أيهما أفضل... تناول عصائر الفواكه والخضار أم ثمارها الطازجة؟

البحث عن الألياف والفيتامينات فيها ليس مهمة صعبة

أيهما أفضل... تناول عصائر الفواكه والخضار أم ثمارها الطازجة؟
TT

أيهما أفضل... تناول عصائر الفواكه والخضار أم ثمارها الطازجة؟

أيهما أفضل... تناول عصائر الفواكه والخضار أم ثمارها الطازجة؟

أسئلة بديهية تراودنا عندما نرغب في تناول عصير فواكه أو خضار معين. فبعضنا يختار العصير الذي يخفف من وزننا، وبعضنا الآخر يبحث عن الخلطة التي تبعد عنه شبح الشيخوخة. وفيما ترى شريحة لا يستهان بها من الناس بأنها جميعها مفيدة وتحتوي على الفيتامينات فإن نسبة أخرى تقف محتارة ما بين تناول عصائر فاكهة معينة أو ثمارها الطازجة مباشرة. وللإجابة على هذه الأسئلة إليك بعض المعلومات المفيدة حول هذا الموضوع.
تعد العصائر بشكل عام غنية بالمياه وكذلك بالفيتامينات المنوعة كـ«سي» و«دي» و«آي» وغيرها. إلا أن قلة منها تحتوي على نسبة من الألياف لأن هذه الأخيرة عادة ما تتواجد في قشرة الفاكهة أو الخضار والتي عادة ما نرميها أثناء قيامنا في عملية العصير.
ولذلك ينصح خبراء الصحة بالدرجة الأولى بتناول عصائر «اللحظة الأخيرة» أي الطازجة والمعصورة قبيل تناولها بدقائق قليلة بحيث لا تزيد عن 30 دقيقة كي لا تفقد المعادن التي تحتويها وبالتالي الفوائد الصحية التي تنعكس على متناولها.
ولكن ما هو الأفضل تناول ثمار الفواكه كاملة أو عصائرها؟ القاعدة الذهبية المقدمة لك في هذا الإطار تنصح بضرورة تناول الأول منها.
فمن الناحية الغذائية يعتبر تناول حبة من الفواكه أكثر إفادة من عصيرها لأنها تكون غنية بالألياف. فهذه الأخيرة تساهم في مدنا بشعور الشبع لأنها تبطئ عملية الهضم. كما أنها تخفف من كمية السكر التي تتضاعف في العصائر. فأن نتناول تفاحة كاملة مثلا والتي يبلغ وزنها عادة 150 غراما يعود إليك بنسبة 17 غراما من السكر ما يوازي قطعتي سكر مصنعة. وفي المقابل هذه الكمية ستتضاعف فيما لو تناولت عصير التفاح والذي يتطلب منك عصر أكثر من حبة منها ليؤلف محتوى كوب عصير كامل.
ما هي الفوائد التي تحملها لنا بعض عصائر الفواكه؟
- عصير الفراولة
تحتوي فاكهة الفراولة على أقل نسبة سكر عن غيرها إذ تبلغ كميته في 100 غرام منها نحو 4.05 غرام. ولذلك ينصح بتناول هذا النوع من العصير الذي بخلطه مع فواكه حمراء أخرى (كرز وتوت) يساهم في إبعاد شبح الشيخوخة عنك.
وفي حال رغبتم في الابتعاد عن العصائر كون تناول ثمارها يبقى أكثر فائدة على الصحة يجب استباق ذلك بشرب كوب من الماء لأنها تتواجد في حباتها بنسبة أقل مما هي في عصائرها.
- عصير المانجو
تبلغ كمية السكر في حبة واحدة من فاكهة المانجو ذات وزن 100 غرام 13.1 غرام. ولشرح واف فإن وزن حبة واحدة من المانجو يبلغ عادة 400 غرام فإذا تناولت نصف هذه الكمية (200 غرام) فذلك يعني بأنك تستهلك 26.2 غرام من السكر ولذلك ينصح بعدم الإكثار منها. يفيد عصير المانجو في تقوية جهاز المناعة في الجسم إذ يحتوي على كمية لا يستهان بها من مادة (بيتا كيروتين) وفيتامين سي.
- عصير الكيوي
يعد عصير فاكهة الكيوي الأفضل بالنسبة للمرأة الحامل. فهو يساهم في تقليص نسبة العيوب الخلقية لدى المولود. وهو يحتوي على فيتامينات (B9) والحديد والكالسيوم اللازمين ويمدان المولود بالأكسيجين ويقويان العظم. كمية السكر الموجودة في حبتين من فاكهة الكيوي (120 غراما) تساوي نحو 11 غراما من السكر.
- عصير البطيخ
تحتوي قطعة من فاكهة البطيخ الأحمر بوزن 100 غرام على 6.29 غرام من السكر فتناقض بذلك ما هو شائع عن غنيها بكميات كبيرة منه. فوائد كثيرة يحتويها هذا العصير المحبب تناوله في فصل الصيف. فهو إضافة إلى إضفائه الشعور بالارتواء والانتعاش على متناوله فإنه يحافظ على نسبة ترطيب البشرة وكذلك على تنظيف الأمعاء من السموم ويقاوم تصلب الشرايين. كما ينصح بتناوله من قبل الرياضيين إذ يقيهم من شد العضل وآلامه. أما مادة ليكوبين التي يحتويها ويضفي إليه الاحمرار كما في حبات البندورة يعد مضادا للأكسدة.


