تونس تستورد نصف احتياجاتها من المحروقات

TT

تونس تستورد نصف احتياجاتها من المحروقات

قالت المؤسسة التونسية للأنشطة البترولية (شركة حكومية) إن الإنتاج التونسي من الطاقة تراجع بنسبة 15 في المائة خلال الفترة الأخيرة، وإن البلاد باتت تستورد ما لا يقل عن 49 في المائة من احتياجاتها من المحروقات، وهو ما فاقم من عجز الطاقة.
ومن المنتظر أن تساهم استراتيجية الطاقات الجديدة والبديلة في تحسين أوضاع الطاقة في تونس مع دخولها حيز التنفيذ الفعلي.
ويساهم اعتماد تونس على استيراد احتياجاتها من المحروقات في الضغط على مواردها من النقد الأجنبي في ظل الارتفاع القوي لأسعار البترول عالميا، الذي تجاوز مستوى الـ70 دولارا للبرميل خلال الفترة الأخيرة، في حين أن ميزانية تونس للسنة الحالية اعتمدت سعرا مرجعيا لا يتجاوز حدود 54 دولارا.
وبين عامي 2016 و2017 ارتفع الطلب على الطاقة بنسبة 5.5 في المائة وزاد الطلب على النفط بنحو 6 في المائة وعلى الغاز بنحو 5 في المائة.
ولم تمنح تونس رخصا جديدة خلال الفترة الأخيرة للتنقيب عن المحروقات التقليدية، ولم يتجاوز عدد الرخص حدود 23 رخصة مع نهاية شهر يونيو (حزيران) الماضي، وكان عدد الرخص سنة 2014 نحو 52 رخصة قبل أن ينحصر العدد على أثر النزول الكبير الذي شهدته أسعار النفط على المستوى العالمي.
ويعود هذا التراجع في إسناد الرخص أيضا إلى ضرورة مصادقة مجلس نواب الشعب (البرلمان التونسي) على إجراءات منحها، ووجه المجلس اعتراضات على طرق الترخيص لما رآه من غياب في الشفافية واستنزاف للثروات الطبيعية في إجراءات المنح.
وفي هذا الشأن، قال سعد بومخلة، الخبير الاقتصادي التونسي، إن عدة أحداث إقليمية ساهمت في ارتفاع أسعار النفط من بينها الأزمة الإيرانية الأميركية ومشكلات وصول النفط إلى البلدان المستهلكة، وهو ما أثر على الوضع المالي في تونس حيث إن كل دولار زيادة في سعر برميل البترول ينعكس بنحو 120 مليون دينار تونسي (نحو 49 مليون دولار) على الميزانية التونسية.
وتوقع الخبير أن يؤدي هذا الواقع الاقتصادي الصعب إلى إقرار قانون مالية تكميلي في تونس لسد الفجوة واستعادة التوازن.
وكانت الحكومة التونسية قد رفعت سعر المحروقات بنسبة 4 في المائة نهاية شهر يونيو الماضي في إطار التعديل الآلي لأسعار المحروقات كل ثلاثة أشهر، وهو أمر متفق بشأنه مع صندوق النقد الدولي، وذلك في إجراء يهدف إلى محاولة احتواء عجز ميزان الطاقة الذي ارتفع خلال الأشهر الأربعة الأولى من السنة الحالية بنسبة 36 في المائة وقدرت قيمته بنحو 1.473 مليار دينار نحو (608 ملايين دولار).
وعلى مستوى الاستثمارات الأجنبية في قطاع الطاقة، فقد شهدت زيادة بنسبة 6.3 في المائة خلال شهر يونيو الماضي، وقدرت بنحو 526 مليون دينار تونسي (نحو 194 مليون دولار) وذلك من إجمالي استثمارات قدرت بنحو 1.1 مليار دينار تونسي (نحو 407 ملايين دولار).



دراسة لـ«المركزي الأوروبي»: المرونة الاستثنائية لسوق العمل قد لا تدوم

مبنى مقر البنك المركزي الأوروبي خلال غروب الشمس في فرنكفورت (رويترز)
مبنى مقر البنك المركزي الأوروبي خلال غروب الشمس في فرنكفورت (رويترز)
TT

دراسة لـ«المركزي الأوروبي»: المرونة الاستثنائية لسوق العمل قد لا تدوم

مبنى مقر البنك المركزي الأوروبي خلال غروب الشمس في فرنكفورت (رويترز)
مبنى مقر البنك المركزي الأوروبي خلال غروب الشمس في فرنكفورت (رويترز)

أظهرت دراسة للبنك المركزي الأوروبي أن المرونة الاستثنائية لسوق العمل في منطقة اليورو من غير المرجح أن تستمر، مع تراجع العوامل غير المتكررة التي أسهمت في تعزيز قوتها، على الرغم من عدم وجود مؤشرات على ضعف كبير في الأفق.

