رقصة «كيكي» حمى تجتاح المشاهير في مصر وسط تحذيرات من الشرطة

لقطة من فيديو الفنانة التونسية درة وهي ترقص «كيكي»
لقطة من فيديو الفنانة التونسية درة وهي ترقص «كيكي»
TT

رقصة «كيكي» حمى تجتاح المشاهير في مصر وسط تحذيرات من الشرطة

لقطة من فيديو الفنانة التونسية درة وهي ترقص «كيكي»
لقطة من فيديو الفنانة التونسية درة وهي ترقص «كيكي»

فتاة تسمى «كيكي» تهبط من السيارة أثناء سيرها ببطء، لترقص على أنغام أغنية «In My Feelings» للمغني الكندي دريك، بينما يلتقط سائق السيارة مقطع فيديو يوثق الرقصة.
هذه اللقطة التي ظهرت عبر أحد حسابات موقع «إنستغرام» هي شرارة البداية التي أطلقت تحديا للرقص بات يعرف باسم «تحدي كيكي»، اجتاح بصورة كبيرة مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما في مصر، التي أقدم الكثير من مشاهيرها على تنفيذه، الأمر الذي أثار جدلا مجتمعيا في مصر، وصل إلى حد المطالبة بتنفيذ عقوبات قاسية على منفذي هذا التحدي خشية تسببه في المزيد من حوادث الطرق.
وكانت الفنانة المصرية دينا الشربيني هي أولى المقدمات على تنفيذ هذا التحدي، ولكن بالرقص على أنغام أغنية «شوقنا» للمطرب عمرو دياب، وفعلت الفنانة ياسمين رئيس الأمر ذاته، ولكن بالرقص على أنغام أغنية «ساعات بشتاق» للفنان محمد فؤاد، أما الفنانة التونسية درة المقيمة في مصر، فقد اختارت أن تنفذ التحدي على أنغام الأغنية الأصلية.
وأثارت مقاطع الفيديو التي انتشرت للفنانات حالة من الجدل المجتمعي وصلت إلى حد المطالبة بتوقيع عقوبات قاسية ضدهن، لتسببهن في انتشار مسلك من شأنه تعريض الحياة للخطر.
وطالب المستشار سامي مختار، رئيس جمعية ضحايا الطرق في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» بضرورة توقيع عقوبة على هؤلاء الفنانات وإعلان ذلك للرأي العام، لأن الشارع المصري لا يتحمل انتشار هذه الفوضى. وقال مختار: «80 في المائة من حوادث الطرق في مصر سببها بشري، ولا نريد أن نضيف المزيد من الحوادث بسبب هذا السلوك المستهتر».
ورغم أن مواد قانون المرور الحالي لا تتضمن أي مادة تشير إلى مثل هذا السلوك، فإنه يدخل ضمن مادة تعريض حياة المواطنين للخطر، بحسب نصوص القانون، والتي تتضمن عقوبة مشددة قد تصل إلى الحبس سنة.
وأضاف: «قد يكون من المناسب ونحن نعد قانون المرور الجديد الذي سيصدر قريبا، ذكر هذا السلوك تحديدا وتضمين عقوبة أشد على ممارسته، بعدما انتشر بشكل كبير خلال وقت قصير».
ومن جانبه، طالب اللواء مدحت قريطم، مساعد وزير الداخلية السابق للشرطة المتخصصة، بتنفيذ حملات فورية للقضاء على ظاهرة هذه الرقصة.
وقال في مداخلة هاتفية مع برنامج «على مسؤوليتي» بقناة صدى البلد، إن هذا السلوك يندرج تحت تعمد تعطيل حركة المرور وتعريض أمن وسلامة الطريق للخطر واستخدام الهاتف المحمول أثناء القيادة.
وفي محاولة لاستباق المخاطر المتوقعة من هذا السلوك، التي أشار إليها رئيس جمعة ضحايا الطرق، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي بمصر فيديو لفتاة تسمى كاري ميلر بحسب اسمها على «إنستغرام»، وهي ترقص على أنغام أغنية In My Feelings، بالقرب من سيارتها، قبل أن تصدمها فجأة سيارة مسرعة.
لكن تبين من الشرح المرافق للفيديو، أنه غير حقيقي وخضع للمونتاج من صديقها الذي يحمل اسم lofi3d، والذي قال إنه فعل ذلك كرسالة توعية للشباب والفتيات الذين يقومون بالتحدي إلى جانب السيارة. ودخل رجال الدين في الجدل الذي أثارته الرقصة، وركزت آراؤهم على خطورتها على حياة البشر.
وقال الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى السابق في الأزهر الشريف، إن المشاركة في مثل هذه السلوكيات «حرام شرعا»، لكونها تتسبب في تعريض حياة مؤديها والآخرين للخطر. وأضاف الأطرش في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»: «إن مثل هذه السلوكيات تتلاشى معها الحرية الشخصية، حال تسببت في إحداث ضرر للآخرين، يتمثل في تعريض حياتهم للخطر، فضلاً عن تعطيل حياة الناس والطرق العامة».
وبعيدا عن البعد القانوني والديني في الجدل الذي أثارته الرقصة، اتخذت تعليقات البعض منحى ساخرا، فانتشرت تعليقات ذهبت إلى أن أصل هذه الرقصة مصري. ووضع المخرج تامر حمزة صورة للفنان الراحل محمود رضا وفرقته وهم يرقصون بجوار عربات الكارو على كورنيش الأقصر في فيلم «غرام الكرنك»، قائلاً إن المصريين أصل الرقصة.
وتجاوب رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع ما ذهب إليه المخرج معلقين بشكل ساخر: «أليست هذه رقصة كيكي المصرية، ولكنكم تحبون ما يأتي من الغرب».



