نزوح سكاني إلى مدن الساحل السوري بسبب الوضع الأمني

مقتل 20 عنصرا من «داعش» في ريف دمشق

نزوح سكاني إلى مدن الساحل السوري بسبب الوضع الأمني
TT

نزوح سكاني إلى مدن الساحل السوري بسبب الوضع الأمني

نزوح سكاني إلى مدن الساحل السوري بسبب الوضع الأمني

سيطر مقاتلون إسلاميون أمس على قرية الرهجان بريف حماة، والتي يتحدر منها وزير الدفاع السوري فهد الفريج، في وقت وسّع فيه تنظيم «الدولة الإسلامية» نفوذه بريف حلب الشمالي، إثر سيطرته على قرية غيطون، التي كانت تخضع لسلطة المعارضة، تزامناً مع إعلان اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن «عدد سكان المناطق الساحلية المستقرة في سوريا، ارتفع بنسبة 50 في المائة مع تزايد أعداد النازحين الذين فروا من أعمال العنف المستمرة في بقية المحافظات السورية».
وحذر المهندس المائي في الصليب الأحمر الدولي باتريك لويزييه من أن «موجة النزوح تؤدي إلى صعوبات لدى النازحين والمجتمعات المضيفة على السواء»، لافتاً إلى استنفاد «الموارد المحلية إلى أقصى درجة والسلطات تكافح لمواكبة التدفقات الأخيرة من الأسر التي فرت من حلب (شمال) والمناطق الأخرى المتضررة مباشرة من جراء أعمال العنف».
وانتقل إلى اللاذقية وطرطوس منذ بداية النزاع منتصف 2011، «نحو مليون شخص، مما أدى إلى تضخم عدد السكان المحليين بنسبة 50 في المائة»، بحسب بيان صدر عن اللجنة أمس.
وأكد لويزييه الذي يعمل في طرطوس أن «عائلات كثيرة تصل إلى هنا ومعها أشياء زهيدة للغاية، وتتسم ظروف المعيشة في معظم الملاجئ بصعوبة بالغة»، مشيرا إلى أن «الأولوية حاليا للصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر السوري هي تحسين فرص مجتمعات النازحين في الحصول على المياه النظيفة والغذاء والرعاية الصحية».
وفي حين تقيم غالبية هؤلاء النازحين في ملاجئ مؤقتة أو مخيمات عشوائية، تسعى اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى «توزيع المواد الغذائية والحاجات الأساسية للنازحين بالتعاون مع الهلال الأحمر، إذ قدمت مساعدات إلى نحو 160 ألف نازح في طرطوس واللاذقية في يونيو (حزيران)، بحسب البيان الصادر عنها أمس.
وتقع المحافظتان على الساحل السوري، وتعتبران معقلا أساسيا لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. وبقيت المحافظتان بمنأى عن أعمال العنف الدائرة في البلاد منذ اندلاع النزاع قبل ثلاثة أعوام، باستثناء بعض المناطق في الريف الشمالي للاذقية.
ميدانياً، سيطر مقاتلون إسلاميون على قرية الرهجان بريف حماة الشرقي، إثر اقتحامها بعد تفجير سيارة مفخخة على حاجز للقوات النظامية عند مدخل القرية التي يتحدر منها وزير الدفاع السوري فهد الفريج. ونقل مكتب «أخبار سوريا» عن الناشط الإعلامي المعارض عبد الله الحموي، تأكيده أن «مقاتلي جبهة النصرة والاتحاد الإسلامي لأجناد الشام تمكنوا من اقتحام القرية بعد تنفيذ عنصر تابع للجبهة عملية انتحارية فجّر من خلالها سيارةً داخل حاجز للجيش النظامي عند مدخل القرية، أسفرت عن سقوط عشرات الجنود النظاميين بين قتيل وجريح».
وأشار الحموي إلى أن المقاتلين الإسلاميين «تمكنوا إثر اقتحام القرية من قتل أكثر من 70 جندياً نظامياً، بينهم عناصر من ميليشيا الدفاع الوطني، إضافة إلى السيطرة على عشر دبابات وعربات عسكرية، إلى جانب أسلحة خفيفة ومتوسطة وكمية من الذخيرة»، موضحاًً أن «الاشتباكات ما زالت مستمرة على تخوم الرهجان بين مقاتلي المعارضة وقوات الدفاع الوطني، التي تحاول التقدم إلى القرية من جهة قريتي أم ميال وسرحة الشمالية».
ويسهل على كتائب المعارضة السورية بعد سيطرتهم على قرية الرهجان قطع طريق خناصر الذي يمر عبر ريف حماة الشرقي، ويبعد عن الرهجان 20 كيلومتراً، ويعتمد عليه النظام بشكل كبير في نقل الإمدادات العسكرية إلى حلب.
وفي دمشق، اندلعت مواجهات بين كتائب المعارضة والقوات النظامية في حي جوبر بدمشق من جهة المتحلق الجنوبي وكراج العباسيين، فيما أعلن القائد العسكري للجبهة الإسلامية زهران علوش مقتل 20 عنصرًا من تنظيم «الدولة الإسلامية» خلال المعارك الدائرة في الغوطة الشرقية.
كما دارت معارك طاحنة بالأسلحة الثقيلة بين فصائل المعارضة والقوات النظامية في بساتين بلدة المليحة، تزامنًا مع وصول تعزيزات عسكرية للقوات النظامية على محيط البلدة، وفق وكالة «سمارت».
وفي حلب، سيطر تنظيم «الدولة الإسلامية»، على قرية غيطون بريف حلب الشمالي، الخاضعة لسيطرة كتائب من الجيش الحر. وأفادت مصادر معارضة بأن «التنظيم سيطر على قرية غيطون بعد هجومه عليها ونشوب معارك بينه وبين مقاتلين من الجيش الحر»، وأوضحت المصادر أن «المعارك بين الطرفين أدّت إلى إصابة مقاتلين من الجيش الحر بجروح، كما أسر التنظيم ثلاثة منهم».
وفي حلب المدينة، قصف من الطيران الحربي النظامي طريق الكاستيلو ودوار الجندول ومحيط الفوج 46 بالبراميل المتفجرة مما أدى لسقوط ضحايا، بحسب وكالة «شام» المعارضة.



