حدّد المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي، موقفه من الانتخابات الرئاسية المقبلة، وقال إنها «الحل الوحيد للأزمة الحالية، لا سيما مع رغبة الكثير من السياسيين في المؤسسات المتصارعة في استمرار المشهد الحالي من أجل البقاء». لكنه لم ينف خوض السباق الانتخابي، مكتفياً بالقول «ما نفكر فيه في الوقت الحالي هو إنقاذ ليبيا وتخليصها من الإرهاب».
وقال حفتر، في حوار مع صحيفة «المرصد الليبية»، إنه يجب «الاحتكام إلى إرادة الشعب عبر صناديق الاقتراع لإنهاء الأزمة، وإيجاد مؤسسات سياسية ثابتة وذات شرعية واضحة»، موضحاً أن القيادة العامة للقوات المُسلحة «قدمت رؤيتها حول الحل السياسي بضرورة إيجاد حكومة وحدة وطنية، ومجلس رئاسي جديد، من 3 أعضاء يمثل الليبيين تمثيلاً حقيقياً باختلاف مناطقهم، ويكون رئيسه منفصلاً عن الحكومة، وذلك ضمن آليات وإجراءات واردة بالمبادرة. لكن مع قرب شهر ديسمبر (كانون الأول) نرى أن الوقت بالكاد يكفي لتجهيز الاشتراطات اللازمة لإجراء الانتخابات، أمام تقاعس السياسيين عن الحل، والتدخل الأجنبي السلبي في الشؤون الداخلية».
وحول اتهامه بأنه «امتداد لمشروع استبداد وانقلاب»، رد حفتر بالقول: «جماعتا (الإخوان المسلمين) و(الليبية المقاتلة)، والمتحالفون معهما، هم من انقلبوا على المسار الديمقراطي، بدعم من بعض الأطراف الإقليمية الراعية للإرهاب والفوضى في المنطقة، ورفضوا نتائج انتخابات مجلس النواب، والتداول السلمي للسلطة سنة 2014 بعدة حجج واهية، لا يمكن أن تبرر الكم الكبير من الدماء الليبية التي سفكت».
وتابع حفتر موضحاً: «جماعة (الإخوان) تسعى دائماً لإعلاء مصالحها في كل الأقطار العربية والإسلامية، وتضع نفسها فوق الأوطان... إنها جماعة ميكيافلية تبيح لنفسها استخدام كافة الوسائل المشروعة، وغير المشروعة، لبلوغ أهدافها وتحقيق مبدأ التمكين».
وفي معرض حديثه عن «الناتو»، ذهب حفتر إلى أن «التدخل العسكري لحلف الناتو في ليبيا، دمر البنية العسكرية للدولة الليبية، وهو ما ساعد الجماعات الإسلامية، كـ(الإخوان)، و(الليبية المقاتلة) و(القاعدة) و(داعش)، وحتى التنظيمات المسلحة الأجنبية ذات الأصول الأفريقية، التي تنشط في جنوب ليبيا، على تكوين ميلشيات مُسلحة، تعمل على تحقيق أهداف تتعارض مع أمن الدولة الليبية، ووحدتهــا واستقرارها». ورأى أن «الأجسام الحالية في ليبيا صارت متفرغة تماماً للصراع السياسي، وليس لمشاكل المواطن، وهي عاجزة عن العمل، وأصابها التشظي»، مستثنياً «بعض النواب»، لكن دون تسميتهم.
وبخصوص تصريحات السفير الإيطالي، الذي تحدث عن رفض إجراء الانتخابات وفق الجدول الزمني في إعلان باريس، قال حفتر «ليس من حق السفير الإيطالي، وأي مسؤول أجنبي أن يتدخل في هذه المسألة التي هي ملك لليبيين».
في شأن آخر، أصدر السراج، باعتباره القائد الأعلى للجيش، قراراً بمنح نوط الشجاعة لضباط في الجيش، بينما بحث أمس مع آمر المنطقة الوسطى، وقيادات عملية «البنيان المرصوص»، التي تشنها قوات تابعة له في مدينة سرت، الوضع الأمني والعسكري بالمنطقة الوسطى «مصراتة - تاورغا - سرت».
وقال بيان لمكتب السراج إن المسؤولين العسكريين عرضوا عليه الترتيبات المتخذة في مواجهة الإرهاب وترسيخ الاستقرار بالمنطقة، حيث أشاد السراج بما وصفه بالدور الفعال لقوات «البنيان المرصود» في رصد وملاحقة فلول التنظيمات الإرهابية.
في غضون ذلك، أعلن عبد الرحمن الشكشاك، رئيس المجلس المحلي لتاورغاء، عن إطلاق سراح 68 شخصاً من نازحي تاورغاء، بعدما اعتقلتهم «قوة الردع الخاصة»، التابعة لحكومة السراج في طرابلس، داعياً حكومة السراج وبعثة الأمم المتحدة للوفاء بالتعهدات الخاصة بإيجاد حل جذري لأزمة النازحين، الذين تم إخراجهم من مخيم طريق المطار.
وكانت بعثة الأمم المتحدة قد نددت بشدة بما وصفه بـ«الإجلاء القسري» لنازحين ليبيين من مخيم في العاصمة طرابلس بعد هجوم مسلح، وتركهم بلا مأوى للمرة الثانية منذ سبع سنوات. وقالت البعثة إنها تدين بشدة الإجلاء القسري للأسر النازحة من تاورغاء من مخيم طريق المطار، الذي يقطنه نحو ألفي نازح ليبي.
ودعت البعثة، السلطات الليبية، إلى توفير المأوى والحماية للنازحين، الذين تم إجلاؤهم، والإفراج عن الذين تم احتجازهم بشكل تعسفي، وتقديم المشتبه في ارتكابهم جرائم إلى العدالة دون تأخير، مؤكدة استعدادها للعمل مع السلطات الليبية لإيجاد حلول مستدامة لجميع النازحين في ليبيا.
بدورها، نددت السفارة الأميركية لدى ليبيا بشدة بما وصفته بالإجلاء القسري لعائلات تاورغاء من مخيم طريق المطار، ودعت في بيان مقتضب لها عبر موقع «تويتر»، جميع الأطراف، إلى العمل سوية لدعم ليبيا موحدة، سلمية آمنة ومستقرة.
وناشدت بلدية تاورغاء كل الجهات المحلية والمشايخ والأعيان ومؤسسات المجتمع المدني في طرابلس، بضرورة التحرك العاجل لوقف ما وصفته بـ«الإرهاب السافر»، الذي تمارسه مجموعة مسلحة على أهالي تاورغاء في مخيم طريق المطار. وتعرض سكان مدينة تاورغاء، الواقعة على بعد 240 كلم شرق العاصمة طرابلس، للتهجير قبل سبعة أعوام على يد مسلحين من مدينة مصراتة المجاورة، الذين يتهمون سكان تاورغاء بمناصرة نظام العقيد الراحل معمر القذافي أثناء اندلاع الثورة في فبراير (شباط) عام 2011، وارتكاب جرائم ضد الإنسانية بحقهم، وفرض حصار عسكري على مصراتة.
حفتر: الاحتكام لصناديق الاقتراع هو الحلّ... و«الإخوان» انقلبوا على ليبيا
قال إن «الناتو» دمّر البلاد وساعد التنظيمات الإرهابية على تكوين ميليشيات
حفتر: الاحتكام لصناديق الاقتراع هو الحلّ... و«الإخوان» انقلبوا على ليبيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة