الإعلام عشية قمة ترمب وبوتين... حذر روسي ومواجهة أميركية

صحف موسكو تحمّل سياسيي واشنطن مسؤولية تدهور العلاقات

«ريا نوفوستي»: ترمب قال لبوتين إن من يعملون معه... أي مع ترمب «حمقى»
«ريا نوفوستي»: ترمب قال لبوتين إن من يعملون معه... أي مع ترمب «حمقى»
TT

الإعلام عشية قمة ترمب وبوتين... حذر روسي ومواجهة أميركية

«ريا نوفوستي»: ترمب قال لبوتين إن من يعملون معه... أي مع ترمب «حمقى»
«ريا نوفوستي»: ترمب قال لبوتين إن من يعملون معه... أي مع ترمب «حمقى»

شكلت القمة التي تستضيفها هلسنكي اليوم بين الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين، موضوعاً رئيسياً هيمن طيلة الفترة الماضية على التقارير الرئيسية في وسائل الإعلام الروسية، التي وإن أظهرت بعض الحذر في توقعاتها لنتائج القمة، إلا أنها لم تتمكن في طيات ومضمون تغطياتها من إخفاء آمال تعلقها على تحقيق نقلة نوعية في العلاقات بين البلدين خلال القمة.
برز في التقارير الصحافية ما يمكن وصفه «دفاع روسي» عن ترمب، شاركت فيه حتى ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم الخارجية الروسية، عبر تعليق على حسابها في «فيسبوك»، هذا بينما تجنب الإعلام توجيه أي اتهامات أو انتقادات للرئيس ترمب، مقابل تحميل مؤسسات صناعة القرار التي يعمل معها، المسؤولية عن تدهور العلاقات الثنائية. وعكست تلك التغطيات إلى حد بعيد تبني الإعلام الروسي في تقاريره وجهة نظر بوتين، الذي تجنب تحميل ترمب شخصياً، والخلافات حول ملفات دولية وإقليمية حساسة، المسؤولية عن التدهور في العلاقات الأميركية - الروسية، ولمح إلى أن المعارضة الداخلية التي يواجهها الرئيس الأميركي هي السبب، حين قال خلال استقباله جون بولتون، مستشار ترمب للأمن القومي، إن «العلاقات بين بلدينا ليست بأفضل حال (...) أرى أن هذا إلى حد كبير نتيجة الصراع السياسي الحاد داخل الولايات المتحدة نفسها».
«ترمب اعترف لبوتين بأن من يعملون معه حمقى». عبارة انتشرت في معظم وسائل الإعلام الروسية، وشكلت مادة دسمة لعشرات التقارير ومقالات الرأي بشأن العلاقات بين البلدين. وجاءت تلك العبارة في صحيفة «نيويورك تايمز»، التي نقلت عن «مصدر مطلع» قوله، إن «ترمب قال لبوتين خلال اتصال هاتفي إن الأشخاص الذين أشار بوتين إلى أنهم حاولوا منع حوار مباشر بين الرئيسين، حمقى لا يجوز الاستماع لهم».
وكالة «ريا نوفوستي» الحكومية، واحدة من عشرات وسائل الإعلام التي ركزت على ما جاء في الصحيفة الأميركية، ورأت فيه «تنشيطاً للجهود الرامية إلى التقليل من الجوانب الإيجابية التي قد تنشأ في العلاقات الروسية - الأميركية بعد قمة بوتين - ترمب في هلسنكي»، وفي تقرير يخلف انطباعاً لدى القارئ بأن «ترمب رجل طيب يريد تحسين العلاقات معنا، لكن الأشرار من حوله يعرقلون جهوده»، قالت الوكالة، إن وسائل الإعلام الأميركية تريد عبر تقاريرها (منها تقرير «نيويورك تايمز») «إيصال فكرتين إلى القراء، الأولى: ترمب خائن أو أنه على أقل تقدير نرجسي خطير لا يمكنه تركه بمفرده مع بوتين.
والفكرة الأخرى: يمضي ترمب في التقارب مع روسيا، خلافاً لتوصيات إدارته التي لا ترغب أبداً المشاركة في تطبيع العلاقات على خط موسكو – واشنطن».
تبييض صفحة ترمب لم يقتصر على تقارير في الإعلام الروسي تلقي بالمسؤولية على إدارته والكونغرس عن التدهور في العلاقات مع موسكو؛ إذ انضمت ماريا زاخاروفا، إلى «الدفاع عن ترمب»، وتحديداً عن نظرته إلى حلف الناتو، وذلك في إطار نشاطها الإعلامي عبر حسابها الرسمي على «فيسبوك». وأثارت حفيظة زاخاروفا، تصريحات مايكل ماكفول، السفير الأميركي السابق في روسيا، التي قال فيها، إن «دونالد ترمب تسبب خلال عام ونصف العام في أضرار للناتو أكثر مما تسبب به الاتحاد السوفياتي وروسيا طيلة 70 عاماً». وفي ردها على تلك التصريحات، كتبت زاخاروفا «أريد ببساطة تذكير هذا المواطن الأميركي بأنه يعيش في ظل ديمقراطية متطورة، وأن ترمب كشف عن نظرته للناتو قبل الانتخابات الرئاسية بكثير»، وأشارت إلى كتاب نشره ترمب عام 2000، قال فيه إن «تكلفة بقاء القوات الأميركية في أوروبا باهظة جداً. وبالتأكيد يمكن إنفاق تلك الأموال على ما هو أفضل من ذلك».
وتعمدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، عرض خلاصة تصريحات للرئيس ترمب، يتحدث فيها عن نظرته لدور حلف الناتو، وتتقاطع مع رؤية موسكو للحلف باعتباره واحدة من مخلفات حقبة الحرب البادرة، ولا بد من حله. وكتبت زاخاروفا، إن ترمب وضّح وجهة نظره يوم 27 مارس (آذار) 2016 بشأن الناتو، وأضافت بين مزدوجين في إشارة إلى أن هذا الكلام قاله ترمب «الناتو هرم، تم تأسيسه في وقت كان موجوداً فيه الاتحاد السوفياتي، وهو أكبر وأقوى بكثير من روسيا. أنا لا أقول إن روسيا لا تشكل تهديداً، لكن لدينا تهديدات أخرى. لدينا التهديد الإرهابي، والناتو لا يناقش الإرهاب. الناتو لم يتم تشكيله لهذه المهمة. ولا يوجد في الناتو دول قادرة على التصدي للإرهاب».
محاولات الإعلام الروسي تبرير مواقف أو تصريحات الرئيس الأميركي استمرت حتى الساعات الأخيرة قبل القمة. وفي هذا السياق ذهبت صحيفة «إزفستيا» إلى التخفيف من حدة وصف ترمب لبوتين بأنه «منافس وليس صديقاً»، ونقلت عن السيناتور فلاديمير جاباروف، نائب رئيس لجنة الشؤون الدولية في المجلس الفيدرالي، قوله إن «طريقة توجيه السؤال لترمب حول العلاقة مع بوتين استفزازية»، موضحاً أنه «لو أجاب ترمب بأن بوتين صديق، فهذا سيُحسب عليه، وإذا وصفه عدو فلن يروق هذا للجانب الروسي؛ لذلك من الطبيعي القول إنه شريك، منافس»، ورأى جاباروف أن «هذا لا يعني أن كلامه سيعرقل إمكانية الجلوس والاتفاق»، وعبّر عن قناعته بأن «ترمب اضطر إلى الإجابة بهذا الشكل».
ويبدو أن تجاهل الإعلام الروسي قرارات خطيرة اتخذها ترمب، عمقت الأزمة في العلاقات مع روسيا، خطوة يُراد منها خلق مناخ إعلامي إيجابي، وربما لإيصال رسائل ودية عشية القمة.
ومع تأكيده أكثر من مرة رغبته في تحسين العلاقات بين البلدين، إلا أن هذا لم يمنعه من اتهام روسيا بانتهاك معاهدة الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى، ولم توقفه وعوده عن قراره بالرد على استخدام النظام السوري السلاح الكيماوي، وقصف مواقعه رغم التهديدات الروسية، ولا من اتخاذ الكثير من الخطوات التي وصفها مراقبون بأنها تتعارض جذرياً مع حديثه حول الرغبة بتحسين العلاقات الروسية –الأميركية.
على الجانب الآخر، لا يمكن تجاهل رغبة كبيرة لدى الجانب الروسي بأن تساهم قمة بوتين – ترمب على أقل تقدير في إطلاق حوار بين البلدين وتفعيل قنوات الاتصال التي ما زالت مجمدة منذ عام 2014، بقرار من إدارة أوباما. وفي تقرير بعنوان «قمة الآمال»، نشرت صحيفة «إزفستيا» الروسية حواراً مع رئيس الوزراء البلغاري بويكو بوريسوف، تناول بصورة خاصة التوقعات لنتائج قمة هلسنكي، وقال فيه، إن «بلغاريا تعلق آمالاً كبيرة على قمة الرئيسين بوتين وترمب»، وأضاف «أعتقد حقيقةً أن القمة من شأنها أن تساعد في إيجاد وسائل لتسوية المسألة السورية، وهو ما سيساهم في الحد من موجة اللجوء إلى أوروبا».
إلى جانب المئات من التقارير السياسية في الإعلام الروسي حول القمة والتوقعات لنتائجها، توقفت صحيفة «روسيسكايا غازيتا» عند التأثير الذي قد تخلفه نتائج محادثات بوتين – ترمب على سعر الروبل الروسي.
وفي تقرير بعنوان «أربعة أحداث ستغير ميزان القوى بين الروبل والدولار»، قالت الصحيفة «سيجري منتصف الشهر الجاري لقاء بين الرئيسين الأميركي والروسي، ويمكن أن تُدخل محادثاتهم بعض التعديلات على التعاملات في سوق المال. وفي حال عدم الخروج بنتائج إيجابية للعلاقات بين البلدين، وغياب أي اتفاقات حول التعاون لاحقاً في الملف السوري، وفيما يخص العقوبات، فإن هذا سيؤدي إلى تراجع قيمة الروبل أمام الدولار بنسبة محدودة. أما إذا كانت الأجواء العامة للقمة إيجابية فإن هذا سيساهم في تعزيز قيمة الروبل».
أخيراً، يُذكر أن وسال الإعلام الروسية كانت قد نشرت أثناء الانتخابات الرئاسية الأميركية خريف عام 2016، وبعد دخول ترمب البيت الأبيض، الكثير من التقارير التي مدحت فيها الرئيس ترمب، ورأت أنه سيسارع قبل كل شيء إلى تطبيع العلاقات مع موسكو. إلا أن الشعور بخيبة أمل بعد أشهر عدة من رئاسة ترمب دفع الكرملين إلى توصية وسائل الإعلام الروسية بالتوقف عن كيل المديح للرئيس الأميركي.