مقالات ذات صلة

6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

صحتك 6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

لا يزال كبار الطهاة العالميين، إضافة إلى ربات البيوت الماهرات في الطهي، يستخدمون أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر Cast Iron Cookware.

د. عبير مبارك (الرياض)
مذاقات توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات إم غريل متخصص بالمشاوي (الشرق الاوسط)

دليلك إلى أفضل المطاعم الحلال في كاليفورنيا

تتمتع كاليفورنيا بمشهد ثقافي غني ومتنوع، ويتميز مطبخها بكونه خليطاً فريداً من تقاليد عالمية ومكونات محلية طازجة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
مذاقات صندوق من الكعك والكعك المحلى من إنتاج شركة «غريغز سويت تريتس» في نيوكاسل أبون تاين - بريطانيا (رويترز)

حلويات خطيرة لا يطلبها طهاة المعجنات أبداً في المطاعم

في بعض المطاعم والمقاهي، توجد بعض الخيارات الاحتياطية التي تجعل طهاة المعجنات حذرين من إنفاق أموالهم عليها؛ لأنها على الأرجح خيار مخيب للآمال.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
مذاقات «الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

لقمة خبز قد تأسر القلب، ترفع الحدود وتقرب الشعوب، هكذا يمكن وصف التفاعل الدافئ من المصريين تجاه المطبخ السوداني، الذي بدأ يغازلهم ووجد له مكاناً على سفرتهم.

إيمان مبروك (القاهرة)

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين
TT

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

لقمة خبز قد تأسر القلب، ترفع الحدود وتقرب الشعوب، هكذا يمكن وصف التفاعل الدافئ من المصريين تجاه المطبخ السوداني، الذي بدأ يغازلهم ووجد له مكاناً على سفرتهم.

هذه الأرغفة البيضاء الصغيرة، التي يصف مصريون مذاقها بأنها «أطيب من الكيك»، في إشارة لطيب المذاق، تعد مثالاً يعكس مدى الانسجام الثقافي الذي تجاوز الحدود.

مع تداعيات الحرب التي شهدها السودان، والتي أدت إلى عمليات نزوح كبيرة إلى مصر، لم يتوقف الأمر عند مرحلة سرد الآلام والمآسي، بل تحول سريعاً إلى اندماج السودانيين في سوق الطعام المصري، وخلال أقل من عامين أثبت المطبخ السوداني وجوداً نسبياً في مصر.

بمجرد أن تطأ قدمك شارع فيصل (أحد أشهر شوارع محافظة الجيزة) يمكنك الاستدلال على الوجود السوداني من رائحة التوابل العميقة الصادرة من مطاعم أسسها سودانيون، يستهدفون بها زبوناً مصرياً يتوق إلى مذاق شعبي في وصفات، مثل صينية البطاطس، ويختلف تماماً ليقدم هويته في طبق آخر مثل أسياخ «الأقاشي»، المصنوعة من اللحم الطري الغارق في توابل مثل الزنجبيل والقرفة، مع طبقات البقسماط المقرمش، التي تغازل المصريين.

تقول السودانية، فداء محمود أنور، خريجة إدارة أعمال من جامعة الخرطوم ومؤسسة مطعم «بنت السودان» في حي مدينة نصر، شرق القاهرة، إن المصريين «احتضنوا المطبخ السوداني بسبب وجود أواصر اجتماعية وثقافية بين البلدين».

وأوضحت، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، من داخل مطعمها البسيط: «نقدم أكلات سودانية أصيلة، مثل الفول بزيت السمسم، والفلافل السودانية المصنوعة من الكبكبي (الحمص بلغة المصريين)، والأقاشي، وهو طبق شهير في السودان، إضافةً إلى الفسيخ السوداني والملوخية المفروكة وملاح الروب الأحمر».

