الرئيس المالي الأوفر حظاً للفوز بولاية جديدة

طفل من مالي يحمل صورة للرئيس إبراهيم بوبكر كيتا (أ.ف.ب)
طفل من مالي يحمل صورة للرئيس إبراهيم بوبكر كيتا (أ.ف.ب)
TT

الرئيس المالي الأوفر حظاً للفوز بولاية جديدة

طفل من مالي يحمل صورة للرئيس إبراهيم بوبكر كيتا (أ.ف.ب)
طفل من مالي يحمل صورة للرئيس إبراهيم بوبكر كيتا (أ.ف.ب)

يأمل المجتمع الدولي بأن يعيد الفائز في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في مالي، التي تبدأ اليوم (الأحد)، إحياء اتفاق يعود للعام 2015 ترى فيه مالي، الدولة المهمة في منطقة الساحل المضطربة، حجر الزاوية لتحقيق السلام. ورغم الاتفاق الذي انضمت إليه الحكومة ومجموعات متحالفة معها ومتمردون سابقون من الطوارق، لا تزال حالة الطوارئ مطبقة، ويتوقع أن تدخل عامها الرابع في نوفمبر.
وفي هذه الأثناء، امتدَّت أعمال العنف من شمال مالي إلى وسطها وجنوبها ثم إلى بوركينا فاسو والنيجر المجاورتين، وتشابكت في بعض الأحيان مع النزاعات بين مجموعات السكان. ولا يزال لدى فرنسا نحو 4500 جندي منتشرين إلى جانب 15 ألفاً من القوات الدولية لحفظ السلام، إضافة إلى قوة مجموعة دول الساحل الخمس بهدف اجتثاث المجموعات المسلحة وإعادة فرض سلطة الدولة.
ويتوقع أن يفوز في الدورة الثانية الرئيس إبراهيم بوبكر كيتا بولاية جديدة في بلد يواجه أيضاً النزاعات العرقية. وتُعدّ الدورة الثانية التي تعيد إلى الأذهان انتخابات العام 2013 حين تنافس كيتا ووزير المالية السابق سومايلا سيسي، ذُروةَ حملة تمحورت بمعظمها حول ملف أزمة مالي الأمنية.
وبعد دورة أولى شابها العنف والاتهامات بالتزوير، حصل كيتا (73 عاما) على 41.7 في المائة من الأصوات في حين حظي سيسي (68 عاما) بـ17.78 في المائة. ورغم النتائج السيئة التي حققها، أصر سيسي الجمعة على أنه قادر على «إحداث تحول» في النتائج خلال الدورة الثانية. وقال لإذاعة «إر إف إي» الفرنسية: «لستُ قلقاً بشأن وجودي في مركز متأخر لأنني أعرف أن الفارق ناجم عن التزوير». ويتهم معارضو كيتا بمن فيهم عدة وزراء سابقين الرئيس بالتخبط في رده على سفك الدماء. ولقي نحو 300 مدني حتفهم في مواجهات عرقية هذا العام وحده. لكن في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية سبقت الانتخابات، وصف الرئيس الهجمات بأنها ناجمة عن «جيوب العنف ومخلفات الإرهاب»، مشيراً إلى أن الدولة تبذل «جهداً مالياً هائلاً» في محاربة العنف.
ويُعد تراجع المستوى المعيشي كذلك بين مصادر القلق الأخرى. وتحولت البلاد إلى المنتج الأكبر للقطن في أفريقيا في عامَي 2017 و2018، ويشهد اقتصادها نمواً بنسبة سنوية تفوق خمسة في المائة منذ عدة أعوام. لكن دخل الفرد في تراجع منذ عام 2014، بحسب البنك الدولي، في وقت يعيش قرابة نصف سكان مالي البالغ تعدادهم 18 مليون نسمة في حالة فقر.
وفشل سيسي في حشد تأييد المعارضة له خلال الدورة الأولى من الانتخابات التي جرت في 29 يوليو (تموز) الماضي. وأعلن مرشحان خاسران هما رجل الأعمال عليو أبو بكر ديالو ورئيس الوزراء السابق شيخ موديبو ديارا اللذان حلا في المرتبتين الثالثة والرابعة، الخميس، أنهما لن يدعما أياً من المرشحين في الدورة الثانية.
وبالنتيجة، يجعل ذلك من كيتا المرشح الأوفر حظا في الدورة الثانية. وقال المحلل السياسي سليمان درابو لوكالة الصحافة الفرنسية إن «السؤال الأساسي هو إن كان كيتا سيحقق فوزاً كاسحاً كما حدث في 2013». وشهدت الحملة الانتخابية وعملية التصويت أعمال عنف تحديداً في مناطق الشمال والوسط. ولم يتم الإدلاء بأي أصوات في 871 مركز اقتراع بسبب وقوع هجمات، وهو رقم يمثل ربع مليون ناخب.
وازدادت الاتهامات بالتزوير في الأيام التي تلت الدورة الأولى حيث رفع المرشحون الثلاثة الأبرز التماساً للمحكمة العليا تحدثوا فيه عن حدوث عمليات حشو لصناديق الاقتراع إضافة إلى شكاوى أخرى. لكن المحكمة رفضت اتهاماتهم الأربعاء. وجرت الانتخابات بوجود مراقبين من الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) والمنظمة الفرانكفونية.
ودعا مراقبو الاتحاد الأوروبي الحكومة إلى نشر لائحة مفصلة عن نتائج الدورة الأولى من الانتخابات مطالبين بمزيد من الشفافية في الدورة الثانية. وردَّت الحكومة المالية بدعوة البعثة إلى تجنب «الإضرار بالعملية الانتخابية».



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.