مساعدات مالية أوروبية لإسبانيا لمواجهة تدفق المهاجرين

مع إغلاق الموانئ الإيطالية... قوارب المهربين تتجه إلى غرب المتوسط

مهاجرون أفارقة بمليلية الأسبانية.
مهاجرون أفارقة بمليلية الأسبانية.
TT

مساعدات مالية أوروبية لإسبانيا لمواجهة تدفق المهاجرين

مهاجرون أفارقة بمليلية الأسبانية.
مهاجرون أفارقة بمليلية الأسبانية.

أعربت المفوضية الأوروبية عن مساندتها للدول الأعضاء التي تواجه تدفق المهاجرين عبر حوض البحر الأبيض المتوسط، وبخاصة اليونان وإسبانيا. وفي هذا الصدد أجرى رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، اتصالاً هاتفياً برئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانتشيس. كما أعلنت بروكسل عن تقديم مبالغ مالية إضافية لمساعدة اليونان لنفس الغرض. ويأتي ذلك في ظل مخاوف من تزايد إبحار المهربين من جهة غرب المتوسط، اتجاه إسبانيا، وذلك بعد أن أصبح الطريق إلى إيطاليا يواجه صعوبات، بعد أن رفضت الحكومة الإيطالية السماح لسفن الإنقاذ بالدخول إلى موانئها. وأشارت المفوضية إلى أن يونكر عبّر عن مساندة الجهاز التنفيذي الأوروبي لإسبانيا في مسعاها لاستقبال العديد من المهاجرين القادمين عبر ما بات يُعرف بطريق المتوسط الغربي، وأن المفوضية «تنظر ببالغ القلق إلى هذا التطور».
كانت تونس قد سمحت، أول من أمس (الأربعاء)، «لأسباب إنسانية» باستقبال سفينة الشحن «ساروست 5» العالقة منذ نحو أسبوعين قبالة سواحلها في ميناء جرجيس الخميس بالجنوب التونسي وكانت تقلّ أربعين مهاجراً، وفقاً لمراسل الصحافة الفرنسية. وكان المهاجرون الأفارقة قد انطلقوا من ليبيا على متن قارب مطاطي وتاهوا في عرض البحر المتوسط على مدى خمسة أيام قبل أن ترصدهم السفينة «كارولين 3». واتصلت السفينة بخفر السواحل في إيطاليا وفرنسا ومالطا و«قد رفضوا استقبالهم بحجة أن الموانئ التونسية هي الأقرب»، وفقاً لبيان أصدرته منظمات تونسية غير حكومية. ونددت منظمات تونسية «بتصرف الحكومات الإيطالية والمالطية والفرنسية». وتونس بين الدول التي يُحتمل أن تضم مراكز لاستقبال مهاجرين أو «نقاط إنزال خارج أوروبا»، وفق توصيات صدرت عن القمة الأوروبية الأخيرة في بروكسل.
وذكرت المتحدثة باسم المفوضية، أن يونكر أكد للحكومة الإسبانية تصميمه على تقديم كل ما يلزم لإسبانيا للمساعدة في مواجهة هذا الوضع. وكان الاتحاد الأوروبي قد أعلن في بداية شهر يوليو (تموز) الماضي، عن تقديم مبلغ إضافي يصل إلى 256 مليون يورو للسلطات الإسبانية وللمغرب أيضاً من أجل تحسين عمليات استقبال المهاجرين في منطقتي سبته ومليله، وتفعيل عمليات الإعادة. وأوضحت المتحدثة الأوروبية أن هذا المبلغ يُضاف إلى مبلغ سابق وصل إلى 692 مليون يورو، كان قد خُصص لإسبانيا والمغرب لمساعدتهما في السيطرة على الحدود بين 2014 و2020.
كما قررت المفوضية إرسال مساعدات عينية وتقنية لإسبانيا تتمثل في 195 خبيراً وسفينتين وطائرة هليكوبتر وتجهيزات أخرى للمساعدة في التعامل مع مسألة الهجرة غير النظامية. وتحدثت عن أهمية التعاون الأوروبي مع المغرب، مشيرة إلى أن الاتحاد كان قد خصص مبلغ 55 مليون يورو لهذا البلد من أجل دعم مشاريع في مجال محاربة الهجرة السرية ولتدريب خفر السواحل. وقالت: «نعي ضرورة بذل مزيد من الجهد، فالتعاون مع المغرب أمر أساسي بالنسبة إلينا». وكان يونكر قد طلب من المفوض الأوروبي المكلف شؤون الهجرة والمواطنة ديمتري أفراموبولوس، السفر إلى إسبانيا في الفترة القريبة القادمة لإجراء محادثات إضافية مع المسؤولين هناك بخصوص التحديات الجديدة التي تواجهها الهجرة. وكانت مسألة طريق المتوسط الغربي قد طُرحت ونُوقشت من جميع جوانبها خلال القمة الأوروبية الأخيرة التي انعقدت في بروكسل يومي 28 و29 يونيو (حزيران) الفائت. وأعلنت المفوضية الأوروبية في بروكسل أول من أمس (الأربعاء)، عن تخصيص مبالغ مالية إضافية تصل إلى أكثر من 37 مليون يورو من المساعدات الطارئة في إطار صندوق اللجوء والهجرة والإدماج، وذلك لتحسين ظروف استقبال المهاجرين في اليونان. وقال بيان أوروبي إن السلطات اليونانية ستحصل على أكثر من 31 مليون يورو لدعم الخدمات المؤقتة التي تقدَّم للمهاجرين بما في ذلك الرعاية الصحية والطعام وتحسين البنية التحتية لمركز الاستقبال. كما يساهم التمويل الإضافي في إنشاء مساحات إضافية للإقامة داخل المواقع الحالية، كما سيتم منح ما يزيد على 6 ملايين يورو إضافية للمنظمة الدولية للهجرة لتحسين ظروف الاستقبال وتوفير الدعم لإدارة المواقع. ووفقاً لما جاء في بيان للمفوضية فإن قرار التمويل الإضافي يأتي في إطار الدعم الذي بلغت قيمته 1.6 مليار يورو من جانب المفوضية الأوروبية لليونان منذ 2015، للتصدي لتحديات الهجرة. فقد جرى منح اليونان أكثر من 456 مليون يورو كتمويل طارئ في إطار صندوق اللجوء والهجرة بالإضافة إلى 561 مليوناً للبرنامج الوطني اليوناني خلال الفترة من 2014 - 2020. وقال مفوض شؤون الهجرة ديمتري أفراموبولوس، إن المفوضية تبذل كل ما بوسعها لدعم جميع الدول الأعضاء التي تواجه ضغوط الهجرة سواء كان ذلك في شرق أو غرب البحر المتوسط، مضيفاً أن الهجرة تحدٍّ يواجهه الاتحاد الأوروبي ويحتاج إلى حلول أوروبية، ولا يجب ترك أي دولة أوروبية بمفردها.


