وزير الخزانة الأميركي يؤكد استقلالية الاحتياطي الفيدرالي

وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين (رويترز)
وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين (رويترز)
TT

وزير الخزانة الأميركي يؤكد استقلالية الاحتياطي الفيدرالي

وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين (رويترز)
وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين (رويترز)

قدم وزير الخزانة الأميركي ستيف منوتشين تأكيدات حول استقلالية الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي يتحضر لعقد اجتماعات حول سياساته النقدية على مدى يومين، ومن المتوقع أن يبقي في ختامها على سعر الفائدة بدون زيادة رغم ازدهار الاقتصاد الأميركي.
وفي حديث لقناة «فوكس» مساء يوم الأحد، وصف منوتشين أداء الاقتصاد الأميركي بأنه على سكة النمو السريع والمستدام، بعد تحقيق نمو بلغت نسبته 4.1 في المائة في الفصل الثاني.
لكنه أيضا كان مجبرا على تبديد مخاوف أثارتها تصريحات مفاجئة للرئيس دونالد ترمب مؤخرا حول خطوات لمجلس الاحتياطي الفيدرالي لرفع سعر الفائدة. وقال منوتشين: «نحن كإدارة ندعم بشكل مطلق استقلالية الاحتياطي الفيدرالي، والرئيس أعرب عن ذلك بوضوح»، مضيفا: «دعوني أكن واضحا، إنه يحترم بالكامل استقلالية الاحتياطي الفيدرالي».
ويتبع الرؤساء الأميركيون في العادة عرفا بالإحجام عن تناول عمل البنك المركزي الأميركي في تصريحات علنية، لكن هذا لم يمنع ترمب من توجيه انتقادات في وقت سابق هذا الشهر. فقد قال ترمب خلال مقابلة مع قناة «سي إن بي سي» في 20 يوليو (تموز) الجاري: «لا يروق لي أننا نبذل كل هذا العمل في الاقتصاد، ثم أرى أسعار الفائدة ترتفع».
ومن المتوقع ألا يمس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة خلال اجتماعاته التي تبدأ الثلاثاء وتستمر ليومين.
ويرى معظم الاقتصاديين أن المركزي الأميركي لديه كل الأسباب للاستمرار بمساره الحالي بالزيادة التدريجية لسعر الفائدة، والذي أدى إلى أن يرتفع معدل احتياطاته سبع مرات منذ عام 2015.
وبينما سادت توقعات بتباطؤ النمو في الفترة المتبقية من العام، إلا أن منوتشين يتوقع نموا سنويا لا يقل عن 3 في المائة في المستقبل. وقال: «لا أعتقد أن هذا هو ظاهرة تستمر لعام أو اثنين»، مضيفا: «أعتقد أننا بالتأكيد في فترة تمتد لأربع أو خمس سنوات من نمو مستدام لا يقل عن 3 في المائة».
ومع ذلك، فإن ترمب قال لـ«سي إن بي سي» إنه ليس «مأخوذا» بخطط الاحتياطي الفيدرالي، ثم كتب على «تويتر» إنه يجب السماح لأميركا باستعادة خسائرها قبل رفع سعر الفائدة مجددا.. وقال: «أنا لست سعيدا بذلك، لكن في نفس الوقت أنا ادعهم يفعلون ما يشعرون أنه الأفضل».
والاحتياطي الفيدرالي منفصل قانونيا وماليا عن الحكومة الفيدرالية. ولم يعلق الاحتياطي الفيدرالي على تصريحات ترمب، وأشار مسؤولوه للصحافيين إلى تصريح سابق لرئيسه جيروم باول يقول فيه إن رؤساء البنوك المركزية يحافظون على الاستقلالية السياسية «عميقا في حمضهم النووي».
والأسبوع الماضي، قال رئيس مكتب الميزانية بالبيت الأبيض إن الرئيس دونالد ترمب لا يحاول التأثير على صنع القرار في مجلس الاحتياطي الفيدرالي بانتقاداته الأخيرة لسياسة أسعار الفائدة للبنك المركزي الأميركي، لكنه أضاف أن «هواجس ترمب لها ما يبررها».
وأثناء مقابلة تلفزيونية، سئل ميك مولفيني مدير مكتب الإدارة والميزانية عما إذا كان ترمب قد حاول بأي طريقة التأثير على عملية صنع القرار في مجلس الاحتياطي الاتحادي، فأجاب قائلا: «لا. في الوقع أنا أسمع ذلك للمرة الأولى».
وأضاف قائلا: «الرئيس غير سعيد. أنا غير سعيد. هناك خبراء اقتصاديون كثيرون يشعرون بإحباط شديد لاعتقادهم أن مجلس الاحتياطي الاتحادي... سيضغط دائما على المكابح في نفس الوقت الذي تبدأ الأمور في التحسن». وقال مولفيني إنه يرغب في أن يعطي مجلس الاحتياطي اهتماما لجانب العرض في الاقتصاد.


مقالات ذات صلة

مؤشر مديري المشتريات بأميركا يسجل أعلى مستوى في 33 شهراً نهاية 2024

الاقتصاد مبنى الكابيتول يظهر أثناء سير امرأة عبر عاصفة شتوية في العاصمة الأميركية (أ.ف.ب)

مؤشر مديري المشتريات بأميركا يسجل أعلى مستوى في 33 شهراً نهاية 2024

اختتم الاقتصاد الأميركي عام 2024 على نحو قوي، حيث بلغ مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات 56.8 في ديسمبر (كانون الأول)، مرتفعاً من 56.1 في نوفمبر (تشرين الثاني).

