تعود كأس السوبر السعودية للواجهة من جديد بعد غيابها في الموسم الماضي، إذ يلتقي الهلال مع نظيره الاتحاد على ملعب نادي كوينز بارك رينغرز الإنجليزي في العاصمة البريطانية لندن في بطولة السوبر السعودية على كأس الهيئة العامة للرياضة، وهي المواجهة التي تفتتح معها الموسم الكروي الجديد الحافل بكثير من التغييرات التي يترقبها الجمهور والشارع الرياضي السعودي بصورة عامة.
مواجهة أو بطولة كأس السوبر السعودية عادت مجدداً بعد غيابها في الموسم الماضي، لتواصل حضورها خارج البلاد وتحديداً في العاصمة البريطانية لندن التي تستضيف الحدث للمرة الثالثة في تاريخ هذه البطولة التي انطلقت في عام 2013، وتقوم فكرتها على أن يلتقي حامل لقب الدوري بنظيره بطل كأس الملك، في مباراة تسبق انطلاقة الموسم الجديد.
كأس السوبر فكرة انطلقت من هولندا وتحديداً من مدينة أمستردام، حيث مقر الصحيفة العملاقة «دي تلغراف» التي اقترح فكرة البطولة أحد محرري القسم الرياضي بها ويدعى أنطوان ويتكامب، وذلك في ظل العصر الذهبي الذي كانت تعيشه الفرق الهولندية حينها، حيث هدف ويتكامب إلى زيادة سيطرة فرق بلاده على البطولات الأوروبية، بحيث يلتقي بطل دوري أبطال أوروبا بالاسم القديم «كأس الكؤوس الأوروبية» مع بطل الدوري الأوروبي ذهاباً وإياباً.
ورفض الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الاعتراف بالبطولة في نسختها الأولى، إلا أن الصحيفة الهولندية دعمت إقامتها وتكفلت بجوائزها في عام 1972، حيث التقى أياكس الهولندي مع نظيره غلاسكو رينغرز الاسكوتلندي ونجح الفريق الهولندي في تحقيق اللقب بالنسخة الأولى من البطولة التي لم يعترف بها «اليويفا» لأسباب متعددة، منها وجود عقوبة على الفريق الاسكوتلندي بسبب شغب جماهيره في النهائي الأوروبي.
ولم يدُم رفض الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لبطولة السوبر طويلاً، حيث عاد في العام الذي يليه (1973) بالاعتراف بالبطولة التي جمعت بين أياكس الذي كان يعيش عصراً ذهبياً بوجود أسطورته الشهير يوهان كرويف ونظيره ميلان الإيطالي، ونجح الفريق الهولندي في الحفاظ على لقبه بعد فوزه على الفريق الإيطالي إياباً بنتيجة تاريخية قوامها 6 أهداف رغم خسارته في مواجهة الذهاب بهدف دون رد.
ومنذ ذلك العام، ظلت فكرة الصحافي الهولندي أنطوان ويتكامب مستمرة في مباراة يفتتح بها الموسم الرياضي الأوروبي، وتجري خلفها الشركات الراعية والقنوات التلفزيونية الناقلة بحثاً عن الظفر بحقوقها، لكونها باتت واحدة من البطولات والأحداث الرياضية التي تجد اهتماماً كبيراً إعلامياً وجماهيرياً بسبب وجود فريقين من عمالقة الفرق الأوروبية.
وبعد نجاح فكرة كأس السوبر الأوروبية، راجت هذه البطولة على الأصعدة المحلية، حيث بدأت الاتحادات الرياضية في مختلف البلدان تطبيق البطولة ولعبها، وظلت مفتاح الموسم الرياضي في غالبية البلدان داخل أوروبا وخارجها، وإن كانت إسبانيا أول الاتحادات الرياضية التي تقر كأس السوبر في موسم 1982 وبعدها ألمانيا 1987 ثم إيطاليا بعدها بموسم وحيد فقط.
وفي هولندا الدولة التي صدرت بطولة كأس السوبر للعالم الرياضي، اختلفت المصادر حول انطلاق بطولة كأس السوبر الهولندية، فبعض المواقع الرياضية المختصة تشير إلى أن النسخة الأولى من البطولة أقيمت 1949، ما يعني أنها الرائدة في إقامة هذه البطولة قبل أن تغيب عن الواجهة طويلاً ثم تعود في عام 1990 وتستمر حتى الآن، وباتت تعرف باسم درع يوهان كرويف إلى جوار اسم كأس السوبر الهولندية، التي تجمع بين بطلي الدوري والكأس.