تحريك الملف الاقتصادي يفتح نافذة في جدار الصراع اليمني

الحكومة اليمنية تتهم الحوثيين بالتهرب من تنفيذ التزاماتهم في كل الاتفاقيات (إعلام محلي)
الحكومة اليمنية تتهم الحوثيين بالتهرب من تنفيذ التزاماتهم في كل الاتفاقيات (إعلام محلي)
TT

تحريك الملف الاقتصادي يفتح نافذة في جدار الصراع اليمني

الحكومة اليمنية تتهم الحوثيين بالتهرب من تنفيذ التزاماتهم في كل الاتفاقيات (إعلام محلي)
الحكومة اليمنية تتهم الحوثيين بالتهرب من تنفيذ التزاماتهم في كل الاتفاقيات (إعلام محلي)

بعد انقضاء أكثر من عامين على إعلان التهدئة التي رعتها الأمم المتحدة في اليمن، وتأكيد مجلس القيادة الرئاسي جاهزيته لتحقيق السلام مع جماعة الحوثي، أدى تحريك الملف الاقتصادي إلى فتح نافذة في جدار الصراع، وذلك بعد الاتفاق الأخير على خفض المواجهة الاقتصادية المستند على خريطة الطريق التي كانت حصيلة جهود بذلتها السعودية وعُمان.

وكان التوتر الذي طبع العلاقة بين الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً وجماعة الحوثي في الجولة الأخيرة من المواجهة الاقتصادية في مارس (آذار) الماضي أثار المخاوف من حدوث انتكاسة لمسار السلام، بعد أن أقدم الحوثيون على سك عملة معدنية من دون موافقة البنك المركزي في عدن، وما تبع ذلك من إجراءات.

استئناف الرحلات التجارية من صنعاء، وفتح وجهات سفر جديدة (الخطوط الجوية اليمنية)

غير أن اتفاق تخفيف المواجهة الاقتصادية عاد ليفتح باب الأمل من جديد أمام استئناف مسار السلام استناداً إلى خريطة الطريق التي كان من المفترض التوقيع عليها مطلع العام الحالي لولا ذهاب الحوثيين نحو استهداف حركة الملاحة في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن.

