استقبال ملكي واحتفال شعبي بمنتخب بلجيكا «ثالث العالم»

لاعبو إنجلترا بين مشاعر الفخر بما تحقق والندم على ضياع فرصة لا تعوَّض

استقبال ملكي واحتفال شعبي بمنتخب بلجيكا «ثالث العالم»
TT

استقبال ملكي واحتفال شعبي بمنتخب بلجيكا «ثالث العالم»

استقبال ملكي واحتفال شعبي بمنتخب بلجيكا «ثالث العالم»

حظي المنتخب البلجيكي لكرة القدم الحاصل على المركز الثالث في مونديال روسيا باستقبال رسمي من ملك البلاد فيليب، أمس، ثم باحتفال شعبي من الجماهير التي احتشدت للاحتفاء باللاعبين على إنجازهم غير المسبوق للكرة البلجيكية.
والتقى الملك فيليب بعثة المنتخب البلجيكي في قصر لايكن على مشارف بروكسل، واستقل اللاعبون حافلة مكشوفة في طريقهم إلى وسط العاصمة، حيث احتشد الآلاف وسط المدينة لاستقبال بعثة الفريق.
وحصد منتخب بلجيكا المركز الثالث بانتصاره على إنجلترا 2 - صفر، ليكون الإنجاز الأبرز في تاريخ البلاد بعد أن نال الفريق المركز الرابع في مونديال 1986.
وكان «الجيل الذهبي» لمنتخب بلجيكا مؤهلاً للفوز بكأس العالم، وكان في طريقه إلى ذلك، مؤكداً قوته الذهنية بالفوز الدرامي على اليابان في دور الستة عشر قبل أن يثبت أنه ندٌّ للبرازيل بفوزه 3 - 2 في دور الثمانية. لكن الهزيمة بصعوبة أمام فرنسا في الدور قبل النهائي تركت الفريق في حالة خيبة أمل رغم أن اللاعبين نجحوا في التعافي بصورة مثيرة للإعجاب قبل الفوز بسهولة على إنجلترا وتحقيق المركز الثالث.
وقال فينسن كومباني، الذي من المستبعد أن تتاح له فرصة أخرى للمشاركة في كأس العالم في مونديال 2022: «أعتقد أننا لو كنا تأهلنا للنهائي كنا سنحرز اللقب. لكن احتلال المركز الثالث عزاء للمشجعين ومكافأة للاعبين. خضنا سبع مباريات فزنا في ست منها».
ويبرهن 16 هدفاً في روسيا على قدرات المنتخب البلجيكي الهجومية لكن في نهاية المطاف أُحبط فريق مليء بالمواهب القادرة على إحراز اللقب أمام تفوق فرنسا الخططي، وفشل الفريق في التصدي لركلة ركنية أطاحت بأحلامه في الخسارة 1 - صفر.
وربما يعود لاعبون مثل القائد إيدن هازار وكيفن دي بروين وروميلو لوكاكو والحارس تيبو كورتوا للمشاركة بعد أربع سنوات إذا تأهلت بلجيكا لكأس العالم المقبلة، لكن عناصر رئيسية أخرى من المستبعد أن تشارك مثل كومباني ومروان فيلايني ويان فرتونن وأكسل فيتسل لتخطيهم الثلاثين عاماً.
وقال الإسباني روبرتو مارتينيز مدرب بلجيكا، الذي يواجه الآن توقعات أكبر من أجل بطولة أوروبا 2020: «قيل الكثير عن هذه المجموعة من اللاعبين. أعتقد أننا شاهدنا في كأس العالم الحالية أننا لا نعتمد على مواهبهم فحسب. يمكن للموهبة أن تأخذك بعيداً لكن في بعض الأحيان لا تكون كافية، وأظهرت هذه المجموعة من اللاعبين رغبتها في اللعب كفريق».
