غالبية الإسرائيليين يؤيدون شن حرب على «حماس» في حال خرق التهدئة

61 % مع إضافة بند المساواة إلى قانون القومية

القياديان في {حماس} حسام بدران (الثاني من اليسار) وخليل الحية (يسار) يصلان إلى اجتماع الفصائل أول من أمس (أ.ف.ب)
القياديان في {حماس} حسام بدران (الثاني من اليسار) وخليل الحية (يسار) يصلان إلى اجتماع الفصائل أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

غالبية الإسرائيليين يؤيدون شن حرب على «حماس» في حال خرق التهدئة

القياديان في {حماس} حسام بدران (الثاني من اليسار) وخليل الحية (يسار) يصلان إلى اجتماع الفصائل أول من أمس (أ.ف.ب)
القياديان في {حماس} حسام بدران (الثاني من اليسار) وخليل الحية (يسار) يصلان إلى اجتماع الفصائل أول من أمس (أ.ف.ب)

في الوقت الذي عجز فيه «الكابنيت» (المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية في الحكومة الإسرائيلية)، عن اتخاذ قرار بشأن الصفقة التي يطرحها مبعوث الأمم المتحدة لـ«الشرق الأوسط»، نيكولاي ميلادينوف، نشرت نتائج استطلاع رأي في تل أبيب، تفيد بأن 54 في المائة من اليهود عموما في إسرائيل، و75 في المائة من مصوتي أحزاب اليمين، يؤيدون شن حرب على «حماس» في قطاع غزة، وذلك على الرغم من أن 70 في المائة منهم يعتقدون بأن «حماس» تريد جر إسرائيل إلى حرب كهذه.
وكان الاستطلاع الذي أعده «المعهد الإسرائيلي للديمقراطية»، قد توجه للجمهور بالسؤال عن رأيه في التوصل إلى اتفاق تهدئة مع «حماس»، فأيدت الأكثرية ذلك، على الرغم من عدم قناعتها بالتزام «حماس». وهنا جاء السؤال التالي: إذا لم تلتزم «حماس» بوقف النار، فماذا يجب على إسرائيل أن تفعل؟ أجاب 70 في المائة قائلين إن عليها أن تجتاح قطاع غزة وتسقط حكم «حماس». وسئل عندها: «لكن، ألا ترى أن (حماس) تسعى لجر إسرائيل إلى الحرب؟» فأجاب 54 في المائة من اليهود الإسرائيليين: «بلى. ومع ذلك يجب على إسرائيل أن توقف هذه اللعبة».
وسئل الإسرائيليون عن رأيهم في قانون القومية اليهودية، فتبين أن نسبة التأييد له انخفضت بعد المظاهرة الضخمة التي أقيمت مساء السبت الماضي. ففي حين كان يؤيد القانون 52 في المائة من المواطنين اليهود، أصبحت نسبة التأييد 45 في المائة، مقابل 47 في المائة قالوا إن القانون غير ضروري. وقال 61 في المائة إنهم يؤيدون إضافة بند إلى القانون، يؤكد على ضرورة تحقيق المساواة للمواطنين اليهود وغير اليهود. وقد أيد نصف مصوتي اليمين إضافة بند المساواة، فيما بلغت نسبة المؤيدين بين مصوتي أحزاب الوسط 74 في المائة، وبين مصوتي اليسار 91 في المائة.
وفيما يتعلق بالوضع في سوريا، فإن 42 في المائة من المستطلعين، يعتقدون أن استقرار النظام السوري لا يخدم مصالح إسرائيل، فيما قال 34.5 في المائة، إن استقرارا كهذا في مصلحة إسرائيل. واعتبر 70.5 في المائة من المستطلعين، أن إسرائيل محقة بإعلانها عدم السماح بدخول لاجئين سوريين إلى الأراضي التي تسيطر عليها، وبضمنها هضبة الجولان المحتلة. وأيد 66 في المائة من المستطلعين العرب دخول لاجئين سوريين في حال وجود خطر على حياتهم، بينما عارض ذلك 80 في المائة من المستطلعين اليهود.
وبمناسبة مرور 13 عاما على تنفيذ خطة الانفصال الإسرائيلي عن قطاع غزة، سئلوا عن رأيهم فيها. فقال 56 في المائة من اليهود، إنها لم تكن خطوة صحيحة، بينما قال 68 في المائة من العرب (فلسطينيو 48) إنها كانت خطوة صحيحة.



الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)

أطلقت الجماعة الحوثية سراح خمسة من قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرتها، بضمانة عدم المشاركة في أي نشاط احتجاجي أو الاحتفال بالمناسبات الوطنية، وفي المقابل كثّفت في معقلها الرئيسي، حيث محافظة صعدة، حملة الاعتقالات التي تنفّذها منذ انهيار النظام السوري؛ إذ تخشى تكرار هذه التجربة في مناطق سيطرتها.

وذكرت مصادر في جناح حزب «المؤتمر الشعبي» لـ«الشرق الأوسط»، أن الوساطة التي قادها عضو مجلس حكم الانقلاب الحوثي سلطان السامعي، ومحافظ محافظة إب عبد الواحد صلاح، أفضت، وبعد أربعة أشهر من الاعتقال، إلى إطلاق سراح خمسة من أعضاء اللجنة المركزية للحزب، بضمانة من الرجلين بعدم ممارستهم أي نشاط معارض لحكم الجماعة.

وعلى الرغم من الشراكة الصورية بين جناح حزب «المؤتمر» والجماعة الحوثية، أكدت المصادر أن كل المساعي التي بذلها زعيم الجناح صادق أبو راس، وهو عضو أيضاً في مجلس حكم الجماعة، فشلت في تأمين إطلاق سراح القادة الخمسة وغيرهم من الأعضاء؛ لأن قرار الاعتقال والإفراج مرتبط بمكتب عبد الملك الحوثي الذي يشرف بشكل مباشر على تلك الحملة التي طالت المئات من قيادات الحزب وكوادره بتهمة الدعوة إلى الاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بأسلاف الحوثيين في شمال اليمن عام 1962.

قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء يتعرّضون لقمع حوثي رغم شراكتهم الصورية مع الجماعة (إكس)

في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام محلية أن الجماعة الحوثية واصلت حملة الاعتقالات الواسعة التي تنفّذها منذ أسبوعين في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لها (شمال)، وأكدت أنها طالت المئات من المدنيين؛ حيث داهمت عناصر ما يُسمّى «جهاز الأمن والمخابرات»، الذين يقودهم عبد الرب جرفان منازلهم وأماكن عملهم، واقتادتهم إلى معتقلات سرية ومنعتهم من التواصل مع أسرهم أو محامين.

300 معتقل

مع حالة الاستنفار التي أعلنها الحوثيون وسط مخاوف من استهداف قادتهم من قبل إسرائيل، قدّرت المصادر عدد المعتقلين في الحملة الأخيرة بمحافظة صعدة بنحو 300 شخص، من بينهم 50 امرأة.

وذكرت المصادر أن المعتقلين يواجهون تهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى؛ حيث تخشى الجماعة من تحديد مواقع زعيمها وقادة الجناح العسكري، على غرار ما حصل مع «حزب الله» اللبناني، الذي أشرف على تشكيل جماعة الحوثي وقاد جناحيها العسكري والمخابراتي.

عناصر من الحوثيين خلال حشد للجماعة في صنعاء (إ.ب.أ)

ونفت المصادر صحة التهم الموجهة إلى المعتقلين المدنيين، وقالت إن الجماعة تسعى لبث حالة من الرعب وسط السكان، خصوصاً في محافظة صعدة، التي تستخدم بصفتها مقراً أساسياً لاختباء زعيم الجماعة وقادة الجناح العسكري والأمني.

وحسب المصادر، تتزايد مخاوف قادة الجماعة من قيام تل أبيب بجمع معلومات عن أماكن اختبائهم في المرتفعات الجبلية بالمحافظة التي شهدت ولادة هذه الجماعة وانطلاق حركة التمرد ضد السلطة المركزية منذ منتصف عام 2004، والتي تحولت إلى مركز لتخزين الصواريخ والطائرات المسيّرة ومقر لقيادة العمليات والتدريب وتخزين الأموال.

ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وانهيار المحور الإيراني، استنفرت الجماعة الحوثية أمنياً وعسكرياً بشكل غير مسبوق، خشية تكرار التجربة السورية في المناطق التي تسيطر عليها؛ حيث نفّذت حملة تجنيد شاملة وألزمت الموظفين العموميين بحمل السلاح، ودفعت بتعزيزات كبيرة إلى مناطق التماس مع القوات الحكومية خشية هجوم مباغت.

خلق حالة رعب

بالتزامن مع ذلك، شنّ الحوثيون حملة اعتقالات شملت كل من يُشتبه بمعارضته لسلطتهم، وبررت منذ أيام تلك الحملة بالقبض على ثلاثة أفراد قالت إنهم كانوا يعملون لصالح المخابرات البريطانية، وإن مهمتهم كانت مراقبة أماكن وجود قادتها ومواقع تخزين الأسلحة في صنعاء.

وشككت مصادر سياسية وحقوقية في صحة الرواية الحوثية، وقالت إنه ومن خلال تجربة عشرة أعوام تبيّن أن الحوثيين يعلنون مثل هذه العمليات فقط لخلق حالة من الرعب بين السكان، ومنع أي محاولة لرصد تحركات قادتهم أو مواقع تخزين الصواريخ والمسيرات.

انقلاب الحوثيين وحربهم على اليمنيين تسببا في معاناة ملايين السكان (أ.ف.ب)

ووفق هذه المصادر، فإن قادة الحوثيين اعتادوا توجيه مثل هذه التهم إلى أشخاص يعارضون سلطتهم وممارساتهم، أو أشخاص لديهم ممتلكات يسعى قادة الجماعة للاستيلاء عليها، ولهذا يعمدون إلى ترويج مثل هذه التهم التي تصل عقوبتها إلى الإعدام لمساومة هؤلاء على السكوت والتنازل عن ممتلكاتهم مقابل إسقاط تلك التهم.

وبيّنت المصادر أن المئات من المعارضين أو الناشطين قد وُجهت إليهم مثل هذه التهم منذ بداية الحرب التي أشعلتها الجماعة الحوثية بانقلابها على السلطة الشرعية في 21 سبتمبر (أيلول) عام 2014، وهي تهم ثبت زيفها، ولم تتمكن مخابرات الجماعة من تقديم أدلة تؤيد تلك الاتهامات.

وكان آخرهم المعتقلون على ذمة الاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم أسلافهم في شمال اليمن، وكذلك مالك شركة «برودجي» التي كانت تعمل لصالح الأمم المتحدة، للتأكد من هوية المستفيدين من المساعدات الإغاثية ومتابعة تسلمهم تلك المساعدات؛ حيث حُكم على مدير الشركة بالإعدام بتهمة التخابر؛ لأنه استخدم نظام تحديد المواقع في عملية المسح، التي تمت بموافقة سلطة الحوثيين أنفسهم