خادم الحرمين يأمر باستضافة ألف حاج وحاجة من أسر شهداء مصر

فيصل بن سلمان يحث مسؤولي الجمارك على تسهيل الإجراءات لضيوف الرحمن... وزير الحج والعمرة يرحب بالحجاج الإيرانيين

قادة قوات أمن الحج خلال المؤتمر الصحافي في مشعر منى أمس («الشرق الأوسط»)
قادة قوات أمن الحج خلال المؤتمر الصحافي في مشعر منى أمس («الشرق الأوسط»)
TT

خادم الحرمين يأمر باستضافة ألف حاج وحاجة من أسر شهداء مصر

قادة قوات أمن الحج خلال المؤتمر الصحافي في مشعر منى أمس («الشرق الأوسط»)
قادة قوات أمن الحج خلال المؤتمر الصحافي في مشعر منى أمس («الشرق الأوسط»)

أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أمراً يقضي باستضافة 1000 حاج وحاجة من أسر شهداء رجال الجيش والشرطة المصريين، لأداء فريضة الحج لهذا العام (1439هـ)، وذلك ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة.
وأكد الشيخ الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد أن الاستضافة تجدِّد التأكيد على الرعاية التي يوليها خادم الحرمين الشريفين لإخوانه وأبنائه من مختلف الشعوب العربية والإسلامية، وتقديراً للأعمال التي يقومون بها للدفاع عن أمن واستقرار أوطانهم، ومن ذلك ما يقوم به أفراد رجال الجيش والشرطة المصريون من أعمال ومهام لتحقيق الأمن والاستقرار في مصر.
وأضاف وزير الشؤون الإسلامية: «إن هذه المكرمة من لدن خادم الحرمين الشريفين تُضاف إلى مكارمه السابقة، التي ما فتئت تتواصل لتمكين الآلاف من أبناء الشعوب العربية والإسلامية من أداء هذه العبادة العظيمة، وتؤكد في ذات الوقت حرصه المستمر على التواصل مع المسلمين في مختلف أرجاء المعمورة»، مشيراً إلى أن برنامج الاستضافة هو إحدى الوسائل المهمة في تحقيق هذا التواصل النوعي.
وأبدى الوزير آل الشيخ، سعادته بتولي وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الإشراف الكامل على تنفيذ هذا البرنامج، منذ عام 1417هـ، مؤكداً حرص الوزارة على أن تكون الخدمات المقدمة للمستضافين على أعلى مستوى، وتليق بحجم المسؤولية الملقاة على الوزارة في هذا الشأن.
ورفع الوزير المشرف العام على البرنامج في ختام تصريحه شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان على عنايتهم ورعايتهم لكل ما يهمّ أمر المسلمين، ويقوِّي شوكتهم، ويسهم في اجتماع كلمتهم، واتحاد صفهم، والسعي الدائم للوقوف مع قضاياهم المصيرية بما يعزز روح الأخوة الإسلامية، ويؤكد على الترابط الوثيق بين المسلمين.
من جهته، ثمّن الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف في مصر، استضافة المملكة لأسر شهداء رجال الجيش والشرطة المصريين، لأداء فريضة الحج لهذا العام، مؤكداً في تصريح لوكالة الأنباء السعودية (واس) أن استضافة خادم الحرمين الشريفين لأسر شهداء الجيش والشرطة المصرية لها معانٍ كثيرة، من أهمها التأكيد على عمق ومتانة العلاقة بين السعودية ومصر.
وأشار وزير الأوقاف المصري إلى أن أمر خادم الحرمين الشريفين باستضافة أسر الشهداء «غيض من فيض بالنسبة للجهود التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين في إكرام حجاج بيت الله ورعاية الحرمين الشريفين، في إطار جهود المملكة المتواصلة لخدمة الحرمين وقاصديهما من الحجاج والعمار والزائرين».
من جانبه، أعرب وكيل الأزهر الدكتور عباس شومان، عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز على أمره الكريم، وأضاف: «إن التاريخ يشهد على كثير من مثل هذه المواقف المقدرة للمملكة»، داعياً الله عز وجل أن يحفظ المملكة ومصر وسائر بلاد العرب والمسلمين، وجعل موسم الحج هذا العام أفضل نجاحاً من سابقيه.
