مورينيو يبدو مهزوماً حتى قبل بداية الموسم

حالة المدرب المزاجية لا تبشر بالخير بالنسبة إلى آمال مانشستر يونايتد أو باستمراره مع الفريق

TT

مورينيو يبدو مهزوماً حتى قبل بداية الموسم

ظهر المدير الفني لمانشستر يونايتد، جوزيه مورينيو، في حالة مزاجية سيئة تعكس حجم الضغوط التي تعرض لها خلال معسكر الفريق في الولايات المتحدة الأميركية في الوقت الحالي. وظهرت هذه الضغوط بوضوح في المعسكر التدريبي للشياطين الحمر خلال الأسبوع الماضي، حيث كان من المقرر أن يجلس المدير الفني البرتغالي مع مراسل إحدى القنوات التلفزيونية، الذي كان قد سافر إلى مدينة لوس أنجليس خصيصاً لإجراء مقابلة تم الإعداد لها مسبقاً، لكن قبل الوقت المحدد للمقابلة أعلن مورينيو انسحابه. وعندما أعلن الصحافي اندهاشه من هذا الأمر، لم يمر وقت طويل قبل أن يغير مورينيو رأيه مرة أخرى، ويقرر إجراء المقابلة.
يجب هنا أن نشيد بمورينيو لأنه التزم بموعد المقابلة في نهاية المطاف، لكن يجب الإشارة أيضاً إلى أن المدير الفني البرتغالي الذي يبدأ موسمه الثالث في «أولد ترافورد» لم يتمكن حتى الآن من أن يجعل هذا النادي العريق قادراً على المنافسة بقوة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، الذي فاز به آخر مرة عام 2013 تحت قيادة المدير الفني الأسطوري للفريق السير أليكس فيرغسون. ويدرك مورينيو جيداً أن الحصول على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز هو المطلب الأساسي لجمهور النادي، لكن تجب الإشارة هنا إلى أن الموسم الثالث غالباً ما كان نقطة تحول كبيرة لمورينيو مع الفرق التي تولى تدريبها من قبل، ففي الفترتين اللتين تولى خلالهما قيادة نادي تشيلسي (بين عامي 2004 و2007 ثم بين عامي 2013 و2016)، ثم مع نادي ريال مدريد خلال الفترة بين عامي 2010 و2013 كان الموسم الثالث هو الموسم الذي تتبعثر فيه جميع أوراق المدير الفني البرتغالي، ويواجه فيه العديد من المشاكل التي قد تجبره على الرحيل في نهاية المطاف.
إن التألق الذي كان يتمتع به مورينيو، الذي جعله يصف نفسه بأنه المدير الفني «الاستثنائي» عندما وصل للعمل مع تشيلسي عام 2004، لم يعد موجوداً الآن، ونحن نرى المدير الفني البرتغالي يشرف على فترة الإعداد لفريقه في الولايات المتحدة الأميركية، رغم أننا شاهدنا لمحة بسيطة من هذا التألق عندما تحدث عن تخرج ابنته وقال: «أود أن أشارككم لحظة واحدة من السعادة. إنه لأمر محزن للغاية ألا أكون معها هناك الآن، لكنني سعيد وفخور بها للغاية». وأضاف المدير الفني البالغ من العمر 55 عاماً: «نواجه بعض الإحباطات في حياتنا أيضاً، وإحدى هذه الإحباطات هو ألا أكون هناك معها، لكن هذه هي طبيعة العمل في مجال التدريب».
ومن المؤكد أن الحالة المزاجية لمورينيو متأثرة بسبب الإحباطات التي يواجهها على المستوى المهني، لأنه يشعر بأن نائب المدير التنفيذي لمانشستر يونايتد، إد وودوارد، يجب أن يمنحه مزيداً من الدعم في فترة الانتقالات الصيفية الحالية بدلاً من أن يطلب منه أن يبيع بعض اللاعبين، ويستخدم المقابل المادي من بيعهم في شراء اللاعبين الذين يريدهم. وبالإضافة إلى ذلك، يشعر مورينيو بالاستياء من غياب عدد كبير من اللاعبين عن معسكر إعداد الفريق في الولايات المتحدة، بسبب حصولهم على راحة بعد مشاركتهم مع منتخبات بلادهم في كأس العالم 2018 بروسيا. وفيما يتعلق بهذه النقطة بالتحديد، فقد بدأ المدير الفني البرتغالي المعسكر الإعدادي لفريقه في ظل غياب 13 لاعباً من كبار اللاعبين، وهم ألكسيس سانشيز، وبول بوغبا، وروميلو لوكاكو، ومروان فيلايني، وماركوس راشفورد، وجيسي لينغارد، وماركوس روخو، وفيكتور ليندلوف، وآشلي يونغ، وديفيد دي خيا، ونيمانيا ماتيتش، وفريد، وفيل جونز.
إنه عدد كبير للغاية من اللاعبين بالفعل، لكن يتعين على مورينيو أن يعرف أيضاً أن الفرق المنافسة له تعاني من المشكلة نفسها، وتستعد للموسم الجديد في ظل غياب معظم لاعبيها للسبب نفسه. وبدلاً من الشكوى المستمرة، كان يُمكن لمورينيو أن يستغل هذا الموقف في تطوير قدرات اللاعبين الآخرين الموجودين معه ويبعث برسالة للفرق المنافسة وللمشجعين بأنه يسيطر على الأمور تماماً، ولا توجد أي مشكلة. لكنه بدلاً من ذلك وصف معسكر إعداد مانشستر يونايتد للموسم الجديد بأنه «سيئ للغاية».
