خفر السواحل الليبي يشن حملة على مهربي المحروقات

مسؤول يؤكد أن 40 % من احتياجات السوق التونسية للوقود يجري تهريبها من ليبيا

TT

خفر السواحل الليبي يشن حملة على مهربي المحروقات

كشفت اشتباكات وقعت أمس في المياه الإقليمية الليبية، بين عصابات تهريب الوقود وقوات خفر السواحل، النقاب عن عمليات سرقة المحروقات المدعمة، ونقلها إلى الجانب التونسي، وتزامن ذلك مع تصريحات أطلقتها المؤسسة الوطنية للنفط، تحدثت عن وضع إجراءات جديدة للتصدي للمهربين.
وقالت لجنة أزمة الوقود والغاز بالزاوية، أمس، إن اشتباكات وقعت صباحاً في عرض البحر مع عصابات تهريب المحروقات وحرس سواحل مصفاة الزاوية، مشيرة إلى أن عدداً من المهربين تمكنوا من الفرار بعد اعتقال بعضهم.
وأوضحت لجنة الأزمة في بيان أمس، أنه تم توقيف مركب تونسي داخل المياه الإقليمية الليبية، نحو 20 ميلاً شمال منطقة أبو كماش، ويتكون طاقمه من أربعة أفراد، لافتة إلى أنه «تم جر المركب إلى نقطة حرس السواحل، بعد القبض على طاقمه».
وخلال السنوات الماضية، راجت عمليات تهريب واسعة بمعبري رأس جدير ووازن الذهبية الحدوديين في الاتجاهين، حيث يهرب الوقود الليبي المدعم إلى جنوب تونس، فيما يتم تهريب المواد الغذائية والأدوات المنزلية من تونس إلى الداخل الليبي.
وقالت الإدارة العامة لأمن المنافذ بوزارة الداخلية التابعة لحكومة «الوفاق الوطني» إن «السلطات التونسية بمعبر وازن البري أوقفت حركة التنقل بين البلدين أمام المسافرين، باستثناء الحالات الإنسانية، وسيارات الإسعاف، وذلك بسبب احتجاجات سكان المناطق التونسية القريبة من المعبر على تطبيق السلطات الليبية المختصة القوانين واللوائح، التي تمنع تهريب البضائع والمحروقات».
وطالب جهاز الأمن المركزي برأس جدير في بيان، نشره عبر صفحته على «فيسبوك» أمس، الراغبين في الانتقال عبر معبر وزان توخي الحذر، وإرجاء السفر إلى وقت آخر.
وسبق أن أعلن ميلاد الهجرسي، رئيس لجنة «أزمة الوقود والغاز» في ليبيا، في مقطع «فيديو» أن «40 في المائة من احتياجات السوق المحلية التونسية للوقود تجري تغطيتها بالوقود الليبي المهرب»، وهو ما لفت إليه أيضا مسؤول تونسي، قال إن بعض المدن في بلاده تعاني أزمة وقود بسبب توقف تهريب المحروقات الليبية.
بدورها، قالت وسائل إعلام تونسية نهاية الأسبوع الماضي إن مدينتي قابس ومارث تعيشان أزمة نقص في البنزين، تجلت في اصطفاف السيارات في طوابير طويلة أمام محطات الوقود، ما تسبب في نقص المخزون لدى كل محطات المدن المجاورة.
ونقلت تلك الوسائل الإعلامية عن توفيق المسعودي، ممثل الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة بقابس، أن أسباب الأزمة تتمثل في أن «أغلب أصحاب وسائل النقل في ربوع الجنوب يعوّلون على البنزين المهرب»، مبرزا أن «الأزمة الحاصلة تسبب فيها الجانب الليبي، بعد أن أحكم سيطرته على بعض المنافذ الحدودية، ومنع تسريب البنزين وبيعه بطريقة غير قانونية»، قبل أن تنفرج الأزمة بوصول شاحنات نقل البنزين التونسي إلى المحطات.
لكن الهجرسي تعهد بحماية الوقود الليبي، والتصدي لشبكات التهريب، بقوله إن «الجهات الأمنية عازمة على التصدي لهذه الظاهرة، ووقف عمليات التهريب التي تستهدف ثروات وقوت الشعب في كل مكان من أراضينا، وعلى حدودها ومنافذها كافة».
وأضاف الهجرسي لفضائية «ليبيا الرسمية» أن «لجنة الوقود والغاز معنية بحماية قوت المواطنين، في إطار اختصاصاتها، وهو حق مشروع تكفله كل القوانين»، قبل أن يشير إلى أن «الاتصالات بالجانب التونسي من اختصاصات وزارة الخارجية».
وللتصدي لهذه التجاوزات، ناقشت المؤسسة الوطنية للنفط إجراءات جديدة للحد من سرقات الوقود، حيث أكد عضو مجلس إدارة المؤسسة جاد الله العوكلي، خلال اجتماعه برئيس المؤسسة مصطفى صنع الله، «ضرورة تطوير آليات المناولة والتوزيع بواسطة الاستعانة بالتقنيات، والأساليب الحديثة، بما يسهل مهمة الشركة، ويضمن عدم اختراقها من قبل المهربين».
ولم يقتصر تهريب الوقود الليبي على نقله إلى الجنوب التونسي، إذ لفتت لجنة الخبراء الخاصة بليبيا في الأمم المتحدة إلى توثيق «6 محاولات من قبل مؤسسة النفط الوطنية في بنغازي لتصدير النفط بطرق غير قانونية، منذ أغسطس (آب) 2017».
وأضافت لجنة الخبراء في تقرير قدمته إلى مجلس الأمن أن «عمليات التصدير غير قانونية للمواد البترولية المتكررة، سواء براً أو بحراً».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.