ألف يهودي يتعلمون درساً بالعربية في تل أبيب احتجاجاً على {قانون القومية}

زعيمة حزب «ميرتس» الإسرائيلي: قانون سيئ ومخزٍ يجب إلغاؤه

ألف يهودي يتعلمون درساً بالعربية في تل أبيب احتجاجاً على {قانون القومية}
TT

ألف يهودي يتعلمون درساً بالعربية في تل أبيب احتجاجاً على {قانون القومية}

ألف يهودي يتعلمون درساً بالعربية في تل أبيب احتجاجاً على {قانون القومية}

شارك نحو ألف إسرائيلي يهودي، الليلة الماضية، في درس تظاهري لتعلم اللغة العربية، في ساحة المسرح الوطني «هبيما» في قلب مدينة تل أبيب، احتجاجاً على قانون القومية العنصري.
وقد بادرت إلى هذه الخطوة، مجموعة من حركات السلام والتعايش اليهودي العربي في إسرائيل. وقد أقيم هذا الدرس الجماعي الرمزي للغة العربية، كون القانون يلغي المكانة المميزة للغة العربية بوصفها لغة رسمية ثانية، وينزلها إلى مكانة «لغة مميزة». وأقيم الدرس تحت عنوان «نعم للمساواة والشراكة اليهودية العربية، لا لقانون القومية».
وقالت مي عرو، إحدى المعلمات العربيات اللاتي قدّمن درس اللغة العربية في هذا الحدث، إن قانون القومية «يجرد اللغة العربية من مكانتها ويؤذي المواطنين العرب بشكل مباشر. فإذا كنا مهتمين بمستقبل مشترك هنا، فنحن بحاجة إلى التحدث، ولكي نتحدث علينا أن نفهم لغة بعضنا بعضاً».
وقال فراس خوالد، المرشد في حركة الشباب العربي «أجيال»، الذي وصل مع نحو 50 من أعضاء الحركة، إن طلابه «يفهمون أنهم يعتبروننا درجة ثانية في إسرائيل 2018».
وألقى الفنان داني كارافان، الحائز على «جائزة إسرائيل»، وأحد المبادرين إلى هذا النشاط، كلمة قال فيها، إن «قانون القومية فاشي، وهذه حكومة فاشية، ولدي أخبار لهم - أنهم يجلسون أمام الجدار الذي صمم في الكنيست، والقدس محفورة في المنحوتة داخل دائرة، وهي مقسمة هناك أيضاً، لذا فليعرفوا ذلك، وليشاهدوا ذلك وليذهبوا إلى الجحيم».
وكان نحو 130 أكاديمياً في مجال اللغات، قد وقعوا عريضة أعربوا فيها عن خشيتهم من تدني مكانة اللغة العربية في إسرائيل، بسبب عدم اعتبارها لغة رسمية في قانون القومية. وقالوا إنهم كعلماء في المجال اللغوي، يدركون العلاقة النفسية التي تربط كل شعب بلغته. والجميع يعلم الدور المهم الذي لعبته اللغة العبرية في نهضة الشعب اليهودي وتاريخه العصري، ولا ينبغي للشعب اليهودي أن يمس بمكانة اللغة العربية وبالأواصر التي تربط أبناء الأقلية العربية في إسرائيل بلغتهم.
يذكر أن قانون القومية يواجه حملة احتجاج واسعة في إسرائيل، رغم تمسك رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، به ورفضه إجراء تعديل عليه. وقد اضطر رئيس الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، يولي ادلشتين، إلى دعوة النواب إلى جلسة خاصة خلال عطلة الكنيست، يوم الأربعاء المقبل، لمناقشة تداعيات قانون القومية وإساءته لقيم الديمقراطية والمساواة، وذلك بعد أن تقدم بطلب بهذه الروح، أكثر من 25 نائباً.