مقالات ذات صلة

تونس والسنغال تتراجعان في تقرير «مراسلون بلا حدود» السنوي لحرية الصحافة

العالم العربي تونس والسنغال تتراجعان في تقرير «مراسلون بلا حدود» السنوي لحرية الصحافة

تونس والسنغال تتراجعان في تقرير «مراسلون بلا حدود» السنوي لحرية الصحافة

أظهر التقرير السنوي لحرية الصحافة لمنظمة «مراسلون بلا حدود»، اليوم الأربعاء، أن تونس والسنغال كانتا من بين الدول التي تراجعت في الترتيب، في حين بقيت النرويج في الصدارة، وحلّت كوريا الشمالية في المركز الأخير. وتقدّمت فرنسا من المركز 26 إلى المركز 24.

«الشرق الأوسط» (باريس)
العالم غوتيريش يندد باستهداف الصحافيين والهجوم على حرية الصحافة

غوتيريش يندد باستهداف الصحافيين والهجوم على حرية الصحافة

ندّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم (الثلاثاء)، باستهداف الصحافيين، مشيراً إلى أنّ «حرية الصحافة تتعرّض للهجوم في جميع أنحاء العالم». وقال في رسالة عبر الفيديو بُثّت عشية الذكرى الثلاثين لـ«اليوم العالمي لحرية الصحافة»، إن «كلّ حرياتنا تعتمد على حرية الصحافة... حرية الصحافة هي شريان الحياة لحقوق الإنسان»، وفقاً لما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أن «حرية الصحافة تتعرّض للهجوم في جميع أنحاء العالم»، مشيراً إلى أنّه «يتمّ استهداف الصحافيين والعاملين في الإعلام بشكل مباشر عبر الإنترنت وخارجه، خلال قيامهم بعملهم الحيوي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم صحافي ليبرالي في الصين يواجه تهمة «التجسس»

