الدبلوماسيون في دائرة الاستهداف بصنعاء

البرلمان اليمني يصوت لمنع «الدرون»

جنود يمنيون يقومون بتفتيش السيارات ضمن خطط التأهب الأمني  في العاصمة صنعاء (أ.ف.ب)
جنود يمنيون يقومون بتفتيش السيارات ضمن خطط التأهب الأمني في العاصمة صنعاء (أ.ف.ب)
TT

الدبلوماسيون في دائرة الاستهداف بصنعاء

جنود يمنيون يقومون بتفتيش السيارات ضمن خطط التأهب الأمني  في العاصمة صنعاء (أ.ف.ب)
جنود يمنيون يقومون بتفتيش السيارات ضمن خطط التأهب الأمني في العاصمة صنعاء (أ.ف.ب)

صوّت البرلمان اليمني بغالبية أعضائه، أمس، على قرار يقضي بمنع الطائرات الأميركية دون طيار من التحليق في الأجواء اليمنية، لملاحقة عناصر تنظيم القاعدة.
وجاء قرار البرلمان اليمني خلال جلسته اليوم برئاسة يحيى علي الراعي، في إطار مناقشته للوضع الأمني في البلاد.
ودعا أعضاء البرلمان حكومة الوفاق في البلاد إلى تحمل مسؤوليتها القانونية إزاء حوادث العنف والهجمات الإرهابية، التي يجري تنفيذها في مناطق مختلفة باليمن، إلى جانب التفجيرات التي تطال أنابيب النفط وخطوط نقل الطاقة.
كما طالب الأعضاء اللجنة العسكرية التي شكلها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي للتحري والتحقيق في حادثة الهجوم على مجمع وزارة الدفاع بصنعاء في الخامس من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي، بالتدقيق والتمعن في أداء مهامها والإسراع في إنجازها، وإحاطة البرلمان بالنتائج التي ستخلص إليها.
وميدانيا، قال مصدر أمني يمني إن مسلحين طعنوا دبلوماسيا يابانيا في العاصمة اليمنية صنعاء، أمس (الأحد)، بعد أن قاوم محاولة لخطفه قرب منزله.
وهذا هو أحدث هجوم في سلسلة من الهجمات التي يتعرض لها أجانب في اليمن، حيث تكافح الحكومة لإعادة الأمن والنظام، منذ الانتفاضة الشعبية بنهاية عام 2011، التي أطاحت بالرئيس السابق علي عبد الله صالح.
وقال المصدر إن الدبلوماسي الياباني في حالة مستقرة في المستشفى بعد طعنه بخنجر في رأسه ويده. وصرح متحدث باسم السفارة اليابانية في صنعاء لـ«رويترز» هاتفيا بأن سيارة أجرة تقل مسلحين اثنين توقفت أمام سيارة الدبلوماسي الذي كان بمفرده في طريقه للسفارة، حين هوجم بسكين. وقال إن الدبلوماسي، وهو سكرتير ثان في السفارة، أصيب بعدة طعنات.
وقتلت جماعات مسلحة في اليمن أو خطفت عددا من الغربيين بينهم عاملون في سفارات هذا العام.
وكثيرا ما يحتجز رجال قبائل رهائن للضغط على الحكومة من أجل الإفراج عن أقارب لهم سجناء، أو لتحسين الخدمات العامة. وبعض جرائم الخطف ينفذها أيضا إسلاميون متشددون على صلة بتنظيم القاعدة. واليمن معقل لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، كما يواجه أيضا هجمات تستهدف قوات الأمن، وتمردا في الشمال وانفصاليين في الجنوب. كما أفادت به مصادر في اليمن، أمس، إصابة دبلوماسي ماليزي برصاص مسلحين مجهولين في منطقة حدة بالعاصمة صنعاء.
وقالت المصادر لموقع «براقش نت» اليمني إن مسلحين اعترضوا سيارة دبلوماسي ماليزي في «حدة»، غير أنه قاوم وفرّ، مشيرة إلى أن الدبلوماسي أصيب برصاص مسلحين، وجرى نقله إلى المستشفى.
وذكر مصدر أمني أن الدبلوماسي تعرض للطعن من مسلحين حاولوا اختطافه، غير أنه تمكن من الفرار وجرى نقله إلى المستشفى.
وأفادت المعلومات الأولية بأن المسلحين افتعلوا حادث صدام بسيارة الدبلوماسي الماليزي، ونزلوا من السيارة في محاولة لإخراجه من السيارة ووجهوا له طعنات لإجباره على صعود سيارتهم، غير أنه أفلت منهم, واختطف المسلحون السيارة. وكانت الأمم المتحدة أغلقت مكاتبها في العاصمة اليمنية صنعاء يوم الخميس الماضي بعد ورود تقارير عن احتمال وقوع هجمات بسيارات ملغومة في المدينة.
وأغلق مقر الأمم المتحدة في صنعاء بعد أن نشرت السلطات معلومات عن هجوم محتمل في حي حدة بالمدينة حيث يقع مقر المنظمة الدولية.
وتم تشديد الإجراءات الأمنية في المدينة ونشر المزيد من قوات الأمن لتفتيش السيارات.
وقال العقيد محمد علي صابر بأن قوات الأمن لا تخشى عناصر المتشددين في إشارة إلى «القاعدة». ورفعت قوات الشرطة حالة التأهب في المدينة منذ هجوم الخامس من ديسمبر (كانون الأول) على مجمع وزارة الدفاع والذي أودى بحياة 56 شخصا من بينهم مسعفون أجانب.



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.