من جهة ثانية، انضم 78 من مفوضي الشرطة الإسرائيلية المتقاعدين إلى حملة الاحتجاج، أمس (الثلاثاء)، وطالبوا نتنياهو بتعديل القانون وإضافة بند يضمن المساواة لجميع المواطنين، «لوقف الضرر الذي يسببه هذا القانون العنصري لأبناء الطائفة الدرزية وغيرهم من أفراد المجتمع غير اليهود، الذين يخدمون في الجيش والأمن». كما أعلن ضابط في الجيش النظامي من أبناء الطائفة الدرزية، إنهاء خدمته العسكرية في الجيش الإسرائيلي رداً على قانون القومية الجديد، داعياً بقية الجنود من الطائفة الدرزية إلى عدم التجند من الآن فصاعداً. وقال الضابط، أمير جمال، في منشور على صفحته على «فيسبوك»، إنه خدم في كثير من معارك إسرائيل، ومن بينها جميع المعارك على قطاع غزة؛ «الرصاص المصبوب»، و«عامود سحاب»، و«الجرف الصامد»، بالإضافة إلى اشتراكه في عملية الجيش في البحث عن المستوطنين الثلاثة التي سبقت الحرب الأخيرة على القطاع. وأضاف في رسالة وجهها لرئيس الوزراء، نتنياهو، أن الدولة التي خدمها هو واثنان من إخوته، بالإضافة إلى والده، لم تمنحهم شيئاً سوى تحويلهم إلى مواطنين من الدرجة الثانية.
وكتب جمال: «عندما استيقظت صباح اليوم وهممت بالذهاب إلى القاعدة العسكرية التي أخدم فيها، سألت نفسي: لماذا علي مواصلة خدمة دولة إسرائيل؟ أنا لا أريد مواصلة خدمتي العسكرية، ونصيحتي لقادة الطائفة الدرزية بتجميد قانون التجند للجيش الإلزامي. أطالب قادة الدروز بالنهوض من كبوتهم».
وكان نتنياهو قد صدم برد قيادة وأبناء الطائفة الدرزية ورفضها الشديد الغاضب عليه. فاجتمع بـ3 وفود منهم، ووعد بإيجاد صيغة قانونية يعوض فيها عن الغبن الذي يشعرون به بسبب هذا القانون. وأقام لجنة برئاسة مدير مكتبه للتباحث معهم حول الموضوع، لكنه أعلن في الوقت ذاته، أنه يرفض إجراء أي تعديل للقانون. ويوم أمس، اجتمعت اللجنة بحضور وفد عن الطائفة الدرزية، وعرضت مقترحات نتنياهو لهم بسن قانون يضمن المساواة للدروز. إلا أن الوفد رفض المقترحات.
في السياق عينه، تقدم حزب «ميرتس» الصهيوني اليساري، بدعوى إلى محكمة العدل العليا، يطالب فيها بإلغاء هذا القانون لكونه عنصرياً، ويميز ضد شرائح واسعة في المجتمع الإسرائيلي بسبب انتمائهم العرقي. وقالت النائبة تمار زنبرغ، رئيسة الحزب، إن «رئيس الحكومة نتنياهو، قرر أن يدرج المواطنين في إسرائيل إلى عدة أصناف: اليهودي من الدرجة (أ)، والدرزي العربي درجة (ب)، والعربي درجة (ج)، وهو لا يخجل في ذلك من عنصريته الوقحة. ويجعل من هذا قانون أساس، مخالفاً كل القيم. قرأنا هذا القانون بعمق، ونعتقد أن من يطالب بتصحيحه أو تعديله لا يفهم الحكايةً. هذا قانون سيئ ومخزٍ ولا مجال لتصحيحه ويجب فقط إلغاؤه. إلغاؤه تماماً».

إسرائيليون يرفعون لافتة تنعت نتنياهو بوزير الجريمة خلال احتجاج على قانون اليهودية (أ.ب)



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.