مقتل 4 قيادات حوثية في صعدة والساحل... والجيش يحرر مواقع جديدة في تعز

العقيلي يعد المنطقة العسكرية الثانية بتوفير احتياجاتها

TT

مقتل 4 قيادات حوثية في صعدة والساحل... والجيش يحرر مواقع جديدة في تعز

أعلنت قوات الجيش الوطني اليمني مقتل قيادات من صفوف ميليشيات الحوثي جراء قصف مدفعي شنته مدفعية الجيش على مواقعهم في مران، جنوب غربي محافظة صعدة، معقل الانقلابيين، بالتزامن مع إعلان الجيش سيطرته على مواقع جديدة شمال جبهة الشريجة بمحافظة تعز، وسقوط قتلى وجرحى من عناصر الميليشيات.
وقتل خلال اليومين الماضيين 3 من قيادات الحوثي البارزة في صعدة، علاوة على سقوط عدد من القتلى والجرحى من صفوف ميليشيات الحوثي بالتزامن مع إحراز قوات الجيش الوطني تقدمات ميدانية متسارعة في باقم.
ونقل الموقع الإلكتروني للجيش الوطني «سبتمبرنت»، عن مصدر عسكري ميداني تأكيده أن «القيادي في الميليشيات المدعو علي حسين شيبة باذلي لقي مصرعه مع عدد من مرافقيه إثر استهداف مدفعية الجيش موقعاً للميليشيا في منطقة طيبان مران».
وأوضح أن «المدعو باذلي يعتبر أحد المقربين لقائد الميليشيات الحوثية، ومن مؤسسيها، وكان - حينما قتل - في طريقه لزيارة أسر بمران، بتوجيهات زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي لتطمينهم بأنه لا خطر عليهم من المواجهات التي تدور حالياً في مران».
كما أكد المصدر أن «القيادي في الميليشيات المدعو جابر حسين أبو لحي، إلى جانب المشرفين الحوثيين المدعوين يحيى علي عقبي وعلي ناجي خلوفة، كانوا في الضربة المدفعية ذاتها».
وتخوض قوات الجيش بإسناد تحالف دعم الشرعية في اليمن معارك ضارية مستمرة منذ الثلاثاء الماضي، أحرزت خلالها تقدماً ملحوظاً في المعقل الرئيسي لزعيم الميليشيات الانقلابية مران.
جاء ذلك، بالتزامن مع إعلان قوات الجيش الوطني السيطرة على مواقع جديدة شمال جبهة الشريجة بمحافظة تعز، وسقوط قتلى وجرحى من ميليشيات الحوثي الانقلابية.
وقالت مصادر عسكرية إن قوات الجيش الوطني شنت هجومها على مواقع الجيش في الشريحة وحررت مواقع كانت خاضعة لسيطرة الانقلابيين بعد معارك عنيفة سقط على أثرها قتلى وجرحى من الانقلابيين.
وقال رئيس عمليات المنطقة العسكرية الرابعة وقائد جبهة حماله العميد محمد فريد، طبقاً لما أورده موقع الجيش، إن «قوات الجيش والمقاومة شنت هجوماً عنيفاً على مواقع الميليشيات الحوثية شمال الشريجة وتمكنت خلاله من تحرير جبل إسحر الاستراتيجي ومواقع أخرى في جبل الضواري الاستراتيجي».
وأضاف أن «الهجوم أسفر عن مقتل وجرح العشرات من عناصر ميليشيات الحوثي الانقلابية، إضافة إلى خسائر أخرى في المعدات القتالية»، مؤكداً أن «استعادة الجيش الوطني لهذه المواقع سيسهم في تأمين الطريق الرابطة بين مناطق مركز الضاحي والسحي بالخط العام التي هي مغلقة منذ أكثر من 4 أعوام، كما سيمكن قوات الجيش من تأمين الخط العام الرابط بين الشريجة الراهدة بتعز، وهو ما يمكن قوات الجيش من التقدم بسهولة ويسر»، لافتاً إلى أن المعارك لا تزال مستمرة على بعد 5 كلم من الراهدة باتجاه جبل الحمام المطل على بيت حاميم شمال الخط العام.
