الحوثيون ينهبون منزل رئيس الحكومة ويصعدون انتهاكاتهم بحق المدنيين

اقتياد العشرات لسجون سرية في ذمار واقتحام منزل نائب في البرلمان

TT

الحوثيون ينهبون منزل رئيس الحكومة ويصعدون انتهاكاتهم بحق المدنيين

اقتحمت الميليشيات الحوثية في صنعاء منزل رئيس الحكومة اليمنية الشرعية أحمد عبيد بن دغر أول من أمس، وقامت عناصرها بنهب محتوياته وإصابة حراسه، في تصعيد من قبل الجماعة الموالية لإيران ضد قيادات الشرعية، جراء رفضهم أي مساع للسلام لا تقود إلى إنهاء الانقلاب واستعادة مؤسسات الدولة ونزع الأسلحة الحوثية.
وفي السياق، نفسه، أكدت مصادر في حزب «المؤتمر الشعبي» أن مسلحي الجماعة الحوثية اقتحموا منزل عضو البرلمان والزعيم القبلي الشيخ علي محمد الصعر في صنعاء ونهبوا محتوياته إلى جانب مخازن ومحلات تجارية يملكها في مديرية شعوب وسط صنعاء، وذلك في سياق ما يعتقد أنه إجراءات عقابية للنائب البرلماني في حزب المؤتمر جراء تخلفه عن حضور اجتماع كانت دعت إليه الجماعة قبل أيام.
وأفاد لـ«الشرق الأوسط» شهود في حي «بيت بوس» جنوب العاصمة صنعاء، بأن عناصر من جماعة الحوثي على متن عربات عسكرية اقتحموا ليل الأحد، منزل رئيس الحكومة الشرعية أحمد عبيد بن دغر، وقاموا بنهب محتوياته، بعد أن اعتدوا بالضرب على اثنين من حراسه حاولوا منع الاقتحام، ما أدى إلى إصاباتهما بجروح.
وكانت الجماعة الحوثية، نهبت عشرات المنازل لقيادات حزبية وشخصيات في الحكومة الشرعية وقادة عسكريين، خلال السنوات الثلاث الماضية، كما أقدمت على تفجير بعضها، في الوقت الذي استصدرت فيه أوامر من أجهزتها الأمنية والقضائية بالحجز على ممتلكات المئات من معارضي انقلابها على الشرعية.
ورجح مراقبون تحدثوا إلى «الشرق الأوسط» أن مواقف بن دغر الصلبة الرافضة تقديم أي تنازلات تخدم الميليشيات الحوثية في المفاوضات المرتقبة التي تقودها الأمم المتحدة، إضافة إلى تحركات حكومته الحوثية في مواجهة آلة القمع الحوثية، كلها بواعث قادت الميليشيات إلى الانتقام منه باقتحام منزله ونهبه.
وأفاد السكرتير الصحافي لرئيس الحكومة الشرعية، غمدان الشريف، أن بن دغر استقبل نبأ اقتحام منزله ونهبه في صنعاء بـ«الابتسام» ولم يستغرب سلوك الجماعة المتوقع. وقال الشريف في تغريدة له تابعتها «الشرق الأوسط» على «فيسبوك» «أبلغت رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر بخبر اقتحام ونهب محتويات منزله في صنعاء... فابتسم قائلا: لقد نهبوا اليمن بأكملها بما فيها مرتبات الموظفين... قتلوا الابتسامة والفرحة من قلوب شعبنا.. عاث الحوثيون في الأرض فسادا وما زالت بعض المناطق تحت سيطرتهم وتعذيبهم. القتل والتدمير والنهب مشروعهم وثقافتهم ولا غريب في ذلك».
وفي سياق متصل، أقدمت الجماعة على تصعيد انتهاكاتها في مناطق سيطرتها، ضد مناهضيها بخاصة من أتباع حزب «المؤتمر الشعبي» حيث تتوجس من وجود اتصالات بينهم وبين العميد طارق صالح، نجل شقيق الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، للتنسيق لإسناد القوات التي يقودها في مواجهة الجماعة الحوثية في الساحل الغربي، بدعم من تحالف دعم الشرعية.
وأفاد أمس مقربون من عضو البرلمان اليمني والزعيم القبلي علي محمد الصعر، بأن عناصر الميليشيات الحوثية، اقتحموا منزله الواقع في حي شعوب وسط العاصمة صنعاء، ونهبوا محتوياته، كما اقتحموا محلات ومخازن تجارية يملكها ونهبوها، قبل أن يختطفوا نجله ومدير مكتبه إلى جهة غير معلومة.
ولم يتسن الحصول على تعليق خاص من البرلماني الصعر، على الحادثة بسبب إغلاق هواتفه، إلا أن أنصاره القبليين في محافظة عمران، طالبوا في تعليقات على الحادث، الميليشيات الحوثية بسرعة إطلاق نجله ومدير مكتبه وإعادة المنهوبات ورد الاعتبار له.
وفيما يعد الصعر من أعضاء كتلة حزب «المؤتمر الشعبي» في البرلمان، ممثلا عن الدائرة 288 في محافظة عمران، أكدت مصادر في الحزب لـ«الشرق الأوسط» أن إقدام الميليشيات على اقتحام منزل الصعر ونهب محتوياته، يأتي في سياق معاقبته لأنه تخلف عن حضور اجتماع دعا إليه رئيس مجلس حكم انقلاب الجماعة مهدي المشاط قبل أيام في صنعاء.
وكان المشاط دعا إلى اجتماع مع قيادات السلطة المحلية في محافظة عمران، ونواب المحافظة في البرلمان، وسعيه إلى حضهم على حشد المزيد من أتباعهم للقتال في جبهة الساحل الغربي، والتبرع بالأموال لتمويل المجهود الحربي، وهو الاجتماع الذي تخلف عنه الصعر، بحسب ما أكدته المصادر الحزبية.
وحاول المشاط الأسبوع الماضي أن يغري الأقلية الباقية من النواب في مناطق سيطرة جماعته بالبقاء في صنعاء وعدم الالتحاق بالحكومة الشرعية أو المغادرة إلى خارج البلاد، في سياق حرص الجماعة على استغلال هؤلاء النواب لتمرير قوانين غير شرعية لخدمة أجندتها على صعيد نهب الموارد وجباية الأموال والشرعنة لتصرفاتها الانقلابية.
وشهدت الأشهر الأخيرة فرار العشرات من النواب من مناطق سيطرة الجماعة الحوثية، من بينهم أعضاء بارزون في حزب «المؤتمر» وكان آخر المغادرين، رئيس كتلة إب في البرلمان عبد الرحمن معزب، والنائب البارز محسن البحر.
إلى ذلك، أكدت مصادر محلية في محافظة ذمار (100 كيلومتر جنوب صنعاء) أن عناصر الميليشيات الحوثية، أقدموا على اقتياد أكثر من 40 معتقلا من أبناء مديرية عتمة، الواقعة غرب المحافظة، إلى أماكن مجهولة يرجح أنها سجون سرية في مدينة ذمار، بعد أن كانت تحتجزهم في السجن المحلي للمديرية.
وكانت الميليشيات أقدمت على خطف نحو 150 مواطنا من مديرية عتمة، في حملات دهم واعتقالات، طالت مناطق متفرقة في المديرية بذريعة وجود أشخاص مناهضين للوجود الحوثي، وعلى اتصال وتنسيق مع القوات الحكومية الشرعية والقوات التي يقودها طارق صالح.
وفي حين ذكرت لـ«الشرق الأوسط» مصادر حقوقية وناشطون أن الجماعة الحوثية، تواصل أعمالها القمعية وحملات الاختطاف في محافظات حجة والمحويت وذمار وإب، قررت الجماعة في صنعاء، تشكيل لجنة تحقيق خاصة مع المعتقلين لديها ممن تتهمهم بأنهم على صلة بالشرعية وقوات التحالف الداعم لها.
وفي الأسابيع الأخيرة اعتقلت الميليشيات العشرات من أعضاء حزب «المؤتمر الشعبي» والناشطين الموالين له في صنعاء وبقية المحافظات الخاضعة للجماعة، لاتهامهم بأنهم يخططون لأعمال مناهضة ضد الجماعة الحوثية بالتنسيق مع طارق صالح، وقيادات الحزب الموجودين خارج البلاد.


