السلطات تحقّق في اشتباكات بين الأمن ومسلحين قبليين بمأرب

TT

السلطات تحقّق في اشتباكات بين الأمن ومسلحين قبليين بمأرب

سقط 31 قتيلاً وجريحاً على الأقل، في اشتباكات اندلعت بين مسلحين قبليين وعناصر الأمن في حاجز للتفتيش جنوب مدينة مأرب اليمينة، بينهم 12 جندياً، وسط تضارب في الروايات حول أسباب نشوب الاشتباكات.
وأفادت مصادر أمنية وقبلية لـ«الشرق الأوسط»، بأن الاشتباكات التي اندلعت عند حاجز رئيسي للتفتيش يبعد عن جنوب مدينة مأرب بنحو 15 كيلومتراً، ما أسفر عن مقتل 5 من عناصر الأمن، بينهم قائد الحاجز الأمني، إضافة إلى جرح 7 جنود آخرين. وأضافت المصادر أن الاشتباكات التي دارت في منطقة الفلج بين المسلحين القبليين وعناصر الأمن المكلفين أعمال التفتيش في الحاجز الأمني خلفت كذلك 12 قتيلاً في صفوف المسلحين و7 من الجرحى.
وذكرت المصادر أن المسلحين القبليين كانوا قادمين من جهة البيضاء باتجاه منطقة وادي عبيدة في محافظة مأرب، على متن 5 سيارات، بينهم الزعيم القبلي هادي بن شاجع المنتمي إلى قبيلة وائلة في صعدة، قبل أن يتطور الموقف إلى الاشتباك المسلح، إثر رفض عناصر الأمن السماح بمرور الوفد القبلي.
وفيما اتهمت المصادر الحكومية الرسمية، المسلحين القبليين، بالتسبب في اندلاع الاشتباكات والاعتداء على رجال الأمن، ذكرت مصادر محلية أن عدداً من المسلحين كانوا من المطلوبين للجهات الأمنية على ذمة اتهامات لهم من قبل السلطات المحلية في المحافظة بالاتجار في المخدرات وتهريب الممنوعات.
وزعمت بعض الروايات المنحازة إلى صف المسلحين القبليين أن عناصر الأمن تعاملوا مع الوفد القبلي بشكل يتنافى مع اللياقة المطلوبة، وطلبوا منهم تسليم أسلحتهم وهو ما يتنافى مع الأعراف والتقاليد القبلية، خصوصاً أن حمل السلاح في الأرياف والمناطق غير الحضرية أمر شائع ولا يعدّ مخالفاً للقانون.
وفي الوقت الذي أكدت مصادر طبية في مدينة مأرب أن بعض حالات الجرحى في وضع حرج، عقدت السلطات الأمنية في المدينة اجتماعاً طارئاً للوقوف على تداعيات الحادث، بحسب ما أفادت به المصادر الرسمية الحكومية. ووصف الاجتماع الأمني، الذي ترأسه وكيل وزارة الداخلية اليمنية اللواء محمد سالم بن عبود، وحضره وكيل الوزارة لشؤون الأمن والشرطة الدكتور أحمد الموساي، الحادث بأنه «اعتداء على إحدى النقاط الخاصة بالحزام الأمني جنوب عاصمة المحافظة (مأرب) من قبل عصابة مسلحة تستقل 5 سيارات». وطبقاً للرواية التي أوردها بيان اللجنة الأمنية في مأرب، «باشرت العصابة إطلاق النار على أفراد النقطة عند الساعة السابعة صباحاً ما أسفر عن استشهاد 5 من أفراد الأمن، بينهم قائد النقطة، وإصابة 7 آخرين». وذكر البيان أن «أفراد النقطة الأمنية اضطروا للرد على النيران ما أسفر عن مصرع 12 مسلحاً وإصابة 7 آخرين، وإلقاء القبض على 3 منهم». وأشار البيان إلى أن اللجنة الأمنية «شكلت لجنة للتحقيق في الاعتداء على النقطة الأمنية برئاسة وكيل الوزارة لشؤون الأمن والشرطة، وعضوية الأجهزة الأمنية والعسكرية ذات العلاقة».
وفي حين شدد البيان على «رفع الجاهزية الأمنية في كافة النقاط وتعزيز الحزام الأمني» لمدينة مأرب، أمر عناصر الأمن في المحافظة بـ«الضرب بيد من حديد إزاء كل من تسول له نفسه زعزعة الأمن والاستقرار».
وعلى الرغم من أن مدينة مأرب والمديريات التابعة لها الخاضعة للحكومة الشرعية، من أكثر المناطق اليمنية استقراراً من ناحية الانضباط الأمني، إلا أنها تشهد من وقت لآخر حوادث مشابهة في ظل مساع حثيثة من قبل السلطات المحلية لفرض السيطرة الأمنية، والحد من الأعمال المزعزعة للأمن.
وأتاح الاستقرار النسبي، الذي حظيت به المدينة منذ فشل الانقلاب الحوثي في اجتياحها، المجال أمامها لتصبح من أكثر المناطق نمواً على صعيد النشاط التجاري، خصوصاً بعد أن تضاعف سكانها في زمن قياسي جراء تدفق الفارين إليها من مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.