وفي جبهة الساحل الغربي، تواصل ألوية العمالقة عملياتها العسكرية وعمليات استكمال تطهير مديرية الدريهمي، جنوب الحديدة، ولا تزال الميليشيات الانقلابية تجعل من منازل المواطنين ثكنات عسكرية ومخازن أسلحة لها.
وقال مصدر في المقاومة التهامية لـ«الشرق الأوسط»، إن «الميليشيات الحوثية تواصل انتهاكاتها بحق المواطنين في المناطق التي لا تزال خاضعة لسيطرتها في الدريهمي، علاوة على اتخاذهم دروعاً بشرية وتحويل المنازل مخازن أسلحة وثكنات عسكرية، بالإضافة إلى اعتلاء أسطح المنازل لنشر قناصي الانقلابيين تحسباً لدخول قوات الجيش والمقاومة إلى المناطق ليتم بها قنص المواطنين قبل الجندي».
وأكد المصدر أن «الانقلابيين يواصلون إجبار المواطنين للمشاركة في القتال ومن يعارض ذلك يخرجونه وأهله من منزله ويهددون بتفجير المنزل أو يجعلون منه ثكنة عسكرية».
كما أكد «مقتل القيادي الحوثي الشيخ علي دماج البحر في جبهة الساحل ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ بالقرب من مديرية الدريهمي أثناء محاولاته تنفيذ هجوم على قوات الجيش شرق الدريهمي جنوب مدينة الحديدة».
إضافة إلى ذلك، أحبطت قوات الجيش الوطني في المنطقة العسكرية الخامسة هجوماً عنيفاً شنته ميليشيات الحوثي الانقلابية على مركز مديرية حيران بمحافظة حجة الحدودية مع السعودية، وجبل الكرس والمزارع، ما كبد الانقلابيين الخسائر البشرية والمادية، علاوة على سقوط قتلى وجرحى من الانقلابيين بغارات مقاتلات تحالف دعم الشرعية.
إلى ذلك، أشاد رئيس هيئة الأركان العامة اليمني اللواء الركن طاهر العقيلي بالانتصار والاستقرار الذي حققته حضرموت في معركتها مع التنظيمات الإرهابية، واعتبر ذلك «نموذجاً مشرفاً سينعكس على المناطق التي لا تزال تحت سيطرة الميليشيا الإرهابية الحوثية».
وأكد العقيلي في محاضرة له، أمس، بقيادة المنطقة العسكرية الثانية في المكلا أمام هيئة قيادة المنطقة والقيادات الأمنية، أن الفرصة اليوم مواتية لبناء اليمن بالشكل الذي يحلم به أبناء الشعب اليمني، داعياً اليمنيين إلى «الاستفادة من هذه الفرصة التي قد لا تتكرر».
واستعرض رئيس الأركان الأوضاع التي يشهدها اليمن وما أحرزته المؤسسة العسكرية من إنجازات منذ بداية معركة التحرير بدعم دول التحالف، مؤكداً أن المعركة ستمضي حتى النصر على الميليشيات الانقلابية.
وأكد العقيلي أن قيادة الجيش بعد اطلاعها على مقدرات وإمكانات واحتياجات المنطقة الثانية ستعمل على حل مشكلاتها وتوفير احتياجاتها، مذكراً «بتوجيهات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي التي تقضي بالاهتمام الكامل بحضرموت ووحداتها العسكرية التي تعد صمام أمان واستقرار للمحافظة ولليمن عموماً».
من جانبه، استعرض محافظ حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء الركن فرج سالمين البحسني الوضع الميداني والإداري في قيادة المنطقة ووحداتها واحتياجاتها، مشدداً على ضرورة إيلاء القيادة العسكرية اهتماماً أكبر بالمحافظة لضمان الأمن والاستقرار.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.