جولياني: البت هذا الأسبوع في مقابلة ترمب المحتملة مع مولر

TT

جولياني: البت هذا الأسبوع في مقابلة ترمب المحتملة مع مولر

قال رودي جولياني، محامي الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إنه يعتقد أن روبرت مولر، الذي يقود التحقيق في قضية التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية، سوف يرد على الفريق القانوني للرئيس حول شروط مقابلة الرئيس المحتملة هذا الأسبوع، مضيفاً أنه لا يريد أن يؤثر التحقيق في الانتخابات النصفية المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وقال جولياني في مقابلة مع قناة «فوكس نيوز» أمس (الاثنين): «أعتقد أنه سيعطينا قراراً هذا الأسبوع بشأن اقتراحنا الذي تقدمنا به... أعتقد أن عليه أن ينهي هذا الأمر مع بداية أو في أوائل سبتمبر (أيلول) المقبل».
وكان الفريق القانوني لترمب، بقيادة جولياني، قدم رداً الأسبوع الماضي على اقتراح المحقق مولر بشأن شروط مقابلة محتملة للرئيس ترمب مع مولر. ولم يكشف جولياني عن تفاصيل المقترح الذي تقدم به. وقال إنه يعتقد أن التحقيق في التدخل الروسي يجب أن ينتهي في سبتمبر المقبل. وأضاف: «بالتأكيد يجب أن يتم إنهاء التحقيق. يجب أن ينشر تقريره، ويخبر الشعب الأميركي بما لديه، والشعب له الحق في الحصول على هذه المعلومات وتقييمها. ولا يجب على مولر حجب هذه المعلومات في محاولة للتلاعب في الانتخابات بالطريقة التي فعلها كومي، لا أعتقد أنه يريد للقيام بذلك».
وأوجز جولياني خطة دفاعه ثلاثية المحاور التي سيستخدمها الفريق القانوني للرئيس ضد مزاعم إعاقة الرئيس للعدالة، مشيراً إلى أن المحادثة التي قالها كومي لم تحدث على أرض الواقع، على الرغم من أن جولياني قد اعترف في السابق بأنها تمت، مضيفاً أن ادعاء كومي بأن الرئيس ترمب طلب منه وقف التحقيق في التدخل الروسي من شأنه أن يكون توصية وليس أمراً، وأنه حتى لو كان أمراً، فإنه لن يشكل عائقاً للعدالة لأنه ضمن سلطة ترمب كرئيس للفرع التنفيذي في الحكومة الأميركية.
وتنبع ادعاءات إعاقة العدالة بالنسبة للرئيس ترمب بعد حديث جيمس كومي مدير مكتب التحقيقات «إف بي آي» السابق الذي قال فيه إن الرئيس طلب منه إسقاط التحقيق مع مايكل فلين مستشار الأمن القومي السابق للبيت الأبيض. ونفى ترمب هذه الادعاءات ووصف كومي بأنه كاذب بغيض. وأضاف أن ترمب لن يجيب عن أسئلة تتعلق بإعاقة العدالة. وقال في وقت سابق إن أسئلة إعاقة العدالة لا تزال مطروحة على الطاولة، ولكن فقط إذا تمكن مولر من إثبات أنه لديه سؤالان حول مسألة إعاقة العدالة ويحتاج الإجابة عنهما، وعليه أن يثبت أيضاً أنه لم يقرر أن ترمب يكذب.
وفي حين رفض فريق ترمب القانوني تحديد الخطوط العريضة للمقترح المضاد الذي تقدموا به لفريق مولر، قال جولياني إن ردهم على مكتب المحقق الخاص تضمن إعادة صياغة اهتمامهم الأوسع، وهو أن ينهي المحقق مولر التحقيق دون مزيد من التأخير. وخلال الأسابيع الماضية، اقترح جولياني أنه قد ينصح الرئيس بعدم الجلوس مع مولر، محذراً من أن مثل هذه المقابلة يمكن أن تكون «فخاً». ويخشى فريق دفاع الرئيس ترمب من أن يقع الرئيس في فخ الحنث باليمين إذا حضر مقابلة مولر تحت القسم.
وينتقد الرئيس ترمب وحلفاؤه التحقيق الذي يجريه مولر، معتبراً أنه محاولة بائسة من الديمقراطيين للتشويش على رئاسة ترمب بعد الخسارة، غير المتوقعة، للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية. ويصف ترمب التحقيق بأنه «مطاردة الساحرات». وعلى الرغم من أن روبرت مولر مسجل ضمن الجمهوريين، فإن أعضاء فريقه في قضية التدخل الروسي من الحزب الديمقراطي.
ويحقق المستشار مولر فيما إذا كانت حملة ترمب الانتخابية تواطأت مع الحكومة الروسية في عام 2016 في تدخلها في الانتخابات الرئاسية لضمان نجاح المرشح ترمب والتأثر في منافسته في الانتخابات هيلاري كلينتون، أم لا. كما يحقق مولر وفريقه في قضايا ذات صلة تتعلق باحتمال عرقلة الرئيس ترمب للعدالة عبر تغريداته التي أصدرها على «تويتر» المتعلقة بالتحقيق في التدخل الروسي وعمل المحقق مولر.



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.