المبعوث الأممي إلى العراق: آمل في حكومة بعد انتهاء فرز الأصوات بحلول الأضحى

قال لـ«الشرق الأوسط» إن العراقيين محبطون من الطائفية ويتطلعون إلى إصلاحات والتعاون مع السعودية والخليج

المبعوث الأممي إلى العراق يان كوبيتش (تويتر)
المبعوث الأممي إلى العراق يان كوبيتش (تويتر)
TT

المبعوث الأممي إلى العراق: آمل في حكومة بعد انتهاء فرز الأصوات بحلول الأضحى

المبعوث الأممي إلى العراق يان كوبيتش (تويتر)
المبعوث الأممي إلى العراق يان كوبيتش (تويتر)

أمل رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في العراق (أونامي) يان كوبيتش في أن تشكل الحكومة العتيدة «بحلول عيد الأضحى»، على أن تلبي تطلعات العراقيين الذين وجهوا في مظاهراتهم الأخيرة «رسالة قويّة جداً» عبروا فيها عن إحباطهم من النظام السياسي «بما في ذلك نظام الكوتا الطائفية» ومن «التدخل الأجنبي» في شؤونهم.
وقال كوبيتش في حديث إلى «الشرق الأوسط» بعدما قدم إفادته الأخيرة أمام مجلس الأمن بأن «هناك فرصة» كي يؤثر المرجع الشيعي الكبير السيد علي السيستاني على تفكير القوى السياسية، داعياً السلطات في بغداد إلى مواصلة سياسة الانفتاح التي بدأها رئيس الوزراء حيدر العبادي مع دول الجوار، وخصوصاً السعودية ودول الخليج.
ورأى كوبيتش الذي تشارف مهمته على الانتهاء أن إعادة الفرز الجزئية للأصوات في بعض المناطق العراقية عقب الانتخابات التي أجريت في مايو (أيار) الماضي، «ربما تكون نعمة متنكرة»، واعتبر أن «من الجيد أن السلطات قررت أن تعيد الفرز الجزئي يدوياً للأصوات المشكوك فيها والمشكو منها، وهذا يعطي المزيد من الصدقية لعملية الانتخابات ونرجو لنتائجها كذلك».
ولاحظ أن تشكيل الحكومة «تزامن مع المظاهرات» في جنوب البلاد حيث «وجه الناس رسالة قويّة جداً حيال ما يتوقعونه من الحكومة العتيدة» التي «تحتاج إلى تلبية حاجاتهم، وحاجة البلاد إلى إصلاحات عميقة جداً، ومكافحة الفساد وغير ذلك».
ورأى أن «هناك فرصة كي يعبر (المرجع الأكبر للشيعة) السيد علي السيستاني عن رأيه ويؤثر بالتأكيد على تفكير القوى السياسية»، مضيفاً أن الناس وجهوا «رسائل من خلال التعبير عن تطلعاتهم بالنسبة إلى الحكومة العتيدة وبرنامجها». وأبدى تطلعه إلى تشكيل الحكومة الجديدة بعد الانتهاء من إعادة فرز الأصوات والمصادقة على النتائج «بحلول عطلة عيد الأضحى، ربما بعد العيد أو قبله»، وأمل في أن «تسارع الأحزاب السياسية إلى المرحلة النهائية من المشاورات لتشكيل الحكومة» التي «يجب أن تكون مع الإصلاح وتلبي تطلعات الناس وحاجاتهم ولديها الإرادة السياسية لتفي بذلك». وأشار كوبيتش في مجلس الأمن إلى أن المتظاهرين «كانوا بشكل رئيسي، من الشباب الذين لديهم شكاوى طويلة الأمد حول عدم توفر الخدمات الأساسية، وشح الكهرباء، وانعدام فرص العمل، والفساد المستشري». وأضاف أن «رسالتهم صارت بسرعة أكثر تسييساً وانتقاداً للقادة على المستوى الوطني، والحكومات المتتالية لإهمال حاجات الناس» الذين عبروا عن «إحباطهم العميق والمتزايد تجاه النظام السياسي بما في ذلك نظام الكوتا بين الطوائف، ومستنكرين التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للعراق».
ورداً على سؤال عن التقارب الذي بدأته حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي مع دول الجوار، أجاب كوبيتش: «أتوقع الآن أن الناس في العراق يرون كم هو مهم وإيجابي الانفتاح على التعاون مع كل الدول في المنطقة ومع الشركاء الدوليين»، مشيراً خصوصاً إلى «السعودية ودول الخليج» حيث «توجد إرادة مشتركة للعمل مع العراق». ورأى أن الحكومة المقبلة «ستستمر ببساطة بهذا الموقف التعاوني مع دول المنطقة».
العقوبات على إيران
