السلطة تفتح العام الدراسي استثنائياً في الخان الأحمر

تضم مدرسته 157 طالباً من 6 تجمعات بدوية مهددة

تلاميذ في مدرسة الخان الأحمر الابتدائية ينتظمون في طابور الصباح قبل بدء الدراسة (أ.ف.ب)
تلاميذ في مدرسة الخان الأحمر الابتدائية ينتظمون في طابور الصباح قبل بدء الدراسة (أ.ف.ب)
TT

السلطة تفتح العام الدراسي استثنائياً في الخان الأحمر

تلاميذ في مدرسة الخان الأحمر الابتدائية ينتظمون في طابور الصباح قبل بدء الدراسة (أ.ف.ب)
تلاميذ في مدرسة الخان الأحمر الابتدائية ينتظمون في طابور الصباح قبل بدء الدراسة (أ.ف.ب)

افتتحت السلطة الفلسطينية في ظرف استثنائي، العام الدراسي الجديد، بشكل مبكر جدا، في مدرسة تجمع الخان الأحمر البدوي القريب من القدس، في رسالة تحد للقرار الإسرائيلي بهدم التجمع وتشريد أهله.
وانتظم 174 طالبا من سكان التجمع و5 تجمعات أخرى قريبة في المدرسة، أمس، بخلاف باقي زملائهم في الضفة الغربية وقطاع غزة الذين يحظون بعطلة صيفية حتى بداية أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
وقال وزير التربية والتعليم صبري صيدم: «إن رصاص أقلام أطفال مدرسة الخان الأحمر أقوى من قذائف مدفعيات الاحتلال وصواريخه». وأضاف: «ما يحدث هنا يؤكد أن شعبنا قادر على اختراق كل حصار وتضييق يفرضه الاحتلال».
واستطاع صيدم ومسؤولون آخرون، ونواب كنيست عرب، وقناصل دول أوروبية، الوصول إلى المدرسة صباحا، على الرغم من الإجراءات الإسرائيلية المشددة على الطريق.
وكانت إسرائيل أغلقت جميع مداخل تجمع الخان الأحمر ببوابات حديدية مستبقة بدء العام الدراسي الجديد في المنطقة.
ووعد صيدم ببناء مدارس جديدة في مناطق «ج»، المهددة بالهدم من قبل الاحتلال، مطلقا على مدرسة الخان الأحمر اسم «تحدي 9».
وضم صيدم إلى المدرسة صف التمهيدي، وكذلك العاشر، لأول مرة هذا العام.
والإجراء الفلسطيني يأتي ضمن إجراءات أخرى، من بينها إعلان المنطقة قرية جديدة، وتهدف جميعها إلى خلق تعقيدات في وجه قرار إسرائيل هدم المنطقة.
وكان رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله، زار الخان الأحمر يوم السبت، وأعلن عن تنفيذ مشاريع في المنطقة، بما يشمل «خلق الأجسام الإدارية والمؤسسية وتوفير الرعاية الصحية والتأمينات».
ومنطقة الخان الأحمر هي منطقة بدوية، تقع على الطريق السريع 1 قرب مستوطنتي معالية أدوميم وكفار أدوميم، القريبتين من القدس، ويعيش فيها نحو 35 عائلة من البدو في خيام وأكواخ.
ويخوض البدو في المنطقة مواجهة سلمية منذ عام 2009 ضد أوامر سابقة بالهدم، لكن المحكمة الإسرائيلية العليا ردت التماساتهم نهاية الشهر الماضي وأيدت قرار الهدم، وأعطت الدولة حرية اختيار توقيت تنفيذ ذلك، قبل أن تجمد في وقت لاحقا القرار حتى منتصف الشهر المقبل.
وقال النائب العربي في الكنيست الإسرائيلية أحمد الطيبي أمس «الخان الأحمر أصبح رمزاً للنضال والرواية الفلسطينية، كما أن نفس الفكر الذي هدم وشرد أم الحيران في النقب، والعراقيب في الجنوب هو نفس الذي يهدد ويخطط ويعمل لهدم الخان الأحمر وتهجير أهله».
وأضاف: «إن الفكر الصهيوني قائم على أن المحتل هو صاحب الأرض، وأن صاحبها هو الضيف، لكن (فشروا) في هذا وذاك».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.