وكما جرت العادة عند كل اتفاق سارعت الحكومة اليمنية إلى تنفيذ التزاماتها حيث تم إيقاف الإجراءات التي اتخذت بحق البنوك التجارية في مناطق سيطرة الحوثيين. في وقت استأنفت شركة الخطوط الجوية رحلاتها التجارية من مطار صنعاء إلى الأردن بواقع ثلاث رحلات في اليوم بدل رحلة واحدة، على أن يتم استئناف الرحلات التجارية إلى القاهرة خلال أيام بعد توقف نحو ثمانية أعوام بواقع رحلة يومية، وكذا تسيير رحلتين في الأسبوع إلى الهند للمرة الأولى منذ إيقاف الرحلات عقب سيطرة الحوثيين على العاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر (أيلول) 2014.

المحادثات الاقتصادية

ووسط أنباء عن قرب الاتفاق على تصدير النفط في اليمن والتزام الحوثيين بوقف استهداف موانئ التصدير في محافظتي حضرموت وشبوة، ينتظر اليمنيون الإعلان عن موعد عقد المحادثات الاقتصادية والتي يفترض أن تناقش ملف التعقيدات الاقتصادية الأساسية والمتمثلة بانقسام العملة والبنك المركزي، وملف رواتب الموظفين في مناطق سيطرة الحوثيين والمقطوعة منذ ثمانية أعوام، إلى جانب مناقشة استئناف تصدير الغاز المسال وهي العملية التي توقفت مع بداية الحرب التي فجرها الحوثيون.

إنهاء الانقسام المصرفي في اليمن وتوحيد الموارد أهم الخطوات في الملف الاقتصادي (إعلام محلي)

ورغم التحديات الكبيرة التي تواجه الملف الاقتصادي وكيفية اقتسام الموارد إلى حين انتهاء الحوار السياسي وتشكيل حكومة انتقالية، فإن الكثير من اليمنيين يرون أنه بالإمكان تحقيق اختراق مهم في هذا الملف إذا ما تم التوافق على توحيد البنك المركزي والعملة.

ويعتقد مراقبون اقتصاديون أن بقية التفاصيل يمكن التوافق بشأنها، بخاصة أن القدرات الاقتصادية للبلاد متواضعة حيث لا يزيد إنتاجها النفطي عن 125 ألف برميل قبل اندلاع الحرب في حين لم يزد عن 70 ألف برميل عند استئناف التصدير في العام 2019، إضافة إلى استحواذ التحالف الذي تقوده شركة «توتال» الفرنسية على معظم كمية الغاز المسال الذي يتم تصديره.

الدعم الإقليمي

وقال مسؤولون يمنيون لـ«الشرق الأوسط» إن الأضرار الكبيرة التي لحقت بالاقتصاد الوطني نتيجة المغامرة الانقلابية للحوثيين والحرب التي نتجت عنها تجعل من الصعب على البلاد التعافي من دون دعم إقليمي ودولي.

ويعتقدون أن هذا الدعم سيخفف من حدة التجاذبات بين الأطراف السياسية حول الموارد، مؤكدين أن انهيار مؤسسات الدولة عقب الانقلاب الحوثي والمواجهات المسلحة ألحقت أضراراً بالغة بآليات جمع الموارد المالية للحكومة، وهذا سيشكل واحداً من التحديات التي ينبغي الاتفاق عليها ووضع تصور واضح وفاعل لمعالجتها.

عملة معدنية غير شرعية من فئة 100 ريال يمني سكها الحوثيون في صنعاء (إكس)

وبالنظر إلى سجل الحوثيين الحافل بالتنصل من الاتفاقات والتحايل عليها، فإن الجانب الحكومي يبدو أكثر تشاؤماً بخصوص جدية الحوثيين في تحقيق اختراق حقيقي في الملف الاقتصادي.

ويرى أحد المسؤولين اليمنيين أن انقسام العملة أصبح مشكلة حقيقية نتيجة إجراءات الحماية الصارمة التي يفرضها الحوثيون على الطبعة القديمة منها في مقابل الدولار، ما أوجد فارقاً كبيراً في هذه القيمة مقارنة بمناطق سيطرة الحكومة، وكذلك ما يتعلق بتحصيل الموارد وتوريدها إلى حساب موحد، ويجزم أن الحوثيين سيذهبون إلى المحادثات الاقتصادية للبحث عن مكاسب فقط.