أما فكرة إقامة مباريات كأس السوبر المحلية خارج البلاد فتعود إلى إيطاليا، وهي التي ابتكرت فكرة نقل مباراة كأس السوبر خارج بلادها ابتداء من عام 1993، عندما التقى فريقا ميلان وتورينو في الولايات المتحدة الأميركية، قبل أن تغيب هذه الفكرة حتى مطلع الألفية الجديدة والتي عاد من خلالها اتحاد الكرة الإيطالي ليقيم مباراة كأس السوبر 2002 التي جمعت بين فريقي يوفنتوس وبارما في مدينة طرابلس الليبية، ليواصل بعدها إقامتها خارج البلاد، وذلك موسم 2003، حيث التقى يوفنتوس مع نظيره ميلان في مدينة نيويورك الأميركية.
ومنذ عام 2009، اتجه الاتحاد الإيطالي لكرة القدم لإقامة مباراة كأس السوبر في شرق آسيا، حيث العاصمة الصينية بكين، بعدما التقى إنتر ميلان ولاتسيو في استاد بكين الدولي، ليتكرر الأمر ذاته في موسمي 2011 و2012، قبل أن تقام في قطر لأكثر من مرة وتعود للصين مجدداً، وفي الموسم الماضي، أقيمت في ملعب الأولمبيكو في إيطالياً، أما في الموسم الجديد فستقام المباراة في السعودية، حيث يلتقي يوفنتوس ونظيره ميلان. والخطوات ذاتها التي أقدم عليها الاتحاد الإيطالي قام بتطبيقها الاتحاد الفرنسي لكرة القدم منذ عام 2009، حيث يقوم الأخير بإقامة مباراة كأس السوبر في ملاعب محايدة خارج فرنسا، وبدأ الاتحاد الفرنسي في مدينة مونتريال الكندية التي استضافت مباراة بوردو ونظيره جانجون.
إقامة مباراة كأس السوبر خارج البلاد أسهمت في تحويل الفكرة إلى جانب اقتصادي يسهم في زيادة مداخيل الأندية من خلال بيع التذاكر والنقل التلفزيوني، إضافة إلى كثير من الأمور التي يتم استغلالها خلال فترة إقامة المباراة، وتنازلت بعض الاتحادات الأوروبية عن كون الفكرة بإقامة البطولة قبل الموسم إلى منتصف الموسم، وتحديداً في فترة الانتقالات الشتوية التي تحضر فيها إلى منطقة الخليج لتقيم معسكراً قصيراً وتلعب بطولة كأس السوبر، كما هي الحال في إيطاليا.
في السعودية نشأت فكرة إقامة كأس السوبر في عام 2013، حيث التقى في النسخة الأولى من البطولة فريق الفتح حامل لقب دوري المحترفين مع نظيره الاتحاد بطل كأس الملك، وأقيمت المواجهة حينها في ملعب الملك عبد العزيز بمدينة الشرائع بمكة المكرمة ونجح الفتح في تحقيق اللقب. وفي النسخة الثانية ظلت البطولة في السعودية، حيث التقى النصر مع نظيره الشباب في العاصمة الرياض، لينجح الليث في تحقيق اللقب عقب فوزه عن طريق ركلات الترجيح.
وأقيمت أول بطولة لكأس السوبر السعودية خارج البلاد في موسم 2015، حيث اتجهت البوصلة إلى العاصمة البريطانية لندن، لاحتضان الديربي الأكثر إثارة بين النصر وغريمه التقليدي الهلال على ملعب لوفتس ورد، ونجح الهلال في تحقيق اللقب عقب فوزه بهدف دون رد حمل توقيع البرازيلي إدواردو، واستمرت البطولة في لندن في العام الذي يليها، حيث التقى الأهلي مع نظيره الهلال، ونجح أهلي جدة في تحقيق اللقب عقب فوزه عن طريق ركلات الترجيح.
السوبر السعودي يسخن انطلاقة الموسم الجديد من لندن
السوبر السعودي يسخن انطلاقة الموسم الجديد من لندن
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة