مصرية تصنع قطعاً فنية من مخلفات البحر بالإسكندرية

تروّج ردينة أعمالها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وفي المعارض المختلفة

قطع فنّية من صنع ردينة من مخلّفات البحر المتوسط مثل الأخشاب والمعادن  -  ردينة مع منتجاتها الفنية
قطع فنّية من صنع ردينة من مخلّفات البحر المتوسط مثل الأخشاب والمعادن - ردينة مع منتجاتها الفنية
TT

مصرية تصنع قطعاً فنية من مخلفات البحر بالإسكندرية

قطع فنّية من صنع ردينة من مخلّفات البحر المتوسط مثل الأخشاب والمعادن  -  ردينة مع منتجاتها الفنية
قطع فنّية من صنع ردينة من مخلّفات البحر المتوسط مثل الأخشاب والمعادن - ردينة مع منتجاتها الفنية

استفادت فتاة مصرية، تقيم في مدينة الإسكندرية التي تقع على بعد 200 كيلومتر شمال القاهرة، من مخلّفات البحر المتوسط، مثل الأخشاب والمعادن وما يتركه الزوّار، لإعادة تدويرها وتحويلها إلى قطع فنية جميلة ومميزة لها طابع خاص يحاكي بيئتها، وترويجها على عملائها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وفي المعارض المصرية المختلفة.
ردينة طارق صاحبة الـ23 سنة، تهوى صناعة الأشغال اليدوية والتطريز منذ الصّغر، قادتها الصدفة إلى ابتكار نوع آخر من الفنون، حينما كانت تسير على شاطئ الإسكندرية، وجذبها شكل المخلفات التي يلفظها البحر من أخشاب ومعادن، وكذلك ما يتركه زوّار المدينة من مخلفات أخرى، لتقرر جمع هذه المخلفات، وهي تشعر من داخلها بأنّ هذه القطع الصّماء سيخرج منها عمل فني ذو مصدر جمالي، وتعيد صناعتها في شكل جذاب ذي طابع فني رائع.
تقول ردينة، المعيدة في كلية الآداب جامعة الإسكندرية، لـ«الشرق الأوسط»، إنّها تذهب إلى الشاطئ، وتحمل معها ما يمكنها حمله من مخلفات البحر، وتسير بها إلى منزلها وتنظفها أولاً، من ثمّ تضعها في الشّمس فترة حتى تجفّ من آثار المياه المتعلقة بها، ومن ثمّ تعمل على تطويع وتوظيف تلك المخلفات وتحويلها لصيحات فنية مبدعة، تأخذ طابع المياه والفنار والألوان الزرقاء في عروس البحر الأبيض المتوسط، مستخدمة في ذلك الألوان العادية والمسامير وفرش الألوان والشاكوش والمنشار.
التحقت ردينة بكلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية، وتخرجت منها عام 2017 بترتيب الثانية على الدفعة، لتُعين معيدة بالكلية في العام الحالي، وساعدها عملها بالجامعة في توفير الكثير من الوقت لتتفرغ لهوايتها، فهي تعمل ثلاثة أيام في الجامعة فقط، ومن ثمّ تتفرغ لجمع المخلفات والعمل على تحويلها إلى قطع فنية، في بقية أيام الأسبوع. وكان إعجاب العائلة بأعمالها الفريدة وتشجيع الأصدقاء لها مصدراً مهماً، بعث في نفسها طاقة إيجابية دفعتها إلى تطوير مهارتها.
مع الوقت تحوّلت هواية فتاة الإسكندرية التي بدأتها بشكل فعلي في عام 2013 إلى عمل يدرّ عليها ربحاً مادياً، من خلال الطلبات التي استقبلتها من متابعي عملها، وهواة الأشكال الفنية الفريدة، وكذلك المعارض التشكيلية التي بدأت تعرض فيها منتجاتها، الأمر الذي جعلها تستثمر هوايتها وتستفيد منها في إنتاج أعمال فنية مبدعة.
تُشارك ردينة منتجاتها بمعارض داخل الإسكندرية وخارجها، وتلقى قطعها إعجاباً من الزبائن الذين ألهموها أفكار صناعة منتجات جديدة. وتُحاول كذلك بثّ روح التجديد في أعمالها المتنوعة، من خلال آراء الأصدقاء والعائلة ومتابعة كل ما هو جديد في عالمها، حتى تستطيع خلق أشكال مبتكرة لأعمال أكثر جمالاً وعصرية، إلّا أنّ ما يعيقها هو أشكال المخلفات التي يطرحها البحر التي دائماً ما تكون كل قطعة مختلفة عن الأخرى، وهو ما يُجبرها على تطويع القطعة بشكلها التي خرجت به، لذلك لا يُمكنها أن تنفذ الشكل نفسه مرتين.
إلى ذلك، فإنّ نظرة الناس «السلبية» تجاه ردينة أثناء جمعها مخلفات البحر، هي أكثر شيء يؤرقها حالياً، لكنّها تتجاهل نظراتهم ولا تلتفت لما يقولونه، وتحاول جاهدة أن تنجز عملها في أسرع وقت حتى لا تتعرض لمضايقات من المتطفلين، «لن أقف لكل شخص ينظر لي نظرة غريبة، لأوضح له أمري، فأنا أتجاهل الأمر برمته».
إلى جانب هواية تشكيل منتجات مخلفات البحر، فلدى فتاة الإسكندرية هوايات أخرى، فهي تهتم بتطريز المشغولات وتصنيع أشكال مختلفة من المحافظ والحقائب الصغيرة وألعاب الأطفال من قطع القماش وكروت المعايدة وصناعة الإكسسوارات، كما أنّها تستفيد مما تصنعه من أعمال في منزلها.
الجدير بالذكر أن ردينة تعمل منفردة، كما أنّها لا تملك مكاناً لعرض منتجاتها، فما تصنعه من أشكال فنية يجري في منزلها، وتعمل على تسويق تلك المنتجات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتستعين بشركات الشّحن في نقل طلبات الزبائن إذا كانت خارج الإسكندرية، أمّا داخل المدينة، فتحرص على مقابلة زبائنها بنفسها، لإعطائهم نوعاً من الثقة في من يتعاملون معه، «أتمنى تطوير مشروعي والانتقال من مرحلة البيع عبر الإنترنت إلى إنشاء غاليري خاص بي أستطيع من خلاله عرض أعمالي الفنية» على حد تعبيرها.