وعن دور إيران في العراق في ظل العقوبات التي تفرض عليها، قال إن «هذا أمر تقرره الحكومة العراقية بالطبع». بيد أنه لفت إلى أن «السلطات أعلنت بوضوح أنها من حيث المبدأ ضد العقوبات، لكنها ستمتثل لنظام العقوبات لأنه لا خيار آخر لديها»، علما بأنه «لا شك في أن التعاون مع إيران سيستمر بطريقة ملائمة ومناسبة، لأنه لا يمكن وقف التعاون بين البلدين الجارين».
وعن مكافحة الإرهاب ومحاسبة الإرهابيين على جرائمهم بواسطة الآلية الدولية الجديدة، قال: «أنا سعيد للغاية بأنه استناداً إلى التشاور مع حكومة العراق، أصدر مجلس الأمن قراراً وتمكن الأمين العام من تحديد الشروط المرجعية لبدء عمل آلية التحقيق الخاصة الآن»، ملاحظاً أن «رئيس هذه الآلية كريم أسد أحمد خان يزور العراق، وهو الآن في بغداد، وبعد ذلك سيتوجه إلى أربيل لمناقشة طرق ملموسة للتعاون».
وشدد على أن «الأمر يتعلق بموضوع المساءلة على الجرائم، ولكنه أيضاً إجراء وقائي (...) يوجه إشارة قوية للغاية إلى جميع الإرهابيين، من أنه في حال الانخراط في نشاطات إرهابية، سيكون هناك عقاب في نهاية المطاف على جرائمكم». وأكد أن «الإرهاب لا يزال موجوداً» في العراق، غير أن «هناك نشاطات موجهة ومركزة جداً لقوات الأمن العراقية، هناك التعاون بين الجيش العراقي وإذا شئت قوات أخرى، مثل البيشمركة». وختم أن «هذا صراع مستمر ولكن لحسن الحظ جرى تدمير هياكل خليفة داعش».
وكان كوبيتش تحدث في جلسة مجلس الأمن، وحض القادة السياسيين على «الإنصات لصوت الشعب، والاستفادة من الفرصة السانحة والإسراع بعملية تشكيل حكومة وطنية جامعة وغير طائفية تستخدم الموارد الغنية للعراق لمصلحة شعبه، وتضمن السيادة الكاملة والاستقلال الحقيقي للبلاد من دون أي تدخل أجنبي».
وكذلك قدم المراقب الدائم للجنة الدولية للصليب الأحمر لدى الأمم المتحدة فيليب سبوري، إفادة إلى أعضاء المجلس بصفته رئيس اللجنة الثلاثية المعنية بالمفقودين والتي أنشئت بنتيجة حرب الخليج بعد الغزو العراقي للكويت في أغسطس (آب) 1990. وقال إنه على رغم جهود البحث المستمرة، مضت 14 سنة منذ العثور آخر مرة على رفات لشخص كويتي مفقود، و7 سنوات منذ العثور آخر مرة على رفات لشخص عراقي، لافتاً إلى أن «مئات العائلات لا تزال تنتظر إجابات».
وتحدثت منسقة فرقة العمل المشتركة بين القطاعات في العراق المعنية بقرار مجلس الأمن 1325 سوزان عراف معروف التي حددت المجالات ذات الأولوية، ومنها إنشاء نظام لتوسيع نطاق وصول المرأة إلى الخدمات الخاصة بمكافحة العنف ضد النساء، وتعديل التشريعات التي تميز ضد المرأة. وأضافت أنه على رغم وجود نسبة 25 في المائة للنساء في مجلس النواب والمؤسسات العامة، فإنهن لا يزلن غير ممثلات بصورة كافية أو غائبات عن صنع القرار.
وأشار المندوب الكويتي الدائم لدى الأمم المتحدة منصور العتيبي إلى الذكرى الـ28 لغزو العراق لدولة الكويت، مذكراً بأن مجلس الأمن أصدر عشرات القرارات. وقال: «تم بالفعل الوفاء بالكثير من الالتزامات ولكن من المسائل المهمة المتبقية هي مسألة الأسرى والمفقودين الكويتيين وغيرهم من رعايا الدول الثلاث»، مضيفاً أن «هذه المسألة لا تزال كالجرح المفتوح، فمعاناة أهالي المفقودين لا تزال مستمرة حيث تم الكشف فقط عن مصير 236 من أصل 605» مفقودين.
وتحدث نظيره العراقي محمد بحر العلوم الذي قال إنه «على رغم الانتصارات العسكرية الحاسمة على عصابات «داعش» الإرهابية، فإن هذا لا يعني نهايتها ونهاية الشبكات الإرهابية»، داعياً إلى «بذل جهود دولية إضافية لمساعدة العراق في وضع استراتيجيات واقعية وحقيقية تستهدف تنامي تلك التنظيمات».



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.