حضور تشكيلي سعودي بارز في مهرجان «ضي للشباب العربي» بمصر

عمل للفنان مصطفى سنوسي (الشرق الأوسط)
عمل للفنان مصطفى سنوسي (الشرق الأوسط)
TT

حضور تشكيلي سعودي بارز في مهرجان «ضي للشباب العربي» بمصر

عمل للفنان مصطفى سنوسي (الشرق الأوسط)
عمل للفنان مصطفى سنوسي (الشرق الأوسط)

يُشكّل «مهرجان ضي للشباب العربي» الذي يُطلقه «أتيليه العرب للثقافة والفنون» في مصر كل عامين، تظاهرة ثقافية تحتفي بالمواهب العربية الشابة في الفنون التشكيلية، وتعكس عمق التعبير وتنوعه بين الفنانين المشاركين عن القضايا الجماعية والتجارب الذاتية.

وتشهد نسخته الخامسة التي انطلقت تحت شعار «بلا قيود»، وتستمر لشهر كامل في قاعات غاليري «ضي» بالقاهرة، مشاركة 320 فناناً من الشباب، يمثلون 11 دولة عربية هي مصر، والسعودية، والسودان، وسوريا، وفلسطين، والعراق، والأردن، واليمن، ولبنان، والعراق، وتونس.

تُقدم سلمى طلعت محروس لوحة بعنوان «روح» (الشرق الأوسط)

وبين أرجاء الغاليري وجدرانه تبرز مختلف أنواع الفنون البصرية، من الرسم والتصوير والحفر والطباعة والخزف والنحت. ومن خلال 500 عملٍ فني تتنوع موضوعاتها وتقنياتها وأساليبها واتجاهاتها.

ويحفل المهرجان في دورته الحالية بأعمال متنوعة ومميزة للشباب السعودي، تعكس إبداعهم في جميع ألوان الفن التشكيلي؛ ومنها عمل نحتي للفنان السعودي أنس حسن علوي عنوانه «السقوط».

«السقوط» عمل نحتي للتشكيلي السعودي أنس علوي (الشرق الأوسط)

يقول علوي لـ«الشرق الأوسط»: «استلهمت العمل من فكرة أن كلمَتي (حرام) و(حلال)، تبدآن بحرف الحاء، وهما كلمتان متضادتان، وبينهما مساحات شاسعة من الاختلاف».

ويتابع: «يُبرز العمل ما يقوم به الإنسان في وقتنا الراهن، فقد يُحرّم الحلال، ويُحلّل الحرام، من دون أن يكون مُدركاً أن ما يقوم به هو أمر خطير، وضد الدين».

ويضيف الفنان الشاب: «لكنه بعد الانتهاء من فعله هذا، قد يقع في دائرة الشكّ تجاه تصرّفه. وفي هذه المرحلة أردت أن أُجسّد تلك اللحظة التي يدخل إليها الإنسان في مرحلة التفكير والتشكيك في نفسه وفي أعماله، فيكون في مرحلة السقوط، أو مراجعة حكمه على الأمور».

وتأتي مشاركة الفنانة السعودية سمية سمير عشماوي في المهرجان من خلال لوحة تعبيرية من الأكريلك بعنوان «اجتماع العائلة»، لتعكس عبرها دفء المشاعر والروابط الأسرية في المجتمع السعودي.

عمل للتشكيلية السعودية سمية عشماوي (الشرق الأوسط)

وتقول سمية لـ«الشرق الأوسط»: «تُعدّ اللوحة تجسيداً لتجربة شخصية عزيزة على قلبي، وهي لقاء أسبوعي يجمع كل أفراد أسرتي، يلفّه الحب والمودة، ونحرص جميعاً على حضوره مهما كانت ظروف الدراسة والعمل، لنتبادل الأحاديث، ونتشاور في أمورنا، ونطمئن على بعضنا رغم انشغالنا».

