إغلاق مرافق «أونروا» في غزة وتهديدات بإضراب مفتوح

TT

إغلاق مرافق «أونروا» في غزة وتهديدات بإضراب مفتوح

أعلنت القوى الوطنية والإسلامية عن إضراب شامل، اليوم، في جميع مكاتب ومرافق وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم «أونروا»، في قطاع غزة، ردا على فصل الوكالة عددا من موظفيها هناك، كخطوة أولى تسبق خططا لتعطيل مرافق الأونروا عبر إضراب شامل.
وجاء القرار بعد أن تسلم نحو 113 موظفا على برنامج الطوارئ في قطاع غزة قرار فصل نهائي.
وتستعد أونروا لفصل 156 موظفا آخرين في الضفة الغربية أيضا، ضمن خطة تقشف عامة بعد تراجع الدعم المالي الدولي للوكالة.
وتسلم الموظفون القرارات أثناء اعتصام في مقر أونروا في غزة، ما خلق حالة من الفوضى، تعرض خلالها موظفون لحالات إغماء، قبل أن يحاول أحدهم إحراق نفسه.
وخطوة إغلاق مكاتب أونروا في غزة، تسبق إضرابا مفتوحا متوقعا سيخوضه اتحاد العاملين، الذي أعلن في بيان، أن التصعيد هو سيد الموقف بعد قرار فصل الموظفين، حيث سيجري إغلاق جميع مؤسسات الأونروا في غزة ومن ثم الضفة.
وقال عضو اتحاد الموظفين العرب في «أونروا»، أمير المسحال: «أرسلنا رسالة خطية عبر الإيميل لمدير عمليات الوكالة، نبلغه فيها عن بدء نزاع عمل خلال هذه المدة وهي 21 يوما، بعدها، إذا لم تستجب الإدارة، وإذا لم تحتو هذا الموقف، فستكون هناك تداعيات كارثية على مليون وثلاثمائة ألف لاجئ فلسطيني، يتلقون المساعدات الغذائية والتعليمية والصحية في قطاع غزة، حيث الخيار الصعب والكبير، هو الخوض في إضراب مفتوح في ظل هذه الظروف الصعبة».
وأضاف: «هذا الإضراب يخول الموظفين بوقف جميع الخدمات الحياتية لوكالة الغوث الدولية».
ولم تعقب أونروا رسميا على التوجه بإغلاق مكاتبها.
لكن موظفا كبيرا في الوكالة لمح إلى إنها قد تعلق عملها في قطاع غزة في حال استمرار الاحتجاجات على قراراتها بتسريح عشرات الموظفين بسبب أزمتها المالية.
وذكر المصدر في إدارة أونروا في غزة طالبا عدم ذكر اسمه، أنّه «في حال تدهورت الأوضاع أكثر، وتكرر عدم تمكين الموظفين من الدخول إلى مكاتبهم، فإن أونروا ستعلق عملها في قطاع غزة».
وكانت الوكالة أعلنت سابقا أنها ستحافظ على الخدمات الرئيسية المقدمة للاجئين الفلسطينيين لكنها ستقوم بإلغاء برامج مختلفة في الضفة الغربية وتقلصها في قطاع غزة.
في المقابل، عبر المبعوث الدولي، بيكولاي ملادينوف عن تفاؤله الكبير إزاء توصية مجلس البنك الدولي بتخصيص 90 مليون دولار أميركي، بزيادة 55 مليون دولار على السنة الماضية، لدعم مشروعات في غزة والضفة، وذلك استجابة للظروف الاقتصادية المثيرة للقلق.
وقال ميلادينوف إن «هذه الزيادة الكبيرة في التمويل تأتي في وقت حرج في ظل الحاجة الماسة إلى تدخلات عاجلة لمنع تجدد الصراع وتعزيز الفرص الاقتصادية الفلسطينية وسبل المعيشة».
وكان البنك الدولي، أعلن عن منحة قدرها 90 مليون دولار للأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67، وخاصة قطاع غزة، سيخصص معظمها لتعزيز قدرات القطاع الخاص، إضافة إلى تمويل مشروعات بنية تحتية.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.