هادي يشكل لجنة رئاسية لاحتواء الصراع بين الفصائل في تعز

شدد على إنهاء {التباينات الخادمة للميليشيات والمؤخرة للحسم}

هادي لدى ترؤسه اجتماعاً بالقيادات الميدانية والعسكرية والأمنية بمحافظة تعز بحضور محافظها الدكتور أمين محمود في عدن أمس (سبأ)
هادي لدى ترؤسه اجتماعاً بالقيادات الميدانية والعسكرية والأمنية بمحافظة تعز بحضور محافظها الدكتور أمين محمود في عدن أمس (سبأ)
TT

هادي يشكل لجنة رئاسية لاحتواء الصراع بين الفصائل في تعز

هادي لدى ترؤسه اجتماعاً بالقيادات الميدانية والعسكرية والأمنية بمحافظة تعز بحضور محافظها الدكتور أمين محمود في عدن أمس (سبأ)
هادي لدى ترؤسه اجتماعاً بالقيادات الميدانية والعسكرية والأمنية بمحافظة تعز بحضور محافظها الدكتور أمين محمود في عدن أمس (سبأ)

أمر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمس، بتشكيل لجنة رئاسية لحسم الصراع المتجدد في المناطق المحررة من مدينة تعز بين بعض الفصائل المسلحة المحسوبة على الشرعية، في سياق تعزيزه جهود السلطة المحلية بقيادة المحافظ أمين محمود.
وأفاد مصدر حكومي لـ«الشرق الأوسط» بأن اللجنة الرئاسية المكلفة من الرئيس هادي والمؤلفة من قيادات عسكرية ومدنية رفيعة سوف تباشر النزول الميداني إلى مدينة تعز على الفور من أجل الاطلاع على التداعيات الأمنية والصدامات المسلحة التي تجددت بين بعض الفصائل المتنافسة المحسوبة على صف الشرعية.
وقال المصدر إن الرئيس هادي بدا أمس، خلال اجتماعه بقيادات تعز المدنية والعسكرية، غاضباً من استمرار الانفلات الأمني في المدينة، وعده نوعاً من عدم الشعور بالمسؤولية، إضافة إلى كونه يمثل قصوراً في وعي القوى السياسية والحزبية التي يفترض بها أن تغلب المصلحة العامة على مصالحها الضيقة، وأن تركز جهودها على حسم المعركة مع الميليشيات الحوثية.
وكانت مصادر أمنية ومحلية في تعز أكدت لـ«الشرق الأوسط» سقوط قتلى وجرحى جراء اشتباكات بين فصائل مسلحة ذات مرجعيات حزبية وسط مدينة تعز، على الرغم من المساعي التي بذلها المحافظ أمين محمود من أجل التهدئة والتركيز على استكمال تحرير المدينة المحاصرة بقوات الميليشيات الحوثية.
وأدى التنافس بين هذه الفصائل خلال الأشهر الماضية إلى انخفاض مستوى الانضباط الأمني، وهو ما رافقته سلسلة من الاغتيالات المتعاقبة التي طالت جنوداً ومدنيين وقيادات محلية، وسط دعوات من سكان المدنية للحكومة الشرعية من أجل التدخل لوضع حد للصراع الذي تجني ثمرته الميليشيات الحوثية.
وفي مسعى من الرئيس هادي للوقوف على تفاصيل التطورات التي تعيشها المناطق المحررة من محافظة تعز بما فيها الشق المحرر من المدينة التي تحمل الاسم ذاته، استدعى أمس إلى العاصمة المؤقتة عدن حيث مقره الرئاسي، القادة العسكريين والمحافظ أمين محمود، أملاً في أن يتمكن من إعادة الأمور إلى نصابها.
وأكد هادي بحسب المصادر الرسمية خلال اللقاء «أهمية توحيد الجهود والإمكانات للانتصار لتعز ورفع معاناة أبنائها من خلال عملية التحرير الشاملة والكاملة لمختلف مناطقها، حتى تعود عجلة الحياة إلى المدينة وتعود البسمة والأمل إلى شفاه أطفالها ونسائها بعد سنوات القتل والتهجير التي ألمت بالمدينة جراء الممارسات الغاشمة للميليشيات الحوثية الإيرانية الانقلابية التي عبثت بمقدرات المدينة والوطن بصورة عامة».
وشدد هادي طبقاً لما أوردته وكالة «سبأ»، خلال لقائه بالقيادات الميدانية والعسكرية والأمنية بمحافظة تعز وبحضور محافظ المحافظة الدكتور أمين أحمد محمود، «على أهمية تجاوز التباينات التي تستخدم سبيلاً وذريعة لتأخير الحسم في المحافظة لمصلحة القوى الانقلابية وخدمة لأهدافها».
يشار إلى أن الميليشيات الحوثية لا تزال تحاصر مدينة تعز من 3 جهات، كما أن الأجزاء الشرقية والشمالية من المحافظة لا تزال خاضعة للجماعة إلى جانب عدد من المديريات الأخرى، في حين تسيطر القوات الحكومية والفصائل الموالية للشرعية على الأجزاء الجنوبية والغربية من المدينة.
ويرجح ناشطون ومراقبون للأوضاع في المدينة، أن الصراع البيني بين الفصائل المسلحة ذات الانتماء الحزبي، تسبب في تأخير حسم المعركة مع الجماعة الحوثية، ومنحها الفرصة الكافية لتوطيد نفوذها واستقطاب السكان إلى صفوفها في المناطق الخاضعة لها.
وكان الرئيس هادي عين أواخر العام الماضي، أمين محمود محافظاً لتعز خلفاً للمحافظ علي المعمري، إذ تمكن المحافظ الجديد، كما يقول أنصاره، من حلحلة كثير من القضايا الإدارية والأمنية، كما نجح في إعادة ترتيب أوضاع السلطة المحلية، غير أن الخلافات المسلحة التي تنشب في المدينة من وقت لآخر تمثل صداعاً مستمراً له على صعيد عرقلة الجهود الرامية إلى تطبيع الأوضاع واستئناف عمل المؤسسات الحكومية.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».