الانفصال بين تشيلسي وكونتي كان الخيار الأمثل للطرفين

التوتر الواضح في العلاقة بين النادي والمدرب كانت له آثاره المدمرة على الفريق

كونتي وإبراموفيتش ولقب الدوري الإنجليزي في أول مواسمه مع تشيلسي («الشرق الأوسط»)
كونتي وإبراموفيتش ولقب الدوري الإنجليزي في أول مواسمه مع تشيلسي («الشرق الأوسط»)
TT

الانفصال بين تشيلسي وكونتي كان الخيار الأمثل للطرفين

كونتي وإبراموفيتش ولقب الدوري الإنجليزي في أول مواسمه مع تشيلسي («الشرق الأوسط»)
كونتي وإبراموفيتش ولقب الدوري الإنجليزي في أول مواسمه مع تشيلسي («الشرق الأوسط»)

كان رحيل المدير الفني الإيطالي أنطونيو كونتي عن نادي تشيلسي الإنجليزي متوقعا وطبيعيا بالنظر إلى كل المشاحنات التي نشبت بين الطرفين وراء الكواليس، وحالة عدم الرضا من كل طرف على الطرف الآخر. وأخيرا، تم الإعلان رسميا عن رحيل كونتي عن «ستامفورد بريدج»، بعدما تسربت أخبار رحيله من موطنه الأصلي بإيطاليا. وتبع ذلك إصدار نادي تشيلسي لبيان يعلن من خلاله تعاقد النادي مع ماوريسيو ساري خلفا له.
وتوترت العلاقة بين كونتي ومسؤولي تشيلسي بسبب خلافات منذ البداية حول سياسة النادي فيما يتعلق بالتعاقدات الجديدة لتدعيم صفوف الفريق بحيث يكون قادرا على المنافسة على البطولات والألقاب. ربما كان كونتي غير واقعي بشكل كبير في مطالبه وكان يعتقد أن النادي سوف ينفق بسخاء كبير كما كان يفعل خلال بداية استحواذ مالك النادي الروسي رومان أبراموفيتش على النادي، خاصة وأن كونتي كان يسعى إلى البناء على النجاح الذي حققه في موسم 2016 / 2017 في أول عام له مع الفريق والذي قاده خلاله للحصول على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز.
وربما كان يمكن لمسؤولي تشيلسي أن يهدأوا من حدة هذه التوترات من خلال إبرام صفقات قوية قبل عودة النادي للمشاركة في دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، بدلا من الاعتماد على سياسة الاستغناء عن لاعب والتعاقد مع لاعب بديل له، لكن هذا لم يحدث. وعلاوة على ذلك، لم يتفق الطرفان على هوية اللاعبين الذين يجب أن يتعاقد معهم النادي، فهناك طرف يرغب في التعاقد مع لاعبين كبار من أصحاب الخبرات الكبيرة، والذين سيكلفون النادي مبالغ طائلة بالطبع، في حين يرغب الطرف الآخر في التعاقد مع لاعبين شباب يمكن أن يتطور مستواهم بمرور الوقت أو لاعبين تتراوح أسعارهم بين 30 مليون جنيه إسترليني و40 مليون جنيه إسترليني.
وقد رأينا جميعا مشهد المصافحة القصيرة والجافة بين كونتي وعضوة مجلس الإدارة صاحبة النفوذ الكبير والتي تحولت فعليا إلى مديرة الكرة بالنادي، مارينا غرانوفسكايا، في ملعب ويمبلي في اللحظات التي سبقت احتفال لاعبي تشيلسي بلقب كأس الاتحاد الإنجليزي قبل 55 يوما. وفي الحقيقة، يعكس هذا المشهد الاختلال الوظيفي الموجود في كل شيء داخل النادي. وبعد انتهاء تلك المباراة أعلن كونتي، الذي لم يكن يشعر بالراحة بسبب غياب الاتصال المباشر بينه وبين أبراموفيتش، أنه لن يتغير أبداً. وقال المدير الفني الإيطالي: «عندما تقرر أن تستعين بخدمات مدير فني مثلي، فيجب عليك أن تدرك مع من تتعامل. وأنا لا أستطيع أن أغير شخصيتي».
وكان من المتوقع أن يواصل كونتي العمل بنفس الطريقة، وهو ما كان سيخلق قدرا أكبر من التوتر والمشاحنات مع مجلس إدارة النادي. وبالتالي، كان الأمر الوحيد يتمثل في انفصال الطرفين وأن يسلك كل طرف الطريق الذي يناسبه، فبالنسبة لكونتي كانت التقارير تشير إلى الاهتمام به من جانب منتخب إيطاليا وأندية ريال مدريد وباريس سان جيرمان ونابولي، أما تشيلسي فكان يبحث بشكل فعال عن خليفة له. وقد توقفت كل الاتصالات تقريبا بين كونتي ومسؤولي النادي، وكان المدير الفني الإيطالي يتوقع الإقالة في أي لحظة. وهناك نظرية تقول إن مسؤولي نادي تشيلسي كانوا ينتقمون من كونتي عن طريق تجاهله تماما بعدما رفض المدير الفني الإيطالي الرد على اتصالاتهم المتكررة الصيف الماضي عندما أدرك بنهاية الموسم أن النادي لن يتعاقد مع اللاعبين الجدد الذين كان يرغب هو في ضمهم لصفوف الفريق.
وهناك تعنت واضح من قبل مسؤولي تشيلسي فيما يتعلق بدفع التعويض اللازم لكونتي عن العام الأخير المتبقي في عقده مع النادي، والذي يصل إلى 9 ملايين جنيه إسترليني، كما كان هناك تعنت حتى في دفع الشرط الجزائي في عقد ماوريسيو ساري مع نادي نابولي حتى يخلف ساري كونتي في منصبه كمدير فني لتشيلسي. وفي الحقيقة، يبدو النهج الذي يتبعه مسؤولو تشيلسي في هذا الصدد وكأنه «تدمير ذاتي» للنادي، إن جاز التعبير، وقد ينبع من الكراهية العميقة والمتبادلة بين تشيلسي وكونتي.
وكان نادي تشيلسي قد مل من الطريقة التسلطية التي يتعامل بها كونتي وشعر بالظلم من الرسالة النصية المرتجلة التي أرسلها كونتي لمهاجم النادي السابق دييغو كوستا والتي أخبره فيها بأنه لم يعد في خططه خلال الفترة المقبلة. وكان من المرجح أن يرحل كوستا عن النادي في 2017 بالفعل، لكن مسؤولي تشيلسي يرون أن إرسال كونتي لهذه الرسالة القصيرة لهذا المهاجم القدير قد قوض موقف النادي التفاوضي مع الأندية التي ترغب في الحصول على خدمات المهاجم الإسباني، وهو ما كلف النادي ملايين الجنيهات، رغم أن كوستا قد انتقل في نهاية المطاف لناديه السابق أتليتكو مدريد بمبلغ كبير وصل إلى 57 مليون جنيه إسترليني.
وبغض النظر عن أسباب التأخير في إقالة كونتي، فإن التوتر الواضح في العلاقة بين تشيلسي وكونتي كانت له آثاره المدمرة على النادي، ويكفي أن نعرف أن لاعبي الفريق الأول الذين لم يشاركوا في نهائيات كأس العالم قد تلقوا إشعارا قبل سبعة أيام فقط بضرورة عودتهم إلى اختبارات اللياقة في السابع من يوليو (تموز) الحالي، على أن تبدأ التدريبات الجماعية الكاملة بعد ذلك بيومين. أما الـ14 لاعبا الذين شاركوا في كأس العالم فلم يعرفوا بالضبط موعد عودتهم بعد الانتهاء من اللعب مع منتخبات بلادهم.
وأشار الجناح النيجيري فيكتور موزيس عقب خسارة منتخب بلاده أمام الأرجنتين في كأس العالم إلى أنه «قد يتلقى مكالمة هاتفية هذه الليلة تخبرني بمدة الإجازة قبل العودة للتدريبات»، ولم تكن لديه أية معلومات عن الشخص الذي سيشرف على تدريبات الفريق. وكان من المقرر أن يكون كونتي هو هذا الشخص الذي يشرف على تدريبات الفريق، لكن البرنامج الذي وضعه المدير الفني الإيطالي استعدادا للموسم الجديد تم تبكيره بيومين. وقد عاد كونتي إلى مكتبه في كوبهام على مضض لكنه لم يكن يقوم بشيء حقيقي حتى عودة اللاعبين إلى التدريبات بعد ذلك بـ48 ساعة. وبات من الواضح أن الأمور في تشيلسي تسير بشكل عشوائي وغير مريح على الإطلاق.
وأكد كونتي على أنه سيتحلى بالاحترافية التامة دائما، بغض النظر عما سيحدث خلال الصيف، لكن لم تكن لديه رغبة حقيقية للبقاء في منصبه على رأس الإدارة الفنية لتشيلسي. وتوترت العلاقة بين كونتي وبين عدد من اللاعبين خلال الموسم الثاني، لعل أبرزهم المدافع البرازيلي ديفيد لويز، الذي غاب عن المباريات لفترة من الوقت بسبب إصابة في الفخذ خلال الأشهر الأخيرة، لكنه لم يشارك في المباريات بعد ذلك بعدما انتقد الخطة التكتيكية التي يلعب بها كونتي. وقد استبعد لويز من المباريات حتى بعدما تعافى من الإصابة وأصبح لائقا تماما.
وعقب فوز تشيلسي بكأس الاتحاد الإنجليزي على حساب مانشستر يونايتد، نشر نجم تشيلسي ويليان صورة لفريق تشيلسي المنتصر في المباراة على موقع إنستغرام، لكنه غطى صورة كونتي بثلاثة كؤوس. وبالتالي، لم يكن هناك احتمال لظهور ويليان مرة أخرى في تشكيلة تشيلسي تحت قيادة كونتي. أما حارس المرمى كورتوا فلديه مشكلاته الخاصة مع النادي، ومن المرجح أن يرحل هذا الصيف بغض النظر عن هوية المدير الفني للفريق، لكن مصدر القلق الأكبر للبلوز يتمثل في نجم الفريق إيدن هازارد، الذي لم يكن راضيا تماما عما حدث للفريق الموسم الماضي. وكان تشيلسي يضع أولوية قصوى للإبقاء على هازارد، وليس على المدير الفني.
وكانت هناك إمكانية لأن تصل الأمور إلى حافة الهاوية، ولذا فإن رحيل كونتي كان مفيدا لكل الأطراف، فمن جهة سوف يحصل المدير الفني الإيطالي على إجازة ويفكر في مستقبله بعيدا عن المشاحنات، ومن جهة أخرى سيتفرغ تشيلسي للتفكير في كيفية حل مشكلاته والعودة إلى المنافسة بكل قوة مع مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي. ويأمل تشيلسي أن يحقق ساري شيئا خارقا ويقود النادي للحصول على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز في أول مواسمه مع الفريق، في تكرار للإنجاز الذي حققه مواطنه كونتي.
ويبقى هذا اللقب هو الإنجاز الأكبر لكونتي مع تشيلسي، خاصة وأنه قد قاد البلوز للفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز بعدما أنهى الفريق الموسم السابق في المركز العاشر. وبدا وكأن هذا الإنجاز سوف يكون بداية مسيرة قوية لكونتي في «ستامفورد بريدج»، لكن سرعان ما توترت العلاقة بين المدير الفني الإيطالي ومسؤولي تشيلسي ووصلت إلى طريق مسدود، وبالتالي كان الانفصال هو الخيار الأمثل للطرفين.