ويُمثّل العمل النحتي «حزن» أول مشاركة للتشكيلية السعودية رويدا علي عبيد في معرض فني، والتمثال مصنوع من خامة البوليستر، ويستند على رخام. وعن العمل تقول لـ«الشرق الأوسط»: «يُعبّر التمثال عن لحظة حزن دفينة داخل الإنسان».

عمل نحتي للفنانة السعودية رويدا علي عبيد في الملتقى (الشرق الأوسط)

وتتابع رويدا: «لا أحد يفهم معنى أن تقابل الصدمات بصمت تام، وأن تستدرجك المواقف إلى البكاء، فتُخفي دموعك، وتبقى في حالة ثبات، هكذا يُعبّر عملي عن هذه الأحاسيس، وتلك اللحظات التي يعيشها المرء وحده، حتى يُشفى من ألمه وأوجاعه النفسية».

من جهته قال الناقد هشام قنديل، رئيس مجلس إدارة «أتيليه العرب للثقافة والفنون»، لـ«الشرق الأوسط»، إن «مهرجان الشباب العربي يمثّل خطوة مهمة في تشجيع الفنانين الشباب ودفعهم إلى الابتكار، وتقديم أفكارهم بلا قيود؛ وانطلاقاً من هذا الفكر قرّرت اللجنة المنظمة أن يكون موضوع المهرجان 2025 مفتوحاً من دون تحديد ثيمة معينة».

وأضاف قنديل: «اختارت لجنتا الفرز والتحكيم أكثر من ثلاثمائة عملٍ فني من بين ألفي عمل تقدّمت للمشاركة؛ لذا جاءت الأعمال حافلة بالتنوع والتميز، ووقع الاختيار على الإبداع الفني الأصيل والموهبة العالية».

ولفت قنديل إلى أن الجوائز ستُوزّع على فروع الفن التشكيلي من تصوير، ونحت، وغرافيك، وخزف، وتصوير فوتوغرافي وغيرها، وستُعلن خلال حفل خاص في موعد لاحق يحدده الأتيليه. مشيراً إلى أن هذه النسخة تتميّز بزخم كبير في المشاركة، وتطوّر مهم في المستوى الفني للشباب. ومن اللافت أيضاً في هذه النسخة، تناول الفنانين للقضية الفلسطينية ومعاناة سكان غزة من خلال أعمالهم، من دون اتفاق مسبق.

عمل للفنان مصطفى سنوسي (الشرق الأوسط)

وبرؤية رومانسية قدّمت الفنانة المصرية الشابة نورهان إبراهيم علاجاً لصراعات العالم وأزماته الطاحنة، وهي التمسك بالحب وتوفير الطفولة السعيدة للأبناء، وذلك من خلال لوحتها الزيتية المشاركة بها في المهرجان، التي تغلب عليها أجواء السحر والدهشة وعالم الطفولة.

وتقول نورهان، لـ«الشرق الأوسط»، إن «براءة الأطفال هي بذرة الإبداع التي ستعالج العالم كله»، وتتابع: «أحب الأطفال، وأتعلم كثيراً منهم. وأدركت أن معظم المشكلات التي تواجه العالم اليوم من الجرائم الصغيرة إلى الحروب الكبيرة والإرهاب والسجون الممتلئة لدينا، إنما هي نتيجة أن صانعي هذه الأحداث كانوا ذات يومٍ أطفالاً سُرقت منهم طفولتهم».

«بين أنياب الأحزان» هو عنوان لوحة التشكيلي الشاب أدهم محمد السيد، الذي يبرز تأثر الإنسان بالأجواء المحيطة به، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «حين يشعر المرء بالحزن، يبدأ في الاندماج مع الطبيعة الصامتة، ويتحوّلان إلى كيان واحد حزين. وحين يسيطر الاكتئاب على الإنسان ينجح في إخفائه تدريجياً».

لوحة للتشكيلية المصرية مروة جمال (الشرق الأوسط)

وتقدم مروة جمال 4 لوحات من الوسائط المتعددة، من أبرزها لوحة لبناية قديمة في حي شعبي بالقاهرة، كما تشارك مارلين ميشيل فخري المُعيدة في المعهد العالي للفنون التطبيقية بعملٍ خزفي، وتشارك عنان حسني كمال بعمل نحت خزفي ملون، في حين تقدّم سلمى طلعت محروس لوحة عنوانها «روح» تناقش فلسفة الحياة والرحيل وفق رؤيتها.