حشد الجيش الأوكراني أمس دبابات ومدرعات على نحو 20 كيلومترا جنوب دونيتسك كبرى مدن شرق البلاد التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا، لكن لم يبد أنه يعد لشن هجوم وشيك؛ إذ تحدث مسؤولون عن مهلة شهر مما يترك فرصة للدبلوماسية.
وقال جنود أوكرانيون إن رتلا من الدبابات والمدرعات والشاحنات انتشر على طول 1.5 كيلومتر بدءا من ماريوبول المدينة الواقعة على بعد 110 كيلومترات عن دونيتسك، من دون معارك قبل أن يتوزع في عدة مواقع بينما تقوم آليات ثقيلة بحفر خنادق في الحقول بالقرب من قرية أولينيفكا. وتسعى القوات الموالية لكييف حاليا إلى تطويق حصني المتمردين في شرق البلاد دونيتسك ولوغانسك.
وجاء هذا الحشد قرب دونيستك بعدما استعاد الجيش الأوكراني في الأيام الماضية مدنا عدة من المتمردين بينها سلافيانسك. وأعلنت السلطات الأوكرانية عزمها فرض حصار على دونيتسك ولوغانسك. وقال الرئيس بيترو بوروشينكو ومسؤولون أوكرانيون آخرون إنهم أمروا بأن تجرى هذه العمليات ضد المتمردين بما لا يسبب خسائر بين السكان المدنيين، وهي قاعدة لا تطبق عمليا كما ورد في شهادات جمعت في لوغانسك.
وتبدو قوات كييف متفوقة على قوات المتمردين في الرجال والمعدات، لكنها لا تستطيع الاستفادة من ذلك بالكامل في دونيتسك التي تضم مليون نسمة، ولا في لوغانسك التي يبلغ عدد سكانها 500 ألف.
وأكد مسؤول أوكراني مساء أول من أمس أنه لن يكون هناك «أي قصف جوي أو قصف مدفعي» على دونيتسك ولوغانسك، موضحا أن «حصار المدينتين على وشك أن يستكمل». وأوضح أن استعادة المدينتين «يمكن أن يحدث خلال شهر».
وأكد ستانيسلاف ريتشينسكي مستشار وزير الداخلية الأوكراني لقناة «أوكرانيا» التلفزيونية أن «القوات والمعدات تتجمع بالقرب من هذه المدن»، بينما في صف المتمردين «نلاحظ الفوضى والتوتر». ولمح إلى أن قوات كييف «ستبدأ خلال يومين أو ثلاثة أيام مرحلة جديدة في عملية مكافحة الإرهاب» وتستعد «لمفاجآت». ويبدو أن الأمر يتعلق بعمليات آنية للاستخبارات في تكتيك يسمح مبدئيا بضرب المتمردين من دون إصابة ضحايا مدنيين. وبدا الوضع العسكري هادئا في مناطق النزاع صباح أمس، فيما تحدثت السلطات الأوكرانية عن مقتل رجلين في انفجار لغم عند مرور شاحنة لنقل الجنود في منطقة دونيتسك، وثالث في منطقة لوغانسك حيث وقعت شاحنة عسكرية في كمين.
وعلى الصعيد الدبلوماسي استمرت الاتصالات بين أوكرانيا وروسيا والغرب لكن لا يبدو أي تقدم في الأفق بسبب الشروط التي تضعها كييف المدعومة من الغرب، لوقف لإطلاق النار تراه موسكو «غير مشروط». ودعت برلين وباريس أول من أمس الرئيس بوروشينكو إلى التحلي «بضبط النفس» على الصعيد العسكري. وفي مكالمة هاتفية دامت نحو أربعين دقيقة، لفت الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى النية التي عبر عنها بوروشينكو «بالتحلي بضبط النفس الضروري على الصعيد العسكري بهدف تجنب السكان المدنيين»، بحسب بيان للإليزيه.
وفي سياق متصل، أعلنت مصادر أوروبية أن الاتحاد الأوروبي يستعد لإضافة 11 اسما على لائحته للأشخاص المستهدفين بعقوبات بسبب مسؤولياتهم في الأزمة الأوكرانية. وقال أحد المصادر إن «اتفاقا أوليا» بهذا الخصوص جرى التوصل إليه بعد محادثات بين سفراء الدول الـ28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. وأضاف أن هذا الاتفاق سيصبح رسميا «خلال الأيام المقبلة». وقال مصدر أوروبي آخر إن السفراء اتفقوا على مبدأ إضافة 11 اسما من الانفصاليين الأوركرانيين إلى 61 شخصا روسيًّا أو أوكرانيًّا مقربين من الروس كانوا قد دخلوا إلى هذه اللائحة.
الجيش الأوكراني يحاصر كبرى مدن الشرق مع إرجاء الخيار العسكري
الاتحاد الأوروبي يستعد لإضافة 11 شخصا على لائحة عقوباته
الجيش الأوكراني يحاصر كبرى مدن الشرق مع إرجاء الخيار العسكري
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة