رسالة غزل «حوثية» إلى بوتين تتوسل وقف تحرير الحديدة

TT

رسالة غزل «حوثية» إلى بوتين تتوسل وقف تحرير الحديدة

إلى جانب سعي الميليشيات الحوثية المكثف نحو إيجاد اختراق في صف المجتمع الدولي يمنحها أي قدر من شرعنة وجودها الانقلابي غير المعترف به دولياً، لجأَتْ الجماعة الانقلابية حديثاً إلى مخاطبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تتوسل إليه التدخل لإنقاذها بعد أن اقتربت القوات الحكومية والتحالف الداعم لها من إحكام الخناق على الجماعة عسكرياً، ووأد مشروعها المدعوم إيرانيا في اليمن.
مصادر رسمية في الجماعة كشفت، أول من أمس (الخميس)، عن إرسال رئيس المجلس السياسي الانقلابي مهدي المشاط خطاباً إلى بوتين، في سياق ما زعمت أنه تعزيز منها للعلاقات الثنائية مع الدول الصديقة، في خطوة قرأها مراقبون بأنها مسعى إلى شرعنة الانقلاب، وأنها رسالة إلى الداخل ومناطق سيطرة الجماعة تزيِّف تمتع الحوثيين بعلاقات دولية جيدة وأنهم متفاهمون مع العالم، وهو ما يُعدّ تزييفاً لواقع أن العالم لا يعترف إلا بالقرارات الدولية، ولا يعد اجتماعاً أو اتصالاً أو زيارة أكثر من كونها مساعيَ لإحلال تسوية، أو لإطلاق رهائن، أو لإقناع الميليشيات على تمرير المساعدات الإنسانية.
ولعل هذا الشعور المتعاظم لدى الجماعة بأنها أصبحت دولة وطيدة الأركان، هو الذي جعل المشاط، يقدم نفسه في الرسالة إلى بوتين، على أنه يخاطبه بصفته الرئاسية وبالنيابة - بحسب ادعائه عن حكومة وشعب الجمهورية اليمنية.
في هذا السياق، استطردت الرسالة الحوثية، متوسلةً إليه بوتين التدخل لوقف معركة الساحل الغربي التي تقودها الحكومة الشرعية بإسناد من التحالف الداعم لها لتحرير الحديدة ومينائها وتحرير الساحل اليمني على البحر الأحمر من الوجود الحوثي، وسلب الجماعة المتنفس الذي يوفر لها المنافذ البحرية لاستجلاب السلاح الإيراني والدعم العسكري والفني من حزب الله اللبناني.
وفي مسعى تضليلي من قبل المشاط وجماعته، وعبر طريق القفز المفضوح على الإجماع الدولي والأممي المجرم لانقلاب الميليشيات، زعمت الرسالة، أن الحرب التي تقودها الشرعية بدعم من التحالف لإنهاء الانقلاب غير مبررة، وأنها تتعارض مع مواثيق الأمم المتحدة والقوانين الدولية، والسيادة اليمنية، كما أنها تهدد العالم والإقليم، طبقا لما أورته النسخة الحوثية من وكالة «سبأ».
ومن اللافت أن الجماعة تستخدم مصطلحات كمواثيق الأمم المتحدة والقوانين الدولية، والسيادة اليمنية، وهي تخترق كل ما ذكرته في رسالتها.
وبينما حاول رئيس مجلس حكم الميليشيات، أن يستدر العطف الروسي، بتضخيم الحديث عن تدهور الأوضاع الإنسانية، وبمزاعم الحصار البري والجوي والبحري، وتصاعد أعداد الضحايا المدنيين، حاول التركيز على تباين المواقف الروسية والغربية، بشأن ملفات المنطقة، مدعياً أن عمليات التحرير التي تقودها الشرعية اليمنية والتحالف تقف خلفها الولايات المتحدة للسيطرة على المنطقة وإضعاف دولها، والإيحاء أن ذلك سيحجم الدور الروسي.
وتطرقت الجماعة في رسالتها إلى تقديم النصح إلى بوتين عبر زعمها أن عملية تحرير الحديدة والساحل الغربي ستقود إلى تحويل البحر الأحمر إلى بحيرة أميركية، وستجعل واشنطن هي المتحكمة في طرق التجارة وخطوط نقل الطاقة لجهة تحكُّمها في ممر مضيق باب المندب والجزر اليمنية.
وادعت الرسالة أن الجماعة تطمح إلى وجود دور روسي بارز بحكم موقع موسكو وتأثيرها الدولي، لوقف عمليات التحرير التي تقودها الشرعية والتحالف، ودعم تحقيق تسوية سياسية شاملة، على النحو الذي يحقق تطلعات الجماعة في تثبيت وجودها في الحكم وبقاء سلاحها مسلطاً على أرواح اليمنيين وخادماً للمشروع الإيراني عبر تهديد الجوار اليمني.
ورغم أن مساعي الجماعة الحوثية لاختراق الإجماع الدولي، قوبلت بالصد، غير مرة، من قبل الصينيين والروس، لكن كما يبدو، أن اليأس لم يساور الميليشيات بعد، خصوصاً بعد أن بدأ تركيزها على استثمار الجانب الإنساني والمتاجرة به يؤتي أكله إلى حد ما لدى الدوائر الغربية والمنظمات الإنسانية، إلى جانب ما بات يحدثه العزف الحوثي على هذا الوتر، من اختراقات للدبلوماسية الغربية، التي صارت في الآونة الأخيرة لا ترى غضاضة في التواصل المباشر مع قادة الجماعة وعبر القنوات الرسمية الممثلة في السفراء.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.