«شوادر الأغنام» تحتل شوارع مصر قبل عيد الأضحى

رغم تحذيرات المسؤولين المصريين، للمواطنين والتجار بمنع إقامة «شوادر» لبيع أغنام وأبقار أضاحي عيد الأضحى المقبل بالشوارع العامة؛ حفاظاً على المنظر العام، والصحة والبيئة، فإن الشوادر باتت تسيطر على أجزاء كبيرة من الشوارع والميادين، وبخاصة بالمناطق الشعبية بمحافظات القاهرة الكبرى (القاهرة - الجيزة - القليوبية) وباقي عواصم المحافظات الأخرى، وهي ظاهرة متكررة في مثل هذا التوقيت من كل عام. ويسعى تجار المواشي والجزارون إلى تحقيق أرباح مناسبة، في هذا الموسم لتعويض نسبة تراجع البيع في الشهور الماضية بعد ارتفاع أسعار اللحوم والمواشي أكثر من مرة.
ورصدت «الشرق الأوسط» شوادر كثيرة في أحياء متعددة بمدينة الجيزة. وقال محمد حسن، جزار بشارع العشرين بمنطقة الملك فيصل، بالجيزة، لـ«الشرق الأوسط»: «نقيم شادراً لبيع الخراف كل عام، بجوار محل الجزارة، في شارع جانبي، ونقدم لهم غذاءً طوال النهار، والليل، حيث نحرسها في المكان نفسه؛ لأنه لا يوجد مكان آخر للمبيت». ولفت إلى تراجع عمليات البيع بسبب ارتفاع الأسعار والضغوط الاقتصادية في الآونة الأخيرة.
وأوضح أن أسعار الماعز تتراوح ما بين 2000 و4000 جنيه (الدولار الأميركي يعادل 17.8 جنيه مصري) بمعدل 65 جنيهاً للكيلو القائم، في حين تبدأ أسعار الخراف من 3000 وتصل إلى 5000 جنيه، بسعر 60 جنيهاً للكيلو القائم (الحي).
ولفت حسن إلى أن الأضحية الجيدة، يستحب ألا يكون عمرها أقل من عام، وأن تكون قرونها سليمة. ونصح بشراء الخراف ذات الفرو والجلد السليمة، مع التأكد من خلوهما من الفطريات والأمراض الجلدية.
وأصدر المهندس عاطف عبد الحميد، محافظ القاهرة، قراراً يحظر إقامة شوادر أغنام ومواشٍ في الشوارع الرئيسية والميادين، مع السماح بوجودها في المناطق المتطرفة والشوارع الداخلية، بشرط الحصول على ترخيص من رئاسة الأحياء لعدم إعاقة المرور، وتحرير المحاضر البيئية اللازمة للمخالفين. بجانب توقيع غرامة 5000 آلاف جنيه على كل من يذبح الأضحية في الشارع. ورغم صدور مثل هذه القرارات في السنوات الماضية، فإن ظاهرة الذبح في الشوارع لم تنته، بسبب ضعف الرقابة وغياب الموظفين في إجازات عيد الأضحى.
إلى ذلك، حذر أطباء بيطريون في مصر من خطورة انتشار الأغنام التي تتغذى من القمامة في الأسواق، وبخاصة في إقليم القاهرة الكبرى؛ إذ يحترف أصحابها خداع المواطنين قبيل العيد بنحو شهر أو 3 أسابيع، ويقومون بتنظيفها جيداً وقص فروها، وتقديم غذاء وأعلاف في شوادر موسمية، لتسهيل عملية بيعها رغم أنها تأكل من أكوام القمامة طوال العام، وبسبب تلك المظاهر، يُخدع الكثير من المواطنين الذين يحرصون على ذبح أضاحٍ كل سنة ويشترونها.
لكن بحسب السيد عطية (55 سنة) مقيم في الجيزة، فإن تلك العملية باتت مكشوفة للجميع، ولا سيما من الأهالي المقيمين في المناطق التي ترعى فيها الأغنام والماعز على القمامة؛ لأنهم يدركون جيداً أن معظم الأغنام بتلك المناطق كانت ترعى على القمامة طوال العام».
وأضاف لـ«الشرق الأوسط»، «بعد انتشار ظاهرة أغنام الزبالة في العاصمة، لا أشتري أي أغنام أو أضاحٍ من هنا، لكن أقوم بالسفر إلى مسقط رأسي، في محافظة الشرقية (شمالي شرق القاهرة)، لشراء الأضحية من هناك، من تجار مواشٍ معروفين، يغذون أغنامهم على الأعلاف والحشائش الطبيعية ومخلفات الزراعات الخضراء؛ لذلك تكون لحومها جيدة، وصالحة للاستخدام الآدمي».