السراج: مسار الانتخابات وموعدها مسألة تخص الليبيين وحدهم

المشير حفتر إلى النيجر لبحث تأمين الحدود الجنوبية

حفتر لدى وصوله إلى النيجر أمس (القيادة العامة)
حفتر لدى وصوله إلى النيجر أمس (القيادة العامة)
TT

السراج: مسار الانتخابات وموعدها مسألة تخص الليبيين وحدهم

حفتر لدى وصوله إلى النيجر أمس (القيادة العامة)
حفتر لدى وصوله إلى النيجر أمس (القيادة العامة)

اعتبر فائز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية، أن الانتخابات ومسارها وموعدها «مسألة يقررها الليبيون وحدهم»، وجاءت هذه التصريحات في وقت دعت فيه كل من فرنسا وتونس إلى التسريع بإجرائها قبل نهاية العام الحالي. ونقل محمد السلاك، الناطق باسم حكومة السراج، في مؤتمر صحافي عقده أمس بالعاصمة الليبية طرابلس، عن السراج، تشديده على أن تتحمل كل الأطراف المعنية، لا سيما الشريكة في إعلان باريس الذي عقد في مايو (أيار) الماضي، مسؤوليتها وأن تلتزم باستحقاقاتها.
كما أوضح السلاك أن السراج طلب من مؤسسات الدولة كل التعاون، وتذليل العقبات أمام تحقيق انفراجة في الملف الاقتصادي، مؤكدا أن حل المشكلات يتطلب جهدا تكامليا من جميع الجهات ذات الاختصاص.
في غضون ذلك، ناقش عبد السلام كاجمان، نائب السراج، مع سفير بريطانيا لدى ليبيا فرانك بيكر، تطورات المشهد السياسي وسبل تذليل العقبات أمام الاستفتاء على الدستور، والإعداد للانتخابات البرلمانية والرئاسية، والعوائق التي تحول دون تحقيقها في الفترة الزمنية اللازمة.
وقال بيان لحكومة السراج إن اللقاء بحث أيضا الملفات الأمنية والاقتصادية، وضرورة توفير الخدمات الأساسية للمواطن، وأهمية البدء في تنفيذ المشروعات المعطلة والخدمية لمساهمتها في رفع مستوى القطاع الخاص، وخلق فرص عمل جديدة تغني عن الوظائف الحكومية.
بدورها، قالت بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا، إن رئيسها غسان سلامة أجرى أول من أمس محادثات في تونس مع خميس الجهيناوي، وزير الخارجية التونسي، حول الأوضاع في ليبيا، مشيرة في بيان مقتضب إلى أن سلامة شكر تونس على دعمها المستمر لخطة عمل الأمم المتحدة في ليبيا. لكن بيانا لوزارة الخارجية التونسية، أضاف في المقابل أن الاجتماع ناقش أيضا الاستعدادات الجارية للانتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة في ليبيا، لافتا إلى أن الجهيناوي شدد مجددا على أهمية العمل على توحيد الجهود لتسريع نسق المشاورات بين الفرقاء الليبيين، وتهيئة الظروف الملائمة لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية في أقرب وقت، بما يمكن من إعادة الأمن والاستقرار إلى هذا البلد المجاور، وتجنيب المنطقة مخاطر التطرف والإرهاب. كما نقل البيان عن سلامة تأكيده ضرورة تضافر جهود كل الأطراف الفاعلة، إقليميا ودوليا، للدفع باتجاه حل توافقي ليبي - ليبي تحت رعاية أممية.
وعلى صعيد متصل، تحدثت تقارير صحافية إيطالية عن اتفاق بين مصر وإيطاليا لعقد ما وصفته باجتماعات دورية على مستوى كبار المسؤولين، تحضيراً للمؤتمر الدولي الذي ستستضيفه العاصمة الإيطالية روما في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، الذي سيخصص لمناقشة الأزمة الليبية وسبل حلحلتها.
من جهة ثانية، طالبت مظاهرات محدودة في عدة مدن ليبية، من بينها العاصمة طرابلس، مساء أول من أمس، بطرد سفير إيطاليا لدى ليبيا جوزيبي بيروني، وذلك احتجاجاً على تصريحات مثيرة للجدل، اعتبرها البعض «تطاولا على سيادة الدولة الليبية».
واعتبر بيان حمل توقيع عشرات الشخصيات الليبية بيروني «شخصا غير مرغوب فيه»، وطالبوا بضرورة «مغادرته الأراضي الليبية فورا»، قبل أن يذكّر الحكومة الإيطالية بـ«كفاح الشعب الليبي ضد الاستعمار»، مؤكدا أن «ليبيا ليست الشاطئ الرابع لإيطاليا».
وكان السفير الإيطالي قد قلل من أهمية المظاهرات المنددة بسياسات بلاده في ليبيا، وأكد مجددا أن حكومة بلاده تشترط توفير ما وصفه بالظروف المناسبة قبل إجراء الانتخابات المقبلة.
دبلوماسيا، بدأ المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني الليبي، أمس زيارة مفاجئة إلى النيجر، أجرى خلالها محادثات مع رئيسها محمد يوسفو. وقالت مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط» إنها تأتي في إطار محاولة حفتر تأمين مناطق الحدود الجنوبية لليبيا مع دول الجوار الجغرافي.
وقال مكتب المشير حفتر إن الزيارة التي بدأها أمس إلى عاصمة النيجر نيامي جاءت بدعوة من رئيسها محمد يوسفو، مشيرا في بيان مقتضب إلى أن حفتر، الذي وصل على رأس وفد رفيع للعاصمة النيجرية نيامي، بحث مع يوسفو عددا من الملفات والقضايا، التي تهم البلدين وسبل التعاون المشترك بينهما.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.