وأكد مارتينيز أن احتلال المركز الثالث في كأس العالم سيترك إرثاً كبيراً للعبة في البلاد، وقال: «حققنا إنجازاً كبيراً حقاً وهذا بالضبط ما يستحقه اللاعبون... أردنا الفوز بالبطولة بالتأكيد، عندما تهزم البرازيل وتبلغ قبل النهائي ينصبّ تركيزك على محاولة الفوز باللقب. لكن أيضاً يجب أن نتسم بالواقعية وعندما تنظر إلى البطولة في المجمل تجد أن اللاعبين صنعوا تاريخاً لبلجيكا، وهذا كل ما يهم».
وأشار إلى أن هذا الفريق تفوَّق على الجيل الذي بلغ قبل نهائي كأس العالم 1986، وخسر مباراة تحديد المركز الثالث.
وأضاف مارتينيز: «جيل المكسيك 1986 كان دائماً مصدر إلهام ووضع رؤية لكرة القدم البلجيكية، وهذه المجموعة من اللاعبين تجاوزت الآن ذلك وصنعت التاريخ. استغرق الأمر 32 عاماً حتى نصل إلى هذه المكانة وهذا يمنحنا إحساساً حقيقياً بالرضا».
وواصل: «إنها الطريقة التي استطعنا بها تحقيق ما وصلنا إليه. لعبنا بالطريقة المميزة للكرة البلجيكية والمتمثلة في الترابط والمرونة وهو ما ظهر في الناحية الخططية. كانت رحلة ناجحة حقاً لكن في كرة القدم تحتاج إلى تتطلع إلى الأمام والتطوير من خلال الفرصة التالية التي ستسنح لنا». وقال مارتينيز إن بلجيكا بحاجة الآن إلى العمل على تطوير لاعبيها صغار السن حتى يمكن أن تحقق الفرق في تلك الفئات العمرية المزيد من الانتصارات.
وأضاف: «يمكن من خلال ذلك إحداث تدفق سلس للمواهب في المنتخب الوطني».
وأشار مارتينيز إلى أن السماح لعائلات اللاعبين بدخول المعسكر عقب الخسارة 1 - صفر أمام فرنسا في قبل النهائي أسهم في رفع معنويات الفريق قبل خوض مباراة المركز الثالث التي دائماً ما تكون صعبة للفريقين بعد خيبة أمل عدم بلوغهما النهائي.
وقال هازار، قائد المنتخب وأبرز لاعبي بلجيكا: «لقد كتبنا التاريخ، أنا فخور جداً باللاعبين، بالبلد، سعيد باللعب لهذا المنتخب. أعتقد أننا سنكون أفضل في غضون عامين. ما زلنا حزينين لأننا لم نلعب في النهائي لكن أتمنى أن يكون المستقبل أفضل. من الجيد دائماً اللعب ضد الأصدقاء، والأشخاص الذين يلعبون معنا دائماً (في إشارة إلى زملائه بنادي تشيلسي ومنافسيه بالدوري الإنجليزي)، ولكن أهم شيء هو الفوز، وقد حققناه».
وأضاف: «إنه إنجاز رائع، من الرائع دائماً الذهاب في إجازة مع ميدالية. في كل الألعاب الرياضية، كل من يُنهون المنافسات في المركز الثالث يكونون سعداء. بطبيعة الحال، كل شخص يريد أن يكون على قمة منصة التتويج، ولكن المركز الثالث جميل أيضاً، ذلك يحدث للمرة الأولى في تاريخ بلجيكا. تبقى هناك خيبة أمل بعد خسارتنا أمام فرنسا (في نصف النهائي) لكننا سنتخطى ذلك».
وواصل: «نريد توجيه الشكر إلى الجماهير، لقد فعلنا كل شيء لإعطاء هذه اللحظة لجميع الناس الذين ساندونا. نريد أن نقول لهم شكراً ونراهم مرة أخرى».
على الجانب الآخر عاش لاعبو المنتخب الإنجليزي ليلة بمشاعر متضاربة بشأن ما حققوه في كأس العالم.
