هدايا ملكية تعكس ترف الهند وثراءها في «كوينز غاليري» بلندن

أسلحة ومجوهرات تعكس مهارة الحرف وجمال الصياغة

مخطوطات وصناديق من الذهب وأسلحة تتصدر معرض «روعة شبه القارة الهندية} المقام في «كوينز غاليري} بلندن ({الشرق الأوسط})
مخطوطات وصناديق من الذهب وأسلحة تتصدر معرض «روعة شبه القارة الهندية} المقام في «كوينز غاليري} بلندن ({الشرق الأوسط})
TT

هدايا ملكية تعكس ترف الهند وثراءها في «كوينز غاليري» بلندن

مخطوطات وصناديق من الذهب وأسلحة تتصدر معرض «روعة شبه القارة الهندية} المقام في «كوينز غاليري} بلندن ({الشرق الأوسط})
مخطوطات وصناديق من الذهب وأسلحة تتصدر معرض «روعة شبه القارة الهندية} المقام في «كوينز غاليري} بلندن ({الشرق الأوسط})

مجموعة مقتنيات العائلة الملكة البريطانية أو ما يعرف بـ«رويال كوليكشن» تمثل منجما حقيقيا للأعمال الفنية وقطع الجواهر الفائقة الروعة، وهو ما ينعكس في معرض يقام حاليا في «كوينز غاليري» الملحق بقصر باكنغهام يقدم مجموعة من أجمل وأبرع ما صنعه الحرفي في الهند من جواهر وأسلحة ومخطوطات. المعرض يقام تحت عنوان «روعة شبه القارة الهندية: جولة أمير في الهند 1875» ويقدم هدايا ملكية تلقاها أمير ويلز ألبرت إدوارد من حكام المقاطعات الهندية المختلفة التي مر بها في رحلته. القطع تعرض للمرة الأولى منذ 130 عاما.
وخلال جولة الأمير التي استغرقت أربعة أشهر قطع 10 آلاف ميلا والتقى فيها أكثر من 90 حاكما محليا، تلقى نحو 2000 قطعة تمثل فيما بينها قمة ما توصل له الحرفي والصانع في الهند ومثلت الزيارة فرصة للأمير بأن يعيش جو وثراء القصور الملكية.
المعروضات تشغل أكثر من ثلاث قاعات في الغاليري، لعل أكثرها جذبا للزوار كانت الأسلحة والعتاد والقطع المطعمة بالجواهر الكريمة. وإذا كان لبريق الذهب في تلك القطع جاذبيته الخاصة فإن لبراعة الصناعة والتفاصيل قوة جذب تنافس الذهب في تألقه.
من أجمل القطع في العرض هي «محبرة» مصنوعة على هيئة قارب طويل برأس طاووس، الدقة في الزخرفة والتطعيم بالأحجار الكريمة والمينا تجعل من المحبرة قطعة بارعة الجمال، هي أيضا قطعة مصممة للاستخدام إذا يمكن تفكيكها إلى عناصر مختلفة مثل الريشة ومقص وغيرها من أدوات الكتابة، إضافة إلى مكان للحبر صمم على هيئة زهرة لوتس تعلوها مظلة مربعة مطعمة باللآلئ.
في الحجرة الثانية تطغى الأسلحة والخناجر والدروع على ما عداها، وحتى في تلك الأدوات الحادة التي تبعث على الخوف وصور القتال إلا أن الصانع لم يتوانَ عن حفرها وتطعيمها بكل معدن وحجر نفيس، ولا أجمل من تلك الخناجر التي شكلت مقابضها من العاج ومن الكريستال الصخري التي بلا شك تشير إلى مكانة حاملها وثرائه. هناك خنجر طعم مقبضه بحبات اللؤلؤ التي تتوالى على هيئة خط متعرج على النصل وخنجر آخر مطعم بالياقوت والزمرد.
خلال الجولة تستوقفني أيضا الدروع والبدلة الحديدية التي تحمي المقاتل، ولكن ما أمهر ما من صمم هذه القطع لتتحول إلى قطع فنية بارعة استخدمت بلا شك في الاحتفالات الرسمية والمراسم فقط، إذ لا يمكن تخيل تلك القطع في غبار المعارك، هي قطع جمالية فخمة تعبر عن الرفعة والقوة في الوقت نفسه. أحد الدروع كما يشير دليل المعرض مصنوع من جلد الحيوان وبهذا يمكن تصور استخدامه عمليا ولكن مرة أخرى ننظر للتصميم البديع والجواهر والماس الذي يزينه وتتراجع فكرة المعارك في مخيلتنا لتحل محلها صور مخطوطات ومنمنمات تصور بذخ القصور الهندية.
إلى جانب العتاد هناك معروضات أخرى منها أطقم للضيافة وقوارير للعطر ومرشات لماء الورد وغيرها من القطع التي تعكس تقاليد الضيافة على طريقة مهراجات الهند.
أما الجواهر الهندية المشهورة بأسلوب صياغة رفيع وبطريقة حرفية لإبراز جمال الأحجار الثمينة عبر استخدام ورق المعدن الرقيق تحت كل حجر لإظهار لمعانه. وضمن مجموعة من الجواهر المرصعة والمنقوشة بالمينا من صناعة ولاية جايبور والتي تهافت عليها السواح الأوروبيون في القرن التاسع عشر، فهناك قارة للعطر قدمها مهراجا جايبور لأمير ويلز استغرق صنعها خمس سنوات. القطعة تتميز بتصميم فريد فهي تتفتح كزهرة اللوتس لتكشف عن قطع داخلية زينت بمشاهد من قصور جايبور الباذخة.


مقالات ذات صلة

شراكة سعودية - صينية لتعزيز الحفاظ على التراث بالعلا

يوميات الشرق شكّلت العلا ملتقى للحضارات القديمة حيث ربطت بين ثقافات شبه الجزيرة العربية (الشرق الأوسط)

شراكة سعودية - صينية لتعزيز الحفاظ على التراث بالعلا

وقّعت الهيئة الملكية لمحافظة العلا وأكاديمية «دونهوانغ» الصينية شراكة استراتيجية تهدف إلى تعزيز التعاون الثقافي والسياحي والتراثي بين المملكة والصين.

«الشرق الأوسط» (العلا)
يوميات الشرق الغرابة (SWNS)

تمثال غريب الشكل في الكويت يُحيِّر علماء الآثار

اكتُشف رأسٌ غريب الشكل لكائن غير معروف، من الفخار، يعود إلى آلاف السنوات خلال عملية تنقيب في الكويت، مما أثار حيرة علماء الآثار بشأنه.

«الشرق الأوسط» (وارسو)
يوميات الشرق المقبرة تضم رموزاً لطبيب القصر الملكي في الدولة القديمة (وزارة السياحة والآثار)

مصر: اكتشاف مصطبة طبيب ملكي يبرز تاريخ الدولة القديمة

أعلنت مصر، الاثنين، اكتشافاً أثرياً جديداً في منطقة سقارة (غرب القاهرة)، يتمثّل في مصطبة لطبيب ملكي بالدولة المصرية القديمة.

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق مدخل مقبرة بسقارة

مصر: اكتشاف مصاطب ومقابر أثرية تبوح بأسرار جديدة عن سقارة

ما زالت منطقة سقارة الأثرية تبوح بأسرارها، حيث اكتشفت البعثة الأثرية المصرية اليابانية مصاطب ومقابر ودفنات تكشف مزيداً عن تاريخ هذه المنطقة الأثرية المهمة. …

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية بالقاهرة، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها.

منى أبو النصر (القاهرة )

تامر حسني ورامي صبري يخطفان الاهتمام في «فعلاً ما بيتنسيش»

المُلصق الترويجي للأغنية (حساب تامر حسني بفيسبوك)
المُلصق الترويجي للأغنية (حساب تامر حسني بفيسبوك)
TT

تامر حسني ورامي صبري يخطفان الاهتمام في «فعلاً ما بيتنسيش»

المُلصق الترويجي للأغنية (حساب تامر حسني بفيسبوك)
المُلصق الترويجي للأغنية (حساب تامر حسني بفيسبوك)

تصدّرت أغنية «فعلاً ما بيتنسيش» التي جمعت تامر حسني ورامي صبري في «ديو غنائي» للمرة الأولى في مشوارهما، «تريند» موقع «يوتيوب»؛ وخطفت الأغنية الاهتمام مُحقّقة مشاهدات تجاوزت 600 ألف مشاهدة بعد طرحها بساعات. وهي من كلمات عمرو تيام، وألحان شادي حسن. ويدور الكليب الغنائي الذي أخرجه تامر حسني حول علاقات الحب والهجر والندم.

وتعليقاً على فكرة «الديوهات الغنائية» ومدى نجاحها مقارنة بالأغنيات المنفردة، قال الشاعر المصري صلاح عطية إن «فكرة الديو الغنائي بشكلٍ عام جيدة وتلقى تجاوباً من الجمهور حين يكون الموضوع جيداً ومُقدماً بشكل مختلف».

تامر حسني ورامي صبري في لقطة من كليب «فعلاً ما بيتنسيش» (يوتيوب)

ويؤكد عطية أن «الديو» ينتشر أولاً بنجومية مطربيه وجماهريته، ومن ثَمّ جودة العمل. وفي ديو «فعلاً ما بيتنسيش» للنجمين تامر ورامي، قُدّم العمل بشكل يُناسب إمكاناتهما الصّوتية ونجوميتهما، كما أنه خطوة جيدة وستكون حافزاً لغيرهما من النجوم لتقديم أعمالٍ مشابهة.

وشارك تامر حسني فيديوهات كثيرة لتفاعل الجمهور مع ديو «فعلاً ما بيتنسيش»، عبر حسابه الرسمي في موقع «فيسبوك»، وكتب تعليقاً عبر خاصية «ستوري» لأحد متابعيه بعد إشادته بالديو جاء فيه: «منذ 10 أشهرٍ وأنا أعمل وأفكر مع رامي لتقديم عملٍ يليق بالجماهير الغالية السَّمّيعة».

رامي صبري في لقطة من الكليب (يوتيوب)

وبعيداً عن الإصدارات الغنائية، ينتظر تامر حسني عرض أحدث أعماله السينمائية «ري ستارت». وبدأ حسني مشواره الفني مطلع الألفية الجديدة، وقدّم بطولة أفلام سينمائية عدّة، من بينها «سيد العاطفي» و«عمر وسلمى» و«كابتن هيما» و«نور عيني» و«البدلة» و«الفلوس» و«مش أنا» و«بحبك» و«تاج».

«ولأن الديو وغيره من الألوان مثل (الموشّحات والدور والقصيدة)، لم يعد لها في السنوات الأخيرة وجود لافت على الساحة، فإنه عندما يقدّم أحد النجوم عملاً حقيقياً وصادقاً فإنه يلمس الوتر عند الجمهور ويحقّق النجاح، وهذا ما فعله تامر ورامي»، وفق أحمد السماحي، الناقد الفني المصري.

وتابع السماحي، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «ديو (فعلاً ما بيتنسيش) عملٌ مناسبٌ للأجواء الشتوية، ويتضمّن كلمات هادفة وموضوعاً مهماً مثل (عدم تقدير الحبيب) والندم على ذلك». كما أشاد السماحي بأداء رامي وتامر في الكليب، خصوصاً أن قصته يعاني منها شباب كثر، وظهورهما معاً أظهر فكرة المعاناة في بعض العلاقات العاطفية.

تامر حسني (حسابه في فيسبوك)

لم يكن ديو رامي وتامر الأول في مسيرة الأخير، فقد شارك خلال مشواره في أعمالٍ غنائية مع عدد من الفنانين، من بينهم شيرين عبد الوهاب وعلاء عبد الخالق وكريم محسن والشاب خالد وأحمد شيبة ومصطفى حجاج وبهاء سلطان وغيرهم.

في حين بدأ رامي صبري مشواره بالتلحين، وقدّم بعد ذلك أغنيات خاصة به، من بينها «حياتي مش تمام»، و«لما بيوحشني»، و«أنتي جنان»، و«بحكي عليكي»، و«غريب الحب». وقبل يومين، شارك صبري في حفلٍ غنائيٍّ على مسرح «أبو بكر سالم»، جمعه بالفنانة اللبنانية نانسي عجرم ضمن فعاليات «موسم الرياض».

من جانبها، نوّهت الدكتورة ياسمين فراج، أستاذة النقد الموسيقيّ في أكاديمية الفنون، بأنه لا يمكننا إطلاق مصطلح «ديو غنائي» على أغنية «فعلاً ما بيتنسيش» التي جمعت رامي وتامر، فهي أغنية تصلح لمطرب واحد، مشيرة إلى أن «الديو له معايير أخرى تبدأ من النّص الشعري الذي يتضمّن السؤال والجواب والحوار».

ولفتت ياسمين فراج، في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «مشاركة نجمين من الجيل نفسه في أغنية، تُوحي بالترابط بينهما، ووجودهما على الساحة له مردودٌ إيجابي جاذبٌ للناس نظراً لجماهيريتهما التي رفعت من أسهم الأغنية سريعاً».

تامر حسني ورامي صبري في لقطة من كليب الأغنية (يوتيوب)

ووفق عطية، فإن «فكرة الديوهات قُدّمت منذ زمن طويل وجمعت نجوماً، من بينهم محمد فوزي وليلى مراد في أغنية «شحّات الغرام»، وفريد الأطرش وشادية في أغنية «يا سلام على حبي وحبك»، وحتى في تسعينات القرن الماضي، قدّم الفنان حميد الشاعري كثيراً من الديوهات أشهرها «عيني» مع هشام عباس، و«بتكلم جد» مع سيمون.

وأفاد عطية بأن هناك ديوهات حققت نجاحاً لافتاً من بينها أغنية «مين حبيبي أنا» التي جمعت وائل كفوري ونوال الزغبي، و«غمّض عينيك» لمجد القاسم ومي كساب، حتى في نوعية المهرجانات شارك عمر كمال وحسن شاكوش في أغنية «بنت الجيران».