وثمن وكيل الأزهر، الجهود الكبيرة والمتواصلة التي تبذلها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد المشرفة على تنفيذ البرنامج كل عام، في إطار متابعة وحرص وعناية المشرف العام على البرنامج الوزير الشيخ الدكتور عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ، لتحقيق تطلعات قادة المملكة في هذا البرنامج النوعي الذي يعكس عنايتهم وخدمتهم للإسلام والمسلمين.
من جهة أخرى، حث الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة رئيس لجنة الحج بالمدينة المنورة، يوم أمس، مسؤولي الجمارك على بذل المزيد من الجهود، وتسهيل الإجراءات الجمركية لضيوف الرحمن، مبيناً أن خدمة الحاج شرف عظيم هيأه الله لهذه البلاد.
جاء ذلك خلال لقائه أحمد الحقباني محافظ الهيئة العامة للجمارك، وعدداً من المسؤولين في الهيئة.
واطلع الأمير فيصل بن سلمان خلال اللقاء على خطة جمرك مطار الأمير محمد بن عبد العزيز لموسم الحج، وعدد من المبادرات والاتفاقيات التي نفذها الجمرك انطلاقاً مما توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز من اهتمام وعناية لراحة ضيوف الرحمن.
من جهة ثانية، رحَّب الدكتور محمد بنتن وزير الحج والعمرة السعودي بعدد من الحجاج الإيرانيين خلال تفقده الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن في المدينة المنورة، مباركاً لهم سلامة الوصول للمدينة، متمنياً لهم أداء نسكهم والعودة إلى بلادهم سالمين غانمين، فيما ثمن الحجاج الإيرانيون الخدمات المقدمة لهم أسوة بالحجيج.
وعلى صعيد آخر، أكد قادة قوات أمن الحج أن الجهات الأمنية ستقف بحزم ضد أي محاولة لتعكير صفو أمن الحجيج وراحتهم، مشددين على أن أمن الحج خط أحمر، في الوقت الذي أكد فيه مسؤولو الأمن عدم اهتمامهم لمحاولات بعض الدول التقليل من جهود السعودية في خدمة ضيوف الرحمن.
وقال اللواء ناصر القحطاني مساعد قائد أمن الحج لشؤون الأمن الجنائي خلال المؤتمر الصحافي الثالث للأمن في مقر الأمن العام بمشعر منى إن شؤون الأمن الجنائي أعدَّ خطة كاملة تتوافق مع الخطة العامة التي أعدتها قوات أمن الحج، وذلك فيما يتعلق بتوافد حجاج بيت الله الحرام وإدارة الحشود، مبيناً أن مهام شؤون الأمن تتركز بداخل المشاعر المقدسة حيث تحرص على منع الجريمة قبل وقوعها، والتصدي لكل من يحاول تعكير صفو ضيوف الرحمن.
وأوضح القحطاني أن الجهات الأمنية مهمتها إحالة كل من يتم القبض للنيابة العامة بعد استيفاء جميع الإجراءات الاستدلالية، مشيراً إلى أن مراكز الشرطة المنتشرة في المشاعر المقدسة وكذلك إدارة التحريات والضبط الإداري تعمل جنباً إلى جنب مع القوات المشاركة الأخرى.
وأشار القحطاني إلى وجود 50 فرقة أمنية لرصد المخالفين للأنظمة في المشاعر المقدسة وملاحقة كل من يبيت خارج المقرات والطرقات، منوهاً بأن جميع المخالفين سيجري تبصيمهم وتطبيق الأنظمة بحقهم، التي تشمل الغرامات المالية والسجن والترحيل، والاستبعاد المباشرة للأجنبي المخالف غير الحامل للإقامة إلى مركز الإيواء.
وبين اللواء القحطاني أن ظاهرة الافتراض هاجس أمني من شأنه أن يسبب إعاقة الحركة، ولذلك تسعى وزارة الداخلية للقضاء عليها، لافتاً إلى استخدام تطبيق جديد لحج هذا العام، المتمثل في برنامج «الأمن والحج»، مشيراً إلى أن البرنامج جرى العمل عليه منذ سنوات وتم تشغيله بشرط المناطق الـ13 بشكل تجريبي منوهاً بأن البرنامج «يتميز بتسجيل البلاغ في الحاسب الآلي والسيطرة عليه ويمكِّن رجال الأمن من تفحص البلاغ وما تم حياله من إجراءات، إضافة إلى تمكُّن صاحب البلاغ من معرفة ما تم بشأن بلاغه».