وقال المدرب غاريث ساوثغيت: «اعتقدت أنه من المهم إخبار اللاعبين أنني كنت فخوراً بما فعلوه، والأخذ في الاعتبار إلى أي مرحلة وصلوا. لم نفز بمباراة في الأدوار الإقصائية منذ 10 سنوات مع فرق أكثر خبرة من هذا الفريق، لكننا نحتاج أيضاً إلى أن نكون مدركين أين نوجد الآن، نحن بين الأربعة الأوائل».
وأضاف: «التجربة والفرحة اللتان عشناهما مهمتان للاعبين. ثمة الكثير لنتعلمه، سواء في الانتصارات أو الهزائم. علينا الآن أن ننظر إلى المستقبل، تنتظرنا مباريات مهمة في الخريف، فرص أخرى لكي نتطور. قمنا بذلك في الأشهر القليلة الماضية، وسنحاول مواصلة القيام بذلك بعد هذه المغامرة الرائعة». وبخصوص أهمية مباراة المركز الثالث قال: «كانت مباراة صعبة جداً نفسياً لكلا الفريقين. تقترب من أعلى منصة التتويج ثم تجد نفسك تلعب مباراة تبدو كأنها لتحديد أفضل الخاسرين. لا يعود الأمر لي كي أقرر مدى جدوى مباراة المركز الثالث».
وحول المستوى الفني للاعبيه في المباراة قال ساوثغيت: «في الشوط الثاني لعبنا بشكل جيد حقاً وفرضنا سيطرتنا، لكن بالتأكيد أن هدفهم الثاني قتلنا. كانت بطولة صعبة، واجهنا منافسين جيدين جداً. نشعر بخيبة أمل لعدم تحقيقنا الفوز، ولكنها وسيلة للتعلم، للتقدم. هناك مجال للتقدم. سنحاول أيضاً الوصول إلى الدور نصف النهائي والنهائي (بعد عامين في كأس أوروبا، حيث ستقام المباريات الأخيرة في لندن)، وهذا مستوى نسعى للحفاظ عليه. وبسؤاله: هل كنت تتوقع تحقيق هذه النتيجة قبل أربعة أسابيع؟ أجاب ساوثغيت: «لا، ولكننا ندخل كل مسابقة من أجل الفوز».
على النقيض من شعور المدرب بالارتياح أعرب فابيان ديلف لاعب وسط إنجلترا أنه وزملاءه سيشعرون بالندم طيلة حياتهم بعد الهزيمة أمام كرواتيا في الدور قبل النهائي، ومن ثم أمام بلجيكا في مباراة تحديد المركز الثالث.
وقال ديلف: «أشعر بخيبة أمل. كانت بطولة رائعة على المستوى الفردي والجماعي، ويمكننا العودة ونحن فخورون بأنفسنا. لكننا سنضرب أنفسنا في اللحظات الهادئة. في الدور قبل النهائي كانت لدينا فرصة هائلة في بلوغ النهائي وتعثرنا (تقدموا على كرواتيا 1 - صفر قبل أن تنتفض الأخيرة وتفوز 2 - 1)». وأضاف لاعب وسط مانشستر سيتي: «ليس فقط في المستقبل القريب، لكن أعتقد طيلة حياتنا سنضرب أنفسنا عندما نفكر في الفرصة الحقيقية التي كانت أمامنا».
ولم يكن فريق المدرب ساوثغيت، صاحب الخبرة القليلة، مرشحاً للتقدم إلى هذا الحد في البطولة لكنه حقق أفضل النتائج لإنجلترا منذ حصد اللقب في 1966.
وقال ديلف: «أدخلنا تغييرات هائلة وخضنا معسكراً رائعاً وأعتقد أننا لدينا ما يمكن البناء عليه في السنوات الأربع المقبلة».
واعتبر ساوثغيت أن تجربة التشكيلة الشابة لفريقه قابلة للتطوير والبناء عليها، والإفادة من خريطة الطريق الألمانية لتطوير مستوى المنتخب الوطني وعلاقته بالمشجعين. واعتبر ساوثغيت أن المشجعين «أُتيحت لهم فرصة التعرف إلى اللاعبين بشكل أفضل، وثمة تعاطف وأمر يمكن البناء عليه للمستقبل».


