مقتل أرفع قائد عسكري عراقي بعد «نكسة الموصل».. وتمشيط أمني لحزام بغداد

تقارير غير مؤكدة أفادت بأن قائد الفرقة السادسة قضى في قصف لطيران الجيش

جندي يهتف خلال تفقد اللواء الركن نجم عبد الله علي السوداني (يسار)  قواته غرب بغداد في 24 يونيو الماضي
جندي يهتف خلال تفقد اللواء الركن نجم عبد الله علي السوداني (يسار) قواته غرب بغداد في 24 يونيو الماضي
TT

مقتل أرفع قائد عسكري عراقي بعد «نكسة الموصل».. وتمشيط أمني لحزام بغداد

جندي يهتف خلال تفقد اللواء الركن نجم عبد الله علي السوداني (يسار)  قواته غرب بغداد في 24 يونيو الماضي
جندي يهتف خلال تفقد اللواء الركن نجم عبد الله علي السوداني (يسار) قواته غرب بغداد في 24 يونيو الماضي

نعى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قائد الفرقة السادسة في الجيش العراقي اللواء الركن نجم السوداني الذي قتل بنيران قناص في منطقة الكرمة بين أبو غريب والفلوجة غرب بغداد.
ويأتي مقتل السوداني بعد نحو ثمانية شهور على مقتل قائد الفرقة السابعة اللواء الركن محمد الكروي في منطقة وداي حوران غرب الرمادي وذلك في الحادي والعشرين من ديسمبر (كانون الأول) عام 2013 إثر العمليات التي قام بها الجيش العراقي لمطاردة تنظيم «داعش» في الصحراء قبل أن تتحول العمليات العسكرية إلى داخل مدينتي الرمادي والفلوجة بعد رفع خيم الاعتصام بالقوة من قبل الجيش العراقي بأوامر مباشرة من المالكي بوصفه قائدا عاما للقوات المسلحة.
وقال مصدر أمني بأن «قذائف هاون سقطت، على تجمع للنازحين كان يزوره قائد الفرقة السادسة في الجيش العراقي اللواء الركن نجم السوداني، في منطقة السعدان التابعة لقرى زوبع، شرق الفلوجة، مما أسفر عن مقتله في الحال وإصابة عدد من النازحين بجروح متفاوتة». لكن أنباء أخرى لم يجر التأكد من مصداقيتها أشارت إلى أن مقتل السوداني جاء عن طريق الخطأ، إذ كانت إحدى الطائرات تمشط المنطقة بحثا عن مسلحين ينشطون فيها فأطلقت صواريخ بالخطأ أصابت تجمعا للنازحين وهو ما أدى إلى مقتل القائد المذكور بالإضافة إلى عدد من مساعديه وإصابة أعداد أخرى من النازحين بجروح.
في السياق ذاته، أوضح الشيخ حميد الكرطاني، أحد شيوخ قضاء الفلوجة والمناطق المتاخمة لها ومنها الكرمة التي قتل فيها السوداني، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه المنطقة تعد من المناطق التي تشهد دائما عمليات كر وفر بين القوات العسكرية الحكومية والمسلحين الذين ينتمي بعضهم إلى ثوار العشائر وإلى فصائل أخرى من بينها المجلس العسكري»، مشيرا إلى أنه «في الوقت الذي نستطيع فيه القول: إن عناصر (داعش) موجودة في الفلوجة وهي التي تقيم الحواجز والسيطرات وتشرف على الحياة اليومية للسكان بالزي الذي بات معروفا للناس وهو الزي الأفغاني ذو اللونين الأسود والأخضر فإننا لم نشاهد عناصر منهم في المناطق التي تمتد من الفلوجة شرقا باتجاه مناطق حزام بغداد مثل أبو غريب والتاجي وحتى الرضوانية واليوسفية». وأشار الكرطاني إلى أن «العمليات ازدادت في هذه المناطق بعد أحداث الموصل وتكريت بشكل لافت والأكثر هو زرع أعداد من القناصين في مختلف هذه المناطق علما بأن القناصين ينتمون إلى الطرفين الحكومي والمسلحين حتى أن عددا من المواطنين العزل ذهبوا ضحية لعبة القنص التي بات يتبادلها الطرفان والتي راح ضحيتها قائد الفرقة السادسة».
وقال: إن «المشكلة التي يواجهها أبناء هذه المناطق أن الجيش لم يتمكن من كسبهم لأنه يتبع سياسة خاطئة في التعامل معهم إلى حد تصنيفهم وكأنهم عدو في كثير من الأحيان».
وفي مناطق حزام بغداد أكد القيادي في ائتلاف العراق ورئيس رابطة شيوخ حزام بغداد، إياد الجبوري، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «المناطق المحيطة ببغداد ازدادت تحصينا خلال الفترة الماضية بعد التهديدات التي مثلها تنظيم (داعش) للعاصمة بغداد وما تمثله من رمزية ومكانة كبيرة كونها العاصمة بالإضافة إلى أن بغداد مدينة مختلطة سكانيا وبالتالي فهي مفتاح استقرار العراق وانهياره». وأضاف الجبوري أن «عمليات التنسيق بيننا وبين قيادة عمليات بغداد نجحت في أكثر من مسار وهو مضاعفة أعداد السيطرات والجهد العسكري المحيط بالعاصمة من خلال المتطوعين تحت إمرة الجيش وكذلك عدم حصول مداهمات واعتقالات إلا باتفاق مسبق مع الرابطة وبحضور ممثلين عنها يضاف إلى ذلك استعداد الأهالي في تلك المناطق بالتعاون من أجل طرد العناصر الغريبة خصوصا بعد أن بدأت ترد أخبار ما يحصل في محافظات الموصل وصلاح الدين من عمليات نزوح وفرض نمط من الحياة مرفوض من قبل الناس وهو الذي أدى إلى تأمين بغداد بشكل ممتاز».
بدوره، أعلن الناطق باسم عمليات بغداد العميد سعد معن في مؤتمر صحافي أمس أنه «ضمن قاطع قيادة عمليات بغداد تمكنت القوات الأمنية من قتل 60 إرهابيا جنوب العاصمة وشمالها والقبض على 61 إرهابيا وإصابة 17 إرهابيا شمال بغداد». وأضاف أن «القوات الأمنية تمكنت من إلقاء القبض على شخص هارب من سجن بادوش ببغداد فيما ضبطت 17 حزاما ناسفا ومعالجة منزلين مفخخين ودمرت 9 عجلات وفككت 98 عبوة ناسفة ضبط كدس للعتاد والمواد المتفجرة».
في غضون ذلك، قتل خمسة أشخاص، بينهم اثنان من الشرطة، وأصيب 13 بجروح في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف حاجز تفتيش في شمال بغداد، حسبما أفادت مصادر أمنية وطبية وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال ضابط برتبة عقيد في الشرطة بأن «خمسة أشخاص قتلوا وأصيب 13 بجروح في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة». وأضاف أن «الهجوم استهدف حاجز تفتيش عند المدخل الشمالي لمنطقة الكاظمية في شمال بغداد».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.