«رحلتي مع السينما المصرية كانت تستحق كل ما قدمته من أجلها»، كلمات نطق بها المخرج المصري العالمي الرّاحل يوسف شاهين. هي الرحلة التي يستعرض ملامحها محبوه وتلاميذه خلال هذه الأيام، بالتزامن مع حلول الذّكرى العاشرة لرحيله، حيث عقدت عدد من الفعاليات الفنية المختلفة احتفاءً لهذه العشرية. بداية الاحتفالات كانت أمسية خاصة بدار الأوبرا، برعاية وزارة الثّقافة المصرية، ممثلة في قطاع صندوق التنمية الثّقافية، شهدها عدد كبير من تلاميذ فن شاهين وعشّاقه إلى جانب ابنة شقيقته ماريان خوري، وتضمنت عرض فيلم تسجيلي قصير عن المخرج بعنوان «الأستاذ»، من إنتاج صندوق التنمية الثّقافية وإخراج ضياء داود، ويرصد الفيلم أهم محطات يوسف شاهين السينمائية بداية من «بابا أمين» (إنتاج عام 1950)، وهو أول فيلم أخرجه وكان في سن 23 سنة، مروراً بأفلام «الناصر صلاح الدين»، و«الأرض» و«عودة الابن الضال»، نهاية بآخر أفلامه «هي فوضى» (إنتاج عام 2007).
شهدت الأمسية مداخلات من جانب عدد من تلاميذ شاهين، حيث تحدث المخرج كمال منصور الذي عمل مساعدا لشاهين في فيلمي «المصير» و«هي فوضى»، موضحاً أنّ الرّاحل كان محباً للحياة، قائلاً: «أثناء تصوير فيلم (المصير) أصيب بالمرض ودخل المستشفى، وبعد خروجه بيوم كانت المفاجأة، إذ حضر في مكتبه لاستكمال العمل».
من جانبها، قالت المخرجة منال الصيفي التي عملت مخرجة مساعدة للراحل في فيلم (هي فوضى): «يوسف شاهين كان بالنسبة لي الأب والمعلم، ولن يكون هناك يوسف شاهين آخر، ولن يأتي مثله»، موضحة أنّ المخرج العالمي كان يهتم بكل مساعديه، ولم يكن متعسفاً أو ديكتاتورا، بل كان يعلّم الجميع كيفية الالتزام. من ناحية أخرى، نظّم مركز سينما الحضارة في دار الأوبرا المصرية، ندوة فنية تحت عنوان «المكان... دور البطولة في أفلام يوسف شاهين» التي تحدث فيها الدكتور عاطف معتمد، أستاذ الجغرافيا في جامعة القاهرة، عن دور المكان في أفلام يوسف شاهين، حيث تناولت الندوة رصدا للمكان وملامح البيئة الجغرافية المصرية «أرضا وسكانا» بداية من أول أفلامه «بابا أمين» وحتى آخرها «هي فوضى». قائلا: «العين لا تخطئ كيف حجز شاهين للمكان بطولة أولى في أغلب أعماله».
وبعيداً عن احتفال وزارة الثقافة، نظم نادي سينما جمعية الجيزويت، أمسية تضمنت معرضا فوتوغرافيا بعنوان «شاهين... حياة في صور»، ضم لقطات من تاريخ شاهين، وكواليس تصوير شاهين لعدد من أعماله، وأفيشات عدد من أفلامه.
وقال المنتج جابي خوري (منتج معظم أفلام شاهين)، خلال كلمته بالأمسية، إن الاحتفالية هي البداية الحقيقية لتكريم يوسف شاهين، كاشفا عن استعداد أسرة الراحل لعرض 20 فيلما تم ترميمها من أعماله بداية من 12 سبتمبر (أيلول) المقبل.
وشهدت الاحتفالية إطلاق الجمعية عددا تذكاريا من مجلة «الفيلم»، في 270 صفحة، يدور حول المخرج الراحل، بمشاركة أكثر من 40 كاتبا وباحثا ميدانيا.
وقال الكاتب سامح سامي رئيس تحرير المجلة، إنّ هذا العدد فاصل في تاريخ المجلة، فلأول مرة يتم تحضير نسخة تذكارية لمخرج سينمائي مصري، متابعا أن العدد يضم كثيرا من الموضوعات التي تشكل جوانب مختلفة من حياة الراحل وصورا تنشر لأول مرة عنه.
مصر تحيي عشرية يوسف شاهين
مصر تحيي عشرية يوسف شاهين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة