«الزوايا» الدينية في مرمى انتقادات نواب البرلمان المصري

تجدد المطالب بضرورة السيطرة عليها بعد تسلل جماعات متطرفة إلى بعضها

TT

«الزوايا» الدينية في مرمى انتقادات نواب البرلمان المصري

تقف «الزوايا» الدينية التي تنتشر في العاصمة المصرية القاهرة وفي ربوع البلاد، في مرمى انتقادات نواب البرلمان مجدداً، وتتمثل الانتقادات في تسلل الجماعات المتطرفة إلى بعضها. ما دعا النواب إلى المطالبة بضرورة إحكام السيطرة عليها. ويقول مراقبون إن «معظم الزوايا ترفع شعارات تحفيظ القرآن، ويعمل معظمها بلا رخصة قانونية، ويخالف بعضها قوانين البناء لأنها غالباً ما تكون أسفل البنايات، وأصبحت تشكل بؤر خطر، خصوصاً وسط ما تلوح به بعض الجماعات من إغراءات مادية وخدمات للمترددين».
وهنا تجدر الإشارة إلى أنه لا يوجد إحصاء رسمي يحدد عدد هذه «الزوايا»؛ بل تقدرها إحصاءات غير رسمية بنحو 120 ألف مسجد صغير، لا تتبع وزارة الأوقاف، وهي المسؤولة عن المساجد؛ لكن أغلبها يخضع لإشراف الأهالي أو بعض جماعات الإسلام السياسي. وسبق أن أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف المصري، أن «بعض «الزوايا» استخدمتها الجماعات الإرهابية خلال السنوات الماضية لنشر الأفكار المتطرفة»، كما رصدت تقارير أخرى انطلاق فتاوى التكفير من داخل بعضها. لذا قضت محكمة مصرية في مارس (آذار) عام 2016. بأحقية «الأوقاف» في ضم جميع المساجد الصغيرة والإشراف عليها.
وطالب عدد من أعضاء مجلس النواب (البرلمان)، وزير الأوقاف بإحكام السيطرة على «الزوايا»، مؤكدين أن «أصحاب الأفكار الغريبة على المجتمع بدءوا يتسللون لمثل هذه الزوايا، لإشباع رغباتهم والترويج لأفكارهم داخل المجتمع مرة أخرى، الأمر الذي يستدعي سرعة التعامل ووضع حلول قادرة على المواجهة».
الدكتور عمرو حمروش، وكيل اللجنة الدينية بمجلس النواب، يعتزم تقديم طلب إحاطة لوزير الأوقاف لمطالبته بتشديد الرقابة على «الزوايا» التي تستغلها الجماعات في نشر أفكارها، وكذلك إعطاء الدروس والخطب الفردية التي تحمل أفكاراً ليست بالجيدة. مشدداً على ضرورة تشديد الرقابة على المنابر وتغليظ العقوبات لردع أي مخالفات قد تحدث داخل هذه المساجد الصغيرة.
أما النائب شكري الجندي، عضو لجنة الشؤون الدينية بمجلس النواب، فطالب بضم الزوايا للأوقاف وتعيين إمام وخطيب لها يكون مسؤولاً عن أي شيء مخالف يحدث بداخلها، مؤكداً أن الزوايا انتشرت بشكل كبير وخصوصاً بالقرى.
بينما قالت النائبة أنيسة حسونة، عضو مجلس النواب، في طلب إحاطة للبرلمان، إن «الزوايا في المناطق العشوائية والشعبية انتشرت بشكل واسع، وتشهد عمليات ترويج للفكر الإرهابي، وغالباً ما يكون القائمون على هذه الزوايا من أنصار جماعة «الإخوان» التي تعتبرها مصر تنظيماً إرهابياً، ويستغلون الظروف الصعبة لشباب هذه المناطق، لإعادة صياغة عقولهم، وزرع بذور العنف والإرهاب داخلهم».
ويرى المراقبون أن «بعض الزوايا تتبع جماعة دينية محددة تتولى الإنفاق على كل شيء بداخلها، بدءاً من النظافة، وانتهاء براتب الخطيب الذي يشبع عقول الشباب والصغار بفكر تلك الجماعة، ليشبوا مؤيدين لها وطيعين للقيام بما يُطلب منهم، وهذه الزوايا تتبع إما «الإخوان»، أو الجماعة الإسلامية، أو جماعات متشددة مثل تنظيم «ولاية سيناء» الذي بايع «داعش» عام 2014».
ورغم قرار السلطات المصرية في عام 2014 حظر إقامة صلاة الجمعة في «الزوايا» الصغيرة، التي تقل مساحتها عن 80 متراً؛ إلا أن هذا القرار تم خرقه، ولا تزال «الزوايا» المقامة في الحواري والأزقة بالمناطق الشعبية خصوصاً في القاهرة الكبرى والإسكندرية، تقام داخلها الصلاة وتقدّم دروساً وخطباً. وقال مصدر مطلع في الأوقاف، إن «القرار لم ينفذ على أرض الواقع لصعوبة حصر «الزوايا» في ربوع البلاد، كثيراً منها يقيم صلاة الجمعة حتى الآن».
في المقابل، يقول بعض المترددين على «الزوايا» إنها «للصلاة والدروس الدينية الوسطية، وتقدم مساعدات للأسر الفقيرة؛ لكن هناك بعض الزوايا التي تحكم بعض الجماعات قبضتها عليها، تستغل الظروف الصعبة للمترددين عليها، لترويج الشائعات وبعض أفكارها».



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.