أميركا تتوصل لاتفاق تجاري جديد مع المكسيك وإلغاء نافتا

مفاوضو الولايات المتحدة والمكسيك في محادثات «نافتا» يتجهون إلى البيت الأبيض أمس (أ.ب)
مفاوضو الولايات المتحدة والمكسيك في محادثات «نافتا» يتجهون إلى البيت الأبيض أمس (أ.ب)
TT

أميركا تتوصل لاتفاق تجاري جديد مع المكسيك وإلغاء نافتا

مفاوضو الولايات المتحدة والمكسيك في محادثات «نافتا» يتجهون إلى البيت الأبيض أمس (أ.ب)
مفاوضو الولايات المتحدة والمكسيك في محادثات «نافتا» يتجهون إلى البيت الأبيض أمس (أ.ب)

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن اتفاق جديد مع المكسيك وإلغاء اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية (نافتا)، التي تشترك فيها كل من الولايات المتحدة والمكسيك وكندا. وترك الباب مفتوحاً للأخيرة للدخول في مفاوضات جديدة والتوصل إلى شكل جديد للتجارة بين الدول الثلاث.
وأوضح مسؤول بالبيت الأبيض أن الاتفاق مع المكسيك يفرض قواعد جديدة لصناعة السيارات وهو القطاع الذي أعطته إدارة ترمب أولوية قصوى في إعادة صياغة (نافتا).
وفي إعلان للاتفاق الجديد من داخل المكتب البيضاوي، قال ترمب للصحافيين أمس، إن «اسم نافتا لن يتم استخدامه بعد الآن للإشارة إلى اتفاق التجارة لأميركا الشمالية»، لأنه «أصبح له دلالة سيئة للولايات المتحدة التي أصيبت بأضرار بالغة منه لسنوات كثيرة».
ووصف الاتفاق الجديد مع المكسيك بـ«اتفاق عظيم للبلدين وللمزارعين والصناع». وأشار ترمب في حديثه إلى أن التفاهم مع المكسيك قد يمهد الطريق أمام كندا لإعادة الدخول في محادثات جديدة.
وفتح ترمب خط الاتصال التليفوني بينه وبين الرئيس المكسيكي انريكي بينا بنيتو ليكون صوت الجانبين واضحا للصحافيين وتبادل معه الكثير من عبارات المجاملة والتهنئة والتقدير. وقال لنظيره المكسيكي بأن المفاوضات كانت إيجابيه لكلا البلدين كما أبدى إعجابه بالطريقة التي عمل بها الرئيس بينا بنيتو والرئيس المنتخب املو الذي شارك في بعض المناقشات.
وحذر ترمب كندا قائلا: «بطريقة أو بأخرى سوف نتعامل مع كندا وستكون إما تعريفة على السيارات أو ستكون صفقة متفاوضا عليها وبصراحة التعريفة على السيارات أسهل بكثير وربما تكون أفضل أيضا بالنسبة لكندا».
وفي مؤتمر تليفوني قال جاريد كوشنر مستشار الرئيس ترمب الذي شارك في المفاوضات، إن هذا الاتفاق تاريخي وتم توقيعه في وقت قياسي بسبب التعاون المثمر مع الحكومة المكسيكية ومناقشة المشاكل التي يواجهها كل جانب وحققنا اتفاقا يحقق الربح لكلا الجانبين. وشدد كوشنر أن ترمب يحارب من أجل أميركا والشركات الأميركية وقد يكون حادا لكنه في النهاية عادل.
وخلال الشهور الماضية كرر ترمب تهديداته بالانسحاب من نافتا ما لم يتم التفاوض على تعديل العيوب بها، وأوضح مرارا أن اتفاق (نافتا) أدى إلى فقدان مئات الآلاف من الوظائف الأميركية ووصفها بـ«الكارثية». وتتعامل الدول الثلاث (الولايات المتحدة والمكسيك وكندا) تجاريا بأكثر من تريليون دولار سنويا بموجب اتفاقية نافتا.
ويعد الإعلان عن الاتفاق الجديد مع المكسيك تطورا هاما للمحادثات التي جرت طوال العام حول إصلاح اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية. ولم تشارك كندا في محادثات نافتا منذ يوليو (تموز) الماضي، فيما استمرت كل من المكسيك والولايات المتحدة في مفاوضات لحل الخلافات وإصلاح ما تراه إدارة ترمب عيوبا في الاتفاقية.
وسيتم التوقيع الرسمي على الاتفاق نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وستقوم إدارة ترمب بتسليم خطاب إلى الكونغرس حول تفاصيل الاتفاق، الذي سيتم توقيعه خلال 90 يوما.


