«القوات» تجدد تمسكها بـ5 وزراء في الحكومة المقبلة

TT

«القوات» تجدد تمسكها بـ5 وزراء في الحكومة المقبلة

جدد حزب «القوات اللبنانية» تمسكه بحصة وزارية تبلغ 5 وزراء في الحكومة المزمع تشكيلها، ولم يحدث أي خرق واضح على جهود تأليفها باستثناء المعلومات عن مساعي الرئيس المكلف سعد الحريري لتفعيل المباحثات هذا الأسبوع بعد عودته من زيارته الخارجية، في حين تحدث «التيار الوطني الحر» عن شكوك حول تدخلات خارجية في عملية تأليف الحكومة.
وجدد وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم الرياشي، تأكيده أن «مشاركة القوات في الحكومة وفي القرار، ليست منّة من أحد، بل هي حق لنا وواجب علينا تجاه أهلنا الذين منحونا ثقتهم، وتجاه الشهداء الذين تظللنا أرواحهم». وتطرق الرياشي إلى الجدل القائم حول «النسبة المئوية التي نالتها القوات اللبنانية في الانتخابات النيابية»، مع أنه أشار إلى أن «الأرقام التي هي في حوزتنا مغايرة لما يقوله صديقي الوزير جبران باسيل، ومع هذا سنلتزم بكلامه، مع أننا متفقون منذ البداية على المناصفة».
وقال: «تكتل الجمهورية القوية 31 في المائة من القوات اللبنانية، وتكتل لبنان القوي 50 في المائة من التيار الوطني الحر والأصدقاء والحلفاء، ولكن 30 في المائة يعني الثلث وثلث الـ15 (حصة الوزراء المسيحيين في حكومة ثلاثينية) هو 5»، مشدداً على أنه «أقل من 5 وزراء لن نأخذ، ولن نقبل أقل من حقنا بتمثيل الحجم والوزن السياسي والمطلب الشعبي، لتحسين البلد وتطويره، نتمثل أو لا نتمثل ليس لأننا نطمع بحصص».
وبعد نحو شهرين على تكليف الرئيس الحريري لتشكيل الحكومة، لم يحدث أي خرق واضح، وبقيت العقد الأساسية، وهي عقدة التمثيل المسيحي وعقدة التمثيل الدرزي، تعيق عملية التأليف، وهو ما دفع «التيار الوطني الحر» للحديث عن «شكوك» حول تدخلات خارجية.
واعتبر عضو تكتل «لبنان القوي» النائب سليم عون، أن الأمور «غير صعبة ولم نتوقع يوماً أن تأخذ عملية التأليف هذا الوقت»، متوقعاً قرب ولادة الحكومة. وقال: «بعد أخذ العقد الحكومية الداخلية حجمها، هناك شكوك تدور حول ظروف خارجية باتت تفعل فعلها في مسار تأليف الحكومة في ظل ضغوط تحدد ما هو المسموح وغير المسموح به».
واعتبر أن الفشل في تأليف الحكومة يسجل على الرئيس المكلف قبل رئيس الجمهورية والعهد، داعيا الرئيس الحريري الذي لا يحسد على موقفه إلى حسم الأمر وتحديد الأحجام الطبيعية لجميع الفرقاء.
في هذا الوقت، دعا البطريرك الماروني بشارة الراعي المسؤولين إلى التجرد عن مصالحهم الخاصة والتعالي عن مكاسبهم المالية غير المشروعة وصفقاتهم وتقاسم المغانم على حساب المال العام والتفاني في خدمة الخير العام، والعمل على قيام دولة منتجة، وتكريس طاقاتهم وأحزابهم وانتماءاتهم الدينية من أجل تكوين الكيان اللبناني المتعدد في الوحدة.
وقال: «لبنان يعاني من أزمة تأليف حكومة يُنتظر أن تكون على مستوى التحديات الراهنة وأزمة اجتماعية وأزمة بنى تحتية» وسأل: «أليس من المعيب أن تكون عقدة تأليف الحكومة الجديدة محصورة بتوزيع الحصص بدل تشكيل حكومة تضمّ خبراء تكنوقراط؟».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.