وسجل معدل البطالة أدنى مستوى تاريخي له عند 6.3 في المائة، في وقت استمرت فيه الشركات في التوظيف، وهو أمر يظل محيراً للبعض، خاصة في ظل الركود الذي شهده اقتصاد الكتلة العام الماضي؛ حيث تشير المؤشرات التاريخية إلى تزايد ضعف سوق العمل في مثل هذه الظروف الاقتصادية، وفق «رويترز».

وأشار البنك المركزي الأوروبي إلى أن التوظيف عادة ما ينمو بمعدل نصف معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي، لكن في الواقع تجاوز نمو التوظيف نمو الناتج المحلي الإجمالي منذ عام 2022.

وفي مقال في النشرة الاقتصادية، قال البنك المركزي الأوروبي: «كان أداء سوق العمل في منطقة اليورو استثنائياً بالنظر إلى التغيرات في الناتج المحلي الإجمالي». وأضاف: «تمكنت هوامش الربح المتزايدة من تمكين الشركات من الاحتفاظ بعمالها لفترة أطول من المعتاد، رغم تراجع الإيرادات».

لكن الآن، مع استقرار أسعار الطاقة، التي تعد من المدخلات الرئيسية في التكاليف، بدأت الأجور الحقيقية في الارتفاع لتلحق بالاتجاهات التاريخية، ما يقلل من الفجوة بين الناتج والتوظيف. كما أشار «المركزي الأوروبي» إلى أن مستوى «احتكار العمالة» قد بلغ ذروته في الربع الثالث من عام 2022، وأن قدرة الشركات أو رغبتها في الاحتفاظ بعمالها بدأت تتضاءل تدريجياً.

وأضاف: «من المتوقع أن يعود سوق العمل في منطقة اليورو إلى ارتباطه التاريخي بالناتج المحلي الإجمالي».

ورغم ذلك، لا يرى البنك المركزي الأوروبي أي ضعف كبير في المستقبل القريب. فقد أشار إلى أن بعض صناع السياسات يخشون تدهوراً سريعاً في سوق العمل، مما قد يقلل من الدخل المتاح، ويضعف الطلب، ويخفض التضخم بشكل أكبر من التوقعات الحالية للبنك. ومع ذلك، لا تدعم الدراسة هذه المخاوف.

وخلص المركزي الأوروبي إلى أن «من المتوقع أن يظل معدل البطالة منخفضاً خلال الأرباع المقبلة». وأضاف: «بشكل عام، تشير بيانات المسح إلى سوق عمل مستقر نسبياً في المستقبل القريب».

على صعيد آخر، أظهر مسح نُشر يوم الاثنين أن معنويات المستثمرين في منطقة اليورو تراجعت في يناير (كانون الثاني) إلى أدنى مستوياتها في أكثر من عام، مع استمرار الضغط على الكتلة من قبل الاقتصاد الألماني.

وانخفض مؤشر «سنتكس» لمنطقة اليورو إلى -17.7 في يناير مقارنة بـ-17.5 في ديسمبر (كانون الأول)، مسجلاً أدنى مستوى له منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، على الرغم من أنه لم يكن أسوأ من توقعات المحللين الذين استطلعت «رويترز» آراءهم؛ حيث كانت التوقعات تشير إلى -18.

وأشار المسح إلى أن «المحرك الاقتصادي في منطقة اليورو مهدد بالتجمّد على المدى البعيد»، مؤكداً أن الاقتصاد الألماني المتراجع «يعد عبئاً ثقيلاً على منطقة اليورو بأكملها».

وأظهرت نتائج المسح، الذي شمل 1121 مستثمراً في الفترة من 2 إلى 4 يناير، تحسناً طفيفاً في التوقعات المستقبلية؛ حيث ارتفعت إلى -5 في يناير من -5.8 في ديسمبر. ومع ذلك، تم تعويض هذا التحسن بتدهور في النظرة للوضع الحالي، الذي انخفض إلى -29.5 في يناير من -28.5 في ديسمبر، وهو أدنى مستوى منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2022.

وأظهر الاستطلاع أيضاً أن ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، تبدو في حالة ركود ومن غير المرجح أن تتعافى منها في أي وقت قريب، وسط التحديات الاقتصادية المحلية والانتخابات الفيدرالية الشهر المقبل.