وفي المقابل، تعامل المدير الفني لمانشستر سيتي، جوسيب غوراديولا، مع مشكلة غياب عدد كبير من لاعبيه عن معسكر الفريق بسبب الحصول على راحة بعد المشاركة في كأس العالم، بكل هدوء وقال: «تعلمت عندما كنت صغيراً في برشلونة ألا أبحث عن الأعذار. نحن سعداء لأن 16 لاعباً من لاعبينا شاركوا مع منتخبات بلادهم في كأس العالم. نحن أكثر نادٍ يشارك به لاعبون في المونديال، وهو ما يعد علامة جيدة للنادي. سوف نتكيف مع هذا الأمر، وهذا هو الوضع بكل بساطة».
ولكي نكون منصفين، يجب أن نشير إلى أن مورينيو محق فيما يتعلق بفلسفة مانشستر يونايتد بالتعاقد مع لاعبين جدد في فترة الانتقالات الصيفية الحالية، خصوصاً أن النادي لم يتعاقد حتى الآن سوى مع لاعب خط الوسط البرازيلي فريد مقابل 55 مليون جنيه إسترليني والظهير البرتغالي ديوغو دالوت، البالغ من العمر 19 عاماً، مقابل 19 مليون جنيه إسترليني، بالإضافة إلى حارس ستوك سيتي، لي غرانت، مقابل 1.5 مليون جنيه إسترليني. وبالتالي، لم يعزز مانشستر يونايتد صفوفه بقوة قبل أقل من أسبوعين على انتهاء فترة الانتقالات الصيفية.
لقد بدأ مورينيو الصيف الحالي وهو يرغب في التعاقد مع ظهرين صغيرين في السن، ولديهما قدر أكبر من الحيوية والنشاط.
ويؤمن مورينيو أنه لكي يكون مانشستر يونايتد قادراً على المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز فإنه يتعين عليه تدعيم صفوفه في مركزي الظهير الأيمن والأيسر، لأن ظهيري فريقه أنطونيو فالنسيا وأشلي يونغ سيصل سنهما إلى 33 عاماً مع بداية الموسم الجديد، وبالتالي فهو يريد ظهيرين لديهما قدر أكبر من الحيوية والنشاط، مثل كايل ووكر وبنجامين ميندي مع مانشستر سيتي. وبدلاً من ذلك، تعاقد مورينيو مع اللاعب الشاب دالوت صاحب الخبرات المحدودة، وأبلغه وودوارد بأنه لن يكون هناك المزيد من الإضافات في هذا المركز.
ومنذ الصيف الماضي، كان مورينيو يريد تدعيم صفوف فريقه في مركز الجناح، وكان يرغب في التعاقد مع لاعب إنتر ميلان الإيطالي، إيفان بيريزيتش، لكن الصفقة لم تكلل بالنجاح، ولم يبد وودوارد رغبة قوية في التعاقد مع بيريزيتش أو مع ويليان لاعب تشيلسي خلال هذا العام. قد ينجح مورينيو في التعاقد مع المدافع الذي يريده، وهو هاري ماغواير من ليستر سيتي، لكن إذا لم يتعاقد النادي مع لاعبين من الطراز الرفيع في مركزي الظهر والمهاجم، فإن فرصه في المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لن تكون قوية بكل تأكيد.
بكل بساطة، يحتاج مورينيو للتعاقد مع المزيد من النجوم، لأن مانشستر يونايتد لا يضم سوى ثلاثة لاعبين فقط من أصحاب المهارات الكبيرة، وهم بوغبا وسانشيز ولوكاكو. وفي المقابل، يمتلك غوارديولا تسعة لاعبين من أصحاب المهارات الكبيرة، وهم: ديفيد سيلفا، وكيفن دي بروين، وسيرجيو أغويرو، وغابرييل جيسوس، ورياض محرز، وليروي ساني، وكايل ووكر، وبنجامين ميندي، ورحيم ستيرلنغ. ومع ذلك، فإن جزءاً من مهمة المدير الفني يكمن في تحسين وتطوير قدرات اللاعبين الموجودين بالفعل، ويتعين على مورينيو أن يتحمل المسؤولية فيما يتعلق بهذه الجزئية. ولكي نكون منصفين أيضاً، فإن مورينيو لم يقم بما قام به غوارديولا في هذا الأمر، والدليل على ذلك أن المدير الفني الإسباني قد نجح في تحويل ستيرلينغ من لاعب عادي على مستوى الأداء وإنهاء الهجمات إلى لاعب هداف تمكن من إحراز 23 هدفاً، وكان أحد أهم أسباب حصول مانشستر سيتي على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز في موسم استثنائي حطم فيه الفريق العديد من الأرقام القياسية.
وفي عهد مورينيو، تطور أداء كل من لينغارد وإيريك بايلي ولوكاكو، لكن هبط مستواهم مرة أخرى بصورة مفاجئة. وحتى ماركوس راشفورد، الذي كان أحد اللاعبين الصاعدين بسرعة الصاروخ قبل وصول مورينيو، هبط مستواه ولم يعد الفريق يعتمد عليه بصورة أساسية. وينطبق الأمر نفسه تقريباً على التعاقدات التي أبرمها مورينيو منذ توليه قيادة مانشستر يونايتد عام 2016، حيث تعاقد المدير الفني البرتغالي مع كل من بايلي وهنريك مخيتاريان وماتيتش وبوغبا ولوكاكو وسانشيز وزلاتان إبراهيموفيتش وفيكتور ليندلوف وفريد ودالوت وغرانت، لكن من بين كل الصفقات التي شاركت مع الفريق، يمكن القول إن الصفقات التي نجحت هي ماتيتش وبايلي ولوكاكو فقط.
ويعد النجم الفرنسي بول بوغبا هو المثال الأكثر دلالة على عدم نجاح مورينيو في سوق انتقالات اللاعبين، لأن بوغبا واجه العديد من المشكلات منذ انتقاله لمانشستر يونايتد في أغسطس (آب) 2016 أغلى لاعب في العالم في الوقت ذلك مقابل 93.2 مليون جنيه إسترليني، لكنه قدم أداءً استثنائياً مع منتخب فرنسا في نهائيات كأس العالم 2018 بروسيا، وكان أحد الأسباب الرئيسية في حصول الديوك الفرنسية على لقب المونديال للمرة الثانية في تاريخهم، وهو ما يؤكد أن المشكلة وراء تذبذب مستوى بوغبا مع مانشستر يونايتد سببها المدير الفني وليس اللاعب.
وعندما سُئل مورينيو عن الحالة الممتازة التي ظهر عليه بوغبا في كأس العالم مع منتخب بلاده، رد قائلاً إن اللاعب يحتاج إلى أن يتعامل مع كل مباراة، وكأنها مباراة نهائية. قد يكون هذا صحيحاً، لكن ما الدور الذي لعبه مورينيو لكي يشجع اللاعب على تقديم الأداء نفسه مع مانشستر يونايتد؟ وسواء كانت هذه الأسباب صحيحة أم لا، فإن الشيء المؤكد هو أن الحالة المزاجية لمورينيو ليست جيدة في كل الأحوال. قد يكون هذا القلق مفهوماً في منتصف الموسم بعد تحقيق الفريق لنتائج غير جيدة، لكن ليس هذا هو الوقت المناسب لهذه الحالة المزاجية السيئة في الوقت الذي يستعد فيه المدير الفني البرتغالي لانتهاء معسكر إعداد الفريق تحت الشمس الدافئة في الولايات المتحدة الأميركية. لكن بشكل عام، فإن هذه الحالة المزاجية لا تبشر بالخير بالنسبة لآمال مانشستر يونايتد، أو حتى بالنسبة لعمل مورينيو مع النادي على المدى الطويل.
وفي بداية المعسكر التحضيري في لوس أنجليس، قال مورينيو إن فريقه سيبدأ الموسم الجديد للدوري الإنجليزي الممتاز في وضع سيئ، إذ تسببت عطلات ما بعد كأس العالم في حصوله على وقت قصير لإعداد لاعبيه مقارنة بأندية أخرى. وأشار المدرب البرتغالي إلى أن عدم قدرته على تدريب تشكيلة كاملة سيظهر تأثيرها عندما يستضيف ليستر سيتي (العاشر من أغسطس آب) ثم زيارة برايتون آند هوف إلبيون (19 أغسطس) في أول مباراتين للدوري.
وتابع: «المباراة الأولى ستكون ضد ليستر والثانية ضد برايتون وعندما أنظر إلى ليستر إن لم أكن مخطئاً وصل (هاري) ماغواير و(جيمي) فاردي إلى المرحلة الأخيرة في كأس العالم لأن (الحارس كاسبر) شمايكل ودع البطولة في وقت سابق. أعتقد أن الفريق الذي يعمل لمدة ستة أسابيع على الأقل بتشكيلة كاملة ما عدا مدافع ومهاجم سيعودان في الأسبوع الأخير للاستعدادات وربما يشاركان... من الواضح أنه في وضع أفضل».
ولم يشارك اللاعبون الذين بلغوا الدور قبل النهائي ونهائي كأس العالم في كأس الأبطال الدولية بسبب العطلة الإجبارية. وفازت فرنسا في النهائي على كرواتيا، فيما انتصرت بلجيكا على إنجلترا في مباراة تحديد المركز الثالث. وهذا كان السبب في أن بوغبا لاعب وسط فرنسا وروميلو لوكاكو مهاجم بلجيكا من بين 11 لاعباً غابوا عن يونايتد في لوس أنجليس.
وقال مورينيو «الوضع ضد ليستر وبرايتون ليس جيداً بالنسبة لنا. ويمكنني القول إن المباراة الثالثة سنلعب ضد فريق توتنهام هوتسبير يوم 27 أغسطس وهو يواجه الموقف ذاته. أعتقد أنه بعد ثلاثة أسابيع ستكون الأمور على ما يرام. لكن في أول مباراتين علينا القتال للحصول على نقاط، لأننا بحاجة إليها، لذا هذا ما سنفعله مع اللاعبين المتاحين أمامنا».
وأجاب مورينيو عند سؤاله هل يواجه منافسو يونايتد المشاكل ذاتها؟ «لو نظرتم إلى اللاعبين لدى تشيلسي وليفربول في استعدادات ما قبل بداية الموسم وأيضاً آرسنال أعتقد لو قارنتم سترون الفارق في هذا الموقف. (مانشستر) سيتي وتوتنهام في موقف مثلنا». وأنهى يونايتد الموسم الماضي وصيفاً لجاره اللدود مانشستر سيتي، لكن فريق مورينيو كان يتأخر بفارق 19 نقطة عن فريق غوارديولا.


