مهرجان «أوكرانيا في دوما» اللبنانية... تبادل ثقافات وحضارات

يترجم قصة حب تجمع البلدين

سوق دوما
سوق دوما
TT

مهرجان «أوكرانيا في دوما» اللبنانية... تبادل ثقافات وحضارات

سوق دوما
سوق دوما

هي قصة حب لا تشبه غيرها بعناصرها الثقافية والفنية تجمع ما بين بلدة دوما البترونية وأوكرانيا الأوروبية. فمشاعر الإعجاب التي تبادلاها منذ اللحظة الأولى أثمرت علاقة وطيدة بينهما توجها تأسيس «البيت الأوكراني» في دوما والتي قررت أن ترد الجميل بدورها لثاني أكبر دولة في أوروبا الشرقية فتستضيفها في عقر دارها من خلال مهرجان فني يقام حتى السبت الجاري تحت عنوان «مهرجان أوكرانيا في دوما».
«بدأت القصة في العام الماضي أثناء حضوري إحدى حفلات أعياد الميلاد في بيروت. يومها لفتني أداء السفير الأوكراني في لبنان أيغور أوستاش إذ وقف يشارك الحضور غناء النشيد الوطني اللبناني» بالعربية. تروي حياة شلهوب رئيسة لجنة «مهرجانات دوما الصيفية» في حديث لـ«الشرق الأوسط». وتضيف: «قررت إثرها الاتصال بالسفارة الأوكرانية للوقوف على كيفية إيجاد سبل تعاون بين بلدتنا والمركز الثقافي الأوكراني لا سيما أنه لنا تاريخ عريق في تبادل الثقافات مع الغرب. فمشروع التوأمة الذي حققته دوما في عام 1987 مع المدينة الفرنسية ديني لو بان ترك آثاره الطيبة على الطرفين على الصعيدين الإنمائي والثقافي».
هكذا بدأت القصة بين دوما وأوكرانيا وليوثقها السفير الأوكراني بكلمات نابعة من القلب خلال افتتاحه البيت الأوكراني فيها منذ عدة أشهر «عندما أتيت إلى دوما للمرة الأولى وجدتها أجمل مدينة في العالم. فرأيت فيها أجمل شجرة سنديان في حياتي فهو يعد رمزا مقدسا للشعب الأوكراني وعندما طلب منا إحياء مهرجان فيها أبدينا استعدادنا التام».
يتضمن «مهرجان أوكرانيا في دوما» الذي افتتح بأمسية غنائية مع الفنانة اللبنانية أميمة الخليل نشاطات مختلفة موزعة على طول أسواقها القديمة وساحاتها. فقد حرص الطرفان فيها بأن تعبر عن تبادل الثقافات والحضارات بينهما على أكمل وجه لنشرها في كل حي وطريق يشقان البلدة. «إنه يتضمن معارض رسم وأيقونات ومطرزات لفنانين أوكرانيين جاءوا خصيصا للبنان لمشاركتنا في هذا الحدث». توضح شلهوب في سياق حديثها وتتابع: «كما ستحيي أمسيته الأولى (مساء اليوم) المغنية الأوكرانية الشهيرة إيلاريا الملقبة بـ«شاكيرا أوروبا». فيما يشهد اليوم الثالث للمهرجان تبادلا بين ثقافات المطبخين الدوماني والأوكراني حضر له السفير الأوكراني ايغور أوستاش بنفسه من ناحية وربات المنازل في دوما من ناحية ثانية. أما المفاجأة التي يحضرها السفير لهذا المهرجان فهو أداء أغنية فيروز «بكتب اسمك يا حبيبي» برفقة عازفي الموسيقى من البلدين.
وستختلط ثقافات لبنان بتلك الخاصية الموجودة في أوكرانيا من خلال معرض صور للفنان بسام لحود، يقابله عرض أفلام كرتون للأطفال وقعها مخرجون أوكرانيون. كما سيستمتع رواد المهرجان بمشاهدة لوحات راقصة تجمع ما بين الفولكلورين الأوكراني واللبناني مع أداء من البلدين. وابتداء من ظهر غد (29 الجاري) يفتتح العرض المطبخي ويتضمن أطباق طعام من لبنان ودوما بالتعاون مع «سوق الطيب». «سيتذوق الحضور أطيب الأكلات التي سيحضرها طهاة أوكرانيون وعلى رأسهم السفير أوستاش. فقد طلب منا جلب وعاء كبير (دست) وعين غاز لنار قوية ليمارس هوايته المفضلة هذه مباشرة أمام الناس». تروي حياة شلهوب واصفة السفير الأوكراني بصاحب الشخصية الدمثة واللطيفة. ومن الأكلات الدومانية (نسبة لمطبخ دوما) التي سيتسنى لرواد المهرجان تذوقها عجين «ططماج» المتبل مع الثوم وحامض الحصرم، وكذلك فطائر الـ«قطيف» الشبيه ورقها بالملوخية. إضافة إلى المناقيش والكبة الشمالية على أنواعها وأكلات لبنانية عريقة معروفة كمحشي ورق العنب والكوسة والباذنجان والأرز مع الدجاج وهريس القمح مع اللحم وغيرها. وستمتد على طول شارع السوق القديم في البلدة نحو 150 طاولة لاستيعاب أكبر عدد من هواة تذوق طعام المطبخين. فتقدم خلالها حساء «بورشت» الأوكراني الشهير وطبق الـ«غولوبتسي» المعروف فيها وهو كناية عن الملفوف المحشو مع البيض والجزر والفطر.
وستتوزع إقامة الوفد الدبلوماسي الأوكراني وفرق الرقص والغناء ما بين «فندق دوما» الذي يتوسط البلدة و«نادي الشباب» (youth hostel) الذي تم افتتاحه منذ أشهر قليلة في مبادرة منها لتشجيع الشباب اللبناني على زيارة البلدة.