مقالات ذات صلة

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي أطفال جندتهم الجماعة الحوثية خلال 2024 في وقفة تحدٍ لتحالف الازدهار (غيتي)

تحالف حقوقي يكشف عن وسائل الحوثيين لاستقطاب القاصرين

يكشف تحالف حقوقي يمني من خلال قصة طفل تم تجنيده وقتل في المعارك، عن وسائل الجماعة الحوثية لاستدراج الأطفال للتجنيد، بالتزامن مع إنشائها معسكراً جديداً بالحديدة.

وضاح الجليل (عدن)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)

كثّفت الجماعة الحوثية استهدافها مدرسي الجامعات والأكاديميين المقيمين في مناطق سيطرتها بحملات جديدة، وألزمتهم بحضور دورات تعبوية وزيارات أضرحة القتلى من قادتها، والمشاركة في وقفات تنظمها ضد الغرب وإسرائيل، بالتزامن مع الكشف عن انتهاكات خطيرة طالتهم خلال فترة الانقلاب والحرب، ومساعٍ حثيثة لكثير منهم إلى الهجرة.

وذكرت مصادر أكاديمية في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن مدرسي الجامعات العامة والخاصة والموظفين في تلك الجامعات يخضعون خلال الأسابيع الماضية لممارسات متنوعة؛ يُجبرون خلالها على المشاركة في أنشطة خاصة بالجماعة على حساب مهامهم الأكاديمية والتدريس، وتحت مبرر مواجهة ما تسميه «العدوان الغربي والإسرائيلي»، ومناصرة فلسطينيي غزة.

وتُلوّح الجماعة بمعاقبة مَن يتهرّب أو يتخلّف من الأكاديميين في الجامعات العمومية، عن المشاركة في تلك الفعاليات بالفصل من وظائفهم، وإيقاف مستحقاتهم المالية، في حين يتم تهديد الجامعات الخاصة بإجراءات عقابية مختلفة، منها الغرامات والإغلاق، في حال عدم مشاركة مدرسيها وموظفيها في تلك الفعاليات.

أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

وتأتي هذه الإجراءات متزامنة مع إجراءات شبيهة يتعرّض لها الطلاب الذين يجبرون على حضور دورات تدريبية قتالية، والمشاركة في عروض عسكرية ضمن مساعي الجماعة لاستغلال الحرب الإسرائيلية على غزة لتجنيد مقاتلين تابعين لها.

انتهاكات مروّعة

وكان تقرير حقوقي قد كشف عن «انتهاكات خطيرة» طالت عشرات الأكاديميين والمعلمين اليمنيين خلال الأعوام العشرة الماضية.

وأوضح التقرير الذي أصدرته «بوابة التقاضي الاستراتيجي»، التابعة للمجلس العربي، بالتعاون مع الهيئة الوطنية للأسرى والمختطفين، قبل أسبوع تقريباً، وغطّي الفترة من مايو (أيار) 2015، وحتى أغسطس (آب) الماضي، أن 1304 وقائع انتهاك طالت الأكاديميين والمعلمين في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية التي اتهمها باختطافهم وتعقبهم، ضمن ما سمّاها بـ«سياسة تستهدف القضاء على الفئات المؤثرة في المجتمع اليمني وتعطيل العملية التعليمية».

أنشطة الجماعة الحوثية في الجامعات طغت على الأنشطة الأكاديمية والعلمية (إكس)

ووثّق التقرير حالتي وفاة تحت التعذيب في سجون الجماعة، وأكثر من 20 حالة إخفاء قسري، منوهاً بأن من بين المستهدفين وزراء ومستشارين حكوميين ونقابيين ورؤساء جامعات، ومرجعيات علمية وثقافية ذات تأثير كبير في المجتمع اليمني.

وتضمن التقرير تحليلاً قانونياً لمجموعة من الوثائق، بما في ذلك تفاصيل جلسات التحقيق ووقائع التعذيب.

ووفق تصنيف التقرير للانتهاكات، فإن الجماعة الحوثية نفّذت 1046 حالة اختطاف بحق مؤثرين، وعرضت 124 منهم للتعذيب، وأخضعت اثنين من الأكاديميين و26 من المعلمين لمحاكمات سياسية.

وتشمل الانتهاكات التي رصدها التقرير، الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب الجسدي والنفسي والمحاكمات الصورية وأحكام الإعدام.