وعن الأطباق شديدة الخصوصية، يقدم مطعم الشابة السودانية فداء طبقاً حبشياً، قالت عنه: «هناك أيضاً طبق ذو أصل حبشي أصبح جزءاً من المائدة السودانية يسمى (زغني)، وهو عبارة عن قطع الدجاج المبهرة بالقرفة والثوم والبصل والحبهان، كما يضاف له المذاق الحار بالشطة السودانية، وكذلك مذاق الحادق من خلال رشة السماق، ويقدم مع البيض المسلوق». فضلاً عن طبق الحلو السوداني الشهير «الباسطة»، أو ما يعرف بالبقلاوة في مصر.

وبحسب تجربتها، قالت فداء إن تفضيلات المصريين من المطبخ السوداني تميل إلى بعض الأطباق الأساسية التي ربما لا يختلف عليها السودانيون أيضاً، مثل: الخبز السوداني، والأقاشي، والفلافل، وأطباق الفول بالخلطات السودانية. أما باقي الأطباق، فالإقبال عليها محدود.

طعمية (فلافل) سودانية (الشرق الاوسط)

والبعد الجغرافي بين مصر والسودان انعكس في تقارب ثقافي، ظهر في المذاق المميز للمطبخين. ترى منة جمال، مصرية تعيش في حي السادس من أكتوبر، الذي يضم عدداً من المطاعم السودانية، أن المطبخ السوداني قريب من نظيره المصري، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «الخبز السوداني شبيه ببعض أنواع الخبز في الريف المصري، ربما يختلف في السُمك والحجم فقط ».

وعن الاختلاف بين المطبخين، قالت: «السودانيون يميلون إلى المذاق العميق والحار، بإضافة كميات كبيرة من التوابل، كما أن الفلفل الحار أساسي في عدد كبير من الأطباق السودانية، بينما يميل المصريون إلى إضافة التوابل الأساسية فقط، مثل الملح والفلفل والكمون».

الباسطا حلوى سودانية (الشرق الاوسط)

وبالعودة إلى فداء، فإنها أيضاً كسودانية وقعت في حب المطبخ المصري، وتروي تجربتها بالقول: «أنا من عشاق محشي ورق العنب، والكرنب، والباذنجان بالدقة، أحب تناوله مع الفلافل السودانية. أيضاً معظم السودانيين يحبون المحشي والملوخية المصرية».

الأطباق السودانية لم تعرف طريقها إلى المصريين من خلال المطاعم التجارية فحسب، بينما ساهم في رواجها نساء سودانيات كنّ قبل النزوح ربات منزل، إلا أنهن، مثل كثير من نساء الشرق، يعتبرن الطهي مهارة أساسية. ومع وصولهن إلى مصر وبحثهن عن سبل لكسب العيش، تحول الطهي إلى مهنة تحت شعار «أكل بيتي سوداني».

التقت «الشرق الأوسط» بفاطمة (اسم مستعار)، التي نزحت بعد الحرب وجاءت إلى القاهرة بصحبة عدد من الأسر السودانية، وتقيم حالياً في مدينة «الرحاب» التي تعد من المناطق ذات الإيجارات المرتفعة، حيث تشارك السكن مع 4 أسر سودانية أخرى. منذ عام، بدأت فاطمة بتقديم خدمات «الأكل البيتي» من منزلها بمساعدة بعض السيدات المقيمات معها.

تقول «فاطمة»: «جاءت الفكرة عندما لاحظت انتشار مشروعات الأكل البيتي في مصر، خاصة في الأحياء الراقية. فأنشأت حساباً على (فيسبوك)، بدأت من خلاله تقديم خدمات الأكل السوداني». وأردفت: «المصريون يحبون المطبخ السوداني، خاصة تلك الوصفات القريبة من مطبخهم، على شاكلة المحشي، كذلك تحظى أصناف اللحم المبهر بإعجاب كبير».

وأوضحت فاطمة أنها سعت إلى تقديم مزيج من الأكلات السودانية والمصرية، قائلة: «أستهدف زبونات مصريات عاملات يبحثن عن بدائل للطهي المنزلي. لذلك، لم أكتفِ بالوصفات السودانية فقط، بل تعلمت إعداد الأكلات المصرية، وهو أمر لم يكن صعباً على سودانية تربطها بمصر أواصر ثقافية واجتماعية، إذ كانت مصر والسودان في مرحلة ما من التاريخ بلداً واحداً».

تمكنت فاطمة من تقديم تجربة طعام بيتي فريدة، تجمع بين نكهات المطبخين السوداني والمصري، مستقطبةً كثيراً من الأسر المصرية التي تبحث عن طعام منزلي بطابع خاص. ومن خلال تجربتها، كشفت فاطمة عن مدى التداخل الثقافي بين المطبخين، ما يمهد الطريق لمزيد من الاندماج وابتكار وصفات جديدة قد تظهر في المستقبل القريب.