مقالات ذات صلة

مهرجان الصقور: «لورد» غادة الحرقان يكسب شوط الصقارات

رياضة سعودية إقامة شوط للسيدات يأتي في إطار توسيع المشاركة بهذا الموروث العريق (واس)

مهرجان الصقور: «لورد» غادة الحرقان يكسب شوط الصقارات

شهد مهرجان الملك عبد العزيز للصقور 2024؛ الذي ينظمه نادي الصقور السعودي، الجمعة، بمقر النادي بمَلهم (شمال مدينة الرياض)، جوائز تتجاوز قيمتها 36 مليون ريال.

«الشرق الأوسط» (ملهم (الرياض))
يوميات الشرق رئيسة «مؤسّسة البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد فخورة بما يتحقّق (غيتي)

ختام استثنائي لـ«البحر الأحمر»... وفيولا ديفيس وبريانكا شوبرا مُكرَّمتان

يتطلّع مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» لمواصلة رحلته في دعم الأصوات الإبداعية وإبراز المملكة وجهةً سينمائيةً عالميةً. بهذا الإصرار، ختم فعالياته.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

فاز الفيلم الوثائقي «حالة من الصمت» للمخرج سانتياغو مازا بالنسخة الثانية من جائزة «الشرق الوثائقية».

«الشرق الأوسط» (جدة)
يوميات الشرق جوي تتسلّم جائزة «أفضل ممثلة» في مهرجان «بيروت للأفلام القصيرة» (جوي فرام)

جوي فرام لـ«الشرق الأوسط»: أتطلّع لمستقبل سينمائي يرضي طموحي

تؤكد جوي فرام أن مُشاهِد الفيلم القصير يخرج منه وقد حفظ أحداثه وفكرته، كما أنه يتعلّق بسرعة بأبطاله، فيشعر في هذا اللقاء القصير معهم بأنه يعرفهم من قبل.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق طاقم فيلم «سكر» على السجادة الحمراء (البحر الأحمر السينمائي)

«سكر»... فيلم للأطفال ينثر البهجة في «البحر الأحمر السينمائي»

استعراضات مبهجة وأغنيات وموسيقى حالمة، وديكورات تُعيد مشاهديها إلى أزمان متباينة، حملها الجزء الثاني من الفيلم الغنائي «سكر».

انتصار دردير (جدة)

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.