عشرات الأكاديميين لجأوا إلى طلب الهجرة بسبب سياسات الإقصاء الحوثية وقطع الرواتب (إكس)

وسبق أن كشف تقرير تحليلي لأوضاع الأكاديميين اليمنيين عن زيادة في طلبات العلماء والباحثين الجامعيين للهجرة خارج البلاد، بعد تدهور الظروف المعيشية، واستمرار توقف رواتبهم، والانتهاكات التي تطال الحرية الأكاديمية.

وطبقاً للتقرير الصادر عن معهد التعليم الدولي، ارتفعت أعداد الطلبات المقدمة من باحثين وأكاديميين يمنيين لصندوق إنقاذ العلماء، في حين تجري محاولات لاستكشاف الطرق التي يمكن لقطاع التعليم الدولي من خلالها مساعدة وتغيير حياة من تبقى منهم في البلاد إلى الأفضل.

إقبال على الهجرة

يؤكد المعهد الدولي أن اليمن كان مصدر غالبية الطلبات التي تلقّاها صندوق إنقاذ العلماء في السنوات الخمس الماضية، وتم دعم أكثر من ثلثي العلماء اليمنيين داخل المنطقة العربية وفي الدول المجاورة، بمنحة قدرها 25 ألف دولار لتسهيل وظائف مؤقتة.

قادة حوثيون يتجولون في جامعة صنعاء (إعلام حوثي)

لكن تحديات التنقل المتعلقة بالتأشيرات وتكلفة المعيشة والاختلافات اللغوية الأكاديمية والثقافية تحد من منح الفرص للأكاديميين اليمنيين في أميركا الشمالية وأوروبا، مقابل توفر هذه الفرص في مصر والأردن وشمال العراق، وهو ما يفضله كثير منهم؛ لأن ذلك يسمح لهم بالبقاء قريباً من عائلاتهم وأقاربهم.

وخلص التقرير إلى أن العمل الأكاديمي والبحثي داخل البلاد «يواجه عراقيل سياسية وتقييداً للحريات ونقصاً في الوصول إلى الإنترنت، ما يجعلهم يعيشون فيما يُشبه العزلة».

وأبدى أكاديمي في جامعة صنعاء رغبته في البحث عن منافذ أخرى قائمة ومستمرة، خصوصاً مع انقطاع الرواتب وضآلة ما يتلقاه الأستاذ الجامعي من مبالغ، منها أجور ساعات تدريس محاضرات لا تفي بالاحتياجات الأساسية، فضلاً عن ارتفاع الإيجارات.

إجبار الأكاديميين اليمنيين على المشاركة في الأنشطة الحوثية تسبب في تراجع العملية التعليمية (إكس)

وقال الأكاديمي الذي طلب من «الشرق الأوسط» التحفظ على بياناته خوفاً على سلامته، إن الهجرة ليست غاية بقدر ما هي بحث عن وظيفة أكاديمية بديلة للوضع المأساوي المعاش.

ويقدر الأكاديمي أن تأثير هذه الأوضاع أدّى إلى تدهور العملية التعليمية في الجامعات اليمنية بنسبة تتجاوز نصف الأداء في بعض الأقسام العلمية، وثلثه في أقسام أخرى، ما أتاح المجال لإحلال كوادر غير مؤهلة تأهيلاً عالياً، وتتبع الجماعة الحوثية التي لم تتوقف مساعيها الحثيثة للهيمنة على الجامعات ومصادرة قرارها، وصياغة محتوى مناهجها وفقاً لرؤية أحادية، خصوصاً في العلوم الاجتماعية والإنسانية.

وفي حين فقدت جامعة صنعاء -على سبيل المثال- دورها التنويري في المجتمع، ومكانتها بصفتها مؤسسة تعليمية، تُشجع على النقد والتفكير العقلاني، تحسّر الأكاديمي اليمني لغياب مساعي المنظمات الدولية في تبني حلول لأعضاء هيئة التدريس، سواء في استيعابهم في مجالات أو مشروعات علمية، متمنياً ألا يكون تخصيص المساعدات لمواجهة المتطلبات الحياتية للأكاديميين غير مشروط أو مجاني، وبما لا يمس كرامتهم.