وأضاف مساعد قائد أمن الحج لشؤون الأمن: «هناك من يحاول التقليل من جهود السعودية من بعض الدول المجاورة، وكذلك الوطن العربي، إلا أن المملكة لا تبالي بذلك، ولن تألو جهداً في سبيل تقديم الخدمة لحجاج بيت الله الحرام»، مشدداً على منع استخدام الشعارات السياسية باستثناء الأعلام الدالة على تحديد المواقع أو اتجاه تحرك الكتل البشرية في المشاعر المقدسة، أو المخيمات للدلالة فقط على ماهية تلك الجنسيات.
بدوره، أكد اللواء محمد وصل الأحمدي مساعد قائد قوات أمن الحج للعمليات والتخطيط أن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بذلت وتبذل الغالي والنفيس في سبيل توفير مظلة الأمن والأمان لقوافل حجاج بيت الله الحرام، وتوفير السبل كافة، ليؤدوا مناسكهم بكل يسر وأمان.
وأشار اللواء الأحمدي إلى أن خطط أمن الحج تتكون من 6 مراحل، لافتاً إلى أن المرحلة الأولى بدأت في العشرين من ذي القعدة وستستمر حتى منتصف ليلة 7 من ذي الحجة، تعقبها المراحل الأخرى التي تبدأ صباح يوم الرابع عشر من ذي الحجة وحتى يوم 20 من الشهر ذاته، مؤكداً أن المرحلة الأولى نُفِّذَت على أرض الواقع ونجحت بكل المعايير ولَم تسجل أي ملاحظات نهائياً، منوهاً بأن أمن الحج والحجاج خطوط حمراء لن يُسمح لأي شخص بأن تسول له نفسه المساس بها.
من جانبه، كشف اللواء عبد اللطيف عبد الله الشثري قائد مهام شرطة منطقة مكة المكرمة عن القبض على 72 حملة حج وهمية، وإحالة 93 شخصاً للنيابة العامة، وذلك عن طريق قوة مخصصة لمتابعة حملات الحج الوهمية ليستفيد من يستحق الحج والنظامي من الخدمة المقدمة له.
وأضاف: «تعنى شرطة منطقة مكة المكرمة بإدارة الأمن بمكة المكرمة من حيث مكافحة الجريمة قبل وقوعها، والقبض على الجناة وتسليمهم للنيابة العامة، بالإضافة إلى إدارة وتنظيم محطات النقل»، مؤكداً أن هناك لجنة تتابع الظواهر السلبية تشرف عليها إمارة منطقة مكة المكرمة مكونة من المجاهدين وأمانة العاصمة والشرطة تتابع التسول والافتراش والبيع العشوائي وخلافة.
واستطرد اللواء الشثري: «هناك 17 محافظة لمنطقة مكة المكرمة توجد فيها نقاط تقوم بمنع المخالفين ومن يتولى نقلهم وتطبيق العقوبات بحقهم، كما تتم إقامة طوق أمني حول المشاعر المقدسة من اليوم الخامس من ذي الحجة لمنع المتسللين من دخول المشاعر، وذلك من خلال 40 نقطة موزعة ونقاط متحركة لإقامة نقاط مفاجئة».
في المقابل، أعلنت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، أمس، عن جاهزية خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات لخدمة ضيوف الرحمن، حيث قامت الهيئة بالإشراف على مقدمي خدمات الاتصالات في توفير نحو 16 ألف محطة قاعدية، وأكثر من 3000 نقطة وصول لشبكة «واي فاي» في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة.
وأشارت «الهيئة» إلى التطوُّر الحاصل في البنية التحتية لقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة لهذا العام، من خلال استحداث 1140 محطة قاعدية «برج اتصالات»، التي توفر تقنيات الجيل الرابع ليصل إجمالي عدد المحطات القاعدية في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة إلى نحو 16 ألف محطة قاعدية مقارنة بـ13 ألف محطة في العام الماضي، وكذلك زيادة سعة شبكات الاتصالات بنسبة 15 في المائة عن العام الماضي، وزيادة النطاقات الترددية المخصصة للاتصالات المتنقلة بمقدار 80 ميغاهيرتز، مما سيسهم في تحسن جودة خدمات الاتصالات المتنقلة وزيادة سرعات الإنترنت، بالإضافة إلى تخصيص أكثر من 400 نقطة بيع.