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد الرئيس المنتخب دونالد ترمب يتحدث في فعالية نهاية العام الماضي (أرشيفية - أب)

ترمب: لا صحة حول حصول تغييرات في خطط التعريفات الجمركية

نفى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يوم الاثنين تقريراً صحافياً ذكر أنّ مساعديه يدرسون خططاً لفرض رسوم جمركية لن تشمل سوى الواردات الأساسية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (أ.ب)

ارتفاع العقود الآجلة للأسواق الأميركية بقيادة قطاع التكنولوجيا

ارتفعت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأميركية يوم الاثنين، مستفيدة من ارتفاع متأخر الأسبوع الماضي، حيث اشترى المستثمرون أسهم التكنولوجيا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد مع البيت الأبيض في الخلفية... الرئيس دونالد ترمب يتحدث خلال تجمع بواشنطن الاثنين (أ.ب)

في تحول عن خطط حملته... ترمب يناقش فرض تعريفات جمركية على الواردات الحيوية فقط

يستكشف مساعدو الرئيس المنتخب دونالد ترمب خططاً لفرض تعريفات جمركية على جميع البلدان، ولكنها ستغطي فقط الواردات الحيوية، وفقاً لثلاثة أشخاص مطّلعين على الموضوع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد قارب صغير أمام منصة النفط والغاز البحرية «إستير» بالمحيط الهادئ في كاليفورنيا (أ.ف.ب)

قبل ولاية ترمب... بايدن يحظر التنقيب عن النفط والغاز في مناطق شاسعة

سيحظر الرئيس الأميركي جو بايدن تطوير النفط والغاز البحري الجديد على طول معظم السواحل الأميركية، وهو قرار قد يجد الرئيس المنتخب دونالد ترمب صعوبة في التراجع عنه.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«يو إس ستيل» و«نيبون» تقاضيان إدارة بايدن

شعار شركة «نيبون ستيل» على مدخل مصنعها في شمال العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)
شعار شركة «نيبون ستيل» على مدخل مصنعها في شمال العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)
TT

«يو إس ستيل» و«نيبون» تقاضيان إدارة بايدن

شعار شركة «نيبون ستيل» على مدخل مصنعها في شمال العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)
شعار شركة «نيبون ستيل» على مدخل مصنعها في شمال العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)

رفعت شركتا «يو إس ستيل» و«نيبون ستيل» دعوى قضائية على الإدارة الأميركية، قالتا فيها إن الرئيس جو بايدن منع دون سند من القانون عرضاً قيمته 14.9 مليار دولار قدّمته الثانية لشراء الأولى من خلال مراجعة «وهمية» لاعتبارات الأمن القومي.

وتريد الشركتان من محكمة الاستئناف الاتحادية إلغاء قرار بايدن رفض الصفقة، لتتمكنا من الحصول على فرصة أخرى للموافقة، من خلال مراجعة جديدة للأمن القومي غير مقيّدة بالنفوذ السياسي.

وتذهب الدعوى القضائية إلى أن بايدن أضرّ بقرار لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة التي تفحص الاستثمارات الأجنبية، بحثاً عن مخاطر تتعلق بالأمن القومي، وانتهك حق الشركتين في مراجعة عادلة.

وأصبح الاندماج مسيّساً للغاية قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر (تشرين الثاني)، إذ تعهّد كل من الديمقراطي بايدن والرئيس الجمهوري المنتخب دونالد ترمب برفضه، في محاولة منهما لاستقطاب الناخبين في ولاية بنسلفانيا المتأرجحة حيث يقع المقر الرئيسي لـ«يو إس ستيل». وعارض رئيس نقابة عمال الصلب المتحدة ديفيد ماكول هذا الاندماج.

وأكد ترمب وبايدن أن الشركة يجب أن تظل مملوكة للولايات المتحدة، حتى بعد أن عرضت الشركة اليابانية نقل مقرها الرئيسي في الولايات المتحدة إلى بيتسبرغ، حيث يقع مقر شركة صناعة الصلب الأميركية، ووعدت باحترام جميع الاتفاقيات القائمة بين «يو إس ستيل» ونقابة عمال الصلب المتحدة.

وتشير الشركتان إلى أن بايدن سعى إلى وأد الصفقة؛ «لكسب ود قيادة نقابة عمال الصلب المتحدة في بنسلفانيا، في محاولته آنذاك للفوز بفترة جديدة في المنصب».

وقالت الشركتان، في بيان: «نتيجة لنفوذ الرئيس بايدن غير المبرر لتعزيز برنامجه السياسي، لم تتمكّن لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة من إجراء عملية مراجعة تنظيمية بحسن نية تركّز على الأمن القومي».

ودافع متحدث باسم البيت الأبيض عن المراجعة، مضيفاً: «لن يتردّد الرئيس بايدن أبداً في حماية أمن هذه الأمة وبنيتها التحتية ومرونة سلاسل التوريد الخاصة بها».

وتظهر الدعوى القضائية أن الشركتين تنفّذان تهديداتهما بالتقاضي، وستواصلان السعي للحصول على الموافقة على الصفقة.

وقال نائب رئيس شركة «نيبون ستيل»، تاكاهيرو موري، لصحيفة «نيكي»، أمس الاثنين: «لا يمكننا التراجع بعدما واجهنا معاملة غير منطقية. سنقاوم بشدة».