مقتل 4 رجال أمن بعملية دهم منزل يؤوي مسلحين في الأردن

قوات الأمن الأردنية بالقرب من المبنى في مدينة السلط (رويترز)
قوات الأمن الأردنية بالقرب من المبنى في مدينة السلط (رويترز)
TT

مقتل 4 رجال أمن بعملية دهم منزل يؤوي مسلحين في الأردن

قوات الأمن الأردنية بالقرب من المبنى في مدينة السلط (رويترز)
قوات الأمن الأردنية بالقرب من المبنى في مدينة السلط (رويترز)

قُتل أربعة عناصر في القوات الأمنية الأردنية أثناء مداهمة لمنزل يؤوي مسلحين يشتبه بأنهم وراء هجوم بقنبلة على سيارة شرطة يوم الجمعة.
واقتحمت قوات الأمن مبنى في مدينة السلط كان المشتبه بهم يختبئون به، ويعتقد أن المسلحين زرعوا القنبلة محلية الصنع التي أدت إلى مقتل شرطي.
وقالت المتحدثة باسم الحكومة جمانة غنيمات لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) إنه «جرى إلقاء القبض على ثلاثة مشتبه بهم إلى الآن بعملية ما زالت جارية ضد خلية تختبئ في مبنى بوسط مدينة السلط على بعد نحو 30 كيلومترا غربي عمان».
وأضافت أن «المتهمين رفضوا تسليم أنفسهم لقوات الأمن وفجروا جزءا من المبنى الواقع أعلى أحد التلال».
وقالت غنيمات في وقت لاحق إن «قوات الأمن تحركت للسيطرة على الموقع ومعرفة ما إذا كان هناك أي مدنيين محتجزين رهائن». وسمع شهود أصوات انفجارات عالية قرب الموقع. فيما قال مصدر أمني إنها أصوات شحنات ناسفة قامت الشرطة بتفجيرها مع إطباقها على المسلحين.
وكانت الشرطة قالت في وقت سابق إن الانفجار الذي وقع يوم الجمعة بالقرب من موقع مهرجان للموسيقى في بلدة الفحيص نجم عن اسطوانة غاز.
وشوهدت سيارات الإسعاف تهرع إلى المستشفى الرئيسي بالمدينة من قرب المبنى الواقع في منطقة سكنية بالسلط أغلقتها الشرطة.
وبعد منتصف ليل السبت الاحد، أكدت غنيمات أن «العمليّة الأمنيةّ دخلت مرحلة ثانية (...) للسيطرة على الموقع والتأكُّد من عدم وجود مدنيين مهدّدين من جانب المشتبه بهم».
ودعت غنيمات المواطنين في مدينة السلط إلى «عدم التجمهر أمام مستشفى السلط الحكومي، أو في الشّوارع والطّرقات القريبة من العمليّة الأمنيّة، أو من موقع المداهمة، وذلك لمنع إعاقة الجهود الأمنيّة أو عمليّات الإسعاف».
ونشرت مواقع اخبارية محلية مقاطع فيديو تسمع خلالها اصوات تبادل لاطلاق نار حول المبنى المؤلف من اربعة طوابق في منطقة نقب الدبور في السلط حيث يتحصّن المشتبه بهم.
كما نشرت صور سيارات القوات الامنية وهي تحيط بالمبنى الذي انهار جزء منه.
ونقلت تلك المواقع عن مصادر طبية أن 21 شخصا بين عسكريين ومدنيين أصيبوا خلال المداهمة.
وخلال زيارة إلى المديرية العامة لقوات الدرك، أكد رئيس الوزراء الاردني عمر الرزاز في وقت سابق السبت «عدم التهاون في ملاحقة الإرهابيين وحملة الأفكار الهدّامة أينما كانوا وضرورة ملاحقة مقترفي الجريمة النكراء، وتقديمهم ليد العدالة لينالوا الجزاء العادل».
وقال في تصريحات بثتها وكالة الأنباء الأردنية إن «الأردن سيبقى دوماً في مقدّمة الركب لمحاربة الإرهاب الغاشم والأفكار الظلاميّة التي تستهدف حياة الأبرياء وتحاول تقويض الأمن والاستقرار». واوضح ان «هذا العمل الجبان لن ينال من عزم الأردن، بل سيزيده قوّة ومنعة، وإصراراً على التمسك بقيمه الراسخة، ووحدته الوطنيّة».
من جهته، أكد رئيس مجلس النواب الاردني عاطف الطراونة في تغريدة على تويتر ان «يد الغدر والإرهاب لن تنال من وطننا وسيبقى الأردن عصيا بقيادته وجيشه وأجهزته الأمنية وبشعبه بوجه الإرهاب الأسود وزمرته الجبانة».
ويستهدف متطرفون الأردن منذ فترة طويلة. وشهدت المملكة عددا من الحوادث خلال السنوات القليلة الماضية، وأُعلنت حالة التأهب القصوى في صفوف قوات الأمن منذ بداية العام بعد تحذيرات من احتمال أن يشن متعاطفون مع تنظيم «داعش» هجمات انتقامية بعد طرد التنظيم من معظم الأراضي التي كان يسيطر عليها في سوريا والعراق.
ويقول دبلوماسيون غربيون ومصادر في المخابرات إن الأردن يلعب دورا بارزا في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم «داعش» ويقدم له دعما عسكريا ولوجيستيا وفي مجال المخابرات.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.