مقالات ذات صلة

آرسنال يستعيد ذاكرة الانتصارات... وتشيلسي «ثالثاً» بثنائية في ليستر

رياضة عالمية  توماس بارتي لاعب أرسنال محتفلا بهدفه في مرمى نوتنغهام فورست (رويترز)

آرسنال يستعيد ذاكرة الانتصارات... وتشيلسي «ثالثاً» بثنائية في ليستر

بعد تعثره بتعادلين أمام تشيلسي وليفربول وخسارتين أمام بورنموث ونيوكاسل يونايتد في الجولات الأربع الماضية، وضع فريق آرسنال حداً لنتائجه السلبية في الدوري

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية بيدرو لاعب توتنهام محتفلاً بهدفه في السيتي (رويترز)

الدوري الإنجليزي: رباعية توتنهام تحطم سلسلة مان سيتي القياسية على أرضه

استمرت معاناة مانشستر سيتي بخسارة مفاجئة 4 - صفر أمام ضيفه توتنهام هوتسبير في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم اليوم السبت.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية صلاح سجل هدفه الشخصي رقم 165 في الدوري الإنجليزي (د.ب.أ)

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

أصبحت جملة «محمد صلاح هو الوحيد الذي...» شائعةً للغاية خلال السنوات الأخيرة عند الحديث عن أي بيانات أو إحصاءات هجومية في عالم كرة القدم. ويقدم النجم المصري

ديفيد سيغال (لندن)
رياضة عالمية بوستيكوغلو مدرب توتنهام (رويترز)

بوستيكوغلو: غوارديولا في طريقه لأن يصبح أحد عظماء التدريب

قال أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير إن بيب غوارديولا رفع سقف المنافسة مع مدربي الدوري الإنجليزي الممتاز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوارديولا (أ.ف.ب)

غوارديولا بعد تجديد عقده: لم يحن وقت الرحيل

قال المدرب الإسباني بيب غوارديولا الخميس عقب تمديد عقده مع مانشستر سيتي بطل إنجلترا لعامين اضافيين حتى العام 2027 إنّه «لم يستطع الرحيل الآن».

«الشرق الأوسط» (مانشستر)

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».