مقالات ذات صلة

مقتل 5 في إطلاق نار بشمال فرنسا... والمشتبه به يسلم نفسه للشرطة

أوروبا عنصر من الشرطة الفرنسية في ستراسبورغ (أ.ف.ب)

مقتل 5 في إطلاق نار بشمال فرنسا... والمشتبه به يسلم نفسه للشرطة

نقلت وسائل إعلام فرنسية عن مصادر أمنية، السبت، أن اثنين من رجال الأمن ومهاجرَين قُتلوا بإطلاق نار في لون بلاج بالقرب من مدينة دونكيرك الشمالية.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا منظمة «أطباء بلا حدود» تنقذ مئات المهاجرين على متن قارب في البحر الأبيض المتوسط (أ.ب)

بسبب القوانين... «أطباء بلا حدود» تُوقف إنقاذ المهاجرين في البحر المتوسط

أعلنت منظمة «أطباء بلا حدود»، الجمعة، وقف عملياتها لإنقاذ المهاجرين في وسط البحر الأبيض المتوسط بسبب «القوانين والسياسات الإيطالية».

«الشرق الأوسط» (روما)
المشرق العربي مهاجرون جرى إنقاذهم ينزلون من سفينة لخفر السواحل اليوناني بميناء ميتيليني (رويترز)

اليونان تعلّق دراسة طلبات اللجوء للسوريين

أعلنت اليونان التي تُعدّ منفذاً أساسياً لكثير من اللاجئين إلى الاتحاد الأوروبي، أنها علّقت بشكل مؤقت دراسة طلبات اللجوء المقدَّمة من سوريين

«الشرق الأوسط» (أثينا)
العالم العربي دول أوروبية تعلق البت في طلبات اللجوء المقدمة من سوريين (أ.ف.ب)

دول أوروبية تعلق طلبات اللجوء المقدمة من سوريين بعد الإطاحة بالأسد

علقت دول أوروبية كثيرة التعامل مع طلبات اللجوء المقدمة من سوريين بعد استيلاء المعارضة على دمشق وهروب الرئيس بشار الأسد إلى روسيا بعد 13 عاماً من الحرب الأهلية.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

جزر الباهاماس ترفض اقتراح ترمب باستقبال المهاجرين المرحّلين

قالت صحيفة «الغارديان» البريطانية إن جزر الباهاماس رفضت اقتراحاً من إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب المقبلة، باستقبال المهاجرين المرحَّلين.

«الشرق الأوسط» (لندن)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».