أديل... هل هي النهاية حقاً أم أنها استراحة موسيقية وبداية هوليووديّة؟

المغنية البريطانية أديل خلال عرضها الموسيقي في لاس فيغاس والذي استمر سنتين (إنستغرام)
المغنية البريطانية أديل خلال عرضها الموسيقي في لاس فيغاس والذي استمر سنتين (إنستغرام)
TT

أديل... هل هي النهاية حقاً أم أنها استراحة موسيقية وبداية هوليووديّة؟

المغنية البريطانية أديل خلال عرضها الموسيقي في لاس فيغاس والذي استمر سنتين (إنستغرام)
المغنية البريطانية أديل خلال عرضها الموسيقي في لاس فيغاس والذي استمر سنتين (إنستغرام)

في وداع لاس فيغاس قبل أيام، بكت أديل أمام جمهورها الذي اعتاد أن يضرب معها موعداً أسبوعياً منذ سنتَين. ليست الدموع غريبةً على عروض الفنانة البريطانية، فهي معروفة بالعفويّة وفائض المشاعر، إلا أنّ لدموع فيغاس نكهة أخرى.

«ويكند مع أديل» هو العرض الغنائي المبهر الذي استثمرت فيه المغنية صاحبة الصوت الاستثنائي السنتَين الأخيرتَين من حياتها، والذي انتقلت من أجله إلى الولايات المتحدة. في الحفل رقم 100 والأخير، وبعد أن قدّمت جزءاً من قائمة الأغاني الـ20 الخاصة بهذا العرض، تحدّثت أديل إلى الـ4100 شخص الحاضرين وهي تبكي: «سأشتاق إلى هذا المكان وإليكم كثيراً. لا أعرف متى سأعود إلى الحفلات، لكنني طبعاً راجعة. فالأمر الوحيد الذي أجيدُه هو الغناء. غير أنني لا أعلم متى أريد أن أصعد إلى المسرح من جديد».

من الواضح أنّ عرض لاس فيغاس استنزفها كثيراً، وهي كانت قد أعلنت في وقت سابق من هذا العام أنها ستأخذ إجازة طويلة من الموسيقى بعد محطتها الأميركية. تحدّثت أديل (36 عاماً) إلى الإعلام الصيف الفائت قائلةً: «أشعر بأنّ خزّاني فارغٌ تماماً حالياً، ولا مخططات موسيقية لديّ على الإطلاق. أشتاق إلى حياة ما قبل الشهرة». وما كاد يمرّ شهر على هذا الإعلان، حتى عادت وتوجّهت إلى محبّيها بالقول: «لن أراكم قبل وقتٍ طويل جداً. أريد أن أستريح فحسب. أريد أن أعيش الحياة التي أمضيت السنوات الـ7 الأخيرة وأنا أبنيها».

من نوفمبر 2022 حتى نوفمبر 2024 غنّت أديل كل جمعة وسبت أمام 8000 شخص (إنستغرام)

لا موعدَ محدداً لعودة أديل إلى ملعبها المفضّل أي الموسيقى. إلا أنّ المؤكّد هو أن الستارة التي أُسدلت عليها لن يُعاد فتحُها قريباً. وفق ما أعلنت، ستنتقل الفنانة إلى حياةٍ أقلّ صخباً تمضي فيها مزيداً من الوقت مع ابنها أنجيلو (12 عاماً) وشريكها ريتش بول. ربما تُحقّق أحد أحلامها كذلك بأن تُنجب طفلاً ثانياً، وهي كانت قد أخبرت جمهورها من على خشبة المسرح بأنها ترغب بفتاةٍ هذه المرة. قد تتّجه كذلك إلى تنفيذ مشروعٍ مؤجّل وهو دراسة الأدب الإنجليزي.

إلا أن مصادر مقرّبة من أديل تحدّثت إلى صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، كاشفةً أنها خضعت خلال السنة المنصرمة لدروسٍ مكثّفة في التمثيل على يد أحد أشهر المدرّبين في هوليوود، كما أنها تبحث عن فرصٍ للانخراط في العمل السينمائي.

تحدّثت مصادر مقرّبة من الفنانة عن احتمال خوضها تجربة سينمائية في هوليوود (إنستغرام)

ليس من المستبعد إذن أن تفتح استوديوهات هوليوود أبوابها للمغنية البريطانية، كما فُتح باب أحد أبرز مسارح لوس أنجليس أمامها. من الواضح أنها شخصية محبّبة لدى الأميركيين، وقد شهدت على ذلك المقاعد الممتلئة في مسرح «كولوسيوم – سيزرس بالاس» في كل ليلتي الجمعة والسبت منذ نوفمبر 2022. ولم يقتصر الحضور على معجبي أديل من عامة الناس، بل انسحب على عدد كبير من المشاهير.

في طليعة مَن قصدوها، الفنانة سيلين ديون التي بُني هذا المسرح الأسطوري خصيصاً من أجل عرضها التاريخي الذي انطلق عام 2003. وقد جمعت بين الفنانتَين لحظات مؤثّرة لم تخلُ من الدموع أمام جمهور الحفل، مع العلم بأنّ ديون هي من أكثر المغنيات اللواتي تأثّرت بهنّ أديل.

