متطرفون إسرائيليون يطالبون بطرد الدروز من الجيش لرفضهم {القومية}

TT

متطرفون إسرائيليون يطالبون بطرد الدروز من الجيش لرفضهم {القومية}

مع استمرار المعركة السياسية والشعبية والقضائية ضد قانون القومية اليهودية العنصري في إسرائيل، وما تواجهه الحكومة الإسرائيلية من ضغوط بسببها، يدير اليمين اليهودي المتطرف، حملة واسعة ضد القيادات الدينية والشعبية للطائفة العربية الدرزية.
وصرح أحد كبار رجال الدين اليهود، بأن الدروز ما هم إلا ضيوف في أرض اليهود. وقال مسؤول ديني آخر، إنه يفضل رؤية الجيش الإسرائيلي من دون دروز.
وقال الحاخام الأكبر لمدينة صفد، شموئيل الياهو، إن حملة الاحتجاج التي يقيمها الدروز ضد قانون القومية، هي نشاط استفزازي في غير محله. فهم لا يفهمون أنه لا مكان لإسرائيل كدولة إذا لم تكن معرفة كدولة يهودية، فهذه هي أوامر التوراة. وأضاف: «أنا أحترم الدروز ودوهم ومكانتهم، لكن عليهم أن يعرفوا أنهم هنا ضيوف لا أكثر. هم ضيوف أعزاء وحلفاء وشركاء، ولكن فقط عند سيد البيت اليهودي».
وقال قائد أحد التيارات الدينية الصهيونية المتطرفة، د. حجاي بن أرتسي، إن الدروز لا يكشفون حقيقة أهدافهم في هذه الحملة. إنهم في الحقيقة ينزعجون من البند الذي يعطي اليهود وحدهم حق العودة والمواطنة في أرض إسرائيل. إنهم يريدون أن يصبح هذا الحق لهم أيضا، حتى يستوعبوا في إسرائيل أهلهم الدروز السوريين الذين يتعرضون للاضطهاد والتمييز من أبناء السنة. وهذا أمر خطير يجب منعه تماما. وإذا كانوا يريدون هذا الحق ثمنا لخدمتهم في الجيش الإسرائيلي، فإنني لا أريدهم في الجيش، وليتركوه ويريحونا».
يذكر أن اللجنة الوزارية الخاصة التي أقامتها الحكومة الإسرائيلية للبحث في إرضاء الدروز، وتعويضهم عن سن قانون القومي، قد عقدت اجتماعها الأول مساء الاثنين، وتحول إلى فضيحة، إذ تغيب عنه ثمانية من مجموع 13 وزيرا. وقد وبخ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وزراءه على هذا الاستخفاف، وهدد بمعاقبة من سيتغيب في الاجتماع المقبل بعد أسبوع. وتبين من اقتراحات نتنياهو، أنه لا يفكر أبدا بالتجاوب مع طلب الدروز إضافة بند المساواة على قانون القومية، إنما يبحث عن فتات يقدمه لهم بامتيازات على مختلف المستويات.
وقد عقب النائب صالح سعد، وهو من قادة حملة الاحتجاج، قائلا: إن هذا يدل على أن الحكومة ليست جادة في التعاطي مع حقوق الدروز، ولا تنوي وقف سياسة الآبرتهايد ضد الأقليات.
وقالت الناشطة في حراك «أرفض...شعبك بيحميك»، هدية كيوف، من عسفيا: «منذ العام 1948 ولغاية اليوم، تعاقبت السياسات العنصرية تجاهنا نحن الفلسطينيين بمن فينا الدروز، عبر ممارسات القمع والإهمال والإفقار. وجاء قانون القومية للتأكيد على هذه السياسات، وليؤكد أن إسرائيل دولة يهودية ولا مكان لغير اليهود في هذه الدولة». وأكدت أن «كل تلك المخططات هدفت إلى فرض تبني الرواية الصهيونية وأكذوبة (حلف الدم)، وغيرها من الشعارات الزائفة». وختمت كيوف بالقول إن «إسرائيل سعت لإخضاع الدروز، واليوم وصل أبناء الطائفة إلى قناعة أن الدولة خانتهم».
وقال الصحافي مرشد بيبار إن «قانون القومية عنصري بامتياز، ويمس المواطنين العرب، وهو كما أرى، قانون انتخابات لاستقطاب اليمين المتطرف، وعليه سيكرس رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، خطابه في الانتخابات البرلمانية القريبة، وهو أصلا لم يكن بحاجة لهذا القانون، فدولة إسرائيل قائمة منذ 70 عاما من دون هذا القانون الذي يعتبر أسوأ القوانين العنصرية في العالم».
الجدير ذكره أن لجنة المتابعة العليا لفلسطينيي 48، والقائمة المشتركة، واللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، ومركز «عدالة»، قدمت معا، أمس الثلاثاء، التماساً للمحكمة العليا ضد «قانون أساس - القومية»، ليصبح الدعوى السادسة التي ترفع حول الموضوع. وتستعد المتابعة لإنجاح مظاهرة كبيرة في ميدان أساسي في تل أبيب، مساء السبت المقبل، احتجاجا على القانون.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.