مقالات ذات صلة

وست هام يلغي مؤتمراً لمدربه لوبيتيغي مع انتشار شائعات إقالته

رياضة عالمية خولن لوبيتيغي (رويترز)

وست هام يلغي مؤتمراً لمدربه لوبيتيغي مع انتشار شائعات إقالته

ألغى وست هام المؤتمر الصحافي للمدرب الإسباني خولن لوبيتيغي، المقرر عقده الأربعاء، في ظل انتشار تقارير تُشير إلى استعداد النادي لإقالة مدربه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية إيزاك نجم نيوكاسل يواصل مسيرته الرائعة ويهز شباك توتنهام (رويترز)

10 نقاط بارزة في الجولة العشرين من الدوري الإنجليزي

ربما كان ألكسندر أرنولد مشتتاً بسبب الحديث الدائر حالياً عن مستقبله واقترابه من الانتقال إلى ريال مدريد.

رياضة عالمية صلاح نجم ليفربول ينفّذ ركلة حرة في مواجهة يونايتد الأقوى هذا الموسم (إ.ب.أ)

هل يستطيع المنافسون استغلال تعثر ليفربول وملاحقته على القمة؟

ليفربول لم يتأثر بالتعادل أمام يونايتد لأن ملاحقيه تعثروا أيضاً، باستثناء نوتنغهام فورست، مفاجأة الموسم.

رياضة عالمية بول سكولز (بي تي سبورتس)

سكولز ينتقد رفع راتكليف أسعار التذاكر لجماهير مانشستر يونايتد

قال نجم كرة القدم الإنجليزي السابق بول سكولز إن السير جيم راتكليف لم يفعل «أي شيء إيجابي» خلال عامه الأول في نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية كاسيميرو (أ.ب)

الأندية السعودية مهتمة بكاسيميرو بعد إشارات الرحيل عن يونايتد

يبدو أن لاعب خط الوسط البرازيلي كاسيميرو أعطى إشارات واضحة لمانشستر يونايتد حول استعداده للرحيل عن الفريق.

فاتن أبي فرج (بيروت)

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
TT

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة

تسببت صاعقة برق خلال مباراة كرة قدم محلية في وسط بيرو بمقتل لاعب وإصابة 4 آخرين يوم الأحد، بحسب شبكة «سي إن إن».

وأظهرت لقطات من المباراة اللاعبين وهم يغادرون الملعب في ملعب كوتو كوتو ببلدة تشيلكا، على بعد نحو 70 كيلومتراً جنوب شرقي ليما، بعد توقف المباراة بسبب عاصفة.

وفي مقطع فيديو، شوهد كثير من اللاعبين وهم يسقطون على وجوههم على الأرض في اللحظة نفسها عندما ضربت الصاعقة الملعب.

وحسبما ظهر على محطة التلفزيون المحلية «أوندا ديبورتيفا هوانكافيليك»، لوحظت شرارة قصيرة وسحابة صغيرة من الدخان بالقرب من أحد اللاعبين. بعد ثوانٍ، بدا أن بعض اللاعبين يكافحون من أجل العودة إلى الوقوف.

وقالت السلطات ووسائل الإعلام الحكومية إن المتوفى هو المدافع هوجو دي لا كروز (39 عاماً).

وقالت البلدية المحلية في بيان: «نقدم تعازينا الصادقة لعائلة الشاب هوجو دي لا كروز، الذي فقد حياته للأسف بعد أن ضربته صاعقة أثناء نقله إلى المستشفى، نعرب أيضاً عن دعمنا وتمنياتنا بالشفاء العاجل للاعبين الأربعة الآخرين المصابين في هذا الحادث المأساوي».

وحتى مساء الاثنين، خرج لاعبان من المستشفى، بينما لا يزال اثنان تحت المراقبة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الحكومية «أندينا». وأضافت أن حارس المرمى الذي أصيب في الحادث كان في حالة حرجة، لكنه أظهر تحسناً.

ويمكن أن تسبب ضربات البرق إصابات خطيرة للإنسان، وفي حالات نادرة، يمكن أن تكون قاتلة. وفرصة التعرض لها أقل من واحد في المليون، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC).

ووفقاً لـ«سي دي سي»، ينجو ما يقرب من 90 في المائة من جميع ضحايا ضربات البرق، ولكن الآثار يمكن أن تكون خطيرة وطويلة الأمد. «لقد عانى الناجون من إصابات وحروق وأعراض خطيرة بما في ذلك النوبات وفقدان الذاكرة».