صحافي ليبرالي في الصين يواجه تهمة «التجسس»

ذكرت جمعية تعنى بالدفاع عن وسائل الإعلام أن تهمة التجسس وجهت رسمياً لصحافي صيني ليبرالي معتقل منذ عام 2022، في أحدث مثال على تراجع حرية الصحافة في الصين في السنوات الأخيرة، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية». كان دونغ يويو، البالغ 61 عاماً والمعروف بصراحته، يكتب افتتاحيات في صحيفة «كلارتي» المحافظة (غوانغمينغ ريباو) التي يملكها الحزب الشيوعي الحاكم. وقد أوقف في فبراير (شباط) 2022 أثناء تناوله الغداء في بكين مع دبلوماسي ياباني، وفق بيان نشرته عائلته الاثنين، اطلعت عليه لجنة حماية الصحافيين ومقرها في الولايات المتحدة. وقالت وزارة الخارجية اليابانية العام الماضي إنه أفرج عن الدبلوماسي بعد استجو

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم العربي المغرب: أربعة من وزراء الإعلام السابقين يرفضون لجنة مؤقتة لمجلس الصحافة

المغرب: أربعة من وزراء الإعلام السابقين يرفضون لجنة مؤقتة لمجلس الصحافة

بدا لافتاً خروج أربعة وزراء اتصال (إعلام) مغاربة سابقين ينتمون إلى أحزاب سياسية مختلفة عن صمتهم، معبرين عن رفضهم مشروع قانون صادقت عليه الحكومة المغربية الأسبوع الماضي، لإنشاء لجنة مؤقتة لمدة سنتين لتسيير «المجلس الوطني للصحافة» وممارسة اختصاصاته بعد انتهاء ولاية المجلس وتعذر إجراء انتخابات لاختيار أعضاء جدد فيه. الوزراء الأربعة الذين سبق لهم أن تولوا حقيبة الاتصال هم: محمد نبيل بن عبد الله، الأمين العام لحزب «التقدم والاشتراكية» المعارض، ومصطفى الخلفي، عضو الأمانة العامة لحزب «العدالة والتنمية» المعارض أيضاً، والحسن عبيابة، المنتمي لحزب «الاتحاد الدستوري» (معارضة برلمانية)، ومحمد الأعرج، عضو

«الشرق الأوسط» (الرباط)
المشرق العربي «الجامعة العربية» تنتقد «التضييق» على الإعلام الفلسطيني

«الجامعة العربية» تنتقد «التضييق» على الإعلام الفلسطيني

انتقدت جامعة الدول العربية ما وصفته بـ«التضييق» على الإعلام الفلسطيني. وقالت في إفادة رسمية اليوم (الأربعاء)، احتفالاً بـ«يوم الإعلام العربي»، إن هذه الممارسات من شأنها أن «تشوّه وتحجب الحقائق». تأتي هذه التصريحات في ظل شكوى متكررة من «تقييد» المنشورات الخاصة بالأحداث في فلسطين على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما في فترات الاشتباكات مع القوات الإسرائيلية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

الانتخابات الرئاسية الأميركية عزّزت وضع «بلوسكاي» منافساً لـ«إكس»

العلامة التجارية لتطبيق «بلوسكاي» (أ.ف.ب.)
العلامة التجارية لتطبيق «بلوسكاي» (أ.ف.ب.)
TT

الانتخابات الرئاسية الأميركية عزّزت وضع «بلوسكاي» منافساً لـ«إكس»

العلامة التجارية لتطبيق «بلوسكاي» (أ.ف.ب.)
العلامة التجارية لتطبيق «بلوسكاي» (أ.ف.ب.)

يبدو أن انتخابات الرئاسة الأميركية، التي أُجريت يوم 5 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، عزّزت مكانة منصة «بلوسكاي» منافساً رئيساً لـ«إكس»، ما أثار تساؤلات بشأن مستقبل المنصتين، ولمَن ستكون الغلبة في سباق منصات التواصل الاجتماعي للتنافس على زيادة عدد المستخدمين. وفي حين عدّ خبراء حاورتهم «الشرق الأوسط» أن «بلوسكاي» قد تكون «بديلاً» لـ«إكس»، فإن هؤلاء توقّعوا أن هذا التغير قد يحتاج لسنوات.