السعودية تؤكد أهمية تضافر الجهود لترسيخ قيم التعاون والتعايش السلمي

نائب وزير الخارجية السعودي خلال إلقائه كلمة في المؤتمر العاشر لـ«تحالف الحضارات» المنعقد في العاصمة لشبونة (واس)
نائب وزير الخارجية السعودي خلال إلقائه كلمة في المؤتمر العاشر لـ«تحالف الحضارات» المنعقد في العاصمة لشبونة (واس)
TT

السعودية تؤكد أهمية تضافر الجهود لترسيخ قيم التعاون والتعايش السلمي

نائب وزير الخارجية السعودي خلال إلقائه كلمة في المؤتمر العاشر لـ«تحالف الحضارات» المنعقد في العاصمة لشبونة (واس)
نائب وزير الخارجية السعودي خلال إلقائه كلمة في المؤتمر العاشر لـ«تحالف الحضارات» المنعقد في العاصمة لشبونة (واس)

جددت السعودية، الثلاثاء، دعوتها لتكثيف التعاون بين الحكومات والمجتمع المدني والمؤسسات الثقافية والتربوية لترسيخ قيم التعاون والتعايش السلمي في الأجيال القادمة، لضمان مستقبل أفضل يتسم بالتنوع والموائمة، وذلك خلال المؤتمر العاشر لـ«تحالف الحضارات» الذي عُقد في العاصمة البرتغالية لشبونة.

ونيابةً عن الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، شارك المهندس وليد الخريجي نائب وزير الخارجية في المؤتمر، مؤكداً في كلمة له على ما يشهده الوقت الحاضر من تحديات عالمية كبيرة تتطلب تضافر الجهود وتعزيز قيم التعاون والتعايش السلمي، مشيراً إلى أن تحالف الحضارات ليس مجرد منصة حوار، بل هو رسالة سامية تهدف لتعزيز فهم أعمق بين الشعوب والثقافات، وإيجاد جسور للتواصل تمكننا من تجاوز الخلافات وتعزيز الفهم المشترك.

المهندس وليد الخريجي أكد في مؤتمر «تحالف الحضارات» إيمان السعودية الراسخ بأن التنوع مصدر قوة وثراء (واس)

وأشار إلى أن مشاركة السعودية في هذا المؤتمر تؤكد أن «رؤية المملكة 2030» لا تقتصر على تقليل اعتماد المملكة على النفط وتحقيق النمو الاقتصادي فقط، بل هي مشروع ثقافي وطني يسعى لبناء قيم الاعتدال والانفتاح على الحضارات والثقافات الأخرى.

وبيّن نائب وزير الخارجية أن «رؤية المملكة 2030»، منظومة شاملة تُعنى بإرساء أسس التنوع الثقافي والانفتاح على العالم، وتعزيز دورها في دعم السلام العالمي ومحاربة التطرف ونشر التعايش السلمي بين مختلف الشعوب، ويأتي ذلك ضمن التزامها ببناء مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر، وهو ما يعزز دورها الإيجابي في المجتمع الدولي ويسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وأشار إلى ما قدمته السعودية من تجارب وطنية عبر العديد من المبادرات التي أسهمت في إنشاء مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الديانات والثقافات، وإنشاء مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، وإنشاء مركز اعتدال لمكافحة الفكر المتطرف كنموذجٍ لتعزيز التسامح والتعايش بين مختلف مكونات المجتمع، بما يعكس إيمان المملكة الراسخ بأن التنوع مصدر قوة وثراء، مؤكداً في الوقت نفسه استمرار المملكة في دعم التحالف سياسياً ومالياً، معرباً عن ترحيب السعودية باستضافة الدورة الـ11 من مؤتمر تحالف الحضارات في العام المقبل 2025.

نائب وزير الخارجية السعودي خلال لقائه نظيره الروسي في العاصمة البرتغالية لشبونة (واس)

ولاحقاً، التقى المهندس وليد الخريجي، سيرغي فيرشينين نائب وزير خارجية روسيا، وخوسيه خوليو غوميز نائب وزير خارجية الدومينيكان (كل على حدة) على هامش المؤتمر، وجرى خلال اللقاءين استعراض العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون المشترك في شتى المجالات، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات الدولية والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.