على لائحة الشخصيات المعروفة التي قصدت العرض كذلك، المغنية ليدي غاغا والتي أثارت رهبة أديل وفق تعبير الأخيرة. ومن بين مَن حضروا الحفلات كلٌّ من جنيفر لوبيز، ونيكول كيدمان، وهيلاري كلينتون، وسامويل ل. جاكسون، وميريل ستريب، وكيم كارداشيان.

الممثلة الأميركية ميريل ستريب خلال حضورها إحدى حفلات أديل في لاس فيغاس (إكس)

لم يُثنِ هذا الالتفاف الجماهيريّ أديل عن قرارها الابتعاد عن الأضواء، مستعيدةً بذلك بعض فصول مسيرتها الفنية. فهي لطالما أخذت فواصل طويلة بين إصدارٍ موسيقيّ وآخر. ولعلّ الفاصل الزمني ما بين ألبومَيها الثالث والرابع كان الأطوَل، إذ امتدّ 6 سنوات برّرتها بأنها كانت منشغلة بالاعتناء بطفلها، كما أنها عانت في تلك الفترة من اكتئاب ما بعد الولادة.

بدأت رحلة أديل المضنية مع الاضطرابات النفسية منذ الصغر، فهي لم تختبر طفولةً عاديّة، إذ غادر والدها البيت إلى غير رجعة عندما كانت في الثانية من العمر، فتولّت والدتها تربيتها. ومع دخولها عالم الشهرة في الـ18 من عمرها، تعرّضت لحملات تنمّر على وزنها الزائد. حتى بعد أن خسرت 45 كيلوغراماً في غضون سنتَين، بقيَ شكلُها الخارجيّ الشغل الشاغل للرأي العام والإعلام.

في بداية مسيرتها تعرّضت أديل للتنمّر بسبب وزنها الزائد (رويترز)

أثّر ذلك بشكلٍ كبير على استقرارها النفسي، وفي حديثٍ مع مجلّة «فوغ» قالت مرةً إنّها شعرت وكأنّ جسدها تحوّل إلى غرضٍ تحدّث عنه الناس على مرّ 12 عاماً من مسيرتها الغنائية.

إلّا أنّ أبرز محطات أديل مع الاضطرابات النفسية كان ما بين 2018 و2021، وذلك على خلفيّة طلاقها من زوجها الأوّل سايمون كونيكي. تحدّثت في تلك الآونة عن عيشها في بيتٍ خالٍ من الفرح الحقيقي، كما فاتحت جمهورها بخضوعها لـ5 جلسات علاج نفسي في اليوم الواحد. أما أكثر ما آلمها وأحرجَها حينها، فكان تحوُّل طلاقها إلى عنوانٍ أوّل في الصحافة.

أديل مع شريكها الحالي ريتش بول وهي كانت قد انفصلت عن زوجها الأول عام 2019 (إنستغرام)

من على مسرح فيغاس، فتحت أديل قلبها من جديد لجمهورها بخصوص صحتها النفسية. «لقد عدتُ إلى العلاج النفسي كي أتمكّن من تقديم أفضل ما لديّ لكم. أحب أن أصنع الموسيقى، لكن ثمة ما يرعبني في الأداء المباشر أمام الناس». أضافت صاحبة جوائز الـ«غرامي» الـ16 وإحدى أكثر الفنانات مبيعاً حول العالم، أنها لطالما وضعت نفسها تحت ضغط أنّ كل ما تُقدّم يجب أن يكون مثالياً.

ذلك الصدق حول صحتها النفسية، والذي ترافق مع الكثير من العفويّة وخفّة الدم، وسّعَ قاعدة أديل الجماهيريّة. تماهى كثيرون معها لناحية الهشاشة النفسية، كما أنّ عدداً كبيراً من محبّيها تجرّأوا على خوض تجربة العلاج النفسي، بعد أن سمعوا إحدى أسطَع نجمات الأغنية تتحدّث عن معاناتها مع الاكتئاب بتلك الصراحة والبساطة.