هادي لـ«أهالي المهرة»: لا تدعوا مجالاً للصراعات وابحثوا عن تنمية محافظتكم

دشّن مدينة الملك سلمان التعليمية والطبية ضمن 8 مشروعات بدعم سعودي ... والجبير يلتقي يماني في الرياض

الرئيس هادي والسفير آل جابر ومحافظ المهرة راجح باكريت لدى وضع حجر الأساس لمدينة الملك سلمان التعليمية والطبية أمس («الشرق الأوسط»)
الرئيس هادي والسفير آل جابر ومحافظ المهرة راجح باكريت لدى وضع حجر الأساس لمدينة الملك سلمان التعليمية والطبية أمس («الشرق الأوسط»)
TT

هادي لـ«أهالي المهرة»: لا تدعوا مجالاً للصراعات وابحثوا عن تنمية محافظتكم

الرئيس هادي والسفير آل جابر ومحافظ المهرة راجح باكريت لدى وضع حجر الأساس لمدينة الملك سلمان التعليمية والطبية أمس («الشرق الأوسط»)
الرئيس هادي والسفير آل جابر ومحافظ المهرة راجح باكريت لدى وضع حجر الأساس لمدينة الملك سلمان التعليمية والطبية أمس («الشرق الأوسط»)

قال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، في كلمة وجهها لأهالي محافظة المهرة (جنوب شرقي اليمن): لا تعطوا مجالاً للخلافات والصراعات السياسية والقبلية، ابحثوا عن خدمة أهلكم وتنمية محافظتكم، وعليكم أن تتذكروا دائماً أنه إلى قبل سنوات قليلة كان يحلم أبناء المهرة بأن يديروا محافظتهم، أو يكونوا شركاء في صناعة مستقبلها، واليوم أصبح الحلم حقيقة؛ فلا تضيعوا ما تحقق، ولا تضيعوا الفرصة لحسابات ضيقة وترفّعوا عن الإشكاليات الصغيرة، ولا تسمحوا لأي كان أن يجعل من محافظتكم ساحة لصراعات مختلفة، أو لمصالح أشخاص أو شخصية، وقفوا وقفة واحدة ضد كل من لا يريد الخير للمهرة وأهلها، قفوا مع أجهزة الدولة ومؤسساتها، وشاركوا في ترسيخ النظام والقانون، واقطعوا الطريق عن كل متربص يتربص بهذه البلاد المسالمة.
جاء ذلك، لدى تأسيس الرئيس اليمني جملة مشروعات وتدشين أخرى، ضمن برنامج الإعمار السعودي لليمن في محافظة المهرة أمس، بحضور محمد آل جابر، السفير السعودي لدى اليمن مدير برنامج الإعمار السعودي.
وأضاف هادي في كلمته: اليوم تقف على أعتاب مرحلة جديدة، عنوانها البناء والتنمية والأمن والاستقرار والرخاء، اليوم نضع حجر الأساس لمرحلة النماء في المهرة بدعم سخي وكريم من أشقائنا الكرام في المملكة العربية السعودية، صاحبة السبق في كل شيء في اليمن، فلقد كانت الأولى وهي تدرك حجم المتاعب والمخاطر، وكانت الأولى وهي تبادر وتلبي وتناصر، وهي اليوم الأولى وهي تبني وتعمّر، وشتان بين من يبني ومن يهدم، بين من يحمل الخير لليمن واليمنيين وبين من اختار طريق الأذى والضرر والضرار، بين أشقاء يقفون في صف الحق وعدالة القضية اليمنية وبين آخرين سوّل لهم الشيطان أعمالهم وأضلهم عن السبيل. فالمملكة صاحبة الأيادي البيضاء على هذا البلد العظيم الذي تكالبت عليه الأحداث ووقفت موقف الأخ والشقيق»، طبقاً لما أوردته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ).
وتفقد هادي المحافظة، ومتطلبات أبنائها في قطاعات التنمية والبناء والأمن والاستقرار والنهوض المجتمعي بأوجهه وصوره المختلفة. وأوردت «سبأ» أن الرئيس وضع حجر أساس لجملة من المشروعات التنموية والحيوية التي يتطلع إليها أبناء المحافظة بدعم سعودي، خلال المرحلة الأولى التي تتمثل في جامعة المهرة بعدد من الكليات والمرافق التابعة كافة لها ومستشفى المهرة بسعة 200 سرير في مرحلته الأولى مع كافة الخدمات والتجهيزات المصاحبة، ومدينة الملك سلمان الطبية والتعليمية، ومشروع إعادة تأهيل مطار الغيضة، وتأهيل ميناء نشطون بمختلف التجهيزات من كهرباء وسفينة سحب وتاج الرصيف، ومشروع مياه الغيضة من حيث حفر الآبار وتركيب المضخات وإنشاء الخزانات وإمداد الأنابيب ذات سعة وقوة الضخ المضاعفة عما كان عليه، وإنشاء محطة كهرباء المهرة لتغطي مختلف مديريات المحافظة وتأهيل وتوسعة مستشفى الغيضة من خلال إنشاء مركز كلى وعمليات ومركز طوارئ وعناية مركزة، وغيرها من الاحتياجات اللازمة، وإعادة تأهيل وإصلاح قطاع الطرق داخل المحافظة بصورة عامة، إضافة إلى دعم المشتقات النفطية الخاصة بالكهرباء.
واعتبر هادي المشروعات «ستنقل معها المحافظة والوطن خطوات كبيرة إلى الأمام عبر حزمة من المشروعات الرائدة والطموحة التي يتطلع إليها الجميع، ولتعويض المحافظة عقوداً من المعاناة والنسيان كمعظم محافظات الوطن التواقة لمشروعات الحياة الأساسية بقطاعاتها الخمسة المتمثلة في المياه والكهرباء والصحة والتعليم والطرقات باعتبارها عنواناً للحياة والاستقرار المنشود»، مشدداً بالقول إن «اليمن الجديد يبدأ من المهرة».
وأعرب هادي عن «الشكر والعرفان لقيادة المملكة العربية السعودية ولشعب المملكة الطيب، شكراً لأخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين أخي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، على هذا الدعم السخي وعلى كل المواقف الصادقة والتاريخية التي لن ينساها اليمنيون، كما أشكر سفير خادم الحرمين الشريفين الذي يبذل جهوداً مشكورة ومقدرة ومخلصة».
وفي وقت لاحق من مساء أمس، التقى عادل الجبير وزير الخارجية السعودي في الرياض، وزير الخارجية اليمني خالد اليماني. وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس)، أن اللقاء استعرض العلاقات الثنائية بين البلدين، ومستجدات الأوضاع في اليمن، إضافة إلى بحث الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.