من جهتها، أفادت وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية بأن منصة «بلوسكاي» شهدت زيادة مليون مستخدم جديد خلال الأسبوع الذي أعقب الانتخابات الأميركية، وعلّقت قائلة «في الوقت الراهن يبحث بعض مستخدمي (إكس) عن منصة بديلة للتفاعل مع الآخرين ونشر أفكارهم». أما صحيفة «الغارديان» البريطانية، فأوردت في تقرير نشرته منتصف الشهر الحالي، أن كثيراً من المستخدمين «يسعون الآن للهروب من (إكس)، وسط تحذيرات من زيادة خطاب الكراهية والمعلومات المضلّلة على المنصة». وحقاً، وفق «بلوسكاي» ارتفع عدد مشتركيها «من 10 ملايين في منتصف سبتمبر (أيلول) الماضي، إلى 16 مليون مستخدم حالياً».

رائف الغوري، المدرّب والباحث المتخصّص في الذكاء الاصطناعي التوليدي، أرجع ازدياد الإقبال على منصة «بلوسكاي» إلى «فقدان منصة (إكس) مكانتها تدريجياً». وأردف أن جاك دورسي نقل الخبرات والتجارب الناضجة لـ«تويتر» سابقاً و«إكس» عند تأسيس «بلوسكاي»، ما منح المنصة «عناصر قوة تظهر في مزايا اللامركزية، والخوارزميات التي يستطيع المستخدم أن يعدلها وفق ما يناسبه». وتابع: «انتخابات الرئاسة الأميركية كانت من أهم التواريخ بالنسبة لبلوسكاي في ظل ازدياد الإقبال عليها».ولذا لا يستبعد الغوري أن تصبح «بلوسكاي» بديلاً لـ«إكس»، لكنه يرى أن «هذا الأمر سيحتاج إلى وقت ربما يصل إلى سنوات عدة، لا سيما أن بلوسكاي حديثة العهد مقارنة بـ(إكس) التي أُسِّست في مارس (آذار) 2006، ثم إن هناك بعض المزايا التي تتمتع بها (إكس)، على رأسها، تمتعها بوجود عدد كبير من صنّاع القرار الاقتصادي والسياسي والفنانين والمشاهير حول العالم الذين لديهم رصيد واسع من المتابعين، وهذا عامل يزيد من صعوبة التخلي عنها».

ويشار إلى أن «بلوسكاي» تتمتع بسمات «إكس» نفسها، ويعود تاريخها إلى عام 2019 عندما أعلن جاك دورسي - وكان حينئذٍ لا يزال يشغل منصب المدير التنفيذي لـ«تويتر» («إكس» حالياً) - عن تمويل الشركة تطوير منصة تواصل اجتماعي مفتوحة ولا مركزية تحمل اسم «بلوسكاي». وفي فبراير (شباط) 2022 تحوّلت إلى شركة مستقلة، لتطلق نسختها التجريبية مع نهاية العام.

من جانبه، قال محمد الصاوي، الصحافي المصري المتخصص في شؤون الإعلام الرقمي، إن «منصة (بلوسكاي) في طريقها بالفعل للاستفادة من التغيّرات الجذرية التي تشهدها منصات كبيرة مثل (إكس)». وأوضح أن «النموذج اللامركزي الذي تعتمده (بلوسكاي) يمنحها ميزةً تنافسيةً ملحوظةً، لا سيما مع ازدياد الوعي حول الخصوصية والتحكم في البيانات، أضف إلى ذلك أن المستخدمين اليوم يبحثون عن منصات توفر لهم الأمان، لا سيما بعد التحوّلات الكبيرة التي شهدتها (إكس) تحت قيادة ماسك... ومن هذا المنطلق يبدو أن لدى (بلوسكاي) فرصة حقيقية للنمو، إذا استمرت في تعزيز مبادئها المتعلقة بالشفافية وحرية التعبير».

الصاوي أشار أيضاً إلى أن عمل ماسك مع ترمب قد يكون له تأثير مزدوج على منصة (إكس)، بشأن الرقابة على المحتوى، وقال: «إن العلاقة الحالية بينهما قد تدفع نحو تغييرات دراماتيكية في إدارة (إكس) وتوجهاتها المستقبلية، ما يزيد ويبرّر الحاجة إلى منصات بديلة أكثر استقلالية مثل (بلوسكاي)».