18 قتيلاً من «داعش» شرق الفرات... وقوات النظام تتراجع في البادية

استمر الهدوء الحذر، أمس، في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، في انتظار جلاء صورة التفاهمات التي لا يبدو أنها قد اكتملت بعد بين روسيا وتركيا في شأن التعامل مع الجماعات المتشددة المنتشرة فيها، وأبرزها «هيئة تحرير الشام» («جبهة النصرة» سابقاً). وفي ظل هذا الجمود الميداني على جبهات إدلب، وردت تقارير عن مقتل ما لا يقل عن 18 من عناصر «داعش»، غالبيتهم أجانب، في قصف جوي استهدف آخر جيوب التنظيم شرق سوريا، فيما أفيد بأن قوات النظام اضطرت إلى التراجع بعد هجمات وكمائن نصبها عناصر «داعش» في البادية السورية شرق محافظة السويداء بجنوب البلاد.
وأورد موقع وكالة «سمارت» السورية، في تقرير من السويداء، أن كمائن نصبها «داعش» أرغمت قوات النظام على «الانسحاب من مناطق تقدمت لها في منطقة تلول الصفا في البادية». ونقلت عن «مصادر محلية» أن قوات النظام استطاعت أول من أمس «التقدم في تلول الصفا والدخول إلى منطقة يطلق عليها (الجرف الصخري) خاضعة لسيطرة التنظيم، حيث جوبهت بمقاومة عنيفة»، مشيرة إلى مقتل ثلاثة وجرح ستة من القوات المهاجمة في مكمن نصبه «داعش».
وتابعت الوكالة المعارضة أن «قوات النظام اضطرت بعد ذلك للانسحاب من المساحات التي تقدمت لها وتراجعت إلى مناطقها في منطقة قبر الشيخ حسين في تلول الصفا».
وكانت وسائل إعلام سورية ذكرت قبل أيام أن قوات النظام سيطرت على كامل محافظة السويداء، بعد انحسار وجود «داعش» في مواقع بالبادية تتبع إدارياً لمحافظة ريف دمشق، بحسب ما أشارت إليه «سمارت». ومعلوم أن التنظيم كان قد خطف عشرات النساء الدرزيات في هجوم مفاجئ شنه أواخر الشهر الماضي على قرى نائية في أطراف البادية شرق السويداء، وما زال مصيرهن غير واضح حتى الآن، علماً أن «داعش» عرض مبادلتهن بأسرى من عناصره لدى النظام.
وفي شرق سوريا، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن ضربات نفذتها طائرات حربية يرجح أنها تابعة للتحالف الدولي، استهدفت بلدة السوسة الواقعة في الجيب الأخير لـ«داعش» في شرق نهر الفرات، ضمن القطاع الشرقي من ريف دير الزور، «تسببت بمقتل وإصابة عدد كبير من عناصر التنظيم».
وأشار «المرصد» إلى أنه «وثّق» مقتل ما لا يقل عن 18 من عناصر «داعش»، وغالبيتهم من جنسيات غير سورية، جراء ضربات استهدفت مكان وجودهم ضمن البلدة، داخل هذا الجيب المحاصر. كذلك أشار إلى وقوع جرحى وأضرار ودمار في ممتلكات مواطنين وفي البنى التحتية.
وبالتزامن مع هذه الغارات، أورد «المرصد» أن نحو 15 من عناصر «داعش» وغالبيتهم من جنسيات غير سوريا سلّموا أنفسهم إلى «قوات سوريا الديمقراطية» عند أطراف منطقة هجين، بعد فرارهم من المنطقة التي يسيطر عليها التنظيم.
وتستعد «قوات سوريا الديمقراطية» العربية - الكردية المدعومة بقوات خاصة أميركية لشن هجوم أخير يستهدف منطقة هجين وبلدات قريبة منها تشكّل آخر معقل لـ«داعش» شرق الفرات قرب الحدود العراقية.
