ليبيا توقع اتفاقاً مع السودان لتأمين الحدود ومحاربة «الإرهاب»

TT

ليبيا توقع اتفاقاً مع السودان لتأمين الحدود ومحاربة «الإرهاب»

وقع السودان وليبيا وتشاد والنيجر، أمس، على اتفاق للتعاون القضائي المتعلق بتأمين الحدود، فيما اتفقوا على إنشاء مركز للعمليات في العاصمة التشادية أنجامينا لمحاربة «الجماعات الإرهابية»، ومكافحة التهريب والاتجار بالبشر.
وجاء الاتفاق في اختتام الاجتماع الوزاري الثالث بالعاصمة السودانية الخرطوم، أول من أمس، لتأمين ومراقبة الحدود المشتركة، بمشاركة وزراء الدفاع والداخلية والخارجية ومديري الأجهزة الأمنية.
وقال وزير الخارجية الليبي محمد الطاهر سيالة، إن الدول الأربع وقعت على اتفاق التعاون القضائي المتعلق بتأمين الحدود، ولائحة لجنة التنسيق والمتابعة، موضحاً أنه «تم الاتفاق على أن تستضيف العاصمة التشادية مركز العمليات لاعتبارات جغرافية، على أن تعقد اللجنة اجتماعها خلال شهرين لإظهار المركز حيز التنفيذ».
وأضاف سيالة، وفقاً لوكالة «وال» الليبية، أنه تم الاتفاق على عقد الاجتماع المقبل للجنة الوزارية، وهو الرابع من نوعه، في العاصمة النيجرية نيامي منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
كما تم اختيار السودان لرئاسة الدورة الأولى للتنسيق والمتابعة للشهور الستة المقبلة، وتوجيه لجنة التنسيق والمتابعة لتفعيل مركز العمليات في فترة لا تتجاوز الشهرين.
في غضون ذلك، استعرض سيالة الخطوات والاجتماعات التي سبقت ومهدت لتوقيع هذه الاتفاقات الأمنية، التي تهدف إلى تعزيز التعاون الأمني بين البلدان الأربعة، قصد توحيد جهودها في تأمين حدودها المشتركة، ومكافحة الإرهاب والحركات السالبة، والاتجار بالبشر وتجارة المخدرات، والجرائم العابرة للحدود.
وكان الدكتور الدرديري محمد أحمد، وزير الخارجية السوداني، قد أكد في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية على أهمية تفعيل مركز العمليات المشتركة في تبادل المعلومات بين الدول الأربع.
وفيما أشاد الدرديري بنجاح تجربة القوات المشتركة السودانية - التشادية في تأمين الحدود بين الدولتين، قال إن القواسم التاريخية والثقافية بين الدول المشاركة «تحتم عليها العمل المشترك في المجالات كافة، خصوصاً الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، لتحقيق الأمن والاستقرار».
من جهته، شدد كلا مونتاري، وزير الدفاع بدولة النيجر، على ضرورة تسريع وتعزيز لجنة التنسيق والمتابعة، وتحديد عملها من أجل تأمين الحدود، وقال إن دول المنطقة تواجه تحديات «تتطلب توحيد الإرادة لمواجهتها، وذلك بوضع آليات لتبادل المعلومات حول الحدود»، مبرزاً أهمية «تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية من أجل تجفيف منابع الإرهاب».
بدوره، طالب الشريف محمد زين، وزير خارجية تشاد، بوضع إجراءات ومعايير تساعد على تجاوز التحديات الأمنية في جنوب ليبيا، وتفعيل لجنة التنسيق والمتابعة وتحديد أعمالها ومهامها، بالإضافة إلى تفعيل اتفاق التعاون القضائي، مؤكداً على رغبة بلاده في تنفيذ ما يتم التوصل إليه من هذا الاجتماع.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.