البرلمان الأوروبي يناقش إطار عمل لمزودي خدمة التمويل الجماعي

البرلمان الأوروبي يناقش إطار عمل لمزودي خدمة التمويل الجماعي
TT

البرلمان الأوروبي يناقش إطار عمل لمزودي خدمة التمويل الجماعي

البرلمان الأوروبي يناقش إطار عمل لمزودي خدمة التمويل الجماعي

تناقش لجنة الشؤون الاقتصادية والمالية بالبرلمان الأوروبي، الأربعاء، إعداد إطار عمل لمزودي خدمة التمويل الجماعي، لتمكين منصات التمويل الجماعي من تقديم خدماتها في جميع أنحاء أوروبا، وإلغاء التأمين المبكر للشركات.
وقال بيان للمؤسسة التشريعية الأعلى في الاتحاد إن هذا الاقتراح يأتي كجزء من خطة عمل لتحديث الخدمات المالية باستخدام التكنولوجيا.
وحسب تقارير إعلامية أوروبية، اقترحت مسودة قانون تحت الدراسة، مقدمة من لجنة الشؤون الاقتصادية والنقدية بالبرلمان الأوروبي، إنشاء لوائح جديدة للعروض الأولية للعملات الرقمية (ICOs)، وفقاً لوثيقة نُشرت الشهر الحالي.
وكتب البريطاني أشيلي فوكس، عضو البرلمان الأوروبي، مسودة تقريرية حول اللوائح المقترحة لمُشغلي مشاريع منصات التمويل الجماعي في أوروبا.
واستمر العمل بشأن لوائح التمويل الجماعي منذ العام الماضي، وقدمت المفوضية الأوروبية، وهي السلطة التنفيذية للاتحاد الأوروبي، اقتراحاً رسمياً في مارس (آذار) الماضي، بتفويضها لوضع إطار عمل لمنصات التمويل الجماعي.
ووفقاً لمسودة فوكس، يوفر الإطار فرصة لتنظيم مبيعات رموز العملات الرقمية. ويقول عضو البرلمان الأوروبي: «تعطي هذه اللائحة الفرصة لمكاتب العروض الأولية للعملات الرقمية التي ترغب في إثبات شرعيتها للتوافق مع متطلباتها. وفي حين لا توفر هذه اللائحة الحل لتنظيم سوق العروض الأولية للعملات الرقمية، فإنها تعد خطوة ضرورية للغاية نحو فرض المعايير والحماية في تحديد المكان المناسب لتدفق التمويلات المثالية لشركات التكنولوجيا الناشئة».
ويشير التقرير إلى أنه يجب السماح لمزودي خدمة التمويل الجماعي بـ«جمع رأس المال من خلال منصاتهم باستخدام بعض العملات الرقمية»، في حين تقدم العروض الأولية للعملات الرقمية «طرقاً جديدة ومبتكرة للتمويل»، يمكن أيضاً أن ينتج عنها مخاطر كبيرة في السوق، مثل «الاحتيال على المستثمرين، أو تعريضهم لمخاطر الاختراق».
ويبدو أن اللائحة المقترحة تنطبق فقط على المبيعات العامة التي تجمع أقل من 8 ملايين يورو، مع ذكر أنه «يجب على مقدمي خدمة التمويل الجماعي، الذين يرغبون في تقديم عروضاً أولية لعملات رقمية من خلال منصاتهم، الالتزام بالمتطلبات الإضافية المحددة بموجب هذه اللائحة. ومع ذلك، فإن الحالات الخاصة للعروض الأولية للعملات الرقمية، التي تجمع ما يزيد على 8 ملايين يورو، أو العروض الأولية التي لا تستخدم الطرف المقابل، لا تقع ضمن نطاق تلك المتطلبات».
وتتطلب هذه القواعد الجديدة وجود منصات لإنشاء سقف أو غطاء مالي لجهود التمويل الجماعي، ومتابعة بعض قوانين الأوراق المالية، وفقاً للوثيقة. وأكد فوكس أهمية تقديم بعض المبادئ التوجيهية التنظيمية لمجال العروض الأولية، مشيراً إلى أن «العروض الأولية للعملات تعمل، في الوقت الحاضر، في مجال غير منظم، والمستثمرون معرضون باستمرار لخطر النشاط الاحتيالي الجاري في هذه السوق».
ومن المفترض أن يصبح من الأسهل بالنسبة للشركات الناشئة والصغيرة جمع الأموال من خلال مبادرات التمويل الجماعي على مستوى الاتحاد الأوروبي، وذلك في ظل مقترحات كشفتها المفوضية الأوروبية في مارس الماضي، في إطار خطة لتعزيز الخدمات المالية التي تعتمد على التكنولوجيا. وقالت المفوضية إن «القواعد المختلفة لدى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، البالغ عددها 28 دولة، تجعل من الصعب على منصات التمويل الجماعي التوسع في أنحاء الكتلة الأوروبية التي تتخلف عن الاقتصادات الرئيسية الأخرى».
وقال نائب رئيس المفوضية، فالديس دومبروفسكيس، إن «الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي ترغب في تقديم ترخيص للتمويل الجماعي بالاتحاد الأوروبي، ليساعد في مواكبة المستثمرين والشركات من جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي، مما يعطي المزيد من الفرص للشركات ورجال الأعمال لتقديم أفكارهم لقاعدة أكبر من الممولين». وبالتالي، سيكون لدى رجال الأعمال الخيار من أجل توسيع خدماتهم في أنحاء السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي.



التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)

ارتفع معدل التضخم في السعودية إلى 2 في المائة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على أساس سنوي، مسجلاً أعلى مستوى منذ 15 شهراً، وذلك عطفاً على ارتفاع أسعار قسم السكن والمياه والكهرباء، والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة وأسعار أقسام السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة، مقابل انخفاض أسعار قسم النقل بنسبة 2.5 في المائة.

وعلى الرغم من ذلك الارتفاع فإن هذا المستوى جعل السعودية البلد الأقل ضمن مجموعة العشرين، في الوقت الذي عدَّه اقتصاديون معتدلاً نسبياً.

ووفق مؤشر الرقم القياسي لأسعار المستهلك، الصادر عن الهيئة العامة للإحصاء، الأحد، ارتفع قسم السكن والمياه والكهرباء والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة، وقد تأثر بارتفاع مجموعة الإيجارات المدفوعة للسكن 10.8 في المائة خلال نوفمبر الماضي، بسبب زيادة في أسعار إيجارات الشقق 12.5 في المائة.

المطاعم والفنادق

وكان لارتفاع هذا القسم أثر كبير في استمرار وتيرة التضخم السنوي لنوفمبر 2024، نظراً للوزن الذي يشكله هذا القسم، الذي يبلغ 25.5 في المائة، وفي السياق ذاته، ارتفعت أسعار قسم السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة خلال نوفمبر السابق، متأثرة بارتفاع أسعار المجوهرات والساعات بأنواعها والتحف الثمينة 23.7 في المائة.

وسجلت أسعار قسم المطاعم والفنادق ارتفاعاً بنسبة 1.5 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار الخدمات الفندقية والشقق المفروشة بنسبة 5.9 في المائة، أما قسم التعليم فقد شهد ارتفاعاً بنسبة 1.1 في المائة، متأثراً بزيادة أسعار الرسوم لمرحلتي المتوسط والثانوي 1.8 في المائة.

الأغذية والمشروبات

في حين سجلت أسعار الأغذية والمشروبات ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.3 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار اللحوم والدواجن، 1.9 في المائة. من جهة أخرى، انخفضت أسعار قسم تأثيث وتجهيز المنزل بنسبة 2.9 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الأثاث والسجاد وأغطية الأرضيات بنسبة 4.4 في المائة.

وتراجعت أسعار قسم الملابس والأحذية بنسبة 2.3 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الملابس الجاهزة 4.6 في المائة، وكذلك سجلت أسعار قسم النقل تراجعاً بنسبة 2.5 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار شراء المركبات بنسبة 3.9 في المائة.

تنويع الاقتصاد

وقال كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، الدكتور نايف الغيث، لـ«الشرق الأوسط»، إن ارتفاع معدل التضخم في المملكة إلى 2 في المائة خلال نوفمبر الماضي، مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق، يعكس التغيرات الاقتصادية التي تمر بها المملكة في إطار «رؤية 2030»، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط.

وبيَّن الغيث أن العامل الرئيسي وراء هذا الارتفاع كان قطاع السكن والمرافق، حيث شهد زيادة كبيرة بنسبة 9.1 في المائة. وكان لارتفاع أسعار إيجارات المساكن، وخصوصاً الشقق التي ارتفعت بنسبة 12.5 في المائة، الدور الأكبر في هذه الزيادة، موضحاً أن هذا القطاع يشكل 25.5 في المائة من سلة المستهلك، وبالتالي فإن تأثيره على معدل التضخم العام كان ملحوظاً.

ووفق الغيث، أسهم ارتفاع أسعار السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة في زيادة معدل التضخم، وأن هذا الارتفاع يعكس تغيرات في أنماط الاستهلاك وزيادة الطلب على بعض السلع والخدمات في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المملكة.

تحسين البنية التحتية

على الجانب الآخر، يرى كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، أن قطاع النقل شهد انخفاضاً بنسبة 2.5 في المائة، ما أسهم في تخفيف الضغط التضخمي إلى حد ما، وأن هذا الانخفاض قد يكون نتيجة لتحسن البنية التحتية للنقل وزيادة كفاءة الخدمات اللوجيستية، وهو ما يتماشى مع أهداف «رؤية 2030» في تطوير قطاع النقل والخدمات اللوجيستية.

وفي سياق «رؤية 2030»، يؤكد الغيث أنه من الممكن النظر إلى هذه التغيرات في معدلات التضخم كجزء من عملية التحول الاقتصادي الشاملة، مضيفاً أن الارتفاع في أسعار السكن، «على سبيل المثال»، قد يكون مؤشراً على زيادة الاستثمارات في القطاع العقاري وتحسن مستويات المعيشة.

وأبان أن الزيادة في أسعار السلع والخدمات الشخصية قد تعكس تنوعاً متزايداً في الاقتصاد وظهور قطاعات جديدة.

ولفت الغيث النظر إلى أن معدل التضخم الحالي البالغ 2 في المائة يعتبر معتدلاً نسبياً، ما يشير إلى نجاح السياسات النقدية والمالية في الحفاظ على استقرار الأسعار.