نفاد العلاج الكيماوي للسرطان يهدد حياة مئات المرضى الغزاويين

TT

نفاد العلاج الكيماوي للسرطان يهدد حياة مئات المرضى الغزاويين

أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة الأحد، عن توقف تقديم العلاج الكيماوي لمرضى السرطان، بسبب نفاده من المستودعات.
وأفاد الناطق باسم الوزارة أشرف القدرة في بيان، بتوقف تقديم العلاج الكيماوي لمرضى السرطان في مستشفى الرنتيسي التخصصي بسبب نفاده، بالإضافة إلى نفاد دواء «نيوبوجين» المستخدم لرفع المناعة لدى المرضى.
ولفت إلى أن نفاد 80 في المائة من أدوية السرطان في غزة يجعل كل البرتوكولات العلاجية غير قابلة للتطبيق تماماً. وحذر القدرة من أن ذلك يضع حياة مئات المرضى في خطر حقيقي إن لم يتم إنهاء الأزمة الدوائية لهم بشكل فوري.
كذلك أكد طلحة بعلوشة رئيس قسم صيدلية الأورام في مستشفى الرنتيسي للأطفال على توقف البرتوكولات العلاجية لمرضى أورام القولون والمستقيم جراء نفاد أدويتهم.
وأشار في مؤتمر صحافي، إلى أن استمرار نفادها من مخازن وزارة الصحة في غزة سيعرض هؤلاء المرضى إلى تراجع صحتهم نتيجة الانتظار الطويل لحين توفر العلاج، منوهاً بأن تكلفة هذه العلاجات في السوق المحلية باهظة الثمن في ظل الظروف الاقتصادية التي يعاني منها قطاع غزة.
وأوضح أن «هذا المرض اللعين لا يحتمل أية فرص انتظار لتوريد الأدوية، خاصة وأن عدداً من المرضى لديهم منع أمني ولا يستطيعون مغادرة قطاع غزة، وبالتالي يضطرون لانتظار توفير العلاج لهم في غزة مما يهدد حياتهم، ويتسبب بمزيد من الألم والحزن للمرضى وذويهم».
وناشد مدير مستشفى الرنتيسي محمد أبو سلمية، الضمائر الحية والمنظمات الحقوقية والإنسانية والصحية الدولية بالتدخل الجاد والعاجل لإنقاذ حياة المرضى، مؤكداً أن حياة المئات من مرضى الأورام في خطر. وأكد أبو سلمية خلال المؤتمر أن 45 صنفا من الأدوية المتخصصة غير متوفرة، لإتمام البروتوكولات العلاجية لهم خاصة سرطان القولون والثدي والرئة والبروستاتا والدم.
ولفت إلى عدم توفر علاج «النوبوجين» الذي يساعد في رفع المناعة عند المرضى، موضحا أن 700 مريض من الكبار و200 من الأطفال حرموا منذ صباح الأحد، من الحصول على جرعاتهم العلاجية في سابقة هي الأخطر منذ سنوات.
وحذر أبو سلمية من الواقع الصعب الذي يعيشه هؤلاء المرضى مع استمرار تعنت سلطات الاحتلال من السماح لهم بالعبور عبر معبر بيت حانون شمال القطاع، باتجاه المستشفيات التخصصية لاستكمال علاجهم.
وأوضح أن 60 في المائة من مرضى الأورام لم يسمح لهم بالسفر عبر المعبر نفسه، للعلاج في مستشفيات القدس، والداخل الفلسطيني، والضفة الغربية.
وبحسب تقرير لوزارة الصحة بغزة، فإن عدد حالات مرضى السرطان، والتي تم رصدها وتسجيلها في القطاع في الفترة ما بين 2015 - 2016 بلغت 3328 حالة جديدة.
ووفق الوزارة، فإن سرطان الثدي يعتبر الأكثر شيوعا، حيث يمثل ما نسبته 20.5 في المائة من مجمل أنواع السرطان، ويحتل النوع الأول بين سرطانات الإناث حيث يمثل ما نسبته 36.9 في المائة من مجمل الأمراض الخبيثة التي تصيب الإناث.
وبلغ عدد مرضى السرطان في الفترة ما بين 2015 - 2016 من الذكور 1478 بنسبة 44.3 في المائة من المرضى، بينما عدد حالات الإناث 1851 حالة جديدة بنسبة 55.6 في المائة من المرضى.
يذكر أن هناك 6100 مريض أورام من كبار السن، و460 مريضا من الأطفال يتلقون الرعاية الصحية في مستشفى الرنتيسي بغزة، إلى جانب وجود 1700 مريض أورام كبار في مستشفى غزة الأوروبي بخان يونس.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.