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» بين خيارين صعبين في ظل اضطرابات سوق السندات

الاقتصاد مبنى بنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)

«الفيدرالي» بين خيارين صعبين في ظل اضطرابات سوق السندات

وضعت الاضطرابات الهائلة في سوق السندات بنك الاحتياطي الفيدرالي في موقف صعب للغاية، حيث يواجه خيارين حاسمين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الولايات المتحدة​ سفينة شحن تَعبر قناة بنما في سبتمبر الماضي (أ.ب)

«قناة بنما»: ما تاريخها؟ وهل يستطيع ترمب استعادة السيطرة عليها؟

يستنكر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، الرسوم المتزايدة التي فرضتها بنما على استخدام الممر المائي الذي يربط المحيطين الأطلسي والهادئ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد متداولون يعملون في بورصة نيويورك (أ.ب)

عائدات سندات الخزانة الأميركية تسجل أعلى مستوى منذ أبريل

سجلت عائدات سندات الخزانة قفزة كبيرة يوم الأربعاء، حيث سجلت عائدات السندات القياسية لمدة عشر سنوات أعلى مستوى لها منذ أبريل (نيسان) الماضي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد عضو مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر (أ.ب)

كبير مسؤولي «الفيدرالي» يواصل دعم خفض الفائدة رغم التضخم والتعريفات الجمركية

قال أحد كبار صناع السياسات في بنك الاحتياطي الفيدرالي إنه لا يزال يدعم خفض أسعار الفائدة هذا العام على الرغم من ارتفاع التضخم واحتمال فرض تعريفات جمركية

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد يصطف الناس خارج مركز التوظيف في لويسفيل بكنتاكي (رويترز)

انخفاض غير متوقع في طلبات إعانة البطالة الأسبوعية الأميركية

انخفض عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة بشكل غير متوقع في الأسبوع الماضي مما يشير إلى استقرار سوق العمل بداية العام

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الجنيه الإسترليني بأدنى مستوى منذ 2023 بعد فشل تدخل «الخزانة» في تهدئة الأسواق

أوراق نقدية من فئة خمسة جنيهات إسترلينية (رويترز)
أوراق نقدية من فئة خمسة جنيهات إسترلينية (رويترز)
TT

الجنيه الإسترليني بأدنى مستوى منذ 2023 بعد فشل تدخل «الخزانة» في تهدئة الأسواق

أوراق نقدية من فئة خمسة جنيهات إسترلينية (رويترز)
أوراق نقدية من فئة خمسة جنيهات إسترلينية (رويترز)

انخفض الجنيه الإسترليني إلى أدنى مستوى له منذ عام 2023 بعد فشل تدخل وزيرة الخزانة راشيل ريفز في تهدئة الأسواق.

وانخفضت العملة البريطانية بنسبة 0.9 في المائة إلى 1.226 دولار - وهو انخفاض حاد من أكثر من 1.27 دولار قبل أقل من شهر - في أكبر انخفاض له في ثلاثة أيام منذ ما يقرب من عامين.

وفي هذا الوقت، استمرت تكاليف الاقتراض الحكومي في الارتفاع، حيث وصل عائد السندات الحكومية لأجل 30 عاماً إلى أعلى مستوى له منذ عام 1998. وارتفع عائد السندات الحكومية القياسية لأجل 10 سنوات بمقدار ربع نقطة هذا الأسبوع وحده إلى أعلى مستوى له منذ عام 2008.

واستمر الانحدار يوم الخميس حتى بعد تدخل وزارة الخزانة لمحاولة استقرار الأسواق المالية يوم الأربعاء وسط مخاوف زائدة بشأن تأثير ميزانية السيدة ريفز، والقفزة في تكاليف الاقتراض.

وقد حاولت وزارة الخزانة رفض الاقتراحات بأن ارتفاع تكاليف الديون قد قضى على كل الحيز المتاح لريفز، وجعلها تنتهك قواعدها المالية، بوصفها «تكهنات محضة».

وطرح رئيس مجلس النواب سؤالاً عاجلاً في البرلمان بشأن الاضطرابات في الأسواق المالية البريطانية، وفق ما ذكرت صحيفة «تلغراف» البريطانية.

يأتي انخفاض الجنيه الإسترليني على الرغم من ارتفاع عائدات السندات، وهو مقياس لتكلفة الاقتراض الحكومي. وعادة ما تقدم عائدات السندات المرتفعة الدعم للعملة؛ لأنها تجذب المستثمرين لوضع أموالهم في هذا الاقتصاد.

وهذا يشير إلى أن المستثمرين فقدوا الثقة في قدرة الحكومة على إبقاء الدين الوطني تحت السيطرة، والقدرة على لجم التضخم وسط خطط راشيل ريفز للضرائب والإنفاق.

وقال كبير مسؤولي الاستثمار في «آر بي سي مانجمنت» مارك دودينغ: «الاقتصاد يدخل مرحلة الركود التضخمي»، وفق صحيفة «فاينانشيال تايمز».

كما تضرر الجنيه الإسترليني أيضاً من عودة الدولار للارتفاع، حيث عززت سلسلة من البيانات الأميركية الأخيرة ثقة المستثمرين في أكبر اقتصاد في العالم. وقال محللون في «براون براذرز هاريمان»: «تعكس عمليات البيع في الجنيه الإسترليني والسندات الحكومية تدهوراً في الآفاق المالية للمملكة المتحدة». وقد ارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس العملة مقابل سلة من ستة مؤشرات أخرى، بنسبة 0.1 في المائة الخميس. وتركت المستشارة راشيل ريفز لنفسها مساحة ضئيلة قدرها 9.9 مليار جنيه إسترليني مقابل قواعدها المالية المعدلة في الموازنة حتى بعد إعلانها عن حزمة زيادة الضرائب بقيمة 40 مليار جنيه إسترليني، التي تهدف إلى «مسح السجل النظيف» للمالية العامة. ومنذ ذلك الحين، أدت الزيادات في عوائد الديون الحكومية إلى تعريض هذا الحيز المتاح للمناورة في الموازنة للخطر. ويُشكّل مستوى عائدات السندات عاملاً مهماً في تحديد مساحة الموازنة نظراً لتداعياتها على فاتورة الفائدة الحكومية، التي تتجاوز 100 مليار جنيه إسترليني سنوياً. وقال محللون إن سوق السندات الحكومية قد تعاني من نوبة بيع أخرى يوم الجمعة، إذا كانت بيانات الوظائف التي تتم مراقبتها عن كثب في الولايات المتحدة ستدفع العوائد على سندات الخزانة الأميركية إلى الأعلى، مما سيجر معها السندات الحكومية. وقالت خبيرة استراتيجيات أسعار الفائدة في المملكة المتحدة لدى «تي دي سيكيوريتيز»، بوجا كومرا: «قد يتحول الأمر إلى حالة قاتمة للغاية بالنسبة للسندات الحكومية إذا رأينا جدول رواتب قوياً».

وقال المحللون إن عمليات البيع المتزامنة للسندات الحكومية والجنيه الإسترليني تحمل أصداء رد الفعل الذي أثارته الموازنة «المصغرة» لليز تروس في عام 2022، لكن يعتقد كثير من المستثمرين أن الوضع أقل إلى حد ما من أزمة السندات الحكومية قبل ثلاث سنوات.

وقال جيفري يو، استراتيجي أول في «بي إن واي»: «أتوقع أن تبدأ الأمور في الوصول إلى القاع... لقد حدث الانهيار بالفعل في السندات الحكومية العام الماضي. أنا لا أنكر وجود مشاكل في المملكة المتحدة، ولكن إجراء مقارنات مفاجئة مع عام 2022، أعتقد أن هذا أمر مبالغ فيه».