وأعلن الجيش العراقي، مساء أول من أمس، أن مقاتلاته شنت غارات على مقر قيادة لـ«داعش» في محافظة دير الزور شرق سوريا، ما أدى إلى مقتل عدد كبير من عناصر التنظيم. وليس واضحاً إذا كان القتلى «الدواعش» الذين أشار إليهم «المرصد» في بلدة السوسة سقطوا نتيجة الغارات العراقية أم أنهم قُتلوا في غارات أخرى شنتها طائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
ولفت «المرصد» إلى أن طائرات التحالف الدولي ألقت في الأيام الماضية منشورات على مناطق سيطرة «داعش» شرق الفرات دعا فيها المدنيين إلى النزوح وعناصر التنظيم إلى الاستسلام، في مؤشر إلى قرب بدء الهجوم النهائي على آخر جيوب «داعش» في شرق سوريا.
في غضون ذلك، أعلن «المرصد» أن إطلاق نار سُمع في منطقة الطبقة بريف الرقة الغربي، مرجحاً أنه نجم عن هجوم نفذه مسلحون مجهولون على موقع لـ«قوات سوريا الديمقراطية». وتابع أن الحادث يأتي في أعقاب عمليات اغتيال جرت خلال الأيام والأسابيع الماضية في منطقة الطبقة وريفها، ضمن القطاع الغربي من ريف محافظة الرقة، والتي طالت عناصر من «سوريا الديمقراطية» وأشخاصاً آخرين. وقال إنه غير معروف إذا كان منفذو هذه الهجمات أعضاء في خلايا تابعة لـ«داعش».
وفي محافظة إدلب، سُجّل استمرار التهدئة إلى حد كبير على رغم حشود قوات النظام التي تستعد منذ فترة لشن هجوم واسع على هذه المنطقة التي تنتشر فيها أيضاً قوات تركية بالإضافة إلى فصائل سورية معارضة وأخرى متشددة على غرار «هيئة تحرير الشام». كما تنتشر في المحافظة أيضاً فصائل أخرى أجنبية مثل تنظيم «القاعدة» و«الجيش الإسلامي التركستاني».
وذكرت وكالة «سمارت» أن مسؤولاً أمنياً من «هيئة تحرير الشام» ومرافقه أصيبا أمس الجمعة بجروح نتيجة انفجار عبوة ناسفة زرعها مجهولون في مدينة إدلب. ونقلت عن شهود أن الانفجار استهدف سيارة المسؤول الأمني ويدعى «أبو بكر الراوي»، عند دوار «الكرة» في حي القصور.
وجاء استهدافه فيما أعلنت «هيئة تحرير الشام» أن عناصرها أعدموا ستة أشخاص متهمين بالانتماء إلى تنظيم «داعش» وزرع عبوات ناسفة. وأكد «المرصد السوري»، من جهته، «تنفيذ هيئة تحرير الشام عملية إعدام طالت 6 شبان معتقلين لديها بتهم الانتماء إلى خلايا» تابعة لـ«داعش»، موضحاً أنهم أعدموا «بإطلاق النار عليهم بشكل جماعي، بعد اتهامهم بزرع عبوات ناسفة وقتل المسلمين». وتابع أنه بإعدام هؤلاء يرتفع إلى ما لا يقل عن 72 عدد عناصر خلايا «داعش» الذين قتلوا منذ نهاية أبريل (نيسان) الماضي، مشيراً إلى أنهم «من جنسيات سوريا وعراقية وأخرى غير سوريا، ومن ضمنهم 35 على الأقل جرى إعدامهم عبر ذبحهم أو إطلاق النار عليهم بشكل مباشر بعد أسرهم، فيما قتل البقية خلال عمليات المداهمة وتبادل إطلاق النار بين هذه الخلايا وعناصر الهيئة (هيئة تحرير الشام).