اتفاق بين دمشق وطهران على «استمرار الوجود الإيراني»

TT

اتفاق بين دمشق وطهران على «استمرار الوجود الإيراني»

وقع وزيرا دفاع سوريا وإيران اتفاقية للتعاون العسكري والدفاعي بين البلدين، بحسب وسائل إعلام إيرانية أمس.
ونقلت وكالة أنباء «تسنيم» عن وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي قوله إن الاتفاقية تهدف إلى «تعزيز البنى التحتية الدفاعية في سوريا التي تعتبر الضامن الأساسي لاستمرار السلام والمحافظة عليه». وأضاف أن دمشق «تتخطى الأزمة وتلج إلى مرحلة هامة للغاية هي مرحلة إعادة البناء».
ويقوم حاتمي بزيارة تستمر يومين إلى دمشق حيث أجرى «مفاوضات مفصلة» مع نظيره السوري علي عبد الله أيوب والرئيس بشار الأسد، بحسب «تسنيم».
وأضاف حاتمي أن اتفاقية التعاون العسكري والدفاعي تسمح بمواصلة «الوجود والمشاركة» الإيرانية في سوريا.
وقدمت طهران دعما سياسيا وماليا وعسكريا لم ينقطع للأسد خلال الحرب المستمرة في سوريا منذ عام 2011.
وبعد ساعات قليلة من زيارة الوفد الإيراني، أفادت مصادر ميدانية بمشاهدة عدة أرتال تابعة لـ«حزب الله» اللبناني تغادر الأراضي السورية وتدخل الأراضي اللبنانية. وقالت المصادر إن «أرتالا من السيارات كانت تنقل عناصر من (حزب الله) وسلاحا متوسطا وثقيلا وترفع أعلام (حزب الله)، غادرت منطقة القصير التي يسيطر عليها (حزب الله)، في الريف الغربي بمحافظة حمص» القريبة من الحدود مع لبنان متجهة منطقة الهرمل في الأراضي اللبنانية عبر طريق ربلة - النزارية.
ولم تتضح بعد أسباب تحريك العناصر بالتزامن مع الاتفاق بين دمشق وطهران. وأهم بنود الاتفاق بحسب وزير الدفاع الإيراني «إعادة بناء القوات المسلحة والصناعات العسكرية الدفاعية السورية لتتمكن من العودة إلى قدرتها الكاملة» كما أكد حاتمي على أن «حزب الله» «منظمة مستقلة، وبات يتمتع بقدرات أفضل من السابق في المجالين السياسي والدفاع عن لبنان حيث لديه دور فعال».
وكان وزير الدفاع الإيراني، أمير حاتمي، بدأ الأحد زيارة تستغرق يومين إلى دمشق، التقى خلالها رئيس النظام السوري بشار الأسد، وعددا من كبار المسؤولين العسكريين.
في غضون ذلك، واصل النظام السوري إرسال تعزيزات عسكرية إلى جبهة إدلب شمال سوريا، وقالت جريدة «الوطن» القريبة من النظام، إن قوات النظام وصلت إلى محيط قرية «الجيد» في ريف حماه الشمالي في طريقها إلى إدلب وقد تزودت بالدبابات والمدفعية وراجمات الصواريخ. ولفتت إلى استقدام قوات النظام مسلحين سابقين لدى الميليشيات ممن أجروا مصالحات مع النظام في الغوطة الشرقية ودرعا وغيرها، بينهم 400 مقاتل من ريف حمص الشمالي.
وكان التلفزيون الرسمي السوري قد ذكر أول من أمس أن قوات النظام «بدأت بتوجيه ضرباتها لمواقع تنظيم (جبهة النصرة) والمجموعات المرتبطة به في بلدة الخوين بريف إدلب الجنوبي وفي بلدة (التمانعة) بريف إدلب الجنوبي والأطراف الغربية لقرية (الزكاة)؛ حيث تسعى قوات النظام إلى فتح عدة محاور دفعة واحدة بهدف السيطرة على المنطقة الشمالية بما فيها ريف اللاذقية المتصل مع ريف إدلب الجنوبي الغربي وريف حماة الغربي».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.