحتوي على 19 عنصرا، تبدأ بالموقف الوطني، وترتيب المسائل القانونية. وأوضح في هذا الصدد أن السودان قطع شوطا بعيدا في مرحلة التعاقدات ودراسات الجدوى التي تستغرق نحو أربع سنوات لإعداد التعاقدات. وبين أن مرحلة تنفيذ المشروع تستغرق ما بين خمس إلى سبع سنوات، منوها بأن المحطات النووية غالبا يتم إنشاؤها بالقرب من الأنهار أو البحار، لاحتياجها إلى كميات كبيرة من المياه.
وأشار إلى أن الأمين العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أكد دعمه للسودان لإنشاء محطة نووية، حيث أشاد خلال الاجتماعات التي استضافتها الخرطوم بالمتابعة اللصيقة من قبل وزارة البيئة والموارد الطبيعية، لسير المشروع بكل أجهزتها ومؤسساتها.
وأوضح المصطفى أن الكادر السوداني مؤهل للقيام بهذه المهام، مشيرا إلى ابتعاث عدد كبير من المهندسين السودانيين لدراسة التوليد النووي في روسيا والصين ومصر، بجانب دورات تدريبية في مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية بفيينا، منوها إلى أن أبرز التحديات التي تواجه إنشاء محطة نووية متمثلة في التمويل.
وأشار إلى الجهود التي تقوم بها حكومته لتوفير التمويل لمشروع المحطة ودخول السودان في مناقشات مع روسيا والصين. وقال إن تقرير السودان تجري مراجعته نهائيا في الاجتماع، على أن تقدم الوكالة الدولية تقريرا مبدئيا خلال فترة أسبوعين، توطئة للتقرير النهائي الذي ينشر في موقع الوكالة الدولية للطاقة الذرية على الإنترنت.
من جهتها، أوضحت الدكتورة تابيتا بطرس، وزيرة الدولة بوزارة الموارد المائية والكهرباء، أن هناك تعاوناً بين السودان والوكالة الدولية للطاقة النووية فيما يتعلق بالبرامج والعمليات الفنية، وذلك منذ عام 1999. ولفتت الوزيرة إلى استمرار هذا التعاون، وأنه تم التخطيط لبرامج الطاقة الذرية في السودان، باستخدام أدوات الوكالة، ثم البدء في تنفيذ مختلف المشروعات الخاصة بالسلامة.
وأشادت الوزيرة بدعم الوكالة للسودان عن طريق إرسال فرق إشرافية لمراجعة استراتيجيات السودان فيما يختص ببرامج الطاقة الذرية، مؤكدة بذل السودان كافة الجهود لتطوير البنى التحتية في مجال الطاقة الذرية، بما يتماشى مع معايير الوكالة الدولية.


مقالات ذات صلة

آسيا شاشة تعرض إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً باليستياً عابراً للقارات خلال برنامج إخباري (أ.ب)

سيول: عقوبات على 15 كورياً شمالياً بسبب البرامج النووية والصاروخية لبيونغ يانغ

سيول ستفرض عقوبات مستقلة على 15 عاملاً كورياً شمالياً في قطاع تكنولوجيا المعلومات وكيان واحد، بسبب أدوارهم في الأنشطة الإلكترونية غير المشروعة.

«الشرق الأوسط» (سيول)
أوروبا صورة مركبة تابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية تعرضت لأضرار بسبب غارة بطائرة مسيرة على طريق في منطقة زابوريجيا في أوكرانيا 10 ديسمبر 2024 (رويترز)

مسيّرة تستهدف مركبة لوكالة الطاقة الذرية قرب محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا

قال مدير الطاقة الذرية إن مركبة تابعة للوكالة تعرضت لأضرار جسيمة بسبب هجوم بمسيرة على الطريق المؤدي إلى محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا، الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم العربي أعمال تنفيذ محطة الضبعة النووية (هيئة المحطات النووية المصرية)

مصر تؤكد انتظام العمل في المحطة النووية وفق الجدول الزمني

أكدت مصر انتظام العمل في «محطة الضبعة» النووية، وفق الجدول الزمني المخطط لها، وذلك بعد أيام من إعلان الحكومة التزامها بسداد جميع مستحقات الجانب الروسي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
أوروبا جانب من التجارب الروسية على إطلاق صواريخ لمحاكاة رد نووي (أرشيفية - أ.ف.ب)

ضابط روسي هارب: كنا على استعداد لتنفيذ ضربة نووية في بداية الحرب

قال ضابط روسي هارب إنه في اليوم الذي تم فيه شن الغزو في فبراير 2022 كانت قاعدة الأسلحة النووية التي كان يخدم فيها «في حالة تأهب قتالي كامل».

«الشرق الأوسط» (موسكو)

انخفاض غير متوقع في طلبات إعانة البطالة الأسبوعية الأميركية

يصطف الناس خارج مركز التوظيف في لويسفيل بكنتاكي (رويترز)
يصطف الناس خارج مركز التوظيف في لويسفيل بكنتاكي (رويترز)
TT

انخفاض غير متوقع في طلبات إعانة البطالة الأسبوعية الأميركية

يصطف الناس خارج مركز التوظيف في لويسفيل بكنتاكي (رويترز)
يصطف الناس خارج مركز التوظيف في لويسفيل بكنتاكي (رويترز)

انخفض عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة بشكل غير متوقع في الأسبوع الماضي، مما يشير إلى استقرار سوق العمل في بداية العام، رغم أن بعض العمال المسرحين لا يزالون يواجهون صعوبات في العثور على وظائف جديدة.

وقالت وزارة العمل الأميركية، الأربعاء، إن طلبات الحصول على إعانات البطالة الأولية في الولايات انخفضت بمقدار عشرة آلاف، لتصل إلى 201 ألف طلب معدلة موسمياً في الأسبوع المنتهي في الرابع من يناير (كانون الثاني). وكان خبراء اقتصاديون استطلعت «رويترز» آراءهم قد توقعوا 218 ألف طلب في الأسبوع الأخير. وقد تم نشر التقرير قبل يوم واحد من الموعد المقرر، حيث تغلق مكاتب الحكومة الفيدرالية، الخميس، تكريماً للرئيس السابق جيمي كارتر الذي توفي في 29 ديسمبر (كانون الأول) عن عمر ناهز 100 عام.

وعلى الرغم من أن طلبات الحصول على الإعانات تميل إلى التقلب في بداية العام، فإنها تتأرجح حول مستويات تدل على انخفاض حالات تسريح العمال، ما يعكس استقراراً في سوق العمل، ويدعم الاقتصاد الأوسع. وقد أكدت البيانات الحكومية التي نشرت، الثلاثاء، استقرار سوق العمل، حيث أظهرت زيادة في فرص العمل في نوفمبر (تشرين الثاني)، مع وجود 1.13 وظيفة شاغرة لكل شخص عاطل عن العمل، مقارنة بـ1.12 في أكتوبر (تشرين الأول).

وتُعد حالة سوق العمل الحالية دعماً لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، الذي قد يبقي على أسعار الفائدة دون تغيير في يناير، وسط عدم اليقين بشأن تأثير السياسات الاقتصادية المقترحة من إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب. وكان ترمب قد تعهد بتخفيض الضرائب، وزيادة التعريفات الجمركية على الواردات، فضلاً عن ترحيل ملايين المهاجرين غير المسجلين، وهي خطط حذر خبراء الاقتصاد من أنها قد تؤدي إلى تأجيج التضخم.

وفي ديسمبر، خفض البنك المركزي الأميركي سعر الفائدة القياسي بمقدار 25 نقطة أساس إلى نطاق 4.25 في المائة - 4.50 في المائة. ورغم ذلك، توقع بنك الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة مرتين فقط هذا العام، مقارنةً بأربعة تخفيضات كان قد توقعها في سبتمبر (أيلول)، عندما بداية دورة تخفيف السياسة. جدير بالذكر أن سعر الفائدة قد تم رفعه بمقدار 5.25 نقطة مئوية في عامي 2022 و2023 بهدف مكافحة التضخم.

ورغم أن عمليات التسريح لا تزال منخفضة مقارنة بالمعايير التاريخية، فإن عمليات التوظيف شهدت تباطؤاً، مما ترك بعض الأشخاص المسرحين يواجهون فترات طويلة من البطالة. وأظهر تقرير المطالبات أن عدد الأشخاص الذين يتلقون إعانات بعد الأسبوع الأول من المساعدة، وهو مؤشر على التوظيف، قد زاد بمقدار 33 ألف شخص ليصل إلى 1.867 مليون شخص معدلة موسمياً خلال الأسبوع المنتهي في 28 ديسمبر.

ويرتبط جزء من الارتفاع فيما يسمى «المطالبات المستمرة» بالصعوبات التي تتجاوز التقلبات الموسمية في البيانات. ومع اقتراب متوسط مدة البطالة من أعلى مستوى له في ثلاث سنوات في نوفمبر، يأمل الخبراء الاقتصاديون في تحسن الأوضاع مع نشر تقرير التوظيف المرتقب لشهر ديسمبر يوم الجمعة المقبل.

وأظهرت توقعات مسح أجرته «رويترز» أن الوظائف غير الزراعية قد زادت على الأرجح بحوالي 160 ألف وظيفة في ديسمبر، مع تلاشي الدعم الناتج عن نهاية الاضطرابات الناجمة عن الأعاصير والإضرابات التي قام بها عمال المصانع في «بوينغ»، وشركات طيران أخرى. وفي حين أضاف الاقتصاد 227 ألف وظيفة في نوفمبر، فإنه من المتوقع أن يظل معدل البطالة دون تغيير عند 4.2 في المائة.