مقالات ذات صلة

رسمياً... كلويفرت يخلف يونغ في تدريب منتخب إندونيسيا

رياضة عالمية باتريك كلويفرت (رويترز)

رسمياً... كلويفرت يخلف يونغ في تدريب منتخب إندونيسيا

أعلن الاتحاد الإندونيسي لكرة القدم في بيان، الأربعاء، تعيين أسطورة كرة القدم الهولندي باتريك كلويفرت مدرباً جديداً للمنتخب الوطني حتى 2027، مع خيار التمديد.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)
رياضة عالمية ديشان في مقابلة مع قناة «تي إف 1» الأربعاء (أ.ف.ب)

ديشان: سأترك تدريب منتخب فرنسا في 2026

أكد مدرب منتخب فرنسا لكرة القدم ديدييه ديشان، أنه سيترك منصبه عام 2026، في مقابلة مع قناة «تي إف 1» الأربعاء.

رياضة عالمية شين تاي-يونغ (رويترز)

مفاجأة... ثوهير يقيل مدرب إندونيسيا والبديل كلويفرت

أقال الاتحاد الإندونيسي لكرة القدم مدرب منتخب الرجال الكوري الجنوبي شين تاي-يونغ، كما أعلن رئيسه إريك ثوهير، الاثنين.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)
رياضة سعودية منتخب السعودية لم يقدم ما يشفع له للاستمرار في البطولة (سعد العنزي)

هل يمكن معالجة جراح الأخضر قبل استئناف تصفيات كأس العالم؟

عندما تلقَّى المنذر العلوي بطاقة حمراء في الدقيقة 34، لم يكن أشد المتشائمين يتوقع أن يخفق الأخضر في التفوق على 10 لاعبين من عُمان في سعيه لبلوغ النهائي الخليجي.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
رياضة سعودية حالة من الإحباط عاشها لاعبو الأخضر بعد الخروج الخليجي (تصوير: سعد العنزي)

رينارد يجهز تقرير «الأخضر»... و«اعتزال» العويس مجرد «ردة فعل»

مصادر قالت إن الاتحاد السعودي لكرة القدم لا يزال يثق بالجهازين الفني والإداري بقيادة المدرب الفرنسي هيرفي رينارد.

سعد السبيعي (الكويت)

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
TT

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة

تسببت صاعقة برق خلال مباراة كرة قدم محلية في وسط بيرو بمقتل لاعب وإصابة 4 آخرين يوم الأحد، بحسب شبكة «سي إن إن».

وأظهرت لقطات من المباراة اللاعبين وهم يغادرون الملعب في ملعب كوتو كوتو ببلدة تشيلكا، على بعد نحو 70 كيلومتراً جنوب شرقي ليما، بعد توقف المباراة بسبب عاصفة.

وفي مقطع فيديو، شوهد كثير من اللاعبين وهم يسقطون على وجوههم على الأرض في اللحظة نفسها عندما ضربت الصاعقة الملعب.

وحسبما ظهر على محطة التلفزيون المحلية «أوندا ديبورتيفا هوانكافيليك»، لوحظت شرارة قصيرة وسحابة صغيرة من الدخان بالقرب من أحد اللاعبين. بعد ثوانٍ، بدا أن بعض اللاعبين يكافحون من أجل العودة إلى الوقوف.

وقالت السلطات ووسائل الإعلام الحكومية إن المتوفى هو المدافع هوجو دي لا كروز (39 عاماً).

وقالت البلدية المحلية في بيان: «نقدم تعازينا الصادقة لعائلة الشاب هوجو دي لا كروز، الذي فقد حياته للأسف بعد أن ضربته صاعقة أثناء نقله إلى المستشفى، نعرب أيضاً عن دعمنا وتمنياتنا بالشفاء العاجل للاعبين الأربعة الآخرين المصابين في هذا الحادث المأساوي».

وحتى مساء الاثنين، خرج لاعبان من المستشفى، بينما لا يزال اثنان تحت المراقبة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الحكومية «أندينا». وأضافت أن حارس المرمى الذي أصيب في الحادث كان في حالة حرجة، لكنه أظهر تحسناً.

ويمكن أن تسبب ضربات البرق إصابات خطيرة للإنسان، وفي حالات نادرة، يمكن أن تكون قاتلة. وفرصة التعرض لها أقل من واحد في المليون، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC).

ووفقاً لـ«سي دي سي»، ينجو ما يقرب من 90 في المائة من جميع ضحايا ضربات البرق، ولكن الآثار يمكن أن تكون خطيرة وطويلة الأمد. «لقد عانى الناجون من إصابات وحروق وأعراض خطيرة بما في ذلك النوبات وفقدان الذاكرة».