الخلفي يرفض الحديث عن أسباب إعفاء وزير المالية المغربية

الحكومة تعتزم رفع تقارير للملك بشأن تنفيذ برامج القطاعات الوزارية

TT

الخلفي يرفض الحديث عن أسباب إعفاء وزير المالية المغربية

رفض مصطفى الخلفي، الوزير المنتدب المكلف العلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، أمس، الحديث عن أسباب إعفاء محمد بوسعيد، وزير الاقتصاد والمالية من منصبه، كما رفض الكشف عن اسم الوزير الذي سيخلفه بالنيابة.
وقال الخلفي في لقاء صحافي عقده أمس عقب اجتماع الحكومة، رداً على أكثر من سؤال وجّه إليه من قبل الصحافيين عن أسباب إعفاء بوسعيد «ليس لدي ما أضيفه حول ما جاء في بيان الديوان الملكي؛ لأن الأمر مؤطر بأحكام الدستور».
في المقابل، أكد الخلفي أنه جرى اختيار الوزير الذي سينوب عن بوسعيد، كما جرى توقيع المرسوم، موضحاً أنه مع صدوره سيعلن الاسم احتراماً للشكليات المرتبط بذلك.
كما نفى الخلفي حدوث أي خلافات تتعلق باختيار الوزير بالنيابة، مبرزاً أنه «لم يثر الموضوع أصلاً في مجلس الحكومة حتى نتحدث عن خلافات في هذا الأمر».
وكان الملك محمد السادس قد أعفى الوزير بوسعيد من منصبه، حيث أفاد بيان للديوان الملكي بأن الإعفاء «جرى طبقاً لأحكام الفصل 47 من الدستور بعد استشارة رئيس الحكومة».
وعلل البيان قرار الملك بـ«تفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، الذي يحرص الملك أن يطبق على جميع المسؤولين مهما بلغت درجاتهم، وكيف ما كانت انتماءاتهم».
وربطت تقارير إعلامية بين إعفاء بوسعيد وصدور تقرير المجلس الأعلى للحسابات، الذي قدمه رئيسه إدريس جطو للملك الأحد الماضي، والذي «سجل أهمية الاعتمادات التي تخصصها الدولة للاستثمار عموماً، ولتمويل الاستراتيجيات القطاعية على الخصوص. إلا أنه لاحظ بالمقابل محدودية أثر هذا المجهود على التنمية بصفة عامة، وإحداث فرص الشغل بصفة خاصة، حيث أوصى بتبني النجاعة والمردودية في اختيار البرامج، واستهداف تنمية مستدامة ومتوازنة تستفيد منها الشرائح الاجتماعية كافة، ومختلف مجالات التراب الوطني».
كما نبّه المجلس أيضاً إلى «بعض العوامل التي قد تمثل مخاطر على استدامة المالية العمومية، منها المستوى المرتفع للدين العمومي ووتيرته التصاعدية، وكذا إشكالية متأخرات الدولة إزاء بعض المؤسسات العمومية ومقاولات القطاع الخاص، التي تهم أساساً الإرجاعات برسم الضريبة على القيمة المضافة»، حسب التقرير ذاته.
من جهة أخرى، أعلن سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، أن عدداً من القطاعات الحكومية هي الآن بصدد وضع برامج تنفيذية للأهداف الاجتماعية والاقتصادية، التي حددها خطاب الملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش (عيد الجلوس).
وقال العثماني خلال ترؤسه أمس اجتماع الحكومة، إن خطاب الملك «سطر برنامجاً غنياً عبر تركيزه على الشق الاجتماعي، الذي يؤثر على عيش المواطنين والمواطنات. إضافة إلى الجانب الاقتصادي والحكامة وإصلاح الإدارة».
وكشف العثماني، عن أنه بصدد وضع آلية مركزية لتتبع مدى تقدم وتنفيذ برامج القطاعات الحكومية، وأنه سيتم رفع التقارير بشكل منتظم إلى الملك. مشيراً إلى أن الهدف من الإجراء «هو أن تحقق الحكومة إنجازات على أرض الواقع يستفيد منها المواطنات والمواطنون».
كما أشار العثماني إلى الإصلاح، الذي تعتزم الحكومة القيام به بخصوص المراكز الجهوية للاستثمار، حيث تدارست في اجتماعها أمس مشروع قانون يتعلق بإصلاح المراكز الجهوية للاستثمار، وإحداث اللجان الجهوية الموحدة للاستثمار، واصفاً هذا الإجراء بـ«التغيير الجذري»، حيث ستتحول هذه المراكز بفضله إلى مؤسسات عمومية، تمتلك قدرة أكبر على التدخل. كما سيتم تبسيط عدد من الإجراءات، في توازٍ مع اللاتمركز الإداري.
في سياق ذلك، أعلن العثماني أن الحكومة تعتزم وضع عدد من الآليات للمتابعة والحكامة، والتقييم الدقيق لهذه المراكز حتى تكون في خدمة المستثمرين كافة، الذين يرغبون في تأسيس مقاولات عبر المواكبة والمتابعة والدعم. مشدداً على مضي حكومته «في العمل الجاد لتحقيق مزيد من الإنجازات على أرض الواقع